أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-11-2014
1823
التاريخ: 2023-11-30
1550
التاريخ: 2024-08-24
347
التاريخ: 4-1-2016
4801
|
قال تعالى : {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 42].
من الأبحات التي عنت بها علوم هو رسم الخط القرآني وشكله، حيت إن الخط بصورة عامة وضع ليعبر عن المعنى بنفس اللفظ الذي ينطق به، وعليه فيجب أن تكون الكتابة مطابقة للفظ المنطوق به تماما ليكون الخط مقياساً للفظ من غير زيادة أو نقصان، غير أن أساليب الإنشاء والكتابة تختلف عن هذه القاعدة بكثير، ولكن لا بأس ذلك ما دام الاصطلاح العام جارية عليه، فلا يسبب اشتباها أو التباس في المراد.
اختلاف الخط القرآني عن قواعد الخطّ العامة
لقد تخلف رسم الخط في المصحف الشريف حتى عن المصطلح العام. فيه كثير من الأخطاء الإملائية والتناقضات المتعددة في رسم الكلمات، ولو لم يكن هناك سماع و تواتر في قراءة القرآن - والتي لم يزل المسلمون يتوارثونها بدقة وعناية بالغة جيلا بعد جيل - لأصبح قراءة كثير من كلمات القرآن مستحيلة. ويرجع السبب - كما تقدم - إلى عدم تسلط العرب على فنون الخط وأساليب الكتابة في ذلك العهد، بل لم يكونوا يعرفون الكتابة سوى عدد قليل منهم يجيدون الخط البدائي الرديء، كما يبدو من الخطوط الباقية من صدر الأول(1). ولم يمسوا القرآن بيد إصلاح بعد ذلك قط، لئلا يقع القرآن عرضة تحريف أهل الباطل بعدئذ بحجة الإصلاح.
والأخطاء الإملائية الموجودة في المصحف لاتمس كرامة القرآن وصيانه وذلك لوجوه:
أولا: القرآن - في واقعه هو الذي يقرأ لا الذي يكتب، فما دامت القراءة باقية على سلامتها الأولى لا تضر الكتابة، ولا شك أن المسلمين احتفظوا على نص القرآن بلفظه المقروء صحيحا.
ثانيا: تخطئة الكتاب هې استنكار على الكتبة الأوائل وليست قدحاً في نفس الكتاب الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 42].
ثالثا: إن بقاء الأخطاء على حالها ظلت باقية، يفيد المسلمين في احتجاجهم بها على سلامة كتابهم من التحريف عبر القرون، إذ إن الأخطاء الإملائية لا شأن لها بذلك، وإن كان تلك الأخطاء بالإصلاح، لكنها أبقيت سليمة عن التغیر، تكريما لمقام السلف فيما كتيوه، فأجدر بنص الكتاب العزيز أن يبقي بعيدا عن احتمال التحريف والتبديل رأسا.
نماذج من مخالفات الرسم
1- {يَأْتِيهِمْ أَنْبَؤُا} [الأنعام: 5]. والصحيح : أنبأ.
2- {وَيَنؤْنَ عَنْهُ} [الأنعام: 26]. والصحيح وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ.
3- {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَاىُءٍ} [الكهف: 23]. والصحيح لِشَيْءٍ.
4- { أَوْ لَأَأذْبَحَنَّهُ } [النمل: 21].والصحيح: لَأَذْبَحَنَّهُ .
5- {وَجِاىءَ بِالنَّبِيِّينَ} [الزمر: 69].والصحيح: وَجِيءَ...
التناقضات بالرسم العثماني
والشئ الأغرب وجود تناقضات في رسم المصحف، بينما الكلمة مثبتة في وضع برسم خاص وإذا هي بذاتها مرسومة في موضع آخر بما يخالفها، وإليك نموذجاً من ذلك التناقض الغريب:
الكلمات برسمها الملحون |
الكلمات برسمها الصحيح |
{لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ} [الكهف: 77] |
{إِذًا لَاتَّخَذُوكَ} [الإسراء: 73] |
{ فَقَالَ الضُّعَفَؤا } [إبراهيم: 21] |
{لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ} [التوبة: 91] |
{فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ} [فاطر: 43] |
{وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ} [الأحزاب: 62] |
{عَلَى بَيِّنَتٍ مِنْهُ } [فاطر: 40] |
{عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ} [هود: 17] |
{فَقَالَ الْمَلَؤُا} [المؤمنون: 24] |
{وَقَالَ الْمَلَأُ } [المؤمنون: 33] |
الموقف من الشكل والإعجام
نتيجة لموقع القرآن في قلوب المسلمين ومكانته بينهم واجهت عملية التنقيط والشكل آراء ومواقف متعددة سنذكرها بشكل إجمالي .
أولاً: رفض هذه العملية حتى لايختلط القرآن ماهو ليس منه فمثلاً عبد الله بن مسعود قال:
جردوا القرآن ولا تخلطوه بشئ.(2)
بل إن الحسن البصري ومحمد بن سيرين قالا بكراهة النقط في القرآن ، وكذلك مالك لم يجوز النقط في المصاحف التي تقرأ وجوز ذلك في المصاحف التي معدة للتعليم.(3)
ثانياً: قال آخرون إن الحفاظ على القرآن من من اللحن أهم من مسالة التنقيط في القرآن خصوصاً وأنها لا تمس القرآن بشيء، يقول الجرجاني(ت430هـ):
وأما النقط فيجوز ، لأنه ليس له صورة فيتوهم لأجلها ماليس بقرآن قرآناً وإنما هي دلالات على هيئة المقروء فلا يضر إثباتها لمن يحتاج إليها.(4)
ثالثاً: ذهب أخرون الى أبعد من ذلك وقالوا: بأستحباب التنقيط قال النووي (676هـ) نقط المصحف وشكله مستحب، لأنه صيانة لمن له من اللحن والتحريف(5).
الخلاصة
1- إن أساليب الإنشاء والكتابة قد تختلف القاعدة القاضية بضرورة مطابقة المنطوق للمكتوب، ولكن يبدو أن أهل الفن وافقوا بذلك في بعض الأحيان ما دام الاصطلاح العام جارياً عليه ، ولم يسبب اشتباهاً أو التباساً في المراد.
2- ذكروا عدة وجوه لتبرير الأخطاء الإملائية في المصحف:
أولاً: القرآن - في الواقع - يقرا ولا يكتب فما دامت القراءة محفوظة فلا ضير في ذلك .
ثانياً: إن الإنكار واقع على الكتبة الأوائل وليس على النص القرآني ، لأنه محفوظ بنص الكلام الالهي.
ثالثاً: إن غض الطرف عن الأخطاء الإملائية تكريماً للكتبة الأوائل، وينفع أيضاَ في تأييد صيانة القرآن من التحريف.
3- هناك ثلاث مواقف من عملية التنقيط والإعجام وهي : رفض هذه العملية ، والقول بجوازها، والقول باستحبابها.
____________
1- راجع: مقدمة ابن خلدون : 419-438.
2- مجمع الزوائد : 7، 158.
3- الإتقان: 1، 291.
4- المصدر السابق.
5- المصدر السابق.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|