المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



حقيقة القرآن ومراتب المعرفة عند الطباطبائي  
  
2750   03:17 مساءً   التاريخ: 11-11-2020
المؤلف : الشيخ عارف هنديجاني فرد
الكتاب أو المصدر : علوم القرآن عند العلامة آية الله السّيّد محمد حسين الطّباطبائيّ (قده) «دراسة...
الجزء والصفحة : ص 70 - 75 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / مقالات قرآنية /

يرى العلامة الطباطبائي أن حقيقة القرآن هي أعلى من أن تنالها أيدي الأفهام العادية ، أو أن تمسها أيادي غير المطهرين ، وهذه الحقيقة هي إنما تنزّل إلى مرتبة الذكر بلسان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بهدف أن يبشر بها المتقون من عباده وتنذر بها قوماً لدّاً خصماء ، كما قال الله تعالى : ﴿ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً ﴾ . والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إنما يُسر القرآن بلسانه لكونه نال الحقيقة التي هي عين المعرفة ، هذه المعرفة التي جعلته يحظى بتلقّي حقيقة الوحي ، كما قال تعالى : ﴿ وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ ﴾ [النمل : 6] .

إن حقيقة القرآن ، كما يرى العلامة ، لا تنفصل عن المعرفة التي تحققت لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما يسّره الله تعالى له ليكون مبشراً ونذيراً ، وهذه الحالة التي انتهى إليها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) مع أهل بيته (عليهم السلام) في القوس الصعودي والتي قال فيها الوحي ﴿ وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ . . . ﴾ ، هي أول درجات ومراتب المعرفة التي تم تيسيرها للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته ، ذلك أن معنى التلّقي قد ترافق مع التيسير لهذه الحقيقة المنزّلة ، على اعتبار أنها حقيقة ، كما يرى الطباطبائي ، ما كانت متيسرة قبل أن تنزّل ، يقول العلامة : «إن التيسير بما هو تسهيل ينبىء عن حالة سابقة ما كان يسهل معها التلاوة أو الفهم (1) ، وقد أنبأ عن مثل هذه الحالة لكتابه في قوله تعالى : ﴿ حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ  ﴾ [الزخرف : 2-4] .

فالتَّلقي إنما هو المماهاة في المعرفة مع مَن بلغ قوس الصعود ليحظى بهذه الدرجة من المعرفة ، وهو الذي حتم أن تكون ، كما يرى العلامة الآملي في فهمه للطباطبائي ، حقيقة الولاية وحقيقة القرآن متحدتان ومتطابقتان من حيث المصداق والصدق ، وإن كانتا منفصلتين من حيث المفهوم (2) ، وهذه الحقيقة التي تلقاها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويسّرت له ما كانت لتُعرف قبل أن تنزّل ، لكونها في أم الكتاب ، وقد تجلت لمن تلقاها من لدن حكيم عليم لتعبر عنه ويُعبر عنها ، باعتباره المُتلقي لها والكاشف عنها لمن لا يعرفها ، وهي بهذا المعنى تكون حقيقة المعرفة التي أراد الله تعالى لعباده أن يهتدوا بها من خلال القرآن ، كما قال علي (عليه السلام) : «فتجلى لهم سبحانه في كتابه من غير أن يكونوا رأوه بما أراهم من قدرته» (3) .

وإذا كان الطباطبائي يرى بأن هذه الحقيقة هي أعلى من أن تنالها الأفهام العادية ، أو الأيادي غير المطهرة ، فذلك إنما يكشف عما لهذه الحقيقة من معنى سواء في قوس الصعود ، أو في قوس النزول ، هذا فضلاً عما خصت به هذه الحقيقة من طهارة لا تمس إلاّ من المطهرين ، وهم الذين خصوا بها وخصّت بهم ، كما قال الله تعالى : ﴿ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ﴾ [الواقعة : 79] ، ما يعني أن أولى تجليات المعرفة العميقة ، إنما تكون بدايتها لمن تجلّت له ويسّرت بلسانه للإنذار والتبشير على نحو ما بيّن الطباطبائي . وهكذا ، فإن معنى أن يتجلى القرآن لأهله أن يكون لهم معنى حقيقته ، بحيث لا يرون شيئاً إلاّ ويرون الله تعالى قبله ومعه وبعده ، كما قال علي (عليه السلام) ، وهذا الكلام من علي (عليه السلام) هو الذي يؤسس لمنهجية التفسير ، تماماً كما يعبر عن حقيقة التسهيل والتيسير للذكر ، وذلك من حيث هو منهج ﴿ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ ، هذا فضلاً عما تحتمه هذه المنهجية القويمة من تيسير لفهم حقيقة القرآن ، بما هو كتاب منزل وميسّر بلسان النبي وأهل بيته (عليهم السلام) الذين أرشدوا العباد ، كما يرى العلامة إلى أن أول المعرفة إنما يكون بحقيقة الوحي والتوحيد ، كما قال علي (عليه السلام) : «أول الدين معرفته ، وكمال معرفته التصديق به» (4) . وعليه ، فإن معنى سلوك طريق المعرفة أن يرى المؤمن بأم عينه وروحه الحقيقة القرآنية التي جسّدها مَن نطق بهم الوحي وباشروا روح اليقين ، وعرف بهم الكتاب وعرفوا به ، وهذا ما يمكن تلمسه من منهجية الطباطبائي في عملية التفسير من خلاف العقل والنقل معاً بالإرتكاز إلى مَن تلقوا الوحي واتحدوا معه ، وبلغوا كنه معنى حقيقة التفسير ، وهذا ما لم يكن متيسراً لأحد قبل عملية التلقي التي خصّ بها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام) ليكون لسانهم لسان الذكر ، وقلبهم قلب الحقيقة ، وروحهم روح الوحي ، كما قال علي (عليه السلام) : «والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيما نزلت وأين نزلت ، أبِليل نزلت أم بِنهار ، في سهل أو جبل ، إن ربي وهب لي قلباً عقولاً ولساناً سؤولاً» (5) .

ولا شك في أن مَن تكون لديه هذه الإحاطة بعملية الوحي ، سواء في دائرة التلّقي ، أم في دائرة العقل ، أم في دائرة الفهم والسؤال ، هو الذي يملك أعلى درجات المعرفة في تفسير كنه الحقيقة القرآنية . لأنه طابقها واتحد معها إلى حد أنها أصبحت وإياه شيئاً واحداً ، ومن هذه المعرفة تتنزّل كل المعارف ، وتتحقق كل البراهين التي يحتاج إليها الإنسان في استيعابه وفهمه لحقيقة القرآن . ولهذا ، نرى الطباطبائي يتحدث عن مراتب للمعرفة فيما يتعلق بعملية التفسير ، ويميز بين أن يكون الإنسان المؤمن مستدلاً في هذه العملية ، وبين أن يكون مشاهداً لجمال الله وجلاله ، الذي لا يتيسّر إلاّ بجذب خاص ، وبين مَن تكون له حقيقة الوحي بما هي عين المعرفة ، وقد تيسّرت هذه الحقيقة ، المعرفة للذكر بعد أن لم تكن ممكنة ، إلا للمطهرين ، وهو إنما ألبس ، كما يقول الطباطبائي ، لباس القراءة والعربية ليعقله الناس (6) . وإلا فإنه ـ وهو في أُم الكتاب ، عند الله ، عليّ لا تصعد إليه العقول ، حكيم لا يوجد فيه فصل وفصل ، ويأتي في هذا المساق ، قوله تعالى : ﴿ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الواقعة : 80] .

لقد أوضح الطباطبائي في تفسيره ، أن حقيقة القرآن لا يعلمها إلاّ المطهرون ، الذين خوطبوا بالقرآن ، وجعلت لهم كرائمهُ ، كما جاء عن الباقر (عليه السلام) ، «ولنا كرائم القرآن» (7) ، إلى غير ذلك مما يقيد تيسير القرآن للذكر على لسان الأئمة المطهرين (عليهم السلام) ، لكونهم أعرف الناس بحقيقة القرآن وأدرى الناس به لقوله (عليه السلام) : «إنما يعرف القرآن من خوطب به» (8) ، ومن هنا يتأيّد لنا ، كما يرى الطباطبائي ، معنى تيسيره بلسان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وتنزيله على اللسان العربي ، الذي كان هو لسانه (صلى الله عليه وآله وسلم) ليتيسر له التبشير والانذار . وطالما أن للنبي وأهل بيته (عليهم السلام) هذا المعنى القرآني فيما خُصوا به من خطاب ، وجُعل لهم من كرائم قرآنية ، فإن الذي يصدر عنهم هو كمال المعرفة بهذه الحقيقة القرآنية المتجلية بهذا اللسان العربي (9) ، ومنهم تتنزّل معرفة القرآن إلى مَن سواهم ممَّن لم يتحصّل لهم الترقي إلى مستوى أن يكون على المعرفة وعلى الحقيقة . وهذا ما يجعل مراتب المعرفة ومذاهب الفهم والتفسير عند البشر مختلفة ومتمايزة فيما يكون منهم من فهم وتفسير لهذه الحقيقة القرآنية ، ومن هنا تتأتى لنا عظمة المنهج التفسيري الذي اعتمده الطباطبائي في تبيان حقيقة القرآن ومراتب المعرفة ، واختلاف الأفهام في فهم هذه الحقيقة ، باعتبار أن من يتلقى الوحي له من حقيقة ومعرفة القرآن ، غير ما يكون لغيره ممن يعتصم بحبله الممدود من السماء إلى الأرض ، فلكل منهما مرتبته ودرجته ، ومن يضل عمن جعلت له حقيقة القرآن ، لا تتحقق له الهداية باللسان العربي الذي تنزّل به ليكون مقروءاً ومبشراً به على نحو ما بيّن الطباطبائي في تفسيره . إن معرفة القرآن لها مراتبها وتجلياتها في قوسي الصعود والهبوط ، وما لم يهتد الإنسان بالمقربين والمطهرين ، فلن تكون له إمكانية الصدور ، أو الفهم لما تيسر على لسان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما خص به من وحي الكلام ليكون شاهداً ومبشراً ونذيراً (10) .

إن الله سبحانه وتعالى تجلى لعباده في كتابه من غير أن يكونوا رأوه بما أراهم من قدرته ، كما بين الإمام علي (عليه السلام) ، وظهر للعقول بما أراها من علامات التدبير المتقن والقضاء المبرم (11) ، والناس تتراوح مراتبهم ومعرفتهم بين أن يكونوا على معارف وتجليات مختلفة ، تبدأ من الأنفس والآفاق ، وتنتهي إلى حقيقة الإتحاد بحقيقة القرآن المنزلة ، وقد يتخلل ذلك مراتب ومعارف بحسب ما يكون عليه الناس من قرب أو بعد من الحبل الذي أمر الله تعالى بالإعتصام به ، كما في قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، هما حبل الله ممدود بينكم وبين الله عز وجل» (12) ، وهكذا فإن المتدبر في الآيات القرآنية ، كما يرى الطباطبائي ، لا يجد مناصاً من الاعتراف بكون هذا القرآن المتنزل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تدريجياً هو متكىء على حقيقة متعالية عن أن تدركها أبصار العقول العامة ، وأن تلك الحقيقة أُنزلت على النبي إنزالاً فعلّمه الله بذلك حقيقة ما عناه بكتابه (13) . . . والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بدوره علّم مَن أرسل إليهم معنى أن يكون القرآن هادياً ومبشراً ونذيراً ، بما تأيَّد به من لسان عربي ، له ثباته في اللوح المحفوظ ، وفي أُم الكتاب لا يطرأ عليه تغيّر ولا تبديل ، وهو إنما يكون له ذلك في تنزله للهداية . أما من حيث ما له من أصل ، فإنه الكتاب المبين الخالي من التفصيل ، ولهذا قال تعالى : ﴿ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ ﴾ ليكون له معنى الإنذار والتبشير بعد أن يكون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد تلقاه من لدن حكيم عليم ، ذلك هو معنى أن يكون القرآن منزلاً ، وأن يكون له معنى الاتحاد والتطابق مع من تنزلّ عليه وكانت له حقيقته ، خلافاً لمن يزعم أنه بعد التلقي لم يعد هناك معنى لحقائق ومعارف مختلفة ، فهؤلاء تحسّسوا القرآن بحسب أفهامهم وقصور عقولهم لدرجة أنهم لم يميزوا بين أن تكون للقرآن حقيقة وأصل ، وبين أن تكون له حقيقة التنزيل ليكون ميسراً بلسان النبي ومبشراً ومنذراً ، ما أدى بهم إلى التجرد بالألفاظ على نحو الجحود عند المعنى الحسي أو المجازي ، وكما قال الطباطبائي : «إن الغالب من هؤلاء ، من أرباب حديث ، ومن متكلمين وحسيين من باحثي هذا العصر لما أنكروا أصالة ما وراء المادة المحسوسة اضطروا إلى حمل هذه الآيات الدالة على كون القرآن هدى ورحمة ، ونوراً ، ومواقع نجوم وكتاباً مبيناً ، وفي لوح محفوظ ونازلاً من عند الله ، وفي صحف مطهرة إلى غير ذلك من الحقائق على أقسام الاستعارة والمجاز فعاد القرآن بذلك شعراً منثوراً» (14) .

__________________________

  1.  الطباطبائي ، تفسير الميزان ، م .س ، ج14 ، ص116 .
  2.  را : آملي ، عبد الله ، مجموعة مؤلفين ، م .س ، ص73 .
  3.  نهج البلاغة : الخطبة : 147
  4.  الإمام علي (عليه السلام) نهج البلاغة ، الخطبة : 1 .
  5.  الحر العاملي ، وسائل الشيعة ، مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث ، قم ، ط2 ، 1414هـ ، ج1 ، ص61 .
  6.  الطباطبائي ، تفسير الميزان ، م .نس ، ج12 ، ص119 .
  7.  الإمام علي (عليه السلام) نهج البلاغة ، الخطبة : 154 .
  8.  الحر العاملي ، وسائل الشيعة ، م .س ، الباب13 ، الحديث250 .
  9.  يقول الطباطبائي : «وقوله تعالى : ﴿ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ﴾ [الأحزاب : 21] . فإذا لم تكن أقوال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأفعاله وحتى صمته وإقراره ، حجة كالقرآن الكريم ، لم نجد مفهوماً صحيحاً للآيات المذكورة ، لذا ، فإن أقواله حجة لازمة الإتباع ، للذين قد سمعوه (صلى الله عليه وآله وسلم) أو قد نقل إليهم عن طريق رواة ثقاة ، وكذلك ينقل عنه عن طرق متواترة قطعية أن أقوال أهل بيته (عليهم السلام) وواجبه الاتباع ، وأن أهل البيت (عليهم السلام) لهم المرجعية العلمية في الإسلام ولم يخطأوا في تبيان المعارف والأحكام الإسلامية فأقوالهم حجة يعتمد عليها سواء أكان مشافهة أو نقلاً . . . را : الطباطبائي ، محمد حسين ، الشيعة في الإسلام ، مركز بقية الله الأعظم ، بيروت ، 1999 ، ط1 ، ص78 .
  10.  را : الطباطبائي ، محمد حسين ، تفسير الميزان ، م .س ، ج14 ، ص116 .
  11.  الإمام علي (عليه السلام) ، نهج البلاغة ، الخطبة : 182 .
  12.  را : الطباطبائي ، الشيعة في الإسلام ، م .س ، ص73 .
  13.  الطباطبائي ، تفسير الميزان ، م .س ، ج2 ، ص19 .
  14.  م .ع ، ص19 .



وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .