• طريقـة تسليـف محدودي الدخـل  

ان ما حصل هو زرع الامل لدى صاحب الدخل المحدود لغرض الحصول على بيت وسكن بما لديه من إمكانات بسيطة من خلال منحه القروض الميسرة ، ولكن الذي يحصل وراء الكواليس نصب واحتيال يقـع فيه محدودي الدخل لكي يستغلونهم ، ويبدأ القسط في الارتفاع ويشعر صاحب العقار بأن ملكه اصبحت قيمته السوقية كبيرة حتى لا يفكر في التحول نحو شراء عقار افضل وخاصة في انخفاض سعر الفائدة ، لقد كانت الازمة مفتعلة من قبل متخصصين في القرصنة ومبتكرين الكثير من الطرق للاستحواذ على ايرادات محدودي الدخل ، وتفنّنوا في الاستقادة وزيادة الارباح بجمع العقود العقارية على هيئة سندات استثمارية وتم عرضها للإكتتاب لأكثر من مرة وتم بيعها في اسواق المال العالمية .

• تدويـل الأزمـة

لقد جُمعت العقود العقارية على هيئة سندات استثمارية وتم عرضها للاكتتاب على مستوى السوق المحلية ثم بدأ تدويلها من خلال عرضها في اسواق المال العالمية وتم شرائها من قبل المستثمرين الاجانب سواء في الدول الخليجية العربية حيث هم الوحيدين الذين لديهم القدرة على شراء الأسهم والمضاربة بها ، او في الدول الآسيوية ، وهذا جعل الازمة لها انعكاسات عالمية .

والمشكلة التي ظهرت في الافق من خلال بيع الاسهم عالمياً هو تشتت السندات واصبحت المعلومة المالية عالمية وغير امريكية ، لأنها لا تنحصر في سجلات الطلب ، والذي زاد في المشكلة اكثر هو انه كان هناك الدفعة المقدمة لشراء العقار كبيرة في زمن الازمة ، الامر الذي سبب في تسهيل القروض على المقترضين ، كما وان التعليمات هي التي تنص على تأمين المبلغ على المقترضين الذين يدفعون الدفعات الاولية المنخفضة ولكن في السنوات الاخيرة غض النظر عنه فكانت هذه الاعمال شرعنة عملية التلاعب من قبل اصحاب المؤسسات دون ان يشعر بذلك الافراد⁽¹⁾ وهذا جعل السماسرة والوسطاء يتكاثرون في حيز اسواق المال وتزداد دخولهم بقدر عدد المقترضين وحجم قروضهم وتكرار البيع ولم يتعرّضوا للكثير من المساءلة في حالة ضياع الديون او عدم تسديدها وان أسهم مؤسسات التشييد اصبحت تُباع وتشترى وتماهلوا في ربط حجم التشييد في العقار والطلب في السوق وبقدر حجم ارتفاع حجم مؤسساتهم العقارية وتجاهلت مؤسسات التشييد التراجع الذي حصل في اسواق العقار عام 2006 واستمرت المؤسسات في زيادة الانتاج من بيوت السكن وعرضها بأمل استمرار الاسعار في الارتفاع وبالتضامن مع مؤسسات التحويل ، استغل ذلك مجموعة من المتلاعبين والذين هم قريبين من مصدر القرار ، لغرض الكسب السريع والمراهنة في الاسواق فأثرى مجموعة من الناس لم يكونوا يملكون عقار واصبحوا يملكون الكثير لأن ارتفاع اسعار العقار لها آثار مشابهة لارتفاع اسعار الأسهم ، يحصل احساس بأن هذه البيوت ممكن ان تمثل ثروة فبدأ يزداد صرفهم ويقترضون ويحصلون على مردود مالي⁽²⁾ ، وامتدت هذه الحالة حتى على اسعار النفط والغذاء حيث اسعار النفط ازداد سعرها الى 147 دولار للبرميل الواحد عام 2008 .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

1ـ وائل ابراهم الراشد ، رؤية تحليلية لانعكاسات الازمة المالية العالمية على اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي دراسة على الانترنت على الموقع . http .www .alarabonline. org . 

2ـ صفوت عبد السلام ، الازمة المالية العالمية وتداعياتها على اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي ، بحث مقدم الى المؤتمر العلمي السنوي الثالث عشر لكلية الحقوق (بعنوان الجوانب القانونية والاقتصادية للازمات المالية) ، جامعة المنصورة ، 1-2 ابريل 2009 ، ص1-2 .