السياحة الثقافية:

شهد العالم بشكل عام تطورا كبيرا وسريعا في الحركة السياحية العالمية، وقد درست الدول العوامل التي تؤدي الى زيادة تلك الحركة وتطويرها  بقدر كبير من الجدية وذلك لتأثير تلك العوامل على مجالات الحياة الرئيسية في تلك الدول، حيث وجدت ان لها تأثيرا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا كبيرا عليها وقد بينت هذه الدراسات بأن الإرث الآثاري والتاريخي والتراثي الذي تمتلكه تلك الدول والممتلكات الثقافية المميزة لها، هي من نقاط الاستقطاب الرئيسية والمهمة لفئة كبيرة من السواح، وهو ما ادركته تلك الشعوب، واذا ما استغلت بشكل صحيح فإنها ستعود بالفائدة الكبيرة عليها وعلى وحكوماتها ومواردها وهذا ما عرف بالسياحة الثقافية (Cultural Tourism)، وقد نتج هذا المصطلح من خلال دمج مفهوم السياحة مع مفهوم الثقافة لينتج نوع من أنواع السياحة يعتمد على القيم الثقافية التي تتضمنها بلدان او مدن القصد السياحي من عادات وتقاليد واثار تاريخية وعمرانية تدل على حضارة هذا المقصد.

إن السياحة الثقافية هي من اهم أنواع السياحة وعلى الأخص لدى الاوربيين وبعض الشرقيين كاليابانيين مثلا، وان بعض البلدان تعتبر المنتج الثقافي ثروتها السياحية الأهم، وكذلك الدول ذات الحضارات العريقة كدول الشرق الأوسط والشرق الأقصى وأوربا وامريكا الجنوبية، وبشكل عام كل دولة او منطقة لها تاريخها وحضارتها التي قد يرغب السائح الثقافي بزيارتها لإشباع فضوله المعرفي، ولإغناء ثقافته الحضارية والاستمتاع بإنجازات العالم القديم. (الخطيب ،2011 : 59).

وقد تم ذكر تعاريفها كما يلي:

السياحة الثقافية Cultural tourism   وهي ذات طبيعة ذهنية على الأخص، فهي السياحة التي تنشد معرفة أشياء جديدة واشخاص جدد كما تنشد الاطلاع على تاريخهم وعاداتهم في نفس الاطار الحقيقي الذي يعيشون فيه. ويمكن تسمية هذه السياحة بالسياحة الثقافية وهي نوع من أنواع سياحة التنقل (كامل ، 1975 : 39) اما التعريف الآخر فقد ذكر السياحة الثقافية كما يلي (تهدف هذه السياحة الى زيادة المعرفة لدى الأشخاص من خلال تشجيع حاجاتهم الثقافية للتعرف على الدول والمناطق غير المعروفة لهم، وهي مرتبطة بالتعرف على المعالم المصنفة والمواقع الاثرية والشعوب وعاداتها وتقاليدها، وكذلك التعرف على الصناعات التقليدية والتظاهرات الثقافية المختلفة، حيث انهما تلعبان دورا كبيرا في ترقية السياحة، فالصناعات التقليدية تتنوع من منطقة لأخرى) (بن غضبان، 2014 : ص 233).

كما أعاد ذكرها أيضا وبشكل أكثر وضوحا في مؤلف اخر له، حيث ذكر بان من يهتم بهذا النوع من السياحة شريحة معينة من السائحين على مستويات مختلفة من الثقافة والتعليم حيث يتم التركيز على زيارة الدول التي تتمتع بمقومات تاريخية وحضارية كثيرة. ويمثل هذا النوع نسبة 10 % من حركة السياحة العالمية. ونجد هذا النوع من السياحة متمثل في الاستمتاع بالحضارات القديمة. كما يهدف هذا النمط من السياحة الى التعرف على ثقافات وحضارات أقاليم او دول متباينة الخصائص الى جانب التعرف على أشياء جديدة. فعن طريق السياحة الثقافية يستطيع السائح ان يثري معلوماته ويوسع دائرة معارفه وتزيد ثقافته حيث يمثل التاريخ ميدانا خصبا للسياحة، فقد جذبت مراكز الاستقبال التاريخية والاثرية العديد من السياح، وما زال الكثير من البرامج السياحية توجه نحو زيارة هذه المناطق التي تعتبر من اهم الدوافع السياحية. (بن غضبان، 2014 : 70).