تنقسم أصوات اللغة العربية عند ما تسبقها النون في التلاوة القرآنية إلى أربع مجموعات :

1- الإظهار :/ خ خ غ ح ع ه ء/

2- الإدغام : (أ) بغنة : / م ن وى/ (ب) بغير غنة :/ ل ر/ وينبه علماء التجويد إلى امتناع إدغام النون في حروف هذه المجموعة أ، ب (حروف يرملون) إذا اتصلت بها في كلمة واحدة نحو (الدّنيا، صنوان، بنيانهم، قنوان).

(3) الإقلاب :/ ب/ (4) الإخفاء :/ ف ث ذ ظ ت د ط ض س ز ص ش ك ج ق/ نلاحظ أن كل مجموعة أصوات في المجموعات الثلاث الأولى متجانسة فكل منها تنتمى إلى زمرة صوتية طبيعية. والمجموعة الأولى تنتمى إلى الأصوات الخلفية في الممر الصوتي أو الحلقية الحنجرية أو الطبقية الحلقية الحنجرية، وتنتمى المجموعة الثانية إلى الأصوات الرنانةSonorant أو إلى الأصوات الذولقية مع ضم صوتي المد واللين (و ى) إليها. والمجموعة الثالثة صوت واحد.

أما أصوات المجموعة الرابعة (الخمسة عشر) فمن الصعب ضمها إلى مجموعة واحدة تندرج تحت مجموعة متجانسة. ولكن بقليل من التجاوز يمكننا أن ندرجها تحت زمرة الصوامت الفمية إذا بدأنا الحصر من الصوامت الشفوية (ف) وليست الصوامت الشفتانية وتنتهى عند الصامت اللهوى ، (ق) ، وإذا عزلنا ثلاثة من الصوامت الفميّة ، / ى خ غ/ .

وقد أثبتت بعض البحوث أن الصوائت والصوامت الفمية أكثر الأصوات تأثرا بدرجة اتساع الممر بين الفم والأنف‏ (1). ويقسم بعض الباحثين الغنّة التي تأتى مع الصوامت إلى قبلية، أي تأتى قبل الصامت مباشرة Prenaslization ، وبعدية، اي تأتى بعد الصامت مباشرة Postnasalization ، وتحدث الغنّة القبلية في بداية الصامت الذى يتلوها وغالبا ما يكون وقفياStop تتسرب عنده خروج الغنّة.

و من أمثلة هذا النوع :

() أو () و () و (9. (و المثال الأول) يمثل تحقيق الغنة أو الإخفاء التجويدي.

أما بشأن مراتب الإخفاء التي ترددت في معظم كتب التجويد، فنقرأ للحصري قوله : «و للإخفاء ثلاث مراتب باعتبار قرب مخرج الأحرف من مخرج النون والتنوين، وبعده عن مخرجهما : قربى، وبعدى، ووسطى. فالقربى عند الطاء والدال والتاء، والبعدي عند القاف والكاف، والوسطى عند بقية أحرف الإخفاء» (2).

ولكن هذا التراتب لا يتفق مع الوصف الأصواتي المعاصر ورموزه لمثل هذه النوع من الأداء الصوتي وتحقيقه، حيث يوجد نظيره في بعض اللهجات واللغات الأخرى. وقد يتفق الحال إذا عكسنا المراتب، أي قرنّا البعد والقرب بفتحة الممر الأنفي عند اللهاة وهو (مخرج) أو سمة الغنّة التي تبقى من النون المخفاة، وليس مخرج النون نفسها الذى هو الثنايا العليا من الأسنان.

فإذا تأملنا مرة ثانية المجموعات الثلاث (أو المراتب).

ط د ت (المرتبة الأولى).

ف ث ذ ظ ض س ش ج (المرتبة الثانية).

ك ق (المرتبة الثالثة).

نجد أن صوتي المرتبة الثالثة أقرب الأصوات إلى فتحة الممر الأنفي، حيث اللهاة (مخرج القاف) وما يجاورها من طبق (مخرج الكاف) ولذلك خصص لكل‏ منهما رمز أنفي مستقل عند مجاورتهما تاليين للنون وهما : [N] رمزا للنون الت d تأتى قبل القاف، [n] رمزا للنون التي تأتى قبل الكاف (أو الجيم القاهرية طبعا).

وعلى الرغم من عدد أصوات المرتبة الثانية فلا يوجد رمز مخصوص لكل منها إلا صوت الفاء وهو [m]. أما مجموعة المرتبة الأولى فلا يوجد بالمرة أي رمز مخصص لكل منها في السياق الصوتي للإخفاء.

وعلى هذا التأسيس الأصواتي يرى البحث أن يعرض للتراتب على النحو التالى :

/ ك ق/ (المرتبة الأولى).

/ ف ث ذ ض س ز ص ش ج/ (المرتبة الثانية).

/ ط د ت/ (المرتبة الثالثة).

(2) أحكام قراءة القرآن الكريم ص 188.