المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16676 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


عناصر المجتمع في القرآن‏  
  
2177   07:09 مساءاً   التاريخ: 22-04-2015
المؤلف : السيد محمد باقر الصدر ، اعداد : الشيخ محمد مهدي شمس الدين
الكتاب أو المصدر : السنن التاريخية في القران
الجزء والصفحة : ص101- 105.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قضايا إجتماعية في القرآن الكريم /

ان القرآن الكريم يقدم الدين لا بوصفه مجرد قرار تشريعي، بل بوصفه سنة من سنن الحياة والتاريخ، ومقوما أساسيا لخلق اللّه ولن تجد لخلق اللّه تبديلا، ولكنها سنة من الشكل الثالث [راجع : ص 92]. سنة تقبل التحدي على الشوط القصير، ولكن المتحدي يعاقب بسنن التاريخ نفسها. وقد أشير إلى هذه الخاصية أيضا بقوله :

{ ولكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ‏ } هذه العبارة التي ختمت بها الآية الكريمة :

{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم : 30].

ففي هذه العبارة إشارة إلى هذه السنّة، اي ان للناس ان يتخذوا مواقف سلبية وإهمالية تجاه هذه السنة، ولكنه اهمال على الشوط القصير لا على الشوط الطويل.

وقلنا أيضا بأن توضيح واقع هذه السنة القرآنية من سنن التاريخ، يتطلب منا ان نحلل عناصر المجتمع، فما هي عناصر المجتمع من زاوية نظر القرآن الكريم؟ وما هي مقومات المركّب الاجتماعي؟ وكيف يتم التنفيذ بين‏ هذه العناصر والمقومات؟ وضمن أي اطار؟ ووفق أية معادلة؟ هذه الاسئلة نحصل على جوابها في النص القرآني الشريف الذي تحدث عن خلق الانسان الاول :

{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة : 30].

حينما نستعرض هذه الآية الكريمة، نجد ان اللّه سبحانه ينبئ الملائكة بأنه قرر انشاء مجتمع على الأرض، فما هي العناصر التي يمكن استخلاصها من العبارة القرآنية التي تتحدث عن هذه الحقيقة العظيمة؟

هناك ثلاثة عناصر يمكن استخلاصها من العبارة القرآنية :

أولا- الانسان.

ثانيا- الارض أو الطبيعة على وجه عام.

{ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً }.

ثالثا- العلاقة المعنوية التي تربط الانسان بالأرض وبالطبيعة، وتربط من ناحية اخرى الانسان بأخيه الانسان، وهذه العلاقة المعنوية هي التي سمّاها القرآن الكريم بالاستخلاف، هذه هي عناصر المجتمع.

ونحن حينما نلاحظ المجتمعات البشرية، نجد انها جميعا تشترك بالعنصر الاول والعنصر الثاني ، لا يوجد مجتمع بدون انسان يعيش مع أخيه الانسان، ولا يوجد مجتمع بدون ارض أو طبيعة يمارس إنسانه عليها دوره الاجتماعي.

واما العنصر الثالث : وهو العلاقة، ففي كل مجتمع علاقة كما ذكرنا، ولكن المجتمعات تختلف في طبيعة هذه العلاقة، وفي كيفية صياغة هذه الطبيعة.

فالعنصر الثالث هو العنصر المرن والمتحرك من عناصر المجتمع، وكل مجتمع يبني هذه العلاقة المعنوية التي تربط الانسان بأخيه الإنسان من جانب، وبالطبيعة من جانب آخر، بشكل قد يتفق وقد يختلف مع طريقة بناء المجتمع الآخر لهذه العلاقة.

وهذه العلاقة لها صيغتان اساسيتان :

إحداهما : صيغة ثلاثية.

والأخرى : صيغة رباعية.

الصيغة الرباعية : طرحها القرآن الكريم تحت اسم الاستخلاف، هي الصيغة التي ترتبط بموجبها الطبيعة والانسان ويرتبط الانسان فيها بدوره مع أخيه الانسان.

هذه اطراف ثلاثة. فأين الطرف الرابع؟. هذا الطرف الرابع خارج عن اطار المجتمع، ولكن الصيغة الرباعية للعلاقة الاجتماعية، تعتبر هذا الطرف الرابع مقوما من المقومات الاساسية للعلاقة الاجتماعية على الرغم من ذلك الخروج، هذا الطرف الرابع، استبطنه المفهوم الذي طرحه القرآن الكريم :

الاستخلاف. ونحن عند التحليل، نجد ان الاستخلاف ذو اربعة اطراف، لأنه يفترض مستخلفا ايضا. لا بد من مستخلف ومستخلف عليه، ومستخلف. فهناك اضافة إلى الانسان واخيه الانسان والطبيعة طرف رابع هو المستخلف، والمستخلف هو اللّه سبحانه، والمستخلف هو الانسان واخوه الانسان، أي الجماعة البشرية ككل، والمستخلف عليه هو الارض وما عليها ومن عليها، فالعلاقة الاجتماعية ضمن صيغة الاستخلاف، تكون ذات اطراف اربعة، وهذه الصيغة ترتبط بوجهة نظر معينة نحو الحياة والكون تقول : بانه لا سيد ولا مالك ولا إله للكون وللحياة الا اللّه سبحانه، وان دور الانسان في ممارسة حياته، انما هو دور الاستخلاف والاستئمان، وأي علاقة تنشأ بين الانسان والطبيعة فهي في جوهرها ليست علاقة مالك بمملوك، وانما هي علاقة أمين على امانة استؤمن عليها، وأي علاقة تنشأ بين الانسان واخيه الانسان، مهما كان المركز الاجتماعي لهذا أو لذاك، فهي علاقة استخلاف وتفاعل، بقدر ما يكون هذا الانسان او ذاك مؤديا لواجبه اتجاه هذه الخلافة، وليست علاقة سيادة او الوهية أو مالكية. وتوجد في مقابل هذه الصيغة الرباعية، صيغة ثلاثية الاطراف، تربط بين الانسان والانسان، والانسان والطبيعة، ولكنها تقطع صلة هذه الاطراف مع الطرف الرابع، وتجرد تركيب العلاقة الاجتماعية عن البعد الرابع، عن اللّه سبحانه وتعالى. وتفترض ان الانسان نفسه هو البداية. وبهذا تحولت نظرة كل جزء الى الجزء الآخر داخل هذا التركيب وهذه الصيغة. واختلت المعادلة، واهتزت البنية الاجتماعية حيث وجدت الالوان المختلفة للملكية وللسيادة، سيادة الانسان على أخيه الانسان بأشكالها المختلفة التي استعرضها التاريخ، وذلك شي‏ء طبيعي، لأن إضافة الطرف الرابع للصيغة الرباعية ليس مجرد اضافة عددية، بل ان هذه الاضافة تحدث تغييرا نوعيا في بنية العلاقة الاجتماعية، وفي تركيب الاطراف الثلاثة الاخرى نفسها، إذ يعود الانسان مع إخوانه من بني الانسان، مجرد شركاء في حمل هذه الامانة والاستخلاف، وتعود الطبيعة بكل ما فيها من ثروات، وبكل ما عليها ومن عليها، مجرد أمانة لا بد من رعاية واجبها واداء حقها وقد تبنّى القرآن الكريم هذه الصيغة للعلاقة الاجتماعية كوجه بارز من وجوه الدين، وكسنة تاريخية. ولكن كيف؟

هذه الصيغة الرباعية عرضها القرآن الكريم على نحوين : عرضها تارة بوصفها فاعلية ربانية من زاوية دور للّه سبحانه وتعالى في العطاء. وهذا هو العرض الذي قرأناه‏ { إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً }.

هذه العلاقة الرباعية معروضة في هذا النص الشريف باعتبارها عطاء من اللّه، وجعلا يمثل الدور الايجابي والتكريمي من رب العالمين للإنسان، وعرض الصيغة الرباعية من زاوية ارتباطها بالإنسان، وتقبل الانسان لها، وذلك في قوله سبحانه وتعالى : { إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا } [الأحزاب : 72] فالأمانة هي الوجه التقبلي للخلافة، والخلافة هي الوجه الفاعلي والعطائي للأمانة.

وهذه الامانة التي تقبلها الانسان وتحمّلها لم تعرض على هذا الانسان في هذه الآية، بوصفها تكليفا أو طلبا، وليس المقصود من تقبل الانسان لهذه الأمانة هو تقبله الخلافة على مستوى الامتثال والطاعة، بقرينة ان هذا كان معروضا على السماوات والارض والجبال ايضا، ومن الواضح انه لا معنى لتكليف السماوات والجبال والارض. ومعنى ذلك انه عرض تكويني لا عرض تشريعي، أي أن هذه العطية الربانية كانت تفتش عن الموضع القابل لها في الطبيعة، والمنسجم معها بطبيعته، وبفطرته، وبتركيبه التاريخي والكوني، والانسان هو الكائن الوحيد الذي كان بحكم تركيبه وبنيته، وبحكم فطرة اللّه المذكورة فيه منسجما دون غيره من الكائنات مع هذه العلاقة الاجتماعية ذات الاطراف الاربعة التي بها تصبح أمانة، وخلافة. ومن هنا كان تقبله لها تقبلا تكوينيا بحكم دخولها في تكوينه الانساني وفي تركيب مساره التاريخي.

ونلاحظ في هذه الآية الكريمة، الاشارة إلى هوية هذه السنة التاريخية وانها سنة من الشكل الثالث، سنة تقبل التحدي وتقبل العصيان، ليست من تلك السنن التي لا تقبل التحدي ابدا ولو لحظة، قال تعالى : { وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا } هذه العبارة الاخيرة { إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا }، تأكيد على طابع هذه السنة، وان هذه السنة على الرغم من انها سنة من سنن التاريخ ولكنها تقبل التحدي، تقبل ان يقف الانسان منها موقفا سلبيا، هذا التعبير يوازي تعبير : { ولكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ }‏ في الآية السابقة.

اذن، الآية السابقة استخلصنا منها ان الدين سنة من سنن الحياة ومن‏ سنن التاريخ، ومن هذه الآية نستخلص ان صيغة الدين للحياة، التي هي عبارة عن العلاقة الاجتماعية الرباعية، التي يسميها القرآن بالخلافة والامانة الاستخلاف، سنة من سنن التاريخ في المفهوم القرآني.

فالحقيقة، ان الآية الاولى والآية الثانية متطابقتان تماما في مفادهما، لانه في الآية السابقة قال : {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} [الروم : 30].

فهذا تأكيد على أن ما هو الفطرة، وما هو داخل في تكوين الانسان وتركيبه وفي مسار تاريخه هو الدين قيّما على الحياة ومهيمنا عليها، فهو بالتالي سنة لهذه الحياة وللتاريخ. والدين بهذا المنحى هو العلاقة الاجتماعية الرباعية الاطراف، التي يدخل فيها اللّه بعدا رابعا، لكي يحدث تغييرا في بنية هذه العلاقة، لا لكي تكون مجرد اضافة عددية.

أما كيف كان هذا الطرف الرابع، وهو المستخلف سبحانه، مقوما اساسيا لمسار الانسان على الساحة التاريخية؟ لكي نتعرف على ذلك، لا بد من ان نتعرف على دور كل من الركنين الثابتين في العلاقة الاجتماعية وهما الانسان والطبيعة. هذان الركنان داخلان في الصيغة الثلاثية وداخلان في الصيغة الرباعية، ومن هنا نسميهما بالركنين الثابتين في العلاقة الاجتماعية.

ما هو دور الانسان في عملية التاريخ من زاوية النظرة القرآنية للتاريخ وسنن الحياة؟ ما هو دور الانسان في العلاقة الاجتماعية؟ وما هو دور الطبيعة في العلاقة الاجتماعية؟

على ضوء تشخيص هذين الدورين وتحديد الموقفين، سوف يتضح دور الطرف الرابع الذي تتميز به الصيغة الرباعية عن الصيغة الثلاثية، ويتضح أن هذا الطرف الرابع، عنصر ضروري بحكم سنة التاريخ، وتركيب خلقة الانسان، ولا بدّ وأن يندمج مع الأطراف الأخرى لتكوين علاقة اجتماعية رباعية الأطراف.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .