المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



تشبيه التمثيل  
  
36726   11:07 صباحاً   التاريخ: 12-9-2020
المؤلف : علي الجارم ومصطفى أمين
الكتاب أو المصدر : البلاغة الواضحة
الجزء والصفحة : ص33-45
القسم : الأدب الــعربــي / البلاغة / البيان /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-1-2019 8979
التاريخ: 13-9-2020 25706
التاريخ: 16-1-2022 2152
التاريخ: 26-03-2015 128340

 

تشبيه التمثيل

الأمثلة

(1) قال البحتري :

هو بحر السماح والجود فازدد
 

 

منه قربا تزدد من الفقر بعدا (1)
 

 

(2) وقال امرؤ القيس :

وليل كموج البحر أرخى سدوله
 

 

علي بأنواع الهموم ليبتلي (2)
 

 

* * *

(3) وقال أبو فراس (3) :

والماء يفصل بين روض ال
 

 

زهر في الشطين فصلا (4)
 

كبساط وشى جردت
 

 

أيدي القيون عليه نصلا (5)
 

 

 

(4) وقال المتنبي في سيف الدولة :

يهز الجيش حولك جانبيه
 

 

كما نفضت جناحيها العقاب (6)
 

 

(5) وقال السرى الرفاء :

وكأن الهلال نون لجين
 

 

غرقت في صحيفة زرقاء
 

 

البحث :

يشبه البحتري ممدوحه بالبحر في الجود والسماح، وينصح للناس أن يقتربوا منه ليبتعدوا من الفقر، ويشبه امرؤ القيس الليل في ظلامه وهوله بموج البحر، وأن هذا الليل أرخى حجبه عليه مصحوبة بالمهموم والأحزان ليختبر صبره وقوة احتماله. وإذا تأملت وجه الشبه في كل واحد من هذين التشبيهين رأيت أنه صفة أو صفات اشتركت بين شيئين ليس غير، هي هنا اشتراك الممدوح والبحر في صفة الجود، واشتراك الليل وموج البحر في صفتين هما الظلمة والروعة. ويسمى وجه الشبه إذا كان كذلك مفردا، وكونه مفردا لا يمنع من تعدد الصفات المشتركة، ويسمى التشبيه الذي يكون وجه الشبه فيه كذلك تشبيها غير تمثيل.

انظر بعد ذلك إلى التشبيهات التالية :

يشبه أبو فراس حال ماء الجدول، وهو يجري بين روضتين على شاطئيه حلاهما الزهر ببدائع ألوانه منبثا بين الخضرة الناضرة، بحال سيف لماع لا يزال في بريق جدته، وقد جرده القيون على بساط من حرير مطرز. فأين وجه الشبه؟ أتظن أن الشاعر يريد أن يعقد تشبيهين : الأول تشبيه الجدول بالسيف، والثاني تشبيه الروضة بالبساط الموشى؟

 

لا، إنه لم يرد ذلك، إنما يريد أن يشبه صورة رآها بصورة تخيلها، يريد أن يشبه حال الجدول وهو بين الرياض بحال السيف فوق البساط الموشى، فوجه الشبه هنا صورة لا مفرد، وهذه الصورة مأخوذة أو منتزعة من أشياء عدة، والصورة المشتركة بين الطرفين هي وجود بياض مستطيل حوله اخضرار فيه ألوان مختلفة.

ويشبه المتنبي صورة جانبي الجيش : ميمنته وميسرته، وسيف الدولة بينهما، وما فيهما من حركة واضطراب. بصورة عقاب تنفض جناحيها وتحركهما، ووجه الشبه هنا ليس مفردا ولكنه منتزع من متعدد وهو وجود جانبين لشيء في حال حركة وتموج.

وفى البيت الأخير يشبه السرى حال الهلال أبيض لماعا مقوسا وهو في السماء الزرقاء، بحال نون من فضة غارقة في صحيفة زرقاء، فوجه الشبه هنا صورة منتزعة من متعدد، وهو وجود شيء أبيض مقوس في شيء أزرق.

فهذه التشبيهات الثلاثة التي مرت بك والتي رأيت أن وجه الشبه فيها صورة مكونة من أشياء عدة يسمى كل تشبيه فيها تمثيلا.

القاعدة

(8) يسمى التشبيه تمثيلا إذا كان وجه الشبه فيه صورة منتزعة من متعدد، وغير تمثيل إذا لم يكن وجه الشبه كذلك.

 

نموذج

(1) قال ابن المعتز :

قد انقضت دولة الصيام وقد
 

 

بشر سقم الهلال بالعيد
 

يتلو الثريا كفاغر شره
 

 

يفتح فاه لأكل عنقود (7)
 

 

(2) وقال المتنبي في الرثاء :

وما الموت إلا سارق دق شخصه
 

 

يصول بلا كف ويسعى بلا رجل (8)
 

 

(3) وقال الشاعر :

وتراه في ظلم الوغى فتخاله
 

 

قمرا يكر على الرجال بكوكب
 

 

الإجابة

36

 

تمرينات

(1)

بين المشبه والمشبه به فيما يأتي :

(1) قال ابن المعتز يصف السماء بعد تقشع سحابة :

كأن سماءنا لما تجلت
 

 

خلال نجومها عند الصباح
 

رياض بنفسج خضل نداه
 

 

تفتح بينه نور الأقاحي (9)
 

 

(2) وقال ابن الرومي :

ما أنس لا أنس خبازا مررت به
 

 

يدحو الرقاقة وشك اللمح بالبصر (10)
 

ما بين رؤيتها في كفه كرة
 

 

وبين رؤيتها قوراء كالقمر (11)
 

إلا بمقدار ما تنداح دائرة
 

 

في صفحة الماء ترمى فيه بالحجر (12)
 

 

(3) وقال في المشيب :

أول بدء المشيب واحدة
 

 

تشعل ما جاورت من الشعر
 

مثل الحريق العظيم تبدؤه
 

 

أول صول صغيرة الشرر (13)
 

 

(4) وقال آخر :

تقلدتني الليالي وهى مدبرة
 

 

كأنني صارم في كف منهزم (14)
 

 

 

(5) وقال تعالى : «إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها (15) أتاها أمرنا (16) ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا (17) كأن لم تغن بالأمس (18)».

(6) وقال صاحب كليلة ودمنة :

يبقى الصالح من الرجال صالحا حتى يصاحب فاسدا فإذا صاحبه فسد، مثل مياه الأنهار تكون عذبة حتى تخالط ماء البحر فإذا خالطته ملحت. وقال : من صنع معروفا لعاجل الجزاء فهو كملقي الحب للطير لا لينفعها بل ليصيدها به.

(7) وقال البحتري :

وجدت نفسك من نفسى بمنزلة
 

 

هي المصافاة بين الماء والراح (19)
 

 

(8) وقال أبو تمام في مغنية تغنى بالفارسية :

ولم أفهم معانيها ولكن
 

 

ورت كبدي فلم أجهل شجاها (20)
 

فبت كأنني أعمى معنى
 

 

يحب الغانيات ولا يراها (21)
 

 

(9) وقال في صديق عاق :

إني وإياك كالصادي رأى نهلا
 

 

ودونه هوة يخشى بها التلفا (22)
 

رأى بعينيه ماء عز مورده
 

 

وليس يملك دون الماء منصرفا
 

 

 

(10) وقال الله تعالى : «مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسعٌ عليمٌ».

(11) وقال تعالى : «اعلموا أنما الحياة الدنيا لعبٌ ولهوٌ وزينةٌ وتفاخرٌ بينكم وتكاثرٌ في الأموال والأولاد كمثل غيث (23) أعجب الكفار (24) نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما (25) وفي الآخرة عذابٌ شديدٌ ومغفرةٌ من الله ورضوانٌ وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور».

(12) وقال تعالى : «والذين كفروا أعمالهم كسراب (26) بقيعة (27) يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب. أو كظلمات في بحر لجي (28) يغشاه (29) موجٌ من فوقه موجٌ من فوقه سحابٌ ظلماتٌ بعضها فوق بعض (30) إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور (31)».

 

 (2)

ميز تشبيه التمثيل من غيره فيما يأتي :

(1) قال البوصيري (32) :

والنفس كالطفل إن تهمله شب على
 

 

حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
 

 

(2) وقال في وصف الصحابة :

كأنهم في ظهور الخيل نبت ربا
 

 

من شدة الحزم لا من شدة الحزم (33)
 

 

(3) وقال المتنبي في وصف الأسد :

يطأ الثرى مترفقا من تيهه
 

 

فكأنه آس يجس عليلا (34)
 

 

(4) وقال في وصف بحيرة في وسط رياض :

كأنها في نهارها قمر
 

 

حف به من جنانها ظلم (35)
 

 

(5) وقال الشاعر :

رب ليل قطعته كصدود
 

 

وفراق ما كان فيه وداع
 

موحش كالثقيل تقذى به العي
 

 

ن وتأبى حديثه الأسماع (36)
 

 

(6) وقال تعالى : «مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون».

 

(7) وقال ابن خفاجة (37) :

لله نهر سال في بطحاء
 

 

أحلى ورودا من لمى الحسناء (38)
 

متعطف مثل السوار كأنه
 

 

والزهر يكنفه مجر سماء (39)
 

 

(8) وقال أعرابي في وصف امرأة :

تلك شمس باهت بها الأرض شمس السماء

(9) وقال تعالى : (فما لهم عن التذكرة معرضين، كأنهم حمرٌ مستنفرةٌ فرت من قسورة)(40).

(10) وقال الشاعر :

في شجر السرو منهم مثل
 

 

له رواء وما له ثمر (41)
 

 

(11) وقال التهامي (42) :

فالعيش نوم والمنية يقظة
 

 

والمرء بينهما خيال سار
 

 

(12) وقال آخر في وصف امرأة تبكي :

كأن الدموع على خدها
 

 

بقية ظل على جلنار (43)
 

 

 

(13) وقال تعالى :

«واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا (44) فانسلخ منها (45) فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين. ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض (46) واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه (47) يلهث (48) أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون».

(14) وقال تعالى : «مثلهم كمثل الذي استوقد نارا (49) فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون. صم بكمٌ عميٌ فهم لا يرجعون (50). أو كصيب (51) من السماء فيه ظلماتٌ ورعدٌ وبرقٌ يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيطٌ بالكافرين. يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا (52) ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قديرٌ».

(15) وقال أبو الطيب :

أغار من الزجاجة وهى تجري
 

 

على شفة الأمير أبي الحسين (53)
 

كأن بياضها والراح فيها
 

 

بياض محدق بسواد عين (54)
 

 

 

 

(16) وقال السرى الرفاء :

والتهبت نارها فمنظرها
 

 

يغنيك عن كل منظر عجب
 

إذا ارتمت بالشرار واطردت
 

 

على ذراها مطارف اللهب (55)
 

رأيت ياقوتة مشبكة
 

 

تطير عنها قراضة الذهب (56)
 

 

(17) وقال فى وصف دولاب (57) :

انظر إليه كأنه وكأنما
 

 

كيزانه والماء منها ساكب
 

فلك يدور بأنجم جعلت له
 

 

كالعقد فهي شوارق وغوارب
 

 

(3)

اجعل كلا مما يأتي مشبها في تشبيه تمثيل :

(1) جيش منهزم يتبعه جيش ظافر.

(2) الرجل العالم بين من لا يعرفون منزلته.

(3) الحازم يعمل في شبابه لكبره.

(4) السفينة تجري وقد تركت وراءها أثرا مستطيلا.

(5) المذنب لا يزيده النصح إلا تماديا.

(6) الشمس وقد غطاها السحاب إلا قليلا.

(7) الماء وقد سطعت فوقه أشعة الشمس وقت الأصيل (58).

(8) المتردد في الأمور يجذبه رأي هنا ورأي هناك.

(9) الكلمة الطيبة لا تثمر في النفوس الخبيثة.

(10) المريض وقد أحس دبيب العافية بعد اليأس.

 

(4)

اجعل كلا مما يأتي مشبها به في تشبيه تمثيل :

(1) الشعلة إذا نكست زادت اشتعالا.

(2) الشمس تحتجب بالغمام ثم تظهر.

(3) الماء يسرع إلى الأماكن المنخفضة ولا يصل إلى المرتفعة.

(4) الجزار يطعم الغنم ليذبحها.

(5) الأزهار البيضاء في مروج خضراء (59).

(6) الجدول لا تسمع له خريرا وآثاره ظاهرة في الرياض.

(7) الماء الزلال في فم المريض.

(8) القمر يبدو صغيرا ثم يصير بدرا.

(9) الريح تميل الشجيرات اللدنة وتقصف الأشجار العالية (60).

(10) الحمل بين الذئاب (61).

(5)

اجعل كل تشبيهين مما يأتي تشبيه تمثيل :

44

 

(6)

اشرح قول مسلم بن الوليد (62) وبين ما فيه من حسن وروعة :

وإني وإسماعيل يوم وفاته
 

 

لكالغمد يوم الروع فارقه النصل (63)
 

فإن أغش قوما بعده أو أزرهم
 

 

فكالوحش يدنيها من الأنس المحل (64)
 

 

(7)

صف بإيجاز حال قوم اجترف سيل قريتهم واعمل على أن تأتي تشبيهي تمثيل في وصفك.

 

 

 

__________________

(1) السماح : الجود.

(2) أرخى : أرسل وأسبل، والسدول : جمع سدل وهو الحجاب والستر، ويبتلى : من الابتلاء وهو الاختبار.

(3) هو أبو فراس الحمداني، كان فريد عصره في الأدب والكرم والشجاعة، وكان شعره جيدا سهلا. قال الصاحب بن عباد : بدئ الشعر بملك وختم بملك، يعنى امرأ القيس وأبا فراس. وكان المتنبي يشهد له ويخشاه، ومات قتيلا سنة 357 ه‍.

(4) الشط : جانب النهر.

(5) الوشى : نوع من الثياب المنقوشة، وجرد السيف : سله، والقيون : جمع قين وهو صانع الأسلحة، والنصل : حديدة السيف أو السهم أو الرمح أو السكين.

(6) العقاب : طائر كاسر معروف بالعز والمنعة، ويضرب به المثل فى ذلك فيقال : «أمنع من عقاب الجو» وهو خفيف الجناح سريع الطير.

(7) الثريا : نجوم مجتمعة تشبه العنقود، وفغر فاه : فتحه.

(8) يقول : الموت أشبه بلص دقيق الشخص خفى الأعضاء يسعى إلينا من غير أن نشعر به، ويسطو من حيث لا ندرى، فلا سبيل لنا إلى الاحتراس منه.

(9) الخضل : الرطب، يقول : بعد أن انقشعت هذه الغمامة صارت السماء بين النجوم المنتثرة وقت الفجر كرياض من البنفسج المبتل بالماء تفتحت في أثنائه أزهار الأقاحي.

(10) يدحو : يبسط، وشك اللمح : أي في سرعة اللمح. واللمح : اختلاس النظر.

(11) القوراء : المستديرة.

(12) تنداح : تنبسط وتتسع

(13) الصول : مصدر صال يصول بمعنى وثب وسطا.

(14) الصارم : السيف القاطع.

(15) متمكنون من تثميرها.

(16) أتاها أمرنا : أي أصبناها بآفة تهلك زرعها.

(17) الحصيد : ما يحصد من الزرع، والمراد جعل زرعها يابسا جافا.

(18) كأن لم تغن بالأمس : أي كأن لم يكن بها زرع.

(19) الراح : الخمر.

(20) ورت كبدي : ألهبته، والشجا مصدر شجى يشجى أي حزن، والمعنى لم أجهل ما بعثته في نفسي من الحزن.

(21) المعنى : المتعب الحزين.

(22) الصادي : الظمآن، والمراد بالنهل هنا مورد الماء، والهوة : ما انهبط من الأرض ...

(23) الغيث : المطر

(24) الكفار : الزراع

(25) الحطام : الشجر اليابس المفتت. يشبه الله سبحانه وتعالى الحياة الدنيا، وهى حياة اللعب واللهو والزينة والمباهاة بالأحساب والأنساب، بمطر أنبت زرعا فنما حتى صار بهجة النفس وقرة العين، ثم أصابته آفة فاصفر ثم صار شجرا يابسا لا ينفع.

(26) السراب : هو ما يرى في الفلوات والصحارى عند شدة الحر كأنه ماء وليس به.

(27) القيعة : منبسط من الأرض.

(28) اللجى : العميق.

(29) يغشاه : يغطيه.

(30) ظلمات بعضها فوق بعض : هي ظلمة السحاب وظلمة الموج وظلمة البحر.

(31) ومن لم يجعل ... إلخ : أي من لم يهده الله فما له من هاد.

 (32) البوصيري : كاتب شاعر متصوف حسن الديباجة مليح المعاني، وأشهر شعره البردة والهمزية، وقد نظمها في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وتوفى بالإسكندرية سنة 696 ه‍ وقبره بها مشهور يزار.

(33) أي أن ثباتهم فوق خيولهم ناشئ من قوة حزمهم وحيطتهم لا من إحكام أحزمة السروج.

(34) الثرى : الأرض، والتيه : الكبرياء، والآسي : الطبيب.

(35) حف به : أحاط، والجنان : جمع جنة وهى البستان.

(36) تقذى به : تتأذى به.

(37) شاعر من أهل الأندلس، تعفف عن استماحة ملوك الطوائف مع تهافتهم على الأدب وأهله، توفى سنة 533 ه

(38) البطحاء : مسيل واسع فيه رمل وحصى، واللمى : سمرة في الشفتين

(39) مجر السماء والمجرة : نجوم كثيرة لا تدرك بالبصر وإنما ينتشر ضوؤها فيرى كأنه طريق بيضاء ملتوية

(40) القسورة : الأسد والرماة من الصيادين، الواحد قسور.

(41) السرو : شجر حسن الهيئة قويم الساق، والرواء : الحسن.

(42) هو علي بن محمد التهامي شاعر مشهور من تهامة، جاء مصر فاعتقل في سجن القاهرة وقتل سجينا سنة 416 ه‍.

(43) الطل : أخف من الندى، الجلنار : زهر الرمان وهو أحمر.

(44) الذي آتيناه آياتنا : هو عالم من بني إسرائيل أعطى علم بعض كتب الله.

(45) فانسلخ منها : خرج من الآيات بأن كفر بها.

(46) أخلد إلى الأرض : مال إلى الدنيا وحطامها.

(47) إن تحمل عليه : تزجره وتطرده.

(48) يلهث : يخرج لسانه من النفس الشديد عطشا أو تعبا.

(49) مثلهم كمثل الذي استوقد نارا : أي حال المنافقين في نفاقهم كحال الذي أوقد نارا ليستضيء بها.

(50) لا يرجعون : أي لا يعودون إلى سبيل الحق.

(51) أو كصيب، الصيب : المطر الشديد، والمراد أصحاب صيب نزل بهم، فالكلام على حذف مضاف.

(52) قاموا : وقفوا في مكانهم، وفي هذه الآيات تشبيه معجز لمن وقع في الحيرة والدهش.

(53) الأمير أبو الحسين : هو الحسين بن إسحق التنوخي.

(54) الراح : الخمر، وأحدق به : أحاط.

(55) اطرد الشيء : تبع بعضه بعضا، والذرا : جمع ذروة وهي أعلى الشيء، والمطارف : جمع متطرف أو مطرف وهو رداء من حرير.

(56) القراضة : فتات المعدن الذى يسقط منه بالقرض.

(57) الدولاب : آلة كالناعورة يستقى بها الماء (الساقية).

(58) الأصيل : من العصر إلى الغروب.

(59) المروج : جمع مرج وهو مرعى الدواب.

(60) اللدنة : اللينة، تقصف : تكسر

(61) الحمل : الحروف.

(62) كان يلقب بصريع الغواني، وكان شاعرا متصرفا في شعره، ويقال إنه أول من تعمد البديع في شعره، وهو من شعراء الدولة العباسية، وكانت وفاته سنة 208 ه‍.

(63) في رواية يوم وداعه، النصل : حديدة السهم والرمح والسيف والسكين.

(64) الأنس : مصدر أنس ضد توحش، والمحل : الجوع الشديد.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.