أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2019
1751
التاريخ: 17-4-2019
3066
التاريخ: 31-1-2018
14057
التاريخ: 2023-05-01
1624
|
المسلمون والعلم.... الحافز الديني
العرب كأمة كانوا مشتتين وضعفاء، بالرغم من أنهم أسسوا للعديد من الحضارات في الجزيرة العربية وخارجها.. ولكن وعيهم لشخصيتهم الحضارية الواحدة الموحدة كأمة لم يكن واضحاً، لذلك عاشوا في” جاهلية” أودت بهم إلى المزيد من الضعف والتشتت، في مقابل أمم وحضارات بلغت ذروة مجدها من القوة والمنعة والتفوق الحضاري، مما القرآن الكريم، سورة الزمر، الآية9 سمح لهم بالهيمنة على العرب أنفسهم، فكان بعض العرب يتبعون الإمبراطورية الفارسية، وبعضهم يخضعون للإمبراطورية الرومانية، وبعضهم غارق في صراعات قبلية ومتاهات وثنية... حتى جاء الإسلام وظهرت الرسالة المحمدية لتطلق حركة نهوض جبارة للعرب نقلتهم إلى مصاف الأمم القوية والحضارات المتقدمة وإلى العديد من الإنجازات الفكرية والإجتماعية والإقتصادية... إذ إن الدعوة إلى العلم وإكتساب المعرفة والحض عليهما والترغيب بهما ولو كانا في الصين... كان قاعدة أساسية في بناء حضارة العرب على منهاج السعي والإجتهاد واكتساب المعارف والعلوم ومتاك القدرات والكفاءات لحسن السيطرة على الأرض وعمارتها وإنمائها لما فيه خير الإنسان وجميع الكائنات حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
يكمن مفهوم خلافة الإنسان لله تعالى على الأرض من منطلق الأمانة والمسؤولية بغية الحفاظ على الحياة الكريمة والعمل على عمارة الأرض وتأمين رعاية جميع مخلوقات الله في أرضه. وهذا ما يتطلب سعياً دؤوباً وجهداً مستمراً لهذا الإنسان الخليفة حتى يتمكن من أداء دوره على أكمل وجه.
وهكذا أصبح طلب العلم والمعرفة فريضة دينية تكتسب أهمية كبيرة في تحديد مسؤولية هذا الإنسان عن مسار حياة الكون وما يتمكن هو نفسه من تحقيق إنجازات في التحكم به وتسخيره لخدمته في مجال تأمين حسن خلافته للخالق تعالى على هذه البسيطة. وربما تكون أكثر إشارات القرآن الكريم الأهمية وخطورة العلم في حياة البشر:” قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون” في تساؤل إستنكاري يطرح قضية العلم كفارق مميز للإنسان. ثم كان حديث الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة (1). والفريضة غير قابلة للتقاعس وتدخل في مجال الأوامر المباشرة لبذل الجهد لتحقيقها. لذلك إندفع المسلمون لتغيير حال العرب من الأمية والجاهلية إلى حال العلم والمعرفة والحضارة والتقدم والتطور وفي كل مجالات والمعارف التي عرفتها البشرية حتى ذلك الحين. وكان على العرب المسلمون أن يستوعبوا إنجازات الحضارات السابقة ويضموا مكتسباتها ومخزونها المعرفي إلى حضارتهم الناشئة والمتحفزة للتطور والتقدم.
وتم لهم ذلك بفعالية وكفاءة بالإعتماد على حافزهم الديني الذي دعاهم إلى السعي لنيل” الحكمة” والبحث عنها فهي غايتهم من أي مصدر جاءت. هذه الحكمة التي تعني العلم والمعرفة في أبسط تعريفاتها. والحديث الشريف يكرس هذا المفهوم” الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها” (2). وتبدو إشارة النبي (صلى الله عليه وآله) في جعل تعليم المسلمين كسبب لإفتداء أسرى بدر، كدعوة إلى العمل على كسب العلم والمعرفة بكل الطرق والوسائل المتاحة. وجاءت متطلبات الإنطلاقة الإسلامية لتدفع العرب والمسلمين باتجاه حالة ثورية في مواجهة الظروف السائدة في الجزيرة العربية على كل الصعد. وبالرغم من الصعوبات والمعوقات الجمة التي عرقلت مسيرة الدعوة الإسلامية في بداية مسيرتها الأولى، إلا أن قوة الحافز الديني وترسخ المفهوم الجهادي العام وإرادة التغيير والإصرار على تحدي المخاطر ومجابهة العراقيل المزمنة، كل ذلك أثمر فتوحات حضارية على كل الصعد، خاصة مع تحقيق الإنتصارات والتوسع خارج حدود الجزيرة العربية والإنطاق شرقاً وغرباً نحو العالم المتحضر والأمم المتفوقة.
في زمن قصير وقياسي انتقل العرب بالإسلام إلى مصاف الامم المنافسة على التفوق والرقي والحضارة، وشهدت الحضارة الإسلامية الناشئة بروز مفاهيم جديدة أطلقها الإسلام ورسخها في أتباعه، جعلت الحضارة الإسامية متميزة بخاصيات تنفرد بها ومن ذلك:
1 .1 أنها حضارة منفتحة ومستوعبة لمختلف المكتسبات الإنسانية ومفاعيلها الحضارية مهما بلغت ومهما إتسعت.
2 .2 أنها حضارة مرنة وقادرة على التاؤم مع كل ما هو مفيد وضروري لتطور الإنسان وحسن تعايشه مع غيره.
3 .3 أنها حضارة ملتزمة بالقيم والمثل العليا للدين، من حيث الأخاق والمبادئ والقواعد والنظم ذات الطابع الكريم بعيدا عن الرذائل والمفاسد والمظالم.
4 .4 أنها حضارة غير عنصرية لا تعتد بعرق ولا قوم، فالجميع في ظل الإسلام سواسيه في الحقوق والواجبات ولا تمايز إلا بالتقوى.
5 .5 أنها حضارة إنسانية شاملة عامة تخص جميع البشر وتهتم بجميع الكائنات وترعى الحياة وتكرمها وتسعى لرفاهيتها ورقيها.
6 .6 أنها حضارة حرية وإختيار وإقتناع تسمو بالإنسان إلى مصاف المسؤولية والأمانة والقدرة على إتخاذ القرارات والمواقف وفق الإيمان والقناعة والإختيار.
وبذلك تمكن المسلمون والعرب في مقدمتهم، من سيادة العالم بفعل إرادتهم الصلبة وجهادهم وصبرهم وانفتاحهم، مستندين بذلك على قيم دينهم الحنيف الذي أتاح لهم السعي لامتاك القدرات والإمكانيات ودفعهم لاكتساب العلوم والمعارف والنهل من مصادرها واستيعابها وتمثلها وإخراجها في إطار حضاري جديد، بل وأنتجت حضارة الإسلام من العلوم والمعارف والمكتشفات والإنجازات ما جعلها تستحق بحق لقب” حضارة العلم” وما زال العالم يدين للمسلمين العرب بالكثير من الفتوحات والاكتشافات العلمية في مختلف فروع وأنواع المعرفة العلمية والأدبية والإجتماعية والفنية...الخ. إن العرب هم الوارثون الشرعيون لحضارات الشرق القديم، وابتداء من القرن السابع الميلادي مع ظهور الإسلام قاموا بتغير صورة الشرق القديم حيث أن اللغات والثقافات والشعوب كلها ذابت في
الحضارة العربية الإسامية (3).
_________________
(1) حديث متفق عليه
(2) حديث متفق عليه
(3) مجموعة مؤلفين، التأريخ العربي، بحث محمد مرقطن، المرجع السابق، ص 181
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|