المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16450 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تخزين الجزر
2024-05-17
تخزين الفجل
2024-05-17
الموظف نفرحات.
2024-05-16
الفرعون أمنحتب الثالث.
2024-05-16
الموظف حوي.
2024-05-16
الموظف حقر نحح.
2024-05-16

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


تفسير الأية (23-26) من سورة الكهف  
  
10436   07:09 مساءً   التاريخ: 27-8-2020
المؤلف : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : ......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف الكاف / سورة الكهف /

 

قال تعالى: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24) وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا } [الكهف: 23 - 26]

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هذه  الآيات (1) :

{ وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} قد ذكر في معناه وجوه (أحدها ) أنه نهي من الله تعالى لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلّم) أن يقول إني أفعل شيئا في الغد إلا أن يقيد ذلك بمشيئة الله تعالى فيقول إن شاء الله قال الأخفش وفيه إضمار القول وتقديره إلا أن تقول إن شاء الله ولما حذف تقول نقل إن شاء الله إلى لفظ الاستقبال فيكون هذا تأديبا من الله للعباد وتعليما لهم أن يعقلوا ما يخبرون به بهذه اللفظة حتى يخرج عن حد القطع فلا يلزمهم كذب أوحنث إذا لم يفعلوا ذلك لمانع وهذا معنى قول ابن عباس.

 ( وثانيها ) أن قوله { أن يشاء الله } بمعنى المصدر وتعلق بما تعلق به على ظاهره وتقديره ولا تقولن إني فاعل شيئا غدا إلا مشية الله عن الفراء وهذا وجه حسن يطابق الظاهر ولا يحتاج فيه إلى بناء الكلام على محذوف ومعناه ولا تقل إني أفعل إلا ما يشاء الله ويريده وإذا كان الله تعالى لا يشاء إلا الطاعات فكأنه قال لا تقل إني أفعل إلا الطاعات ولا يطعن على هذا جواز الأخبار عما يفعل من المباحات التي لا يشاءوها الله تعالى لأن هذا النهي نهي تنزيه لا نهي تحريم بدلالة أنه لو لم يقل ذلك لم يأثم بلا خلاف.

 (وثالثها) أنه نهى عن أن يقول الإنسان سأفعل غدا وهو يجوز الاخترام قبل أن يفعل ما أخبر به فلا يوجد مخبره على ما أخبر به فهو كذب ولا يأمن أيضا أن لا يوجد مخبره بحدوث شيء من فعل الله تعالى نحو المرض والعجز وبأن يبدوله هو في ذلك فلا يسلم خبره من الكذب إلا بالاستثناء الذي ذكره الله تعالى فإذا قال إني صائر غدا إلى المسجد إن شاء الله أمن من أن يكون خبره هذا كذبا لأن الله تعالى إن شاء أن يلجئه إلى المصير إلى المسجد غدا حصل المصير إليه منه لا محالة فلا يكون خبره هذا كذبا وإن لم يوجد المصير منه إلى المسجد لأنه لم يوجد ما استثناه في ذلك من مشيئة الله تعالى عن الجبائي وقد ذكرنا فيما قبل ما جاء في الرواية أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) سئل عن قصة أصحاب الكهف وذي القرنين فقال أخبركم عنه غدا ولم يستثن فاحتبس الوحي عنه أياما حتى شق عليه فأنزل الله تعالى هذه الآية بأمره بالاستثناء بمشيئة الله تعالى وقوله { وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} فيه وجهان (أحدهما) أنه كلام متصل بما قبله ثم اختلف في ذلك فقيل: معناه واذكر ربك إذا نسيت الاستثناء ثم تذكرت فقل إن شاء الله وإن كان بعد يوم أوشهر أوسنة عن ابن عباس وقد روي ذلك عن أئمتنا (عليهم السلام) ويمكن أن يكون الوجه فيه أنه إذا استثني بعد النسيان فإنه يحصل له ثواب المستثنى من غير أن يؤثر الاستثناء بعد انفصال الكلام في الكلام وفي إبطال الحنث وسقوط الكفارة في اليمين وهو الأشبه بمراد ابن عباس في قوله وقيل: فاذكر الاستثناء ما لم تقم من المجلس عن الحسن ومجاهد وقيل فاذكر الاستثناء بأن تندم على ما قطعت عليه من الخبر عن الأصم.

 ( والآخر) أنه كلام مستأنف غير متعلق بما قبله ثم اختلف في معناه فقيل معناه واذكر ربك إذا غضبت بالاستغفار ليزول عنك الغضب عن عكرمة وقيل: إنه أمر بالانقطاع إلى الله تعالى ومعناه واذكر ربك إذا نسيت شيئا بك إليه حاجة بذكره لك عن الجبائي وقيل: المراد به الصلاة والمعنى إذا نسيت صلاة فصلها إذا ذكرتها عن الضحاك والسدي قال السيد الأجل المرتضى قدس الله روحه اعلم أن للاستثناء الداخل على الكلام وجوها مختلفة فقد يدخل في الإيمان والطلاق والعتاق وسائر العقود وما يجري مجراها من الأخبار فإذا دخل في ذلك اقتضى التوقف عن إمضاء الكلام والمنع من لزوم ما يلزم به ولذلك يصير ما يتكلم به كأنه لا حكم له ولذلك يصح على هذا الوجه أن يستثني الإنسان في الماضي فيقول قد دخلت الدار إن شاء الله تعالى ليخرج بهذا الاستثناء من أن يكون كلامه خبرا قاطعا أويلزم به حكم وإنما لم يصح دخوله في المعاصي على هذا الوجه لأن فيه إظهار الانقطاع إلى الله تعالى والمعاصي لا يصح ذلك فيها وهذا الوجه أحد ما يحتمله تأويل الآية.

 وقد يدخل الاستثناء في الكلام ويراد به اللطف والتسهيل وهذا الوجه يختص بالطاعات ولهذا جرى قول القائل لأقضين غدا ما علي من الدين أولأصلين غدا إن شاء الله مجرى أن يقول إني فاعل إن لطف الله تعالى فيه وسهله ومتى قصد الحالف هذا الوجه لم يجب إذا لم يقع منه الفعل أن يكون حانثا أوكاذبا لأنه إذا لم يقع علمنا أنه لم يلطف فيه لأنه لا لطف له وهذا الوجه لا يصح أن يقال في الآية لأنه يختص الطاعات والآية تتناول كل ما لم يكن قبيحا بدلالة إجماع المسلمين على حسن استثناء ما تضمنه في كل فعل لم يكن قبيحا وقد يدخل الاستثناء في الكلام ويراد به التسهيل والإقدار والتخلية والبقاء على ما هو عليه من الأحوال وهذا هو المراد إذا دخل في المباحات وهذا الوجه يمكن في الآية وقد يدخل في الكلام استثناء المشيئة في الكلام وإن لم يرد به شيء من المتقدم ذكره بل يكون الغرض الانقطاع إلى الله تعالى من غير أن يقصد به إلى شيء من هذه الوجوه ويكون هذا الاستثناء غير معتد به في كونه كاذبا أوصادقا لأنه في الحكم كأنه قال لأفعلن كذا أن وصلت إلى مرادي مع انقطاعي إلى الله تعالى وإظهاري الحاجة إليه وهذا الوجه أيضا يمكن في الآية ومتى تؤمل جملة ما ذكرناه من الكلام عرف به الجواب عن المسألة التي لا يزال يسأل عنها من يذهب إلى خلاف العدل من قولهم لو كان الله تعالى إنما يريد الطاعات من الأفعال دون المعاصي لوجب إذا قال عليه الدين لغيره وطالبه به والله لأعطينك حقك غدا إن شاء الله أن يكون كاذبا أوحانثا إذا لم يفعل لأن الله تعالى قد شاء ذلك منه عندكم وإن كأن لم يقع ولكان يجب أن تلزمه به الكفارة وأن لا يؤثر هذا الاستثناء في يمينه ولا يخرجه من كونه حانثا كما أنه لوقال والله لأعطينك حقك غدا إن قام زيد فقام ولم يعطه يكون حانثا وفي التزلل الحنث خروج من الإجماع انتهى كلامه رضي الله عنه وقوله { وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا} معناه: قل عسى ربي أن يعطيني من الآيات والدلالات على النبوة ما يكون أقرب من الرشد وأدل من قصة أصحاب الكهف عن الزجاج ثم إن الله سبحانه فعل به ذلك حيث آتاه من علم غيوب أخبار المرسلين وآثارهم ما هو واضح في الدلالة وأقرب إلى الرشد من خبر أصحاب الكهف وقيل: إن معناه ادع الله أن يذكرك إذا نسيت شيئا وقل إن لم يذكرني الله ذلك الذي نسيت فإنه يذكرني ما هو أنفع لي منه عن الجبائي .

ثم أخبر سبحانه عن مقدار مدة لبثهم فقال { وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ} معناه: وأقام أصحاب الكهف من يوم دخلوا الكهف إلى أن بعثهم الله واطلع عليهم الخلق ثلاثمائة سنة { وَازْدَادُوا تِسْعًا} أي: تسع سنين إلا أنه استغني بما تقدم عن إعادة ذكر تفسير التسع كما يقال عندي مائة درهم وخمسة { قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا} معناه: إن حاجك يا محمد أهل الكتاب في ذلك فقل الله أعلم بما لبثوا وذلك أن أهل نجران قالوا أما الثلاثمائة فقد عرفناها وأما التسع فلا علم لنا بها وقيل أن معناه الله أعلم بما لبثوا إلى أن ماتوا وحكي عن قتادة أنه قال قوله { وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ} الآية حكاية عن قول اليهود وقوي ذلك بقوله { قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا} فذكر أنه سبحانه العالم بمقدار لبثهم دون غيره وقد ضعف هذا الوجه بأن إخبار الله لا ينبغي صرفها إلى الحكاية إلا بدليل قاطع ولو كان الأمر على ما قاله لم تكن مدة لبثهم مذكورة ومن المعلوم أن الله سبحانه أراد بالآية الاستدلال على عجيب قدرته وباهر آيته وذلك لا يتم إلا بعد معرفة مدة لبثهم.

 فالمراد بقوله { قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا} بعد بيان مدة لبثهم إبطال قول أهل الكتاب واختلافهم في مدة لبثهم فتقديره قل يا محمد الله أعلم بمدة لبثهم وقد أخبر بها فخذوا بما أخبر الله تعالى ودعوا قول أهل الكتاب فهو أعلم بذلك منهم { لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} والغيب أن يكون الشيء بحيث لا يقع عليه الإدراك أي لا يغيب عن الله سبحانه شيء لأنه لا يكون بحيث لا يدركه فيعلم ما غاب في السماوات والأرض عن إدراك العباد { أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ} هذا لفظ التعجب ومعناه: ما أبصره وأسمعه أي ما أبصر الله تعالى لكل مبصر وما أسمعه لكل مسموع فلا يخفى عليه من ذلك وإنما أخرجه مخرج التعجب على وجه التعظيم.

 وروي أن يهوديا سأل علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن مدة لبثهم فأخبر بما في القرآن فقال: أنا نجد في كتابنا ثلاثمائة فقال (عليه السلام) ذاك بسني الشمس وهذا بسني القمر وقوله { مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ} أي: ليس لأهل السماوات والأرض من دون الله من ناصر يتولى نصرتهم { ولا يشرك } الله { فِي حُكْمِهِ أَحَدًا} فلا يجوز أن يحكم حاكم بغير ما حكم الله تعالى به وقيل معناه أنه لا يشرك الله في حكمه بما يخبر به من الغيب أحدا وعلى القراءة الأخرى معناه ولا تشرك أنت أيها الإنسان في حكمه أحدا.

_____________

1- تفسير مجمع البيان ،الطبرسي،ج6،ص329-335.

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه  الآيات (1) :

{ ولا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ }. بعد ان قال سبحانه لنبيه الكريم : « فَلا تُمارِ فِيهِمْ » أمره ان يعلق كل شيء بمشيئة اللَّه ، ووجه المناسبة بين النهي عن الجدال وبين الأمر بالتعليق على مشيئة اللَّه ان الإنسان قد يذهل ، فيفعل ما كان قد عزم على تركه ، أو يترك ما كان قد عزم على فعله ، ويجوز هذا حتى في حق المعصوم على شريطة ان لا يكون في الفعل أو الترك معصية للَّه ، لأن المعصية لا تجتمع مع العصمة بحال ، تماما كما لا يجتمع العلم بالشيء والجهل به في آن واحد .

المشيئة العليا

ان للظروف تأثيرها ، ما في ذلك ريب ، ولكنها لا تعاكس الإنسان في كل شيء ولا تسعفه في كل شيء .. وأي انسان حقق كل ما أراد ، مهما بلغت قدرته ، وامتد سلطانه ؟ . ومن الذي استطاع ان يجعل امرأته أو ولده كما يشاء خَلقاً وخُلقاً ؟ . واعطف على هذا المثال ما شئت من الأمثلة . . وأيضا ما من أحد عاندته الظروف في كل ما طلب وأراد ، حتى في الكلام والنوم - مثلا - إذن ، فإرادة الإنسان قائمة ، ولها تأثيرها وعملها .

ولكن هذه الإرادة محكومة بمشيئة عليا ، وهي تقول للإنسان : إذا أردت شيئا فاطلبه من أسبابه الكونية التي جعلتها طريقا إليه ، وإياك أن تنسى أو تتجاهل ذكري ، وأنت تسير على طريقي هذا ، فأنا الذي خلقتك وهيأت لك الأسباب ، وأرشدتك إليها ، وأمرتك باتباعها . . وأيضا لا تنس ان الطريق الذي مهدته لك لا يؤدي بك حتما وعلى كل حال إلى ما تطلبه وتبتغيه كلا . . حتى ولو اجتهدت وبالغت لأني خلقت أيضا ظروفا معاكسة تعرقل السير ، وما هي بحسبانك ولا بحسبان سواك ، لأنها في يدي ، وأنا أرسلها وأمسكها ، فلا تجزم بأنك بالغ ما تريد ، وعلق كل شيء على المشيئة العليا . . ما شاء كان ، وان لم يشأ لم يكن . انظر المخبآت والمفاجئات ج 1 ص 312 .

{ واذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ } . كل انسان معرض للنسيان ، وبالخصوص إذا تراكمت عليه الأشغال والأحزان . بل قيل : « سميت إنسانا لأنك ناسيا » .

وقد أمرنا اللَّه سبحانه ان نذكره عند النسيان ، وعلَّمنا كيف نذكره ، حيث قال عز من قائل : { وقُلْ عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً } أي وان لم يذكّرني اللَّه الذي نسيت فإنه يذكّر ما هو أصلح وأنفع منه ، وفي نسيان بعض الأمور فوائد جمة .

ولهذه الآية قصة طريفة تعكس تحاسد بعض أهل العلم بالدين ، تماما كتحاسد التجار وأرباب المهن . . فقد روي أن المنصور كان يفضل أبا حنيفة على سائر الفقهاء ، فحسده على ذلك محمد بن إسحاق ، وفي ذات يوم اجتمعا معا عند المنصور ، فسأل محمد أبا حنيفة بقصد إفحامه وتعجيزه ، قال له : ما تقول في رجل حلف باللَّه ان يفعل كذا ، وبعد ان سكت الحالف أمدا قال : ان شاء اللَّه ؟ .

قال أبو حنيفة : تصح اليمين ويلزم بها الحالف لأن قوله : ان شاء اللَّه منفصل عن اليمين ، ولو اتصل بها لم تنعقد .

فقال محمد بن إسحاق : كيف وعبد اللَّه بن عباس جد أمير المؤمنين - يقصد المنصور - كان يقول ، يعمل الاستثناء ، وان كان بعد سنة لقوله تعالى :

« واذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ » ؟ .

فالتفت المنصور إلى أبي حنيفة وقال له : أصحيح هكذا قال جدي ؟ .

قال أبو حنيفة : نعم .

فقال له المنصور : أتخالف جدي يا أبا حنيفة ؟ .

قال أبو حنيفة : ان لقول جدك تأويلا يخرج على الصحة ، ولكن محمد بن إسحاق وأصحابه لا يرونك أهلا للخلافة ، لأنهم يبايعونك ، ثم يخرجون ويقولون :

ان شاء اللَّه ، ومعنى هذا على مذهبهم انه لا بيعة لك في عنقهم على اعتبار ان اللَّه لم يشأ لك الخلافة . فامتلأ المنصور غضبا ، وقال لجلاوزته خذوا هذا مشيرا إلى محمد بن إسحاق ، فجعلوا رداءه في عنقه ، وجروه إلى الحبس .

وبهذه المناسبة نشير إلى أنه إذا قال قائل : بعتك هذا ان شاء اللَّه ، أو امرأتي طالق ان شاء اللَّه ، أو واللَّه لأفعلن كذا ان شاء اللَّه ونحو ذلك ، إذا قال مثل هذا ينظر : فإن أراد مجرد التبرك باسم اللَّه تعالى فعليه أن يلتزم بما قال ، ويكون بيعه أو يمينه أو طلاقه صحيحا ، لأن الكلام وهذه هي الحال ، يكون في حكم المطلق المجرد عن كل قيد ، وان قصد التعليق حقيقة فلا يلزمه شيء ، ويكون كلامه وعدمه سواء من حيث الأثر الشرعي ، لا لأن التعليق من حيث هو يبطل الشيء المعلق .

بل لأن المعلق عليه ، وهو مشيئة اللَّه ، من عالم الغيب لا من عالم الشهادة .

وتسأل : بأي شيء نعلم أنه أراد التعليق ، أو أراد مجرد التبرك باسم اللَّه تعالى ؟ .

الجواب : نرجع في معرفة ذلك إلى المتكلم نفسه لأن القصد لا يعرف إلا من جهة صاحبه ، وعلى القضاء أن يأخذ بقوله .

{ ولَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وازْدَادُوا تِسْعاً } . بعد أن استطرد سبحانه بذكر الآيتين عاد إلى أهل الكهف ، وبيّن انهم مكثوا في نومهم العميق 309 سنوات .

وتسأل : لما ذا قال : وازدادوا تسعا ، ولم يقل ثلاثمائة وتسعا ؟ .

وأجاب بعض المفسرين بأنه تعالى أشار بقوله : وازدادوا إلى أن أهل الكهف مكثوا 300 سنة بحساب السنين الشمسية ، و 309 بحساب السنين القمرية لان التفاوت بينهما في كل مائة سنة ثلاث سنوات .

{ قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّماواتِ والأَرْضِ } . أجل ، هو أعلم لأنه خلقهم وهداهم وأنامهم وأيقظهم وأماتهم ، وقد أخبر انهم مكثوا 309 سنوات ، وقوله الحق ، وحكمه الفصل { أبصر به وأسمع } أي ما أبصره تعالى لكل ما يرى ، وما أسمعه لكل ما يسمع ، والغرض ان اللَّه لا يخفى عليه شيء .

{ ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ ولا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً } . ضمير لهم يعود إلى

الخلق ، وضمير من دونه إلى الخالق ، والولي الناصر ، والمعنى لا ناصر لمن خذله اللَّه ، ولا خاذل لمن نصر ، ولا مانع لما أعطى ، ولا معط لما منع ، لأنه وحده لا شريك له ، بيده الملك وهو على كل شيء قدير .

_________________

1- التفسير الكاشف، ج 5، محمد جواد مغنية، ص 117-120.

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) :

قوله تعالى:{ وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} الآية الكريمة سواء كان الخطاب فيها للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خاصة أو له ولغيره متعرضة للأمر الذي يراه الإنسان فعلا لنفسه ويخبر بوقوعه منه في مستقبل الزمان.

والذي يراه القرآن في تعليمه الإلهي أن ما في الوجود من شيء ذاتا كان أو فعلا وأثرا فإنما هو مملوك لله وحده له أن يفعل فيه ما يشاء ويحكم فيه ما يريد لا معقب لحكمه، وليس لغيره أن يملك شيئا إلا ما ملكه الله تعالى منه وأقدره عليه وهو المالك لما ملكه والقادر على ما عليه أقدره والآيات القرآنية الدالة على هذه الحقيقة كثيرة جدا لا حاجة إلى إيرادها.

فما في الكون من شيء له فعل أو أثر - وهذه هي التي نسميها فواعل وأسبابا وعللا فعالة - غير مستقل في سببيته ولا مستغن عنه تعالى في فعله وتأثيره لا يفعل ولا يؤثر إلا ما شاء الله أن يفعله ويؤثره أي أقدره عليه ولم يسلب عنه القدرة عليه بإرادة خلافه.

وبتعبير آخر كل سبب من الأسباب الكونية ليس سببا من تلقاء نفسه وباقتضاء من ذاته بل بإقداره تعالى على الفعل والتأثير وعدم إرادته خلافه، وإن شئت فقل: بتسهيله تعالى له سبيل الوصول إليه، وإن شئت فقل بإذنه تعالى فالإذن هو الإقدار ورفع المانع وقد تكاثرت الآيات الدالة على أن كل عمل من كل عامل موقوف على إذنه تعالى قال تعالى:{ مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ}: الحشر - 5 وقال:{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}: التغابن: 11 وقال:{وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ}: الأعراف: 58 وقال:{ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}: آل عمران: 145 وقال:{وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله}: يونس: 100 وقال:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ}: النساء: 64 إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة.

فعلى الإنسان العارف بمقام ربه المسلم له أن لا يرى نفسه سببا مستقلا لفعله مستغنيا فيه عن غيره بل مالكا له بتمليك الله قادرا عليه بإقداره وأن القوة لله جميعا وإذا عزم على فعل أن يعزم متوكلا على الله قال تعالى:{فإذا عزمت فتوكل على الله} وإذا وعد بشيء أو أخبر عما سيفعله أن يقيده بإذن الله أو بعدم مشيته خلافه.

وهذا المعنى هو الذي يسبق إلى الذهن المسبوق بهذه الحقيقة القرآنية إذا قرع بابه قوله تعالى:{ وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} وخاصة بعد ما تقدم في آيات القصة من بيان توحده تعالى في ألوهيته وربوبيته وما تقدم قبل آيات القصة من كون ما على الأرض زينة لها سيجعله الله صعيدا جرزا.

ومن جملة ما على الأرض أفعال الإنسان التي هي زينة جالبة للإنسان يمتحن بها وهو يراها مملوكة لنفسه.

وذلك أن قوله:{ وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا} نهي عن نسبته فعله إلى نفسه، ولا بأس بهذه النسبة قطعا فإنه سبحانه كثيرا ما ينسب في كلامه الأفعال إلى نبيه وإلى غيره من الناس وربما يأمره أن ينسب أفعالا إلى نفسه قال تعالى:{ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ}: يونس: 41، وقال:{ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ }: الشورى: 15.

فأصل نسبة الفعل إلى فاعله مما لا ينكره القرآن الكريم وإنما ينكر دعوى الاستقلال في الفعل والاستغناء عن مشيته وإذنه تعالى فهو الذي يصلحه الاستثناء أعني قوله:{إلا أن يشاء الله}.

ومن هنا يظهر أن الكلام على تقدير باء الملابسة وهو استثناء مفرغ عن جميع الأحوال أو جميع الأزمان، وتقديره: ولا تقولن لشيء - أي لأجل شيء تعزم عليه - إني فاعل ذلك غدا في حال من الأحوال أو زمان من الأزمنة إلا في حال أو في زمان يلابس قولك المشية بأن تقول: إني فاعل ذلك غدا إن شاء الله أن أفعله أو إلا أن يشاء الله أن لا أفعله والمعنى على أي حال: إن أذن الله في فعله.

هذا ما يعطيه التدبر في معنى الآية ويؤيده ذيلها وللمفسرين فيها توجيهات أخرى.

منها أن المعنى هو المعنى السابق إلا أن الكلام بتقدير القول في الاستثناء وتقدير الكلام: إلا أن تقول إن شاء الله، ولما حذف{تقول} نقل{إن شاء الله} إلى لفظ الاستقبال، فيكون هذا تأديبا من الله للعباد وتعليما لهم أن يعلقوا ما يخبرون به بهذه اللفظة حتى يخرج عن حد القطع فلا يلزمهم كذب أو حنث إذا لم يفعلوه لمانع والوجه منسوب إلى الأخفش.

وفيه أنه تكلف من غير موجب.

على أن التبديل المذكور يغير المعنى وهو ظاهر ومنها أن الكلام على ظاهره غير أن المصدر المؤول إليه{أن يشاء الله} بمعنى المفعول، والمعنى لا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا ما يشاؤه الله ويريده، وإذ كان الله لا يشاء إلا الطاعات فكأنه قيل: ولا تقولن في شيء إني سأفعله إلا الطاعات، والنهي للتنزيه لا للتحريم حتى يعترض عليه بجواز العزم على المباحات والإخبار عنه.

وفيه أنه مبني على حمل المشية على الإرادة التشريعية ولا دليل عليه ولم يستعمل المشية في كلامه تعالى بهذا المعنى قط وقد استعمل استثناء المشية التكوينية في مواضع من كلامه كما حكى من قول موسى لخضر:{ستجدني إن شاء الله صابرا}: الكهف: 69، وقول شعيب لموسى:{ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ }: القصص، 27 وقول إسماعيل لأبيه:{ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ}: الصافات: 102 وقوله تعالى:{ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ}: الفتح: 27 إلى غير ذلك من الآيات.

والوجه مبني على أصول الاعتزال وعند المعتزلة أن لا مشية لله سبحانه في أعمال العباد إلا الإرادة التشريعية المتعلقة بالطاعات، وهو مدفوع بالعقل والنقل.

ومنها أن الاستثناء من الفعل دون القول من غير حاجة إلى تقدير، والمعنى ولا تقولن لشيء هكذا وهو أن تقول: إني فاعل ذلك غدا باستقلالي إلا أن يشاء الله خلافه بإبداء مانع على ما تقوله المعتزلة أن العبد فاعل مستقل للفعل إلا أن يبدىء الله مانعا دونه أقوى منه، ومآل المعنى أن لا تقل في الفعل بقول المعتزلة.

وفيه أن تعلق الاستثناء بالفعل دون القول بما مر من البيان أتم فلا وجه للنهي عن تعليق الاستثناء على الفعل، وقد وقع تعليقه على الفعل في مواضع من كلامه من غير أن يرده كقوله حكاية عن إبراهيم:{ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا}: الأنعام: 80 وقوله حكاية عن شعيب:{ وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}: الأعراف: 89، وقوله:{ مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ }: الأنعام: 111 إلى غير ذلك من الآيات.

فلتحمل الآية التي نحن فيها على ما يوافقها.

ومنها: أن الاستثناء من أعم الأوقات إلا أن مفعول{يشاء} هو القول والمعنى ولا تقولن ذلك إلا أن يشاء الله أن تقوله، والمراد بالمشية الإذن أي لا تقل ذلك إلا أن يؤذن لك فيه بالإعلام.

وفيه أنه مبني على تقدير شيء لا دليل عليه من جهة اللفظ وهو الإعلام ولولم يقدر لكان تكليفا بالمجهول.

ومنها: أن الاستثناء للتأبيد نظير قوله:{ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ}: هود: 108 والمعنى: لا تقولن ذلك أبدا.

وفيه أنه مناف للآيات الكثيرة المنقولة آنفا التي تنسب إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وإلى سائر الناس أعمالهم ماضية ومستقبلة بل تأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن ينسب أعماله إلى نفسه كقوله:{ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ}: يونس: 41، وقوله:{قل سأتلوا عليكم منه ذكرا}: الكهف: 83.

قوله تعالى:{ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا} اتصال الآية واشتراكها مع ما قبلها في سياق التكليف يقضي أن يكون المراد من النسيان نسيان الاستثناء، وعليه يكون المراد من ذكر ربه ذكره بمقامه الذي كان الالتفات إليه هو الموجب للاستثناء وهو أنه القائم على كل نفس بما كسبت الذي ملكه الفعل وأقدره عليه وهو المالك لما ملكه والقادر على ما عليه أقدره.

والمعنى: إذا نسيت الاستثناء ثم ذكرت أنك نسيته فاذكر ربك متى كان ذلك بما لو كنت ذاكرا لذكرته به وهو تسليم الملك والقدرة إليه وتقييد الأفعال بإذنه ومشيته.

وإذ كان الأمر بالذكر مطلقا لم يتعين في لفظ خاص فالمندوب إليه هو ذكره تعالى بشأنه الخاص سواء كان بلفظ الاستثناء بأن يلحقه بالكلام، إن ذكره ولما يتم الكلام أو يعيد الكلام ويستثني أو يضمر الكلام ثم يستثني إن كان فصل قصير أو طويل كما ورد في بعض الروايات أنه لما نزلت الآيات قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إن شاء الله أو كان الذكر باستغفار ونحوه.

ويظهر مما مر أن ما ذكره بعضهم أن الآية مستقلة عما قبلها وأن المراد بالنسيان نسيانه تعالى أو مطلق النسيان، والمعنى: واذكر ربك إذا نسيته ثم ذكرته أو واذكر ربك إذا نسيت شيئا من الأشياء، وكذا ما ذكره بعضهم بناء على الوجه السابق أن المراد بذكره تعالى خصوص الاستثناء وإن طال الفصل أو خصوص الاستغفار أو الندم على التفريط، كل ذلك وجوه غير سديدة.

وقوله:{ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا} حديث الاتصال والاشتراك في سياق التكليف بين جمل الآية يقضي هنا أيضا أن تكون الإشارة بقوله:{هذا} إلى الذكر بعد النسيان، والمعنى وارج أن يهديك ربك إلى أمر هو أقرب رشدا من النسيان ثم الذكر وهو الذكر الدائم من غير نسيان فيكون من قبيل الآيات الداعية له (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى دوام الذكر كقوله تعالى:{ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ}: الأعراف: 205 وذكر الشيء كلما نسي ثم ذكر والتحفظ عليه كرة بعد كرة من أسباب دوام ذكره.

ومن العجيب أن المفسرين أخذوا قوله:{هذا} في الآية إشارة إلى نبإ أصحاب الكهف وذكروا أن معنى الآية: قل عسى أن يعطيني ربي من الآيات الدالة على نبوتي ما هو أقرب إرشادا للناس من نبإ أصحاب الكهف، وهو كما ترى.

وأعجب منه ما عن بعض أن هذا إشارة إلى المنسي وأن معنى الآية: ادع الله إذا نسيت شيئا أن يذكرك إياه وقل إن لم يذكرك ما نسيته عسى أن يهديني ربي لشيء هو أقرب خيرا ومنفعة من المنسي.

وأعجب منه ما عن بعض آخر أن قوله:{وقل عسى أن يهدين} إلخ عطف تفسيري لقوله:{واذكر ربك إذا نسيت} والمعنى إذا وقع منك النسيان فتب إلى ربك وتوبتك أن تقول: عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا، ويمكن أن يجعل الوجهان الثاني والثالث وجها واحدا وبناؤهما على أي حال على كون المراد بقوله:{إذا نسيت} مطلق النسيان، وقد عرفت ما فيه.

قوله تعالى:{ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا} بيان لمدة لبثهم في الكهف على حال النوم فإن هذا اللبث هو متعلق العناية في آيات القصة وقد أشير إلى إجمال مدة اللبث بقوله في أول الآيات:{فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا}.

ويؤيده تعقيبه بقوله في الآية التالية:{ قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا} ثم قوله:{ وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ} إلخ ثم قوله:{وقل الحق من ربكم} ولم يذكر عددا غير هذا فقوله:{ قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا} بعد ذكر مدة اللبث كقوله:{قل ربي أعلم بعدتهم} يلوح إلى صحة العدد المذكور.

فلا يصغى إلى قول القائل إن قوله:{ولبثوا في كهفهم} إلخ محكي قول أهل الكتاب وقوله:{ قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا} رد له، وكذا قول القائل إن قوله:{ولبثوا} إلخ قول الله تعالى وقوله:{وازدادوا تسعا} إشارة إلى قول أهل الكتاب والضمير لهم والمعنى أن أهل الكتاب زادوا على العدد الواقعي تسع سنين ثم قوله:{ قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا} رد له.

على أن المنقول عنهم أنهم قالوا بلبثهم مائتي سنة أو أقل لا ثلاثمائة وتسعة ولا ثلاثمائة.

وقوله:{سنين} ليس بمميز للعدد وإلا لقيل: ثلاثمائة سنة بل هو بدل من ثلاثمائة كما قالوا، وفي الكلام مضاهاة لقوله فيما أجمل في صدر الآيات:{سنين عددا}.

ولعل النكتة في تبديل{سنة} من{سنين} استكثار مدة اللبث، وعلى هذا فقوله:{وازدادوا تسعا} لا يخلو من معنى الإضراب كأنه قيل: ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنة هذه السنين المتمادية والدهر الطويل بل ازدادوا تسعا، ولا ينافي هذا ما تقدم في قوله:{سنين عددا} إن هذا لاستقلال عدد السنين واستحقاره لأن المقامين مختلفان بحسب الغرض فإن الغرض هناك كان متعلقا بنفي العجب من آية الكهف بقياسها إلى آية جعل ما على الأرض زينة لها فالأنسب به استحقار المدة، والغرض هاهنا بيان كون اللبث آية من آياته وحجة على منكري البعث والأنسب به استكثار المدة، والمدة بالنسبتين تحتمل الوصفين فهي بالنسبة إليه تعالى شيء هين وبالنسبة إلينا دهر طويل.

وإضافة تسع سنين إلى ثلاثمائة سنة مدة اللبث تعطي أنهم لبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنة شمسية فإن التفاوت في ثلاثمائة سنة إذا أخذت تارة شمسية وأخرى قمرية بالغ هذا المقدار تقريبا ولا ينبغي الارتياب في أن المراد بالسنين في الآية السنون القمرية لأن السنة في عرف القرآن هي القمرية المؤلفة من الشهور الهلالية وهي المعتبرة في الشريعة الإسلامية.

وفي التفسير الكبير، شدد النكير على ذلك لعدم تطابق العددين تحقيقا وناقش في ما روي عن علي (عليه السلام) في هذا المعنى مع أن الفرق بين العددين الثلاثمائة شمسية والثلاثمائة وتسع سنين قمرية أقل من ثلاثة أشهر والتقريب في أمثال هذه النسب ذائع في الكلام بلا كلام.

قوله تعالى:{ قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} إلى آخر الآية مضي في حديث أصحاب الكهف بالإشارة إلى خلاف الناس في ذلك وأن ما قصه الله تعالى من قصتهم هو الحق الذي لا ريب فيه.

فقوله:{قل الله أعلم بما لبثوا} مشعر بأن مدة لبثهم المذكورة في الآية السابقة لم تكن مسلمة عند الناس فأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يحتج في ذلك بعلم الله وأنه أعلم بهم من غيره.

وقوله:{له غيب السماوات والأرض} تعليل لكونه تعالى أعلم بما لبثوا، واللام للاختصاص الملكي والمراد أنه تعالى وحده يملك ما في السماوات والأرض من غيب غير مشهود فلا يفوته شيء وإن فات السماوات والأرض، وإذ كان مالكا للغيب بحقيقة معنى الملك وله كمال البصر والسمع فهو أعلم بلبثهم الذي هو من الغيب.

وعلى هذا فقوله:{أبصر به وأسمع} - وهما من صيغ التعجب معناهما كمال بصره وسمعه - لتتميم التعليل كأنه قيل: وكيف لا يكون أعلم بلبثهم وهو يملكهم على كونهم من الغيب وقد رأى حالهم وسمع مقالهم.

ومن هنا يظهر أن قول بعضهم: إن اللام في{له غيب} إلخ للاختصاص العلمي أي له تعالى ذلك علما، ويلزم منه ثبوت علمه لسائر المخلوقات لأن من علم الخفي علم غيره بطريق أولى.

انتهى، غير سديد لأن ظاهر قوله:{أبصر به وأسمع} أنه للتأسيس دون التأكيد، وكذا ظاهر اللام مطلق الملك دون الملك العلمي.

وقوله:{ما لهم من دونه من ولي} إلخ المراد بالجملة الأولى منه نفي ولاية غير الله لهم مستقلا بالولاية دون الله، وبالثانية نفي ولاية غيره بمشاركته إياه فيها أي ليس لهم ولي غير الله لا مستقلا بالولاية ولا غير مستقل.

ولا يبعد أن يستفاد من النظم - بالنظر إلى التعبير في الجملة الثانية{ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا} بالفعل دون الوصف وتعليق نفي الإشراك بالحكم دون الولاية أن الجملة الأولى تنفي ولاية غيره تعالى لهم سواء كانت بالاستقلال فيستقل بتدبير أمرهم دون الله أو بالشركة بأن يلي بعض أمورهم دون الله، والجملة الثانية تنفي شركة غيره تعالى في الحكم والقضاء في الحكم بأن تكون ولايتهم لله تعالى لكنه وكل عليهم غيره وفوض إليه أمرهم والحكم فيهم كما يفعله الولاة في نصب الحكام والعمال في الشعب المختلفة من أمورهم فيباشر الحكام والعمال من الأحكام ما لا علم به من الولاة.

ويؤول المعنى إلى أنه كيف لا يكون تعالى أعلم بلبثهم وهو تعالى وحده وليهم المباشر للحكم الجاري فيهم وعليهم.

والضمير في قوله:{لهم} لأصحاب الكهف أو لجميع ما في السماوات والأرض المفهوم من الجملة السابقة بتغليب جانب أولي العقل أو لمن في السماوات والأرض والوجوه الثلاثة مترتبة جودة وأجودها أولها.

وعليه فالآية تتضمن حجتين على أن الله أعلم بما لبثوا إحداهما حجة عامة لهم ولغيرهم وهي قوله:{ لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ} فهو أعلم بجميع الأشياء ومنها لبث أصحاب الكهف، وثانيتهما حجة خاصة بهم وهي قوله:{ما لهم} إلى آخر الآية فهو تعالى وليهم المباشر للقضاء الجاري عليهم فكيف لا يكون أعلم بهم من غيره؟ ولمكان العلية في الجملتين جيء بهما مفصولتين من غير عطف.

_________________

1- تفسير الميزان ،الطباطبائي،ج13،ص218-225.

تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه  الآيات (1) :

الآية التي بعدها تعطي توجيهاً عاماً لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا}.

{ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} يعني يجب أن تقول {إِن شاء الله} لكل ما يخص أخبار المستقبل وأحداثه ولكل تصميم تتخذه، لأنّك أوّلا غير مستقل في اتّخاذ القرارات، وإِذا لم يشأ الله فإنَّ كائناً مَن كان لا يستطيع القيام بأيِّ عمل، لذا ولأجل أن تُثبت أنَّ قوّتك قبس مِن قوّة الله الأزلية، وأنّها مرتبطة بقدرته، أضف عبارة {إِن شاء الله} إِلى كلامك.

ثانياً: لا يصح للإِنسان ـ من الوجهة المنطقية ـ أن يقطع في أخباره المستقبلية ومواقفه وتصميماته، لأنَّ قدرته محدودة مع احتمال ظهور الموانع المختلفة، لذلك الأفضل له ذكر جملة {إِن شاء الله} مع كل تصميم لفعل شيء.

بعض المفسّرين احتملوا أن يكون مُراد الآية هو أن تنفي استقلال الإِنسان في إِنجاز الأعمال، حيث يصبح مفهوم الآية: إِنّك لا تستطيع أن تقول: إِنّك ستقوم بالعمل الفلاني غداً إِلاَّ أن يشاء الله ذلك.

بالطبع فإنّ لازم هذا القول أن الكلام سيكون تاماً مع اضافة {ان شاء الله} ولكن هذا اللزوم سيكون للجملة لا للمتن كما هو الحال في التّفسير الأوّل(2).

سبب النّزول الذي أوردناه في بداية الآيات يُؤيد التّفسير الأوّل، حيثُ أنَّ الرّسول(صلى الله عليه وآله وسلم) قد وعد بالإِجابة على أسئلة قريش حول أصحاب الكهف وغيرها بدون ذكر جملة {إِن شاء الله} لذلك تَأخَّر عنهُ الوحي فترة، لكي يكون ذلك تحذيراً لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ويكون عبرة لجميع الناس.

وبعد ذلك يقول القرآن: {واذكر ربّك إِذا نسيت} وهذه إِشارة إِلى أنَّ الإِنسان إِذا نسي قول {إِن شاء الله} وهو يتحدَّث عن أمر مستقبلي، فعليه أن يقولها فَور تذكره، حيث يُعوَّض بذلك عمّا مضى منه.

وبعد ذلك جاء قوله تعالى: { وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا}.

نوم أصحاب الكهف:

مِن القرائن الموجودة في الآيات السابقة نفهم إِجمالا أنَّ نوم أصحاب الكهف كان طويلا جدّاً. هذا الموضوع يُثير غريزة الاستطلاع عند كل مستمع، إِذ يريد أن يعرف كم سنة بالضبط استمرَّ نومهم؟

في المقطع الأخير مِن مجموعة الآيات التي تتحدث عن أصحاب الكهف، تُبعد الآيات الشك عن المستمع وتقول له: { وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا}(3).

ووفقاً للآية فإِنَّ مجموع نومهم وبقائهم في الكهف هو (309) سنة. والبعض يرى أن ذكر ثلاثمائة وتسعة مفصولة بدلا عن ذكرها في جملة واحدة، يعود إِلى الفرق بين السنين الشمسية والسنين القمرية حيثُ أنّهم ناموا (300) سنة شمسية، وبالقمري تعادل (309). وهذا مِن لطائف التعبير حيث أوجز القرآن بعبارة واحدة صغيرة، حقيقة كبيرة تحتاج إِلى شرح واسع(4).

ومِن أجل وضع حد لأقاويل الناس حول مكثهم في الكهف تؤكّد الآية: {قل الله أعلم بما لبثوا} لماذا؟ لأن: { لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}.

والذي يعرف خفايا وظواهر عالم الوجود ويُحيط بها جميعاً، كيف لا يعرف مدّة بقاء أصحاب الكهف: {أبصر به وأسمع}(5) ولهذا السبب فإِنَّ سكان السماوات والأرض: {مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ}.

أمّا مَن هو المقصود بالضمير (هم) في (مالهم) فقد ذكر المفسّرون أقوالا كثيرة، إِذا يعتقد البعض أنّها اشارة إلى سكان السماوات والأرض، أمّا البعض الآخر فيعتقد أن الضمير إِشارة إِلى أصحاب الكهف، بمعنى أنَّ أصحاب الكهف لا يملكون ولياً مِن دون الله، فهو الذي تولاهم في حادثة الكهف، وقام بحمايتهم.

ولكن بالنظر إلى الجملة التي قبلها، يكون التّفسير الأوّل أقرب.

وفي نهاية الآية يأتي قوله تعالى: { وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا}. هذا الكلام هو في الحقيقة تأكيد على الولاية المطلقة للخالق جلَّوعلا، إِذ ليسَ هُناك قدرة أُخرى لها حق الولاية المطلقة على العالمين، ولا يوجد شريك له تعالى في ولايته، يعني ليس ثمّة قدرة أُخرى غير الله لها حق الولاية في العالم، لا بالإِستقلال ولا بالإِشتراك.

______________

1- تفسير الامثل ،ناصر مكارم الشيرازي،ج7،ص477-483.

2- يجب الإِنتباه إِلى أنَّهُ طبقاً للتفسير الأوّل فإنَّ هناك جملة مقدَّرة وهي (أن تقول) ويصبح المعنى بعد التقدير (إِلاّ أن تقول إن شاء الله) أمّا وفقاً للتفسير الثّاني فليس ثمّة حاجة لهذا التقدير.

3 ـ طبقاً للقواعد النحوية يجب أن تأتي كلمة (سنة) والتي هي مفرد بدلا من (سنين) التي هي جمع، ولكن بما أن النوم كان طويلا للغاية، وعدد السنوات كثيراً، لذا ذكرت الكلمة بصيغة الجمع حتى توضَّح الموضوع وتبيّن كثرته.

4 ـ الفرق بين السنة الشمسية والقمرية هو (11) يوم تقريباً، فإِذا ضربنا ذلك (300) وقسمنا الناتج على عدد أيّام السنة القمرية أي على (354) يكون العدد (9) طبعاً يبقى باق قليل، أهمل لأنّه لا يصل إِلى السنة الكاملة.

5 ـ جملة (أبصر به واسمع) هي صيغة تعجُّب، تُبيِّن لنا عظمة علم الخالق جلَّوعلا، والمعنى أنَّهُ بصير سميع بحيث أنَّ الإِنسان يعجب من ذلك.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .



اختتام الأسبوع الثاني من الشهر الثالث للبرنامج المركزي لمنتسبي العتبة العباسية
راية قبة مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام) تتوسط جناح العتبة العباسية في معرض طهران
جامعة العميد وقسم الشؤون الفكرية يعقدان شراكة علمية حول مجلة (تسليم)
قسم الشؤون الفكريّة يفتتح باب التسجيل في دورات المواهب