أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-01-2015
1666
التاريخ: 2023-10-28
999
التاريخ: 21-04-2015
3806
التاريخ: 4-12-2015
3229
|
الوحي لغة هو الإعلام في خفاء (1) . ولكن ما هو الوحي الالهي الذي اختصّ به اللّه سبحانه النبيّين من عباده وتجلّى بشكل واضح في القرآن الكريم ؟
وبصدد الإجابة عن هذا السّؤال يمكن أن نقول : إنّ كلّ فكرة يدركها الإنسان فهي ترتبط في وجودها - بسبب أو بآخر- باللّه سبحانه وتعالى خالق الإنسان ومدبّر اموره. ولكنّ شعور الإنسان تجاه مصدر هذه الفكرة- بالرغم من ادراكه العقلي لهذه الحقيقة- قد يكون مختلفا. ونذكر أنحاء ثلاثة لهذا الشعور.
(ألف) أن يشعر بأنّ الفكرة نابعة من ذاته، ووليدة جهده الخاص وإدراكه الشخصي. وهذا الشعور هو ما نحسّه في حالات الإدراك الاعتياديّة تجاه أفكارنا العادية. فإنّنا مع اعتقادنا بأنّ أفكارنا منسوبة إلى اللّه تعالى- على أساس أنّه الخالق المدبّر لعالم الوجود بجميع مقوّماته، ومنه قدرتنا على التفكر- نشعر وكأنّ هذه الفكرة وليدة هذا المزيج المركّب في ذات أنفسنا وناتجة عن مجموعة المواهب والقدرات الشخصيّة لنا.
(ب) أن يشعر الإنسان بأنّ الفكرة، قد القيت إليه من طرف علوي وجاءته من خارج ذاته. وشعوره هذا بدرجة من الوضوح بحيث يحسّ بهذا الإلقاء والانفصالية بين الذات الملقية والذات المتلقّية. ولكنه مع ذلك كلّه لا يكاد يحسّ بالاسلوب والطريقة التي تمّت فيها عملية إلقاء الفكرة.
وهذا النحو من الشعور تجاه الفكرة هو ما يحصل في حالات (الإلهام) الالهي . (2)
(ج) أن يصاحب الشعور الحسّي الذي شرحناه في فقرة (ب) شعور حسّي آخر بالطريقة والاسلوب الذي تتمّ به عملية الإلقاء والاتّصال. وهذا الحس والشعور- سواء أحسّ بأنّ الفكرة جاءت من أعلى أو أحسّ بأنّ مجيئها كان بالاسلوب الخاص- لا بدّ فيه أن يكون واضحا وجليّا كوضوح إدراكنا للأشياء بحواسنا العاديّة. وهذا هو ما يحدث في حالات الوحي إلى الأنبياء، أو على الأقلّ ما حدث في وحي القرآن الكريم إلى نبيّنا محمّد صلّى اللّه عليه وآله.
إذن فهناك فرق بين الإدراك العادي الذي يكون نتيجة الموهبة، وبين الإلهام والوحي؛ لأنّ إدراك الموهبة في الحقيقة، يعبّر عن فكرة يدركها الإنسان، مع شعوره بأنّها نتيجة للجهد الشخصي وان كان يدرك بشكل عقليّ ومنطقي أنّها مرتبطة بسبب أو بآخر باللّه سبحانه. والإلهام عبارة عن فكرة يدركها الإنسان- مصحوبة بالشعور الواضح- بأنّها ملقاة من طرف الأعلى المنفصل عن الذات الإنسانية، وإن كان لا يدرك الإنسان شكل الطريقة التي تمّ فيها هذا الإلقاء.
والوحي عبارة عن فكرة يدركها الإنسان - مصحوبة بالشعور الواضح - بأنّها ملقاة من طرف الأعلى المنفصل عن الذات الإنسانية ، وشعور آخر واضح بالطريقة التي تم فيها الإلقاء.
________________________
(1) لسان العرب : 15/ 381، مادة وحي.
(2) قارن بهذا ما ذكره الدكتور صبحي الصالح في كتابه( مباحث في علوم القرآن).
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|