المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

كـيفـية ادارة المـشتـقات المـاليـة
13/12/2022
مجالات وحقوق الأطفال
18-1-2016
Animal Populations
11-2-2016
آفات المال الدينيّة
31-8-2022
{أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون}
2024-03-17
 ديزنهوفر J.DEISENHOVER
30-3-2016


الصحيفة السجادية  
  
3591   05:46 مساءً   التاريخ: 15-04-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص240-242.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /

من أساليب الإمام السجاد (عليه السلام) النضالية والإعلامية الأُخرى هو عرض المعارف الإسلامية في إطار الدعاء ونعلم بأنّ الدعاء اتّصال معنوي بين الإنسان وربه وذو أثر تربوي هام ومن هنا كان الدعاء من وجهة نظر الإسلام ذا مكانة خاصة وإذا جمعت الأدعية التي وصلتنا من نبي الإسلام والأئمّة المعصومين معاً لكان لدينا مجموعة كبيرة منها ؛ إنّ هذه الأدعية مدرسة تربوية عظيمة تلعب دوراً هاماً في تربية الإنسان روحياً .

ونظراً لجو الرعب والاضطهاد الذي كان سائداً زمن الإمام السجاد أخذ الإمام يطرح ويقدم أهدافه ومبادئه في إطار الدعاء والمناجاة و قد عرفت أدعية الإمام السجاد (عليه السلام) باسم الصحيفة السجادية وتعد بعد القرآن ونهج البلاغة من أعظم وأهمّ كنوز المعارف الإلهية القيّمة بحيث لقبت ومنذ زمن بعيد من قبل العلماء البارزين بأُخت القرآن وإنجيل أهل البيت وزبور آل محمّد .

وليست الصحيفة السجادية تقتصر على التضرع للّه والدعاء والخشوع وبيان الحاجة في ساحة قدسه بل هي بحر بلا شاطئ من العلوم والمعارف الإسلامية قدم فيها القضايا العقائدية والثقافية والاجتماعية والسياسية وقسماً من القوانين الطبيعية والأحكام الشرعية في إطار الدعاء  .

وقد أرسل المرجع الديني الراحل المرحوم آية اللّه العظمى النجفي المرعشي قدَّس سرَّه عام 1353 هجرية نسخة من الصحيفة السجادية إلى العلاّمة المعاصر مؤلف تفسير الطنطاوي مفتى الإسكندرية فكتب إليه بعد أن شكره على هذه الهدية القيمة:

ولسوء حظنا هو انّنا لم نحصل على هذا العمل القيم والخالد الذي هو تراث النبوة وكنت كلّما أنظر فيها أراها فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق.

ولأهمية الصحيفة السجادية الكبيرة في تاريخ الإسلام كتبت عدّة شروح باللغتين العربية والفارسية عليها وقد ذكر المرحوم العلاّمة آغا بزرگ الطهراني في كتابه القيّم «الذريعة» مائة وخمسين شرحاً لها ما عدا الترجمات ؛ مضافاً إلى تلك الشروح فقد ترجمها العلماء قديماً وحديثاً عدّة مرات وقد نشر وطبع بعضاً منها في السنوات الأخيرة .

تشتمل الصحيفة السجادية على أربعة وخمسين دعاءً وهي :

1 - التحميد للّه تعالى 2 - الصلاة على محمّد(صلى الله عليه واله) 3 - الصلاة على حملة العرش 4 - الصلاة على مصدّقي الرسل 5 - دعاؤه لنفسه وخاصّته 6 - دعاؤه عند الصباح والمساء 7 - دعاؤه في المهمات 8 - دعاؤه في الاستعاذة 9 - دعاؤه في الاشتياق.

10 - دعاؤه في اللجوء إلى اللّه 11 - دعاؤه بخواتيم الخير 12 - دعاؤه في الاعتراف.

13 - دعاؤه في طلب الحوائج 14 - دعاؤه في الظلامات 15 - دعاؤه عند المرض.

16 - دعاؤه في الاستقالة 17 - دعاؤه على الشيطان 18 دعاؤه في المحذورات 19 - دعاؤه في الاستسقاء 20 - دعاؤه في مكارم الأخلاق 21 - دعاؤه في الاستكفاء 22 - دعاؤه عند الشدة.

23 - دعاؤه بالعافية 24 - دعاؤه لأبويه 25 - دعاؤه لولده 26 - دعاؤه لجيرانه وأوليائه.

27 - دعاؤه لأهل الثغور 28 - دعاؤه في التفرغ 29 - دعاؤه إذا قُتِر عليه الرزق.

30 - دعاؤه في المعونة على قضاء الدين 31 - دعاؤه بالتوبة 32 - دعاؤه في صلاة الليل 33 - دعاؤه في الاستخارة 34 - دعاؤه إذا ابتلى ورأى مبتلى بفضيحة أو ذنب 35 - دعاؤه في الرضا بالقضاء 36 - دعاؤه عند سماع الرعد 37 - دعاؤه في الشكر 38 - دعاؤه في الاعتذار 39 - دعاؤه في طلب العفو 40 - دعاؤه عند ذكر الموت 41 - دعاؤه في طلب الستر والوقاية 42 - دعاؤه عند ختم القرآن 43 - دعاؤه إذا نظر إلى الهلال 44 - دعاؤه لدخول شهر رمضان 45 - دعاؤه لوداع شهر رمضان 46 - دعاؤه للعيدين والجمعة.

47 - دعاؤه في يوم عرفة 48 - دعاؤه يوم الأضحى والجمعة 49 - دعاؤه في دفع كيد الأعداء 50 - دعاؤه في الرهبة 51 - دعاؤه في التضرع 52 - دعاؤه في الإلحاح.

53 - دعاؤه في التذلّل 54 - دعاؤه في استكشاف الهموم.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.