وتستطيع المؤسسات تحقيق مزايا تنافسية من خلال الموارد البشرية إذا كانت قادرة على تحقيق المعايير التالية :

(1) ان تصبح الموارد البشرية ذات قيمة :

ومن الممكن ان يكون العنصر البشري مصدر للميزة التنافسية عندما يسعى إلى تحسين كفاءة وفعالية المؤسسة . ان قيمة العنصر البشري تزداد عندما يبحث دائما عن طرق جديدة لتخفيض التكاليف ، او تزويد العملاء بأشياء فريدة من نوعها او مزيج من الامرين. ويتم زيادة قيمة النتائج المتولدة عن استخدام الموارد البشرية من خلال مجموعة من الآليات مثل برامج التمكين ، مبادرات الجودة من المنظور الاداري الشامل ، والتحسينات المستمرة التي تبذلها المؤسسات في اطار الادارة الاستراتيجية للموارد البشرية.

(2) ان تتسم الموارد البشرية بالندرة :

فغالبا ما يصبح العنصر البشري مصدر ميزة تنافسية عندما تكون مهاراتهم ، ومعارفهم وقدراتهم غير متاحة بسهولة للمنافسين.

(3) يجب ان تصبح الموارد البشرية صعبة التقليد او المحاكاة :

تكون الافراد مصدرا للميزة التنافسية عندما يصبح من غير الممكن ايجاد صورة طبق الاصل لدي المنافسين من قدرات العاملين ومساهماتهم في زيادة القدرة التنافسية للمؤسسة.

(4) الإدارة الفعالة للموارد البشرية :

فحتى يكون العاملون اكثر قدرة على خلق فرصة تنافسية فلابد ان تكون طاقاتهم وإمكانياتهم متصلة بالعمل ، ويتم تطويرها وتحسينها بصفة مستمرة بما يتفق مع متطلبات التكنولوجيا الحديثة في مجال عمل المؤسسة ولا يتحقق ذلك إلا من خلال الإدارة الفعالة للموارد البشرية.

وتعتبر هذه البنود الاربعة احد الدوافع الاساسية للتوجه نحو الادارة الاستراتيجية للموارد البشرية. حيث أصبح العنصر البشري هو استثمار استراتيجي ، فضلا عن كثير من التحديات الاخرى مثل تخفي التكاليف عند حدها الادنى وغيرها من التحديات التي سيرد ذكرها فيما بعد.

لكن تحقيق تلك الاهداف الاستراتيجية السابقة لم يكن بالأمر السهل بسبب التحديات المختلفة التي تواجه المؤسسات وذات العلاقة بإدارة الموارد البشرية. لذلك كان لابد من تغيير مفهوم إدارة الموارد البشرية والتحول نحو الإدارة الاستراتيجية للموارد البشرية والتي تركز على دراسة وتحليل تلك التحديات وتحديد آثارها السلبية والايجابية. ثم تصميم منظومة إدارة الموارد البشرية التي تتوافق مع نتائج تحليل تلك المتغيرات.