أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-4-2017
2357
التاريخ: 18-4-2016
6332
التاريخ: 2024-09-02
316
التاريخ: 16/9/2022
1321
|
بحلول نهاية شهر سبتمبر يقل قلق الطالب الخجول في كل صباح قبل الذهاب للمدرسة، كما تقل حدة توتره بشكل ملحوظ ، ويقوم الطفل بإدخال جدوله الجديد وأنشطته المدرسية الى منطقة الراحة بالإيقاع والمعدل المناسبين له، ويرتبط ببعض الأصدقاء الجدد ويتابع أداء واجباته المدرسية وتتبدد مخاوفه بشأن تأثير الخجل عليه في الفصل، ولا يظهر شيء غير طبيعي على السطح. ولذلك يمكنك أن تتنفس الصعداء وتعرف أن الأزمة قد مرّت بسلام، أليس كذلك؟
ربما. وعلى الرغم من أن الأطفال الخجولين يتكيفون في نهاية الأمر على الروتين الجديد للمدرسة، إلا أنني وجدت أنه ليس كل ما يدخل نطاق منطقة الراحة الخاصة بالطالب يكون مريحاً بالنسبة له.
فقد تحدثت مؤخراً مع " ناتالي "، طالبة ذكية وموهوبة في الصف الأول الثانوي، وبينما كان مستواها جيداً من الناحية الدراسية، إلا أنها قضت وقتاً عصيباً في المدرسة.
تقول " ناتالي ": " لا أعتقد أنني خجولة بل فقط فتاة هادئة، ولكن الآخرين غالباً ما يعتقدون أنني خجولة لأنني لا أتحدث كثيراً في وجود أشخاص لا أعرفهم جيداً، فأنا لا أرتاح في وجود الغرباء، وعندما كنت صغيرة كنت أكثر انبساطية مثل كل الأطفال، وأعتقد أنني كنت من أعلاهم صوتاً وأكثرهم شغباً ".
سألتها ما الذي تسبب في تغير الحال، فقالت: " بدأت أقلق بشأن ما سيظنه الطلاب الآخرون فيّ، وكنت أشعر أنهم دائماً ما ينظرون اليّ. وكان عمري تسع سنوات تقريباً في الصف الثالث الابتدائي عندما بدأ هذا الشعور وأصبحت أكثر حساسية وهادئة جداً ".
قالت لي " ناتالي " إن شعورها بالتقيد قد تولدت شرارته نتيجة موقف واحد قوي يؤثر عليها حتى الآن: " صرخ المعلم في وجهي أمام الفصل كله، حيث كنت دون قصد أجعل طلاب الفصل يضحكون، ولاحظ المعلم ذلك وقال أمام الجميع إنني لست ظريفة، وكان موقفاً محرجاً حقاً ولم أرغب في أن أشعر بإحراج مماثل مرة أخرى. وقبل ذلك الموقف كنت مصدر البهجة في الفصل ولم أعد كذلك بعد الآن ولكني ما زلت مرحة ".
" والآن في الحصص التي أشعر فيها بالراحة، وأكون فيها أكثر حباً للمعلم فإن الخجل لا يؤثر عليّ حقاً. فإذا كنت أحب المعلم سأتحدث أكثر، ولكني إذا لم أحب المعلم أو إذا أصبحت في بؤرة الضوء يحمر وجهي خجلاً. ولا يأتي اليّ الكثير من الناس للتحدث معي لأنني لا أتحدث كثيراً، وتوجد أوقات أشعر فيها بالرغبة في التعرف على الناس ولكني لا أحب أن أكون في بؤرة الضوء ".
أخبرتني والدة " ناتالي " أنها تعتقد أن الخجل يتحكم في ابنتها حتى ولو لم تعترف " ناتالي " بذلك: " أعتقد أن الخجل يؤثر عليها وتأتيني تعليقات من معلميها في بطاقة التقييم الشهري تقول إنهم يتمنون أن تشارك " ناتالي " أكثر في مناقشات الفصل، وحالياً تأخذ " ناتالي " دورة تدريبية على المناقشة والحوار وهي لا تحب ذلك، وتقول لي إنها تشعر بالارتعاش قبلها وكأنها ستفقد وعيها ".
كما ترى فإن الفصل المدرسي مليء بالتحديات للطلاب الخجولين مثل " ناتالي "- تحديات بسيطة مثل إلقاء النكات أو التطوع بالإجابة عن سؤال في الفصل، وتحديات عميقة مثل بناء تقدير سليم للذات. ولتلك التحديات القدرة على خلق الشك والتوتر والقلق. وعلى الرغم من أن الأطفال الخجولين قد يحسنون إخفاء مشاعر اضطرابهم الداخلي فإن تلك الانفعالات يمكن أن تؤثر عليهم بطرق خفية، وغالباً ما تكون عميقة لتستمر لفترة طويلة وتؤثر على رؤيتهم للعالم من حولهم عندما يصيرون كباراً. ولكن الخبر الجيد هو أنه إذا تمت معالجة تلك التحديات مبكراً أثناء سنوات الدراسة فسوف تصبح مجرد معوقات مؤقتة وليست عوائق تستمر طوال العمر. ومرة أخرى أكرر أن الفهم التام لوجهة نظر الطالب الخجول ستساعد والداً حنوناً مثلك على فهم أفضل طريقة لمساعدة طفل على تحقيق النجاح الاجتماعي.
في هذا الفصل سنرجع خطوة إلى الوراء ونرى حجرة الدراسة بعدسات مكبرة. بمجرد أن تلقى نظرة على القضايا المهمة في هذا الفصل سيزداد فهمك لكيفية تأثير الخجل على نمو وتقدم طفلك دراسياً ونفسياً واجتماعياً، ثم ستلقي نظرة على القضايا والأنشطة المدرسية التي عادة ما تسبب الخجل ـ مثل أن ينادي اسم الطالب في الفصل، والقيام بعرض لموضوع ما، والتعامل مع معلم غير صبور، والتأقلم مع فصل صاخب ـ وسأشرح كيف يتمكن الطالب الخجول من التعامل مع تلك الأمور باستخدام المفاهيم والمهارات التي قدمتها لك بالفعل. وكالعادة فإن التواجد والحضور الدائم للأب أو الأم المهتمين بشؤون الطالب هو أهم شيء. وكالعادة أيضاً فإن تناولك الفريد لتجربة طفلك في المدرسة يبدأ ببعض الأسئلة في مفكرتك اليومية للخجول الناجح.
|
المفكرة اليومية للخجول الناجح |
|
أجب من فضلك في مفكرتك عن الأسئلة التالية:
بعد الإجابة عن تلك الأسئلة فكر في الكيفية التي قد يؤثر بها الخجل على رأي طفلك في المدرسة. فإذا كان طفلك في العادة بطيء الإحماء في البيئة التي تحتوي على التحدي الاجتماعي مثل الفصل، فالتزم بمساعدته على اجتياز مرحلة الإحماء بسهولة. وإذا لم يتقدم طفلك نفسياً واجتماعياً منذ بداية العام الدراسي، أو إذا كان لا يزال يقاوم الذهاب للمدرسة بحدة أكثر من المعتاد فاعلم أن هناك شيئاً أخطر من الخجل يؤثر على تجربته في المدرسة. في كلتا الحالتين احفظ ما كتبته بينما تقرأ هذا الفصل، وعندما تقرأ معلومات متوافقة مع ما كتبته، اكتب ملحوظة عن ذلك في نفس المدخل في المفكرة ثم ارجع إليها لا حقاً. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|