أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-3-2016
3217
التاريخ: 29-3-2016
3958
التاريخ: 13-4-2019
2121
التاريخ: 18-10-2015
3726
|
قدم عمر بن سعد بن أبي وقّاص في أربعة آلاف فارس فنزل نينوى، فبعث إلى الحسين (عليه السلام) عروة بن قيس الأحمسي ، فقال له : فأته فسله ما الذي جاء بك. وكان عروة ممّن كتب إلى الحسين (عليه السلام) فاستحيى منه أن يأتيه ، فعرض ذلك على الرؤساء فكلّهم أبى ذلك لمكان أنّهم كاتبوه، فدعا عمر قرّة بن قيس الحنظليّ فبعثه ، فجاء فسلّم على الحسين (عليه السلام) فبلّغه رسالة ابن سعد.
فقال الحسين (عليه السلام): كتب إليّ أهل مصركم هذا أن أقدم ، فأما إذا كرهوني فأنا أنصرف عنكم.
فلمّا سمع عمر هذه المقالة قال : أرجو أن يعافيني الله من حربه وقتاله ، وكتب إلى عبيد الله بن زياد لعنه الله : أمّا بعد : فإني حيث نزلت بالحسين بعثت إليه رسولي فسألته عمّا أقدمه وماذا يطلب ، فقال : كتب إليّ أهل هذه البلاد وأتتني رسلهم يسألوني القدوم فأمّا إذ كرهوني فإنّي منصرف عنهم .
فلمّا قرأ ابن زياد الكتاب قال :
الآنَ إذْ علِقتْ مخالبنا بهِ * يرجو النجاةَ ولاتَ حينَ مناصِ
وكتب إلى عمر بن سعد : أمّا بعد : فقد بلغني كتابك وفهمته ، فاعرض على الحسين أن يبايع ليزيد هو وجميع أصحابه ، فإذا هو فعل ذلك رأينا رأينا والسلام.
فلما ورد الجواب قال عمر بن سعد : قد خشيت أن لا يقبل ابن زياد العافية، وورد كتاب ابن زياد في الأثر إليه : أن حل بين الحسين وأصحابه وبين الماء، فلا يذوقوا منه قطرة كما صُنع بالتقيّ الزكيّ عثمان بن عفّان ! !.
فبعث ابن سعد في الوقت عمرو بن الحجّاج في خمسمائة فارس فنزلوا على الشريعة وحالوا بين الحسين وأصحابه أن يستقوا منه ، وذلك قبل قتل الحسين (عليه السلام) بثلاثة أيام .
ونادى عبدالله بن الحصين الأزدي لعنه اللهّ بأعلى صوته : يا حسين ،ألا ترون إلى الماء كأنّه كبد السماء، والله لا تذوقون منه قطرة حتّى تموتوا عطشاً.
فقال الحسين (عليه السلام) : اللهمّ اقتله عطشاً ولا تغفر له أبداً .
قال حميد بن مسلم : فوالله لعدته بعد ذلك في مرضه ، فوالله الذي لا إله غيره ، لقد رأيته يشرب الماء حتّى يبغر ثمّ يقيء ويصيح : العطش العطش ، ثمّ يعود يشرب الماء حتّى يبغر، ثمّ يقيئه ويتلظّى عطشاً، فما زال ذلك دأبه حتى لفظ نفسه .
ولما رأى الحسين (عليه السلام) نزول العساكر مع عمر بن سعد ومددهم لقتاله أنفذ إلى عمر بن سعد: أنّي اُريد لقاءك فاجتمعا فتناجيا طويلاً.
ثمّ رجع عمر إلى مكانه وكتب إلى عبيد الله بن زياد : أمّا بعد : فإنّ الله تعالى قد أطفأ النائرة، وجمع الكلمة ، وأصلح أمر الاُمّة ، هذا حسين أعطاني عهداً أن يرجع إلى المكان الذي منه أتى أو أن يسير إلى ثغر من الثغور فيكون رجلاً من المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم ، أو أن ياتي أمير المؤمنين يزيد فيضع يده في يده فيرى فيما بينه وبينه رأيه ، وفي هذا لك رضا وللاُمّة صلاح .
فلما قرأ عبيد الله الكتاب قال : هذا كتاب ناصح مشفق على قومه .
فقام إليه شمر بن ذي الجوشن فقال : أتقبل هذا منه وقد نزل بأرضك وإلى جنبك ؟!, والله لئن رحل من بلادك ولم يضع يده في يدك ليكوننّ أولى بالقوّة ولتكوننّ أولى بالضعف ، فلا تعطه هذه المنزلة، ولكن لينزل على حكمك هو وأصحابه ، فإن عاقبت فانت أولى بالعقوبة ، وإن عفوت كان ذلك لك .
فقال ابن زياد : نعم ما رأيت ، الرأي رأيك اُخرج بهذا الكتاب إليّ عمر بن سعد فليعرض على الحسين وأصحابه النزول على حكمي ، فإن أبوا فليقاتلهم ، فإن أبى أن يقاتلهم فانت أمير الجيش واضرب عنقه وأنفذ إلي برأسه .
وكتب إلى عمر : إنّي لم أبعثك إلى الحسين لتكفّ عنه ، ولا لتطاوله ، ولا لتمنّيه السلامة، ولا لتعتذر له ، ولا لتكون له عندي شافعاً، انظر فإن نزل الحسين وأصحابه على حكمي واستسلموا فابعث بهم إليّ سلماً، وإن أبوا فازحف إليهم حتّى تقتلهم وتمثّل بهم فإنهم لذلك مستحقّون ، فإن قتلت الحسين فأوطئ الخيل صدره وظهره ، فإنّه عاق ظلوم ! ! ولست أرى أن هذا يضرّ بعد الموت شيئاً ولكن على قول قد قلته : لو قد قتلته لفعلت هذا به ،فإن أنت مضيت لأمرنا فيه جزيناك جزاء السامع المطيع ، وإن أبيت فاعتزل جندنا وعملنا وخلّ بين شمر بن ذي الجوشن وبين العسكر، فإنّا قد أمرناه بأمرنا والسلام .
فاقبل شمر بكتاب عبيد الله إلى عمر بن سعد، فلمّا قرأه , قال له : ما لك ؟ لا قرب الله دارك، قبّح الله ما قدمت به عليّ ، لا يستسلم والله حسين ، إنّ نفس أبيه لبين جنبيه.
قال شمر : اخبرني ما أنت صانع ، امض أمر أميرك وإلاّ فخلّ بيني وبين الجند.
قال : لا، ولا كرامة لك ، ولكن أنا أتولّى ذلك وكن أنت على الرجالة .
ونهض عمر بن سعد عشيّة يوم الخميس لتسع مضين من المحرّم ، وجاء شمر فوقف على أصحاب الحسين (عليه السلام) فقال : أين بنو اُختنا ؟.
فخرج إليه العبّاس وجعفر وعثمان بنو عليّ (عليه السلام) , فقالوا : ما تريد؟.
قال : أنتم يا بني اُختي آمنون .
فقالوا : لعنك الله ولعن أمانك ، أتؤمننا وابن رسول الله لا أمان له ! !.
ثمّ نادى عمر بن سعد : يا خيل الله اركبي ، فركب الناس ثم زحف نحوهم بعد العصر والحسين (عليه السلام) جالس أمام بيته محتب بسيفه إذ خفق برأسه على ركبتيه ، وسمعت اُخته الصيحة فدنت من أخيها فقالت : يا أخي أما تسمع الأصوات ؟.
فرفع رأسه فقال : إنّي رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في المنام فقال لي : إنّك تروح إلينا فلطمت اُخته وجهها ونادت بالويل .
فقال لها : «ليس لك الويل يا اُخيّة، اسكتي رحمك اللهّ » .
وقال له العبّاس بن عليّ : يا أخي قد جاءك القوم ، فنهض وقال : «يا عبّاس ، اركب ـ بنفسي أنت يا أخي ـ حتّى تلقاهم وتقول لهم : ما لكم »؟.
فاتاهم العبّاس في عشرين فارساً فيهم زهير بن القين وحبيب بن مظاهر فقال : ما بدا لكم وما تريدون ؟.
قالوا : جاء أمر الأمير أن نعرض عليكم أن تنزلوا على حكمه أو نناجزكم ، فانصرف العبّاس راجعاً يركض إلى الحسين (عليه السلام) يخبره الخبر، ووقف أصحابه يعظون القوم ويكفّونهم عن قتال الحسين (عليه السلام)، وجاء العبّاس وأخبره بما قال القوم .
فقال : ارجع إليهم فإن استطعت أن تؤخّرهم إلى غد وتدفعهم عنّا العشيّة فافعل ، لعلّنا نصلّي لربنّا الليلة وندعوه ونستغفره.
ومضى العبّاس ورجع ومعه رسول من قبل عمر بن سعد يقول : إنّا قد أجّلناكم إلى غد وانصرف .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|