أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-7-2022
![]()
التاريخ: 16-3-2016
![]()
التاريخ: 18-10-2015
![]()
التاريخ: 16-3-2016
![]() |
قال العلامة المجلسي رحمه اللّه في جلاء العيون : لما سمع مسلم وقع حوافر الخيل علم انّهم جاءوا لطلبه فقال : انا للّه و انا إليه راجعون، فأخذ سيفه و خرج من البيت فلما رأهم قاتلهم قتالا شديدا حتى قتل جمعا منهم فجعلوا يفرّون منه أينما يتوجه.
فقتل منهم خمسة واربعين رجلا، وقد بلغ من الشجاعة والقوّة مبلغا عظيما حتى انّه كان يرفع الرجل منهم بيده و يقذفه على السطح، وجاء بكر بن حمران وضربه على فمه فقطع شفته العليا وأسرع السيف الى السفلى و فصلت له ثنيتاه، فلم يقطع القتال بل هجم عليهم.
فلمّا رأوا ذلك أشرفوا عليه من فوق البيت فأخذوا يرمونه بالحجارة ويلهبون النار في اطنان القصب ثم يلقونها عليه من فوق البيت، فلما رأى ذلك وأيس من الحياة هجم عليهم كرة اخرى و قتل جمعا آخر منهم.
فلما رأى ابن الاشعث ذلك وعلم انّه لا يمكّن من نفسه قال له : لك الامان لا تقتل نفسك وانّ ابن زياد لا يريد قتلك فقال مسلم : لا أمان لكم يا أهل الكوفة فان الوفاء بعيد من المنافقين، وكان قد اثخن بالجراح وعجز عن القتال فأسند ظهره الى الجدار.
فعرض ابن الاشعث عليه الامان مرة أخرى، فقبل منه مع علمه بعدم وفائهم بالأمان وانّهم يكذبون، فقال لابن الاشعث: أآمن؟.
قال: نعم.
فقال للقوم الذين معه : الى الامان؟.
قال القوم له : نعم، فترك القتال و وطن نفسه على القتل.
وعلى رواية السيد بن طاوس انّه : نادى إليه محمد بن الاشعث و قال : يا مسلم لك الامان، فقال مسلم : وأيّ أمان للغدرة الفجرة ثم أقبل يقاتلهم و يرتجز، فتكاثروا عليه بعد ان أثخن بالجراح فطعنه رجل من خلفه فخرّ الى الارض فأخذ أسيرا .
فأتي ببغلة فحمل عليها فاجتمعوا حوله وانتزعوا سيفه فكانه عند ذلك أيس من نفسه ودمعت عيناه ثم قال : هذا اول الغدر قال له محمد بن الاشعث : أرجوا ان لا يكون عليك بأس فقال : و ما هو الّا الرجاء أين أمانكم؟ فتأوّه و قال: { إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156] و بكى .
فقال له عبيد اللّه بن العباس السلمي : انّ من يطلب مثل الذي تطلب اذا نزل به مثل الذي نزل بك لم يبك، قال : و اللّه ما لنفسي بكيت ولا لها من القتل أرثي ولكن ابكي لأهلي المقبلين إليّ أبكي للحسين (عليه السلام).
ثم أقبل على محمد بن الاشعث فقال : يا عبد اللّه انّي أراك واللّه ستعجز عن أماني فهل عندك خير تستطيع أن تبعث من عندك رجلا على لساني أن يبلغ حسينا، فانّي لا أراه الّا قد خرج إليكم مقبلا أو هو خارج غدا وأهل بيته، ويقول انّ ابن عقيل بعثني إليك وهو أسير في أيدي القوم لا يرى انّه يمسي حتى يقتل وهو يقول : ارجع فداك أبي وأمي بأهل بيتك ولا يغرّك أهل الكوفة فانّهم اصحاب ابيك الذي كان يتمنى فراقهم بالموت أو القتل، انّ أهل الكوفة قد كذبوك وليس لكذوب رأي.
فتعهد ابن الاشعث له بذلك وأقبل بابن عقيل الى باب القصر فدخل على ابن زياد الدعي بن الدعي، فأخبره خبر ابن عقيل وما كان من أمانه، فقال له عبيد اللّه، وما أنت والامان كأنّا أرسلناك لتؤمنه، فسكت ابن الاشعث.
ولمّا جيء بذلك الغريق في بحر المحن والبلاء على باب القصر، كان قد اشتد عليه العطش و على باب القصر ناس جلوس ينتظرون الاذن، واذا قلة باردة موضوعة على الباب، فقال مسلم لهؤلاء الغدرة الفجرة : اسقوني من هذا الماء.
فقال مسلم بن عمرو : أتراها ما أبردها واللّه لا تذوق منها قطرة أبدا حتى تذوق الحميم في نار جهنّم، فقال له ابن عقيل : ويلك من أنت؟.
قال : أنا من عرف الحق اذ انكرته و نصح لامامه اذ غششته واطاعه اذ خالفته، أنا مسلم بن عمرو الباهلي (لعنه اللّه).
فقال له ابن عقيل : لامّك الثكل ما أجفاك وأفظّك وأقسى قلبك، أنت يا ابن باهلة أولى بالحميم و الخلود في نار جهنّم منّي، ثم جلس فتساند الى حائط فرقّ له عمرو بن حريث فبعث إليه غلاما له فجاءه بقلة عليها منديل وقدح فصب فيه ماء وقال له : اشرب، فأخذ كلّما شرب امتلأ القدح دما من فيه فلا يقدر ان يشرب ففعل ذلك مرّة أو مرّتين، فلما ذهب في الثالثة ليشرب سقطت ثنيتاه في القدح فقال: «الحمد للّه لو كان لي من الرزق المقسوم لشربته».
وخرج رسول ابن زياد فأمر بادخاله إليه فلما دخل لم يسلم عليه.
فقال له الحرسي : الا تسلم على الأمير؟.
فقال مسلم : أما و اللّه انّه ليس أميري.
وفي رواية اخرى : ان كان يريد قتلي فما سلامي عليه و ان كان لا يريد قتلي ليكثرن سلامي عليه.
فقال له ابن زياد : لعمري لأقتلنّك سواء سلّمت أم لم تسلم.
فقال مسلم : دعني أوصي الى بعض قومي؟.
قال : افعل، فنظر مسلم الى جلساء عبيد اللّه وفيهم عمر بن سعد.
فقال : يا عمر انّ بيني و بينك قرابة ولي إليك حاجة وقد يجب لي عليك نجح حجتي و هي سرّ، فامتنع عمر بن سعد تظاهرا لعبيد اللّه بالإخلاص والمودّة.
فقال له عبيد اللّه : ويلك لم تمتنع ان تنظر في حاجة ابن عمّك؟.
فلما سمع ذلك من ابن زياد قام وأخذ مسلم الى ناحية من القصر فقال له مسلم : انّ عليّ بالكوفة دينا استدنته منذ قدمت الكوفة سبعمائة درهم فبع سيفي ودرعي فاقضها عنّي، فاذا قتلت فاستوهب جثتي من ابن زياد فوارها وابعث الى الحسين (عليه السلام) من يردّه فانّي قد كتبت إليه اعلمه انّ الناس معه ولا أراه الّا مقبلا.
فجاء عمر الى ابن زياد و ذكر له قول مسلم بتمامه، فقال له ابن زياد : انّه لا يخونك الامين و لكن قد يؤتمن الخائن، اما مالك فهو لك ولسنا نمنعك ان تصنع به ما أحببت واما جثته فانّا لا نبالي اذا قتلناه ما صنع بها وأما الحسين فان هو لم يردنا لم نرده.
وعلى رواية أبي الفرج انّه : قال ابن زياد : و امّا جثته فانّا لا نشفعك فيها فانّه ليس لذلك منّا بأهل وقد خالفنا و حرص على هلاكنا .
ثم انتبه الى ابن عقيل وتجاسر عليه فأجابه مسلم بأجوبة فصيحة بكلّ جرأة وقوّة قلب، وتكاثر الكلام بينهما حتى سبّ ابن زياد اللعين الدعي بن الدعي امير المؤمنين والحسين (عليهما السّلام) وعقيلا، ثم دعا بكر بن حمران- و قد ضربه مسلم بن عقيل على رأسه ضربة منكرة- فأمره أن يصعد به الى سطح القصر و يضرب عنقه.
فقال مسلم لابن زياد : و اللّه لو كان بيني وبينك قرابة ما قتلتني، و كان مراده رحمه اللّه من هذا الكلام الاعلام بان عبيد للّه و أباه أولاد زنا ولا ينتسبون الى قريش قط .
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|