أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-1-2023
1478
التاريخ: 2023-05-22
1136
التاريخ: 19-6-2016
2507
التاريخ: 2024-02-03
1100
|
تعد مهارة حل المشكلات مهارة أساسية في الحياة، وهي ليست معادلة رياضية بحتة وقديمة، بل مهارة حيوية مثل التنفس ولها فوائد عظيمة للأطفال الخجولين، والذين غالباً ما تنقصهم القدرة على حل المشكلات بمفردهم. قام د. " جينس أسيدوربف " من معهد " ماكسبلانك " للأبحاث النفسية في " المانيا " بتلخيص بحث يربط بين مهارات حل المشكلات لدى الأطفال وحب الآخرين لهم. ولقد توصل هذا البحث الى أن الأطفال الذين يحظون بحب من حولهم ولديهم مهارات اجتماعية يحلون المشكلات بسهولة، أما الأطفال الخجولون فهم أقل مهارة في إيجاد حلول للمشكلات. وقد وجد الباحثون أنه عندما طلب من الأطفال الخجولين حل مشكلة ما، فانهم حاولوا بوجه عام إيجاد حل بنفس الطريقة عدة مرات بلا نجاح ثم استسلموا، ولكن من ناحية أخرى فان الأطفال الواثقين من أنفسهم اجتماعياً استطاعوا أن يفكروا بطريقة إبداعية ويجربوا طرق حل مختلفة وأتموا المهمة المطلوبة منهم.
ولحسن الحظ فإنه يمكن تعلم مهارات حل المشكلات، كما أن تنمية تلك المهارات لدى الطفل الخجول هي الخطوة الأولى نحو مساعدته على أن يصبح أكثر ارتياحاً في المواقف الصعبة، سواء كانت مواقف اجتماعية أو تعليمية. وتتكون عملية حل المشكلات من أربع خطوات وهي:
تحديد المشكلة، جمع المعلومات، وتطبيقها، ثم التنفيذ. دعنا نأخذ مثالاً لمشكلة معتادة من مشاكل الخجل ونرى كيف يتم تطبيق الخطوات الأربع.
لنفترض أن " راندي " الطالب الخجول في الصف الرابع الابتدائي لم يفهم أي شيء من شرح معلم الرياضيات للقسمة المطولة. والآن، وفي نهاية يوم دراسي طويل، يخرج زملاؤه في الصف الى السبورة ويتعاملون مع قائمة الارقام الطويلة التي وضعها معلم الرياضيات الاستاذ "جارنر" ويبدو ان الجميع – فيما عدا "راندي"- يفهمون الدرس. ولأن راندي ينظر الى السبورة وفي أوراقه الخاصة والى الجميع الذين يتابعون الشرح في صمت لذا فهو مضطرب، ومرتبك، ومتوتر، ومحرج جداً من أن يرفع يده ويطرح سؤالاً.
لاحقاً في تلك الليلة بينما كان " راندي " يقوم بأداء الواجب وبينما كان والده " شون " يقرأ الرسائل الإلكترونية الخاصة به على الحاسب الآلي المحمول إذا بـ " راندي " يلقي بالقلم على الأرض.
فقال له " شون ": ما المشكلة؟
قال " راندي " صارخاً: لا أستطيع أداء الواجب، لابد أنني غبي أو شيء من هذا القبيل!
فقال " شون " بهدوء: ولكنك لست غبياً يا راندي، دعني أساعدك في الخروج من هذا المأزق، ما رأيك؟
ولحسن الحظ أن " شون " يعرف الخطوات الأربع وكيفية تخليص " راندي " من ذلك المأزق:
تحديد المشكلة: قد يبدو تحديد المشكلة شيئاً سهلاً ولا يحتاج لذكاء بالغ ولكنه ليس دائماً سهلاً. فبينما كان يظن " راندي " أنه غبي، كان " شون " يعرف معلومات في مادة الرياضيات أكثر منه. وبعد أن حاول شرح المسألة الحسابية له أدرك أن " راندي " لم يكن يعلم كيفية وضع باقي القسمة على العمود التالي في عملية القسمة، وعندما سأل " شون " " راندي " هل قام الأستاذ "جاردنر" بشرح تلك الخطوة في الفصل أم لا، هز راندي كتفيه في عدم اكتراث بطريقة تنم عن عدم المعرفة، فسأله إذا كان قد رفع يده ليحصل على المزيد من الشرح والإيضاح، فقال " راندي " إنه أراد أن يفعل ذلك ولكنه خشي أن يبدو غبياً، أو أن يتصرف بعصبية ويحمر وجهه خجلاً أمام زملائه في الصف. وبعد تلك المناقشة فهم كل من "راندي" و"شون" المشكلة الحقيقية إذ أنها لم تكن قدرات راندي على فهم الرياضيات هي المشكلة، بل كانت توتره حيث حال بينه وبين قدرته على التعلم.
جمع المعلومات: بمجرد تحديد المشكلة يتعين جمع المزيد من المعلومات عن سببها والحلول الممكنة. والآن وبعد أن حدد راندي المشكلة الحقيقية أصبح قادراً على التركيز لشرح أبيه للقسمة المطولة. وعلاوة على ذلك أوضح شون أنه من الصعب التفكير في الرياضيات إذا انتابت المرء مشاعر مزعجة ولكنها طبيعية نتيجة للتحدث أمام صف ملئ بالأطفال.
تطبيق المعلومات: إذا لم يتم تطبيق المعلومات على الحلول الممكنة، فستكون المعلومات مجرد بيانات لا معنى لها. بعد أن شرح "شون" مبادئ القسمة المطولة، حاول "راندي" أن يحل مسألة حسابية أخرى وتمكن من ذلك بقليل من المساعدة من جانب أبيه، وسرعان ما تمكن من تطبيق ما تعلمه وانتهى من حل عشر مسائل حسابية بمفرده، وأدرك أنه ليس غبياً ولا ضعيفاً في الرياضيات وأن خجله لا ينبغي أن يمنعه من السؤال – فقد كان الخجل يشتت انتباهه في الصف ويجعله متوتراً.
التنفيذ: هذه الخطوة الأخيرة خادعة وسهلة للغاية في نفس الوقت. فهي خادعة، لأن الذين لا يقومون بتنفيذ وتطبيق كل مهارات حل المشكلات الخاصة بهم ، ينغمسون في سلوك يثبط عزائمهم ويجعلهم لا يخرجون من المأزق. ومع ذلك فيمكن أن يكون التنفيذ سهلاً للغاية، لأنه بمجرد أن يصل المرء لتلك المرحلة فانه يمكنه الوثوق بانه فعل كل ما يمكن فعله لإيجاد حل ناجح، ولذلك فان "راندي" بعد أن أصبح مسلحاً بمعرفته للقسمة المطولة وقدرته على اللحاق ومتابعة دروس أستاذ "جاردنر" فلن يكون متخوفاً من التحديات التعليمية التي سيواجهها في المستقبل. حيث قال "شون" وهما يرتبان الكتب والأوراق: في الحقيقة يا "راندي" أنا ايضاً يصيبني التوتر قبل أن أتحدث في اجتماع العاملين في عملي ولكني أستجمع شجاعتي وأتحدث على أية حال، وتختفي تلك الأحاسيس عندما أركز على ما سأقول وليس على أعصابي. وربما، أقول ربما يتذكر "راندي" نصيحة أبيه ويشعر قليلاً بالثقة بخصوص رفع يده في الصف .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|