المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

الهيموغلوبين البقولي Leghaemoglobin
19-11-2018
PHYSICAL CHARACTERISTICS OF SIMPLE HARMONIC OSCILLATORS
5-2-2021
دعاء نبي الله زكريا
2024-10-29
سبايا أهل البيت في الكوفة
30-3-2016
المال وفتنة النفس
30-3-2021
أهمية المناطق التجارية الحرة
27-4-2021


الأشعار الغثة المتكلفة النسج  
  
1838   04:07 مساءً   التاريخ: 18-1-2020
المؤلف : عيار الشعر
الكتاب أو المصدر : ابن طباطبا العلوي
الجزء والصفحة : ص:60-64
القسم : الأدب الــعربــي / النقد / النقد القديم /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-03-2015 4479
التاريخ: 25-03-2015 24515
التاريخ: 26-7-2017 1513
التاريخ: 22-3-2018 7136

 

ومن الأشعار الغثة الألفاظ، الباردة المعاني، المتكلفة النسج، القلقةِ القوافي، المضادة للأشعار التي قدمناها، قَول الأعشى:

بانت سعاد وأمسى حبلُها انقطعا        واحتلت الغمر فالجدين فالفرعا

لا يسلم منها خمسة أبيات، ونكتبها ليوقَف على التكلف الظاهر فيها:

بانت وقد أسأرت في النفس حاجتها      بعد ائتلاف وخير الود ما نفعا

تعصي الوشاة وكان الحب آونةً       مما يزين للمشغوفِ ما صنعا

وكان شيء إلى شيءٍ فغيره        دهر يعود على تشتيت ما جمعا

وأنكرتني وما كان الذي نكرتْ      من الحوادثِ إلا الشيب والصلعا

قد يترك الدهر في حلقاء راسيةٍ         وهياً وينزلُ منها الأعصم الصدعا

وما طِلابك شيئاً لست مدركه         إن كان عنك غراب البين قد وقعا

تقول بنتي وقد قربت مرتحلاً        يا رب جنب أبي الإتلاف والوجعا

 

60

 

واستشفعتْ من سراةِ القومِ ذا شرف         فقد عصاها أبوها والذي شفعا

مهلاً بنيةُ إن المرء يبعثُه          هم إذا خالط الحيزوم والضلعا

عليك مثل الذي صليت واغتمضي         نوماً فإن لجنبِ المرء مضطجعا

واستنجدي قافلَ الركبانِ وانتظري         أوب المسافر إن ريثاً وإن سرعا

ولا تكوني كمن لا يرتجي أحداً         لذي اغترابٍ ولا يرجو له رجعَا

كوني كمثل الذي إذ غاب واحِدها         أهدت له من بعيد نظرةً جزعا

ما نظرت ذات أشفار كنظرتها         حقَّاً كما صدق الذئبي إذ سجعا

إذ قلَّبت مقلةً ليست بمقرفةٍ            إنسان عينٍ ومؤقاً لم يكن قمعا

فنظرت نظرةً ليست بكاذبة           ورفَّع الآلُ رأس الكلب فارتفعا

قالت أرى رجلاً في كّفه كتفٌ         أو يخصف النعل ويلي أيةٌ صنعا

فكذبوها بما قالت فصبحهم ذو آل         جيشان يزجي الموت والشِّرعا

فاستنزلوا أهل جو من مساكنهم       وهدموا شاخص البنيان فاتضعا

وبلدةٍ يرهب الجواب خشيتها         حتى تراه عليها يبتغي الشيعا

لا يسمع المرء فيها ما يؤنِّسه           بالليل إلا نثيم البوم والضوعا

كلفت عمياءها نفسي وشيعني         همي عليها إذا ما آَلها لمعا

بذات لوثٍ عفرناة إذا عثرت       فاللعن أولى لها من أن يقال لعا

تخالُ حقَّا عليها كلما ضمرت       بعد الكلالةِ أن تستوفي النَّسعا

تُلوى بعذقِ خصابٍ كلما خطرت       عن فرج معقومةٍ لم تتبعِ ربعا

كأنها بعد ما أفضي النجاد بها          بالشَّيطين مهاةٌ تبتغى درعا

أهوى لها ضابىء في الأرض مفتحص       للصيدِ قدماً خفِى الشخصِ إذ خشعا

بأكلُبٍ كسراءِ النَّبلِ ضاريةٍ        ترى من القِدفي أعناقِها قطعا

فظلَّ يخدعها عن نفس واحدِها        ومثلُه مثَلها عن واحدٍ خدعا

حتى إذا غفلت عنه وما شعرت       أن المنية يوماً أرسلتِ سبعاً

دارت لتطعمه لحماً ويفجعها         بابن فقد أطعمت لحماً وقد فجعا

 

61

 

فظل يأكلُ منه وهي لاهيةٌ         صدر النهارِ تراعى ثيرةً رَتعا

حتى إذا فيقةٌ في ضرعها اجتمعت            جاءت لترضع شق النفس لو رضعا

عجلى إلى المعهد الأدنى ففاجأها         أقطاع مسكٍ وسافت من دمٍ دفعا

فانصرفت والها ثكلى على عجلِ        كلُّ دهاها وكلٌّ عندها اجتمعا

وبات قطر وشفان يصفقها          من ذا لهذا وقلب الشاةِ قد صقعا

حتى إذا ذر قرن الشمسِ صبحها        ذو آل بنهان يبغى صحبه المتعا

بأكلبٍ كسراءِ النبلِ ضاربةٍ          ترى من القِد في أعناقها قطعا

فتلك لم يترك من خلفها شبهاً       إلا الدوائر والأظلاف والزمعا

أنضيتُها بعد ما طال الهباب بها        َتؤُم هوذَة لانِكسا ولا ورعا

يا هوذُ إنك من قومٍ أولى حسبٍ      لا يفشلون إذا ما آنسوا فزعا

هم الخضارم إن غابوا وإن شهدوا        ولا يرون إلى جاراتهم خُنُعا

قوم سيوفُهم أمن لجارهم       يوماً إذا ضمت المحذورة القزعا

وهم إذا الحرب قد أبدت نواجَذها         مثلَ السيوفِ وسم عاتق نقعا

من يعفُ هوذة أو يحللْ بساحته       يكن عليه عيالاً طول ما اجتمعا

 

وإن تجامعه في الجلَّى مجامعةً        يكن لهوذَة فيما نابه تبعاً

ومن ير هوذة يسجد غير متئب      إذا تعمم فوق التاجِ أو وضعا

له اكاليلُ بالياقوت قصصها      صواغُها لا ترى عيباً ولا طبعا

وكلُّ زوجٍ من الديباج يلبسه       أبو قدامة محبوا بذاك معا

أغر أبلج يستسقى الغمام به        لو قارع الناس عن أحسابهم قرعا

لم ينقضِ الشيب منه فتل مِرته       وقد تجاوز عنه الجهل فانقشعا

قد حملوه َفتِي السن ما حملت       أشياخهم فأطاق الحملَ واضطلعا

وجربوه فما زادت تجاربهم         أبا قدامة إلا الحزم فارتفعا

يرعى إلى قول ساداتِ الرجالِ إذا        أبدوا له الحزم أو أن شاء مبتدعا

 

62

 

قد نالَ أهلُ شآم فضلَ سؤدده       وكاد يسمو إلى الجوزاءِ واطَّلعا

ثم تناول كلباً في سماوتها       قدماً سما لجسيمِ الأمر فافترعا

قاد الجياد من الجوين منعلةً         إلى المدائنِ خاض الموت وادرعا

لا يرقع الناس ما أوهى وإن جهدوا         طولَ الحياةِ ولا يوهون ما رقعا

وما يرد جميع بعد فرقه         وما يرد بعد من ذي فرقةٍ جمعا

وما مجاور هيتٍ إذ طغى فطما       يدقُّ آذيه البوصي والشرعا

يجيشُ طوفانُه إذ عب محتفلاً         يكاد يعلو ربا الجرفين مطَّلعا

هبت له الريح فامتدت غوار به       ترى حوالبه من مدهِ تُرعا

يوماً بأجود منه حين تسأله إن ضن ذو الوفرِ بالإِعطاءِ أو خدعا

ومثلُ هوذةُ أعطى المالَ سائله       ومثلُ أخلاقِه من سيءِ منعا

تلقى له سادة الأقوامِ تابعة     كلٌّ سيرضى بأن يدعى له تبعا

يا هوذُ يا خير من يمشي على قدم        بحر المواهب للورادِ والشِّرعا

سائل تميماً بِهم أيام صفقتِهم        لما أتوه أسارى كلهم ضرعا

وسط المشقَّر في عشواء مظلمة        لا يستطيعون بعد الضر منتفعا

لو أطعموا المن والسلوى مكانُهم        لما رأى الناس فيهم مطعما نجعا

بظلمهم ينطاع الملك إذ غدروا        فقد حسوا بعد من أنفاسِه جرعا

وقال لِلملك أطلقْ منهم مائةً       رسلاً من القول مخفوضاً وما رفعا

ففك عن مائةٍ منهم أسارهم         فكُلُّهم عانيا من غلة خلعا

به تقرب يوم الفصح محتسباً           يرجوا الإله بما أسدى وما صَنعا

وما أراد بها نعمى يثاب بها         إن قال كلمة معروف بها َنَفعا

فلا يرون بذاكم نعمةً سبقت         إن قال قائلُنا حقا بها وسعى

فهذه القصيدة ستة وسبعون بيتاً التكلف فيها ظاهر بين إلا في ستة أبيات وهي:

تقول بِنتي وقد قربتُ مرتحلاً      يا رب جنِّب أبي الإِتلاف والوجعا

بذات لوثٍ عفرناة إذا عثرت       فاللعن أدنى لها من أن أقول لعا

 

63

 

بأكلب كسراءٍ النبل ضاربة      ترى من القِد في أعناقها قطعاً

يا هوذ إنك من قومٍ أولى حسبٍ        لا يفشلون إذا ما آنسوا فزعاً

أغر أبلج يستسقى الغمام        به لو قارع الناس عن أحسابهم قرعا

لا يرقع الناس ما أوهى وإن جهدوا        طول الحياةِ ولا يوهون ما وقعا

وفيها خلل ظاهر، ولكنها بالإضافة الى سائرِ الأبيات نقية بعيدة عن التكلف. والذي يوجبه نسج الشعرِ أن يقول: يا رب جنب أبي الاتلاف والأوجاع أو التلف والوجع.

ومثل هذه القصيدة في التكلف وبشاعةِ القولِ قوُله أيضاً في قصيدته:

لعمرك ما طول هذا الزمن

فإن يتبعوا أمره يرشدوا         وإن يسألوا ماله لا يضِن

وما إن على قلبه غمرةٌ      وما إن بعظم له من وهن

وما إن على جاره َتلْفةٌ       يساقطها كسقاط اللَّجن

ولم يسع في الحرب سعي امرىءٍ        إذا بِطْنةٌ راجعته سكن

عليها وإن فاته أكلةٌ        تلافى لأخرى عظيم العكن

يرى همه أبداً خصره        وهمك في الغزو لا في السمن

فمثل هذا الشعر وما شاكله يصدئ الفهم ويورث الغم، لا كما يجلو الهم ويشحذ الفهم من قول أحمد بن أبي طاهر:

إذا أبو أحمد جادت لنا يده       لم يحمد الأجودان البحر والمطر

وإن أضاء لنا نور بغرته        تضاءلَ الأنوران الشمس والقمر

وإن مضى رأيه أوجد عزمَته       تأخر الماضيان السيفُ والقدر

من لم يكن حذِراً من حد سطوتِه     لم يدر ما المزعجان الخوفُ والحذر

حلو إذا أنت لم تبعث مرارته      فإن أمِر فحلو عنده الصبر

سهل الخلائق إلا أنه خشِن       لين المهزة إلا أنه حجر

لا حيةٌ ذكر في مثل صولته        إن صال يوماً ولا الصمصامة الذكر

إذا الرجال طغوا أو إذ هم وعدوا      بالأمر رد عليه الرأي والنظر

 

64

 

الجود منه عيان لا ارتياب به        إذ جود كلِ جوادٍ عنده خبر

فهذا الشعر من الصفو الذي لا كدر فيه.

وأكثر من يستحسن الشعر تقليداً على حسب شهرة الشاعر وتقدم زمانه، وإلا فهذا الشعر أولى بالاستحسان والاستجادة من كل شعر تقدمه.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.