أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-12-2016
1462
التاريخ: 17-5-2021
1578
التاريخ: 1-12-2016
7032
التاريخ: 24-12-2019
1349
|
نسب أمير المؤمنين ووالداه
إنّ أُرومة الناس دليلٌ على شخصيّتهم وفكرهم وثقافتهم . فأُولوا النزاهة والصلاح والعقل والحكمة ينحدرون ـ في الغالب ـ من أُسَر كريمة طيّبة مهذّبة ، وذووا السوء والقبح والشرّ غالباً هم ممّن نشأ في أحضان غير سليمة ، وانحدر من أُصول لئيمة . ويتجلّى القسم الأوّل في الأنبياء ـ الذين هم عِلْية وجوه التاريخ، وقِمم الشرف والكرامة والعزّة ـ ومَنْ تفرّع من دوحاتهم، ورسخت جذوره في بيوتاتهم الرفيعة.
وكانت لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) جذور ضاربة في سلالة طاهرة كريمة ، هي سلالة إبراهيم ( عليه السلام ) ، فهو كرسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) في ذلك ، وإبراهيم ( عليه السلام ) هو بطل التوحيد ، الراغب إلى الله ، المُغرم بحبّه ، وهو الواضع سنّة الحجّ ، رمز العبودية ومقارعة الشِرك . وهكذا فالحديث عن جُدود النبي ( صلّى الله عليه وآله ) حديث عن جدود عليّ ( عليه السلام ) ، والكلام عن سلالته ( صلّى الله عليه وآله ) هو بعينه الكلام عن سلالة أخيه ووصيّه ( عليه السلام ) ، قال (صلّى الله عليه وآله ) في أسلافه : ( إنّ الله اصطفى من وِلد إبراهيم إسماعيل ، واصطفى من وِلد إسماعيل بني كِنانة ، واصطفى من بني كنانة قريشاً ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم ) ([1]).
وهكذا فبنو هاشم هم صفوةٌ اختيرت من بين صفوة الأُسَر، ورسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وعليّ ( عليه السلام ) هما صفوة هذه الصفوة ، قال الإمام ( عليه السلام ) واصفاً سلالة النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) : ( أُسرَتُه خير الأُسَر ، وشجَرته خير الشجَر ; نَبَتت في حرَم ، وبَسَقت في كَرَم ، لها فروعٌ طِوال ، وثمَرٌ لا يُنال ) ([2]).
وهذا الثناء ـ بحقّ ـ هو ثناء على سلالته ( عليه السلام ) أيضاً ، حيث قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( أنا وعليّ من شجرة واحدة ) . وقال : ( لحمُه لحمي ، ودمُه دمي ) وعلى هذا يكون بيت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وبيت عليّ هو بيت النبوّة ، وأُرومتهما أُرومة النور والكرامة ، وهما المصطَفَيان من نَسل إبراهيم وبني هاشم ، مع خصائص ومزايا سامقة : كالطهارة ، والفصاحة ، والسماحة ، والشجاعة ، والذكاء ، والحياء ، والعفّة ، والحِلم ، والصبر وأمثالها. ناهيك عن منزلتهما المرموقة العلَيّة بين قبائل العرب بأجمعها.
عن مُصعب بن عبد الله : هو عليّ بن أبي طالب بن عبد المطَّلب بن هاشم بن عبد مَناف بن قُصَيّ بن كِلاب بن مُرّة بن كَعْب بن لُؤَيّ ابن غالب بن فِهْر بن مالك بن النَّضْر بن كِنانة بن خُزَيْمة بن مُدْرِكة بن إلياس بن مُضَر بن نَزار بن معدّ بن عَدنان . واسم أبي طالب عبد مَناف ([3]).
وقال ابن ابي الحديد : هو أبو الحسن عليّ بن أبي طالب ـ واسمه عبد مَناف ـ ابن عبد المطّلب ـ واسمه شَيْبة ـ ابن هاشم ـ واسمه عمرو ـ ابن عبد مناف بن قصيّ([4]) وقال الإمام عليّ ( عليه السلام ) ـ من كلام له على منبر البصرة ـ : ( اسم أبي : عبد مَناف ، فغَلَبت الكنية على الاسم ، وإنّ اسم عبد المطّلب : عامر ، فغلَب اللقب على الاسم ، واسم هاشم : عمرو ، فغلَب اللقب على الاسم ، واسم عبد مَناف : المغيرة ، فغلب اللقب على الاسم ، وإنّ اسم قصيّ : زيد ، فسمّته العرب مَجمَعاً ; لجمْعه إيّاها من البلد الأقصى إلى مكّة ، فغلَب اللقب على الاسم ) ([5])
قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( خُلقت أنا وعليّ مِن نورٍ واحد . . . فلَم يزل ينقلنا الله عزّ وجلّ مِن أصلابٍ طاهرة ، إلى أرحامٍ طاهرة حتى انتهى بنا إلى عبد المطّلب ) ([6]).
وتمام نسبة الى ادم كما يأتي:
هو سيد الأوصياء وإمام الأتقياء وابو الأئمة النجباء أمير المؤمنين عليه السلام وخليفة رسول رب العالمين وقائد الغر المحجلين شمس المشارق والمغارب مظهر العجائب والغرائب أبو الحسنين علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم عمرو العلى بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لوي بن غالب بن فهر بن مالك بن النظر ابن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن ادبن أو دبن ناحور بن يعود بن يعرب بن يشجب بن ثابت بن اسماعيل عليه السلام بن ابراهيم خليل الرحمن عليه السلام بن تارخ بن ماخور بن ساروغ بن ارعواء بن فالغ بن عابر بن شالخ بن ارفخشد ابن سام بن نوح عليه السلام بن لمك بن متوشلخ بن اخنوخ بن برد بن مهلاييل بن معسوف ابن أنوش بن شيث عليه السلام بن آدم أبي البشر عليه السلام وقيل عدنان بن أددبن نام بن يشجب ابن يعرب بن الهميسع بن صانوع بن يافث بن قيدار بن اسماعيل بن ابراهيم بن تارخ ابن ناحور بن ارعواء بن اسروح بن فالح بن شالخ بن ارفخشد بن سام بن نوح بن متوشلخ بن اخنوخ بن مهلاييل بن قينان بن انوش بن شيف بن آدم عليه السلام وقيل غير ذلك والأختلاف بطول المدة أو لتعدد بعض اسمائهم وكفاه فخرا ان آبائه واجداده هم آباء النبي صلى الله عليه وآله وسلم واجداده وحسبه ونسبه حسب النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
والده أبو طالب
عبد مناف بن عبد المطّلب، المشهور بأبى طالب ، أحد العشرة من أولاد عبد المطّلب وكان عبد المطّلب الوجه المتألِّق فى قريش ، وله منزلته السامقة فى أوساطها . ثمّ جاء بعده ولده أبو طالب فورث تلك المكانة الاجتماعيّة العليّة كان سيد قريش بلا منازع ذو الاباء والسؤدد والشهامة والكرم الذي ورثه عن ابائه عن الخليل عليه السلام: قيل لتأبّط شرّاً الشاعرـ واسمه ثابت بن جابر : من سيّد العرب ؟
فقال : اُخبرُكم : سيّد العرب أبو طالب بن عبد المطّلب
وقيل للأحنف بن قيس التميمي:
من أين اقتبست هذه الحكم ، وتعلّمت هذا الحلم ؟
قال : من حكيم عصره وحليم دهره ; قيس بن عاصم المنقرى([7])
ولقد قيل لقيس : حلمَ من رأيتَ فتحلّمت ؟ وعلمَ من رويتَ فتعلّمت ؟
فقال : من الحليم الذى لم تحلّ قطّ حبْوته ، والحكيم الذى لم تنفد قطّ حكمته ; أكْثَم بن صَيْفىّ التميمى ولقد قيل لأكثم : ممّن تعلّمت الحكم والرئاسة والحلم والسياسة ؟
فقال : من حليف الحلم والأدب ، سيّد العجم والعرب ; أبى طالب بن عبد المطّلب([8])
نفش خاتمه
لم يكن موحدا معتقدا بنبوة النبي صلى الله عليه واله فقط بل بوصاية وولاية ولده امير المؤمنين عليه السلام وتعرف ذلك من نقش خاتمه:
روى المفسر الكبير أبو الفتوح في تفسيره ، عن الإمام الرضا سلام الله عليه وقال روى عن آبائه بعدة طرق : إن نقش خاتم أبي طالب عليه السلام كان : رضيت بالله ربا ، وبابن أخي محمد نبيا ، وبابني علي له وصيا . ([9])
ورواه الأشكوري في محبوب القلوب
أبو طالب والكرامات المشاهدة:
ولانه حجة الله ووعاء للحجة الاعظم امير المؤمنين عليه السلام لذا كان الله يريه بعض الكرامات للطمانينة ولقوة الايمان.
روى أبو الحسن قطب الدين الراوندي في كتابه - الخرائج والجرائح - عن فاطمة بنت أسد أنها قالت: لما توفي عبد المطلب أخذ أبو طالب النبي صلى الله عليه وآله عنده لوصية أبيه به وكنت أخدمه وكان في بستان دارنا نخلات وكان أول إدراك الرطب و كنت كل يوم ألتقط له حفنة من الرطب فما فوقها وكذلك جاريتي فاتفق يوما أن نسيت أن التقط له شيئا ونسيت جاريتي أيضا، وكان محمد نائما ودخل الصبيان وأخذوا كلما سقط من الرطب وانصرفوا فنمت ووضعت الكم على وجهي حياء من محمد صلى الله عليه وآله إذا انتبه فانتبه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ودخل البستان فلم ير رطبة على وجه الأرض فأشار إلى نخلة وقال : أيتها الشجرة أنا جائع. فرأيت النخلة قد وضعت أغصانها التي عليها الرطب حتى أكل منها ما أراد ثم ارتفعت إلى موضعها، فتعجبت من ذلك وكان أبو طالب رضي الله عنه غائبا فلما أتى وقرع الباب عدوت إليه حافية وفتحت الباب وحكيت له ما رأيت فقال: هو إنما يكون نبيا وأنت تلدين له وزيرا بعد يأس. فولدت عليا عليه السلام كما قال :
روى الصدوق بالإسناد عن أبي طالب سلام الله عليه قال قال عبد المطلب: بينا أنا نائم في الحجر إذ رأيت رؤيا هالتني فأتيت كاهنة قريش وعلي مطرف خز وجمتي تضرب منكبي، فلما نظرت إلي عرفت في وجهي التغير، فاستوت وأنا يومئذ سيد قومي فقالت: ما شأن سيد العرب متغير اللون ؟ هل رابه من حدثان الدهر ريب ؟ فقلت لها: بلى إني رأيت الليلة أنا نائم في الحجر كأن شجرة قد نبتت على ظهري قد نال رأسها السماء وضربت بأغصانها الشرق والغرب، ورأيت نورا يظهر منها أعظم من نور الشمس سبعين ضعفا، ورأيت العرب والعجم ساجدة لها، وهي كل يوم تزداد عظما ونورا، ورأيت رهطا من قريش يريدون قطعها فإذا دنوا منها أخذهم شاب من أحسن الناس وجها وأنظفهم ثيابا فيأخذهم ويكسر ظهورهم ويقلع أعينهم، فرفعت يدي لا تناول غصنا من أغصانها فصاح بي الشاب وقال : مهلا ليس لك منها نصيب، فقلت: لمن النصيب والشجرة مني ؟ فقال: النصيب لهؤلاء الذين قد تعلقوا بها وسيعود إليها، فانتبهت مذعورا فزعا متغير اللون، فرأيت لون الكاهنة قد تغير قالت: لئن صدقت ليخرجن من صلبك ولد يملك الشرق والغرب وينبأ في الناس. فتسرى عني غمي، فانظر أبا طالب لعلك تكون أنت، وكان أبو طالب يحدث بهذا الحديث والنبي صلى الله عليه وآله وسلم قد خرج ويقول: كانت الشجرة والله أبا القاسم الأمين . ([10])
_________________
([1]) سنن الترمذي : ٥ / ٥٨٣ / ٣٦٠٥ ، كفاية الطالب : ٤١٠ .
([2]) نهج البلاغة : الخطبة ٩٤ والخطبة ١٦١ نحوه وراجع الخطبة ٩٦ .
([3]) المناقب لابن المغازلي : ٥ / ١ .
([4]) شرح نهج البلاغة : ١ / ١١ .
([5]) معاني الأخبار : ١٢١ / ١ ، الأمالي للصدوق : ٧٠٠ / ٩٥٤ كلاهما عن الحسن البصري ، بحار الأنوار : ٣٥ / ٥١ / ٥ .
([6]) معاني الأخبار : ٥٦ / ٤ عن أبي ذرّ
([7]) هو قيس بن عاصم بن سنان بن خالد بن منقر بن عبيد بن مقاعس ، وفد علي النبىّ ½ فى وفد بنى تميم وأسلم سنة تسع ، ولمّا رآه النبىّ ½ قال : هذا سيّد أهل الوبر . وكان عاقلاً حليماً مشهوراً بالحلم ، قيل للأحنف بن قيس : ممّن تعلّمت الحلم ؟ فقال : من قيس بن عاصم ; رأيته يوماً قاعداً بفناء داره ، محتبياً بحمائل سيفه يحدّث قومه ، إذ اُتِىَ برجل مكتوف وآخر مقتول ، فقيل : هذا ابن أخيك قتل ابنك ، قال : فو الله ما حلّ حبوته ولا قطع كلامه ، فلمّا أتمّه التفت إلي ابن أخيه فقال : يابن أخى ! بئسما فعلت ; أثمت بربّك ، وقطعت رحمك ، وقتلت ابن عمّك . . . ثمّ قال لابن له آخر : قُم يا بنىّ إلي ابن عمّك فحلّ كتافه ، ووارِ أخاك ، وسُق إلي اُمّك مائة من الإبل دية ابنها فإنّها غريبة . قال الحسن البصرى : لمّا حضرت قيس بن عاصم الوفاة دعا بنيه فقال : يا بنىّ احفظوا عنّى ، فلا أحد أنصح لكم منّى ، إذا أنا متّ فسودوا كباركم ولا تسودوا صغاركم فتسفّه الناس كباركم وتهونوا عليهم . . . ، وإيّاكم ومسألة الناس فإنّها آخر كسب المرء ، ولا تقيموا علي نائحة ; فإنّى سمعت رسول الله ½ نهي عن النائحة (اُسد الغابة : ٤ / ٤١١ / ٤٣٧٠) .
([8]) بحار الأنوار: ٣٥ / ٦٨، إيمان أبى طالب" لفخار بن معدّ، الغدير: ٧ / ٤٤٥ ـ ٥٥٠.
([9]) تفسير ابي الفتوح4 : 211 ، الغدير ج 7 ص 394 ، الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة ص 60
([10]) امالي الصدوق ص 158
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|