المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23



مناظرة الدكتور التيجاني مع السيد الخوئي (قدس سره) في الافتراء المنسوب إلى الشيعة أن جبرئيل أعطى الرسالة النبي (صلى الله عليه وآله) بدل علي (عليه السلام)  
  
698   12:37 صباحاً   التاريخ: 30-11-2019
المؤلف : الشيخ عبد الله الحسن
الكتاب أو المصدر : مناظرات في العقائد
الجزء والصفحة : ج1 ، 546-551
القسم : العقائد الاسلامية / الحوار العقائدي / * الشيعة والتشيع /

يقول الدكتور التيجاني في لقائه مع السيد الخوئي (قدس سره): ودخل السيد الخوئي ومعه كوكبة من العلماء عليهم هيبة ووقار، وقام الصبيان وقمت معهم، وتقدموا من السيد يقبلون يده، وبقيت مستمرا في مكاني، ما إن جلس السيد حتى جلس الجميع وبدأ يحييهم بقوله: مساكم الله بالخير يقولها لكل واحد منهم، فيجيبه بالمثل حتى وصل دوري فأجبت كما سمعت، بعدها أشار علي صديقي الذي تكلم مع السيد همسا، بأن أدنو من السيد وأجلسني على يمينه وبعد التحية قال لي صديقي: احكِ للسيد ماذا تسمعون عن الشيعة في تونس.

فقلت: يا أخي، كفانا من الحكايات التي نسمعها من هنا وهناك، والمهم هو أن أعرف بنفسي ماذا يقول الشيعة، وعندي بعض الأسئلة أريد الجواب عنها بصراحة.

فألح علي صديق وأصر على أن أروي للسيد ما هو اعتقادنا في الشيعة، قلت: الشيعة عندنا هم أشد على الإسلام من اليهود والنصارى، لأن هؤلاء يعبدون الله ويؤمنون برسالة موسى (عليه السلام)، بينما نسمع عن الشيعة أنهم يعبدون عليا ويقدسونه، ومنهم فرقة يعبدون الله ولكنهم ينزلون عليا بمنزلة رسول الله، ورويت قصة جبريل كيف أنه خان الأمانة حسب ما يقولون، وبدلا من أداء الرسالة إلى علي، أداها إلى محمد (صلى الله عليه وآله)(1) .

أطرق السيد رأسه هنيئة، ثم نظر إلي وقال: نحن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله - صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين -، وما علي إلا عبد من عبيد الله، والتفت إلى بقية الجالسين قائلا ومشيرا إلي: انظروا إلى هؤلاء الأبرياء كيف تغلطهم الإشاعات الكاذبة، وهذا ليس بغريب فقد سمعت أكثر من ذلك من أشخاص آخرين، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ثم التفت إلي وقال: هل قرأت القرآن؟ قلت: حفظت نصفه ولم أتخط العاشرة من عمري.

قال: هل تعرف أن كل الفرق الإسلامية على اختلاف مذاهبها متفقة على القرآن الكريم، فالقرآن الموجود عندنا هو نفسه موجود عندكم.

قلت: نعم هذا أعرفه.

قال: إذا، ألم تقرأ قول الله سبحانه وتعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [آل عمران: 144] .

وقوله أيضا: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ} [الفتح: 29].

وقوله: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40] .

قلت: بلى أعرف هذه الآيات .

قال: فأين هو علي (عليه السلام)؟ إذا كان قرآننا يقول بأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فمن أين جاءت هذه الفرية؟

سكت ولم أجد جوابا.

وأضاف يقول: وأما خيانة جبرئيل حاشاه فهذه أقبح من الأولى، لأن محمدا كان عمره أربعين سنة عندما أرسل الله سبحانه إليه جبرئيل (عليه السلام)، ولم يكن علي (عليه السلام) إلا صبيا صغيرا عمره ست أو سبع سنوات، فكيف يا ترى يخطئ جبرئيل ولا يفرق بين محمد الرجل وعلي الصبي؟

ثم سكت طويلا، بينما بقيت أفكر في أقواله وأنا مطرق أحلل وأتذوق هذا الحديث المنطقي الذي نفذ إلى أعماقي وأزال غشاوة عن بصري، وتساءلت في داخلي كيف لم نحلل نحن بهذا المنطق.

أضاف السيد الخوئي يقول: وأزيدك بأن الشيعة هي الفرقة الوحيدة من بين كل الفرق الإسلامية الأخرى التي تقول بعصمة الأنبياء والأئمة، فإذا كان أئمتنا - سلام الله عليهم - معصومين عن الخطأ وهم بشر مثلنا، فكيف بجبرئيل وهو ملك مقرب سماه رب العزة ب‍ الروح الأمين .

قلت: فمن أين جاءت هذه الدعايات؟!

قال: من أعداء الإسلام، الذين يريدون تفريق المسلمين وتمزيقهم وضرب بعضهم ببعض، وإلا فالمسلمون إخوة سواء كانوا شيعة أم سنة، فهم يعبدون الله وحده لا يشركون به شيئا وقرآنهم واحد، ونبيهم واحد، وقبلتهم واحدة، ولا يختلف الشيعة عن السنة، إلا في الأمور الفقهية، كما يختلف أئمة المذاهب السنية أنفسهم في ما بينهم، فمالك يخالف أبا حنيفة، وهذا يخالف الشافعي وهكذا...

قلت: إذا كل ما يحكى عنكم هو محض افتراء؟

قال: أنت بحمد الله عاقل، وتفهم الأمور وقد رأيت بلاد الشيعة وتجولت في أوساطهم فهل رأيت أو سمعت شيئا من تلك الأكاذيب؟

قلت: لا، لم أسمع ولم أر إلا الخير (2).

____________________

(1) هذه الفرية على ما يبدو إنها ظهرت من قبل أكثر من ألف سنة، فقد نسبها إلينا كل من ابن عبد ربه الأندلسي (ت 328 ه‍) في العقد الفريد: ج 2 ص 250، بلا تورع ولا تثبت فيما ينقل عن الشيعة الإمامية، وأبو القاسم النيسابوري (ت 406 ه‍) في كتابه عقلاء المجانين ص 184 ح 322 بسنده عن بكار بن علي عن أبي سعيد الضبعي، الذي يزعم أن الشيعة تقول: إن الله بعث جبرئيل إلى علي عليه السلام فغلط فأتى محمدا صلى الله عليه وآله!! وتكفي شهادة راوي الحديث - بكار بن علي - في المروي عنه - وهو أبو سعيد الضبعي - أنه قد خولط في عقله. هذا في نفس الكتاب المطبوع في بيروت نشر دار النفائس تحقيق الدكتور عمر الأسعد، أما في الكتاب المطبوع في القاهرة نشر مكتبة ابن سينا تحقيق مصطفى عاشور ص 119 - 120 فقد حذفت منه شهادة الراوي في المروي عنه (إنه قد خولط في عقله) ولا أدري كيف حذفت منه، أهو من أجل دفع شبهة الجنون عن الراوي لتزكيته لتثبيت التهمة، أو لخطأ من الناسخ أو غيرهما الله العالم راجع تعلم، كما ذكر هذه الفرية أيضا ابن أبي الحديد في شرح النهج: ج 10 ص 13 إلا أنه لم ينسبها إلى فئة معينة، قال: وادعوا فيه - أي الإمام علي عليه السلام - أنه كان الرسول صلى الله عليه وآله ولكن الملك غلط فيه. وبسبب هؤلاء غير المتثبتين الذين ألصقوا هذه الفرية على الشيعة الإمامية انطوت على أولئك الذي لا يتورعون عن بث الفرقة والخلاف في أوساط المسلمين، وراحوا يبثونها ما وجدوا إليها من سبيل حتى عول عليها من لا تثبت عنده، ولم يسأل نفسه عن مصدرها وحقيقتها، فهل وجد هذه الفرية في كتاب من كتب الشيعة مثبتة، أو سمع أحدا منهم تفوه بها ولو كان شاذا، والعجب كل العجب من بعض الكتاب الذي يعيشون في عصر الثقافة والعلم، أمثال الشرقاوي الذي انطوت عليه مثل هذه الأكذوبة التي لا أصل لها، فقد ذكر في مقال كتبه عن (زيد الشهيد) نشرته جريدة الأهرام بتاريخ 4 / 8 / 1978 م، ص 10، قال فيه: وفي العراق جماعات مختلفة متطرفة من شيعة آل بيته، اضطرهم جو الحكام وظلمهم لآل البيت عليهم السلام إلى المبالغة والتطرف والتفوا حوله، منهم جماعة تدعي أن الوحي كان سينزل على الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ولكنه أخطأ. انتهى. ولنا أن نحاسب الشرقاوي في ما كتبه، فمن أين جاء بهذه المعلومة فهل سمع من هؤلاء الجماعة التي تزعم ذلك بنفسه أن لقفها من الأبواق المأجورة، ومن هؤلاء أيضا عبد الرحمن الجزيري في كتابه الفقه على المذاهب الأربعة: ج 4 ص 75، في باب النكاح في مبحث الكفاءة، حيث يقول في صدد استعراض من يختلف مع المسلمين بالدين، قال: المخالفون للمسلمين في العقيدة ثلاثة أنواع: الأول، الذين لا كتاب لهم سماوي، ولا شبهة كتاب، إلى أن قال: ويلحق بهؤلاء المرتدون الذين ينكرون المعلوم من الدين الإسلامي بالضرورة، كالرافضة الذين يعتقدون أن جبرئيل غلط في الوحي، فأوحى إلى محمد مع أن الله أمره بالإيحاء إلى علي عليه السلام... إلى آخر كلامه الذي سوف يؤاخذ عليه في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وبعد هذا كله هل تجد مسوغا لأمثال هؤلاء الذين لا يتورعون عن الافتراء على أمة بكاملها، ولم يحاسبوا أنفسهم، ولم يكلفوها عناء البحث والتحقيق والتثبت.؟!

(2) كتاب: ثم اهتديت للدكتور التيجاني ص 55 - 57.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.