أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-2-2017
3390
التاريخ: 2023-12-20
893
التاريخ: 17-8-2018
9518
التاريخ: 15-1-2017
2233
|
وكانت للعرب في اليمن وغيره اسواق يجتمعون بها في تجاراتهم ,ويأمنون فيها على دمائهم واموالهم بخفارة خاصة : فمنها سوق ((عدن)) كان يقوم في اول يوم من شهر رمضان وكان بخفارة الابناء ـ اي ابناء الفرس حكام اليمن ـ وهم كانوا يعشرونهم بها لقاء خفارتهم لهم , ومنها كان يحمل الطيب الى سائر الافاق .
ثم سوق ((صنعا)) كان يقوم في النصف من شهر رمضان بخفارة الابناء ايضا.
ثم سوق ((الرابية)) بحضرموت , ولم يكن يوصل اليها الا بخفارة خاصة , لانها لم تكن ارض مملكة , فكان من عز بها بز, وكانت الخفارة فيها لكندة .
ثم سوق ((عكاظ)) بأعلى نجد , كان يقوم في شهر ذي القعدة , وكان اكثر من يحضرها من مضر وسائر قريش وقليل من سائر العرب , وبها كانت مفاخرات العرب ومهادناتهم بعد حمالاتهم ـ اي دياتهم .
ثم سوق ((ذي المجاز)) يرتحلون منها الى مكة للحج .
ومنها ((دومة الجندل)) كان يقوم في شهر ربيع الاول , وكانت بين بني كلاب والغساسنة ايهم غلب قام بها.
ثم سوق ((المشقر)) في مدينة هجر , كانت في جمادى الاولى , يقوم بها بنو تميم .
ثم سوق ((صحار)) كان يقوم في اول يوم من رجب , ولم تكن بحاجة الى الخفارة لا نها في الشهر الحرام .
ثم سوق ((ريا)) بخفارة آل الجلندي وهو كان يعشرهم بها لذلك .
ثم سوق ((الشحر)) شحر مهره, في ظل الجبل الذي عليه قبر هود النبي (عليه السلام) , وكان يقوم بها بنو مهرة بلا خفارة خاصة .
وكان في العرب قوم يحضرون هذه الاسواق فيستحلون بها المظالم ,ولذلك كانوا يسمون (المحلون) كانوا من قبائل اسد وطي وبني بكر وبني عامر وكان من العرب من ينصب نفسه لنصرة المظلوم والمنع من سفك الدما وارتكاب المنكر يسمون (الذادة المحرمون) كانوا من بني عمرو بن تميم وبني حنظلة, ومن هذيل , وبني شيبان, وبني كلب, فكان هؤلاء يلبسون السلاح للدفاع عن الناس.
وكانت العرب تقيم الشعر مقام الحكمة والعلم , فاذا كان في القبيلة الشاعر الماهر المميز الكلام المصيب المعاني احضروه في اسواقهم هذه التي كانت تقوم لهم في السنة حتى تجتمع العشائر والقبائل فتسمع شعره , ويجعلون ذلك فخرا من فخرهم وشرفا من شرفهم , وكانوا به يتفاضلون ويتناضلون ويمدحون ويعابون, ويتمثلون ويختصمون وقد عد اليعقوبي عددا كثيرا من شعرائهم
وكان للعرب حكام يتحاكمون اليهم في منافراتهم ومواريثهم ومياههم ودمائهم , فكانوا يحكمون اهل الشرف والصدق والامانة والرئاسة والسن والمجد والتجربة, اذ لم يكن لهم دين يرجعون الى شرعه وقد عد اليعقوبي عددا غير قليل من هؤلاء الحكام القضاة : قضاة التحكيم.
وكانت اديان العرب مختلفة باختلاف المجاورات لأهل الملل: فدخل قوم من العرب في دين اليهود, ودخل آخرون في النصرانية, وتزندق منهم قوم فقالوا بالثنوية : فاما من تهود منهم فان قوما من الاوس والخزرج بعد خروجهم من اليمن لمجاورتهم يهود خيبر وقريظة والنضير تهودوا , وتهود قوم من بني الحارث بن كعب وقوم من بني غسان , وقوم من جذام , وان تبع اليمني حمل حبرين من احبار اليهود فابطل الاوثان وتهود من باليمن واما من تنصر من احيا العرب : فقوم من قريش من بني اسد بن عبد العزى منهم ورقة بن نوفل , ومن بني تميم , وبني تغلب , ومن اليمن طي ومذحج وبهرا وسليح وتنوخ وغسان ولخم وتزندق جمع منهم حجر بن عمرو الكندي وغيره.
وروى الكليني في (فروع الكافي) بسنده عن الباقر (عليه السلام) قال : كان في ايديهم اشياء كثيرة من الحنيفية من تحريم الامهات والبنات وما حرم اللّه في النكاح, الا انهم كانوا يستحلون امراة الاب وابنة الاخت والجمع بين الاختين, وكان في ايديهم الحج والتلبية والغسل من الجنابة الا ما احدثوا في تلبيتهم وفي حجهم من الشرك.
وروى ايضا بسنده عن الصادق (عليه السلام) قال: ان العرب لم يزالوا على شي من الحنيفية : يصلون الرحم , ويقرون الضيف , ويحجون البيت , ويتقون مال اليتيم , ويكفون عن اشياء من المحارم مخافة العقوبة , وكانوا يأخذون من لحا شجر الحرم فيعلقونه في اعناق الابل فلا يجترئ احد ان يأخذ من تلك الابل حيثما ذهبت .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|