المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17581 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



المعراج والعلوم العصرية  
  
1718   08:48 صباحاً   التاريخ: 7-10-2014
المؤلف : ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : تفسير الامثل
الجزء والصفحة : ج7 , ص225-227
القسم : القرآن الكريم وعلومه / الإعجاز القرآني / الإعجاز العلمي والطبيعي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-11-2015 15734
التاريخ: 5-6-2016 1676
التاريخ: 11-4-2016 2576
التاريخ: 2-12-2015 2313

  كان بعض الفلاسفة القدماء يعتقد بنظرية «الأفلاك البطليموسية التسعة» والتي تكون على شكل طبقات البصل في إِحاطتها بالأرض، لذلك فقد أُنكر المعراج بمزاعم علمية تقوم على أساس الإِيمان بنظرية الهيئة البطليموسية والتي بموجبها يُلزَم خرق هذه الأفلاك ومِن ثمّ التئامها ليكون المعراج ممكناً (1) .

ولكن مع انهيار قواعد نظرية الهيئة البطليموسية أصبحت شبهة خرق والتئام الأفلاك في خبر كان، وضمتها يد النسيان، ولكن التطوّر المعاصر في علم الأفلاك أدّى إلى إِثارة مجموعة مِن الشبهات العلمية التي تقف دون إِمكانية المعراج علمياً، وهذه الشبهات يمكن تلخيصها كما يلي:

أوّلاً: إِنّ أوّل ما تواجه الذي يريد أن يجتاز المحيط الفضائي للأرض إِلى عمق الفضاء هو وجوب الإِنفلات مِن قوة الجاذبية الأرضية، ويحتاج الإِنسان للتخلّص مِن الجاذبية إِلى وسائل إِستثنائية تكون معدَّل سرعتها على الأقل (40) ألف كيلومتر في الساعة.

ثانياً: المانع الآخر يتمثل في خلو الفضاء الخارجي مِن الهواء، الذي هو القوام في حياة الإِنسان .

ثالثاً: المانع الثّالث يتمثل بالحرارة الشديدة الحارقة (للشمس) والبرودة القاتلة، وذلك بحسب موقع الإِنسان في الفضاء مِن الشمس.

رابعاً: هناك خطر الإِشعاعات الفضائية القاتلة كالأشعة الكونية والأشعة ما وراء البنفسجية وأشعة إِكس، إِذ مِن المعروف أنّ الجسم يحتاج إِلى كميات ضئيلة مِن هذه الإِشعاعات، وهي بهذا الحجم لا تشكّل ضرراً على جسم الإِنسان ووجود طبقة الغلاف الجوي يمنع من تسربها بكثرة إِلى الأرض.، ولكن خارج محيط الغلاف الجوّي تكثُر هذه الإِشعاعات إِلى درجة تكون قاتلة.

خامساً: هُناك مُشكلة فقدان الوزن التي يتعرض لها الإِنسان في الفضاء الخارجي، فمن الممكن للإِنسان أن يتعوَّد تدريجياً على الحياة في أجواء انعدام الوزن، إِلاّ أنَّ انتقاله مرّة واحدة إِلى الفضاء الخارجي ـ كما في المعراج ـ هو أمرٌ صعب للغاية، بل غير ممكن.

سادساً: المشكلة الأخيرة هي مُشكلة الزمان، حيثُ تؤكد علوم اليوم على أنَّهُ ليست هُناك وسيلة تسير أسرع مِن سرعة الضوء، والذي يريد أن يجول في سماوات الفضاء الخارجي يحتاج إِلى سرعة تكون أسرع مِن سرعة الضوء !

في مُواجهةِ هذه الأسئلة :

أوّلاً: في عصرنا الحاضر، وبعد أن أصبحت الرحلات الفضائية بالإِستفادة مِن معطيات العلوم أمراً عادياً، فإِنَّ خمساً مِن المشاكل الست الآنفة تنتفي، وتبقى ـ فقط ـ مشكلة الزمن. وهذه المشكلة تثار فقط عند الحديث عن المناطق الفضائية البعيدة جداً.

ثانياً: إِنَّ المعراج لم يكن حدثاً عادياً، بل أمرٌ إِعجازي خارق للعادة ثمّ بالقدرة الإِلهية. وكذلك الحال في كافة معجزات الأنبياء وهذا يعني عدم استحالة المعجزة عقلا، أمّا الأُمور الأُخرى فتتم بالإِستناد إِلى القدرات الإِلهية. وإِذا كانَ الإِنسان قد استطاع باستثمار لمعطيات العلوم الحديثة أن يوفَّر حلولا للمشكلات الآنفة الذكر، مثل مشكلة الجاذبية والأشعة وانعدام الوزن وما إِلى ذلك، حتى أصبح بمستطاعه السفر إِلى الفضاء الخارجي .. فألا يمكن لله ـ خالق الكون، صاحب القدرات المطلقة ـ أن يوفَّر وسيلة تتجاوز المشكلات المذكورة ؟!

إِنّنا على يقين من أنَّ اللّه تبارك وتعالى وضع في مُتناول رسوله(صلى الله عليه وآله وسلم) مركباً مَناسباً صانهُ فيه عن كل المخاطر والأضرار في معراجه نحو السماوات، ولكن ما اسم هذا المركب هل هو «البُراق» أو «رفرف»؟ وعلى أي شكل وهيئة كان؟ كل هذه أُمور غامضة بالنسبة لنا، ولكنّها لا تتعارض مع يقيننا بما تمَّ، وإِذا أردنا أن نتجاوز كل هذه الأُمور فإِنَّ مشكلة السرعة التي بقيت ـ لوحدها ـ تحتاج إِلى حل، فإِنَّ آخر معطيات العلم المعاصر بدأت تتجاوز هذه المشكلة بعد أن وجدت لها حلولا مناسبة بالرغم ممّا يُؤكّده «إِنشتاين» في نظريته من أن سرعة الضوء هي أقصى سرعة معروفة اليوم.

إِنّ علماء اليوم يُؤكدون أنَّ الأمواج الجاذبة لا تحتاج إِلى الزمن، وهي تنتقل في آن واحد من طرف من العالم إِلى الطرف الآخر منه وهناك احتمال مطروح بالنسبة للحركة المرتبطة بتوسّع الكون (مِن المعروف أنَّ الكون في حالة اتساع وأنّ النجوم والمنظومات السماوية تبتعد عن بعضها البعض بحركة سريعة) إِذ يلاحظ أنَّ الأفلاك والنجوم والمنظومات الفضائية تبتعد عن بعضها البعض وعن مركز الكون إِلى أطرافه، بسرعة تتجاوز سرعة الضوء!

إِذن، بكلام مُختصر نقول: إِنَّ المشكلات الآنفة ليس فيها ما يحول عقلا دون وقوع المعراج، ودون التصديق به، والمعراج بذلك لا يعتبر مِن المحالات العقلية، بل بالإِمكان تذليل المشكلات المثارة حوله بتوظيف الوسائل والقدرات المناسبة.

وبذلك فالمعراج لا يعتبر أمراً غير ممكن لا مِن وجهة الأدلة العقلية، ولا مِن وجهة معطيات وموازين العلوم المعاصرة. وهو بالإِضافة إِلى ذلك أمرٌ إِعجازي خارق للعادة. لذلك، إِذا قام الدليل النقلي السليم عليه فينبغي قبوله والإِيمان به (2).

وأخيراً .. هناك إِشارت أُخرى حول المعراج سنقف عليها أثناء الحديث عن سورة النجم إِن شاء اللّه.

__________________________

 1. بعض القدماء يعتقد بعدم امكان خرق هذه الافلاك ثم التئامها .

2. للمزيد من التفاصيل يمكن مراجعة كتاب ( الكل يريد ان يعرف) والذي يبحث في قضية المعراج وشق القمر بالإضافة الى قضايا اخرى 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .