يعد السمسم محصولا قديمة جدا في القارتين الأسيوية والأفريقية، وكما هو الحال في معظم المحاصيل القديمة فإن زمان نشأة السمسم ومكانه غير واضحة تماما، لكن الاعتقاد السائد أنه أفريقي المنشأ، حيث توجد معظم الأنواع البرية لهذا المحصول، ومن أكثر الفرضيات انتشارا أن السمسم وصل للهند من جنوب أفريقيا من خلال الطريق البحري القديم.

تعد المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في أفريقيا الموطن الأصلي لنشوء السمسم، نظرا إلى وجود عدد من الأنواع في غينيا، ومنها انتقل إلى الهند، التي تضم عدة أنواع منه، غير أنه من الممكن أن يكون موطنه الأصلي شمال الهند وباكستان، كما ذكرت الكتابات الهندية القديمة جدا عن زراعة محصول السمسم، وهو محصول زيتي قديم جدا، ومن ثم وصل إلى الصين وأصبح غذاء شائعة في جنوب شرق آسيا، وشمال شرق إفريقيا، وجنوب أوروبا وذلك قبل الميلاد بحوالي 2000 سنة.

بدأت زراعة السمسم منذ زمن بعيد قبل الميلاد في دول جنوب غرب آسيا، عرف من قبل الإغريق والرومان وغيرهم من الحضارات القديمة ولابد من التذكير هنا بجملة "افتح يا سمسم" التي تنسب إلى علي بابا في الأساطير القديمة جدا (علي بابا والأربعين حرامي)، والمستخدمة لدخول المغارة يمكن أن تعزى إلى ذلك العامل المتعلق بتفتح العلب الثمرية الناضجة على النبات وخروج البذور منها (الجواهر). وزرع مع بداية الميلاد في الصين، حيث استخدم زيت السمسم فيها قبل الميلاد بنحو 5000 سنة ليس فقط للإضاءة بل لتحضير الحبر. ونقله العبيد الأفارقة إلى أمريكا مع نهاية القرن XVII وبداية القرن XVIII (تجارة العبيد)، ليصبح مشهورا في مطبخ سكان الولايات الجنوبية الأمريكية، خصوصا وأن بذور السمسم غنية بالفيتامين والعناصر المعدنية. وقد استخدمه قدماء المصريين دواء وذلك قبل الميلاد بحوالي 1500 سنة.

عرف في دول أمريكا اللاتينية في القرن السابع عشر. وصل السمسم إلى روسيا في نهاية القرن XVIII، حيث ظهرت أول زراعة له في محافظة أستراخان، من خلال البذور الواصلة من بخارى، حيث يعد هذا المحصول قديم جدا في دول آسيا الوسطى نتيجة علاقتها بباكستان وبالهند. نبات السمسم غير معروف بالحالة البرية. وقد تم الكشف عن بذور السمسم من خلال الدراسات الأثرية في أهرامات مصر. وتنتشر زراعته حاليا في منطقة واسعة تمتد بين خطي عرض 40 شمال خط الاستواء وجنوبه.