التطبيق العملي للنظرية الطبيعية

لكي يتم ترجمة النظرية الى واقع حال فلا بد من تطبيق النظرية ومن خلالها تم تقسيم المجتمع الى ثلاث طبقات اساسية هم الطبقة المنتجة وهم كالآتي :

اولاً : طبقة المنظمين الزراعيين والعاملين في المجال الطبيعي والتي ينطوي معها الفلاحين والعمال ، اي انها الطبقة التي تمارس العمل الزراعي والنشاطات الاستخراجية وصيد الاسماك .

ثانياً : الطبقة المالكة وهم طبقة مالكين الاراضي الزراعية وهم الطبقة الحاكمة وتضم الملك وحاشيته وقسم من رجال الكنيسة ومهمتهم تأجير اراضيهم الى الطبقة المنتجة .

ثالثاً : الطبقة العقيمة وهي الطبقة التي تمارس الاعمال الاخرى كالصناعة والتجارة والخدمات الاخرى وبمعنى آخر تعني جميع المواطنين الذين يعملون في النشاطات غير الزراعية وان الثروة محصورة بيد هذه الطبقات الثلاث .

فلسفة المذهب الفيزيوقراطي  (الطبيعيين) 

ان فلسفة الفيزيوقراط مبنية على اساس ان الناتج الصافي او الفائض في الانتاج يتولد من عمل الطبيعة وليس من عمل الانسان وان الطبيعة تعمل بشكـل دائم دون تدخل الانسان ، وعليه فان الناتج هو من هبة الطبيعة وكرمها للانسان ، ومن هذا يتولد الثراء في البلد ، وبالنظر لما يعتقدون به الفيزيوقراط من اهمية للزراعة فـانـهـم اتخذوا كل الاجراءات التي من شأنها التوسع في الانتاج الزراعي وتحسينه ، وكذلك شجعوا الاستثمار في القطاع الزراعي ودعوا الى استخدام الانتاج الواسع ليكون المردود الاقتصادي للارض كبير من  خلال استخدام الاراضي الواسعة في الانتاج الزراعي ودمج الاراضي الصغيرة والتي اصحابها ليس لديهم القدرة على استثمارها واستعمال رأس المال بشكل اكبر ، ونادوا باصلاح الاراضي وتحويل الملكيات العامة في الارض الى ملكيات خاصة ، لكي يكون الانتاج الزراعي اكثر جدوى في القطاع الخاص منه في القطاع العام ، والبحث عن الاسواق للانتاج الزراعي في داخل البلد وخارجه للحصول على المنتوج الزراعي ، لقد نادى الفيزيوقراط بحرية التجارة ولكن التجارة في المنتوج الزراعي الذي يولد فائض قيمة وكذلك الاعمال الصناعية المعتمدة على الزراعة ، ولما كانت نظرتهم للزراعة كونها النشاط الاقتصادي الوحيد الذي يولد فائض قيمة لذلك فرضوا على النشاط الزراعي الضريبة وتجسدت بضريبة واحدة وأعفيت بقية النشاطات الاقتصادية من دفع الضريبة وبالتأكيد فان الاضرار أصبح كبير على مالكي الارض لكونهم هم الذين يقع على عاتقهم دفع الضريبة . 

لقد كان الفكر الفيزيوقراطي ثري  في افكاره ولأول مرة في التاريخ الاقتصادي تظهر نظرية اقتصادية على مستوى الاقتصاد الكلي ولها منظر ويعد المؤسس للمدرسة الفيزيوقراطية وهو فرانسو كيناي في كتابه الذي تضمن الجدول الاقتصادي وفضلاً عن وجود هذا المفكر الفرنسي الكبير هناك مفكرين آخرين ضمن الحقبة الزمنية ظهروا ونادوا بالعودة الى الطبيعة عكس المركنتالية التي استمرت لثلاث قرون ولم يصلوا الى نتائج ايديولوجية ثابتة بل كانت تعتمد على مبدأ الخطأ والصواب وعلى الصعيدين الاقتصادي والفكري⁽¹⁾ .

نظرية النمو الاقتصادي عند الفيزيو قراط

نظرية الـنمو الاقتصادي عند الفيزيوقراط تتركز في فكرة كيناي التي مفادها ان الثروة تنشأ من تراكم رأس المال الذي يكون فائض الانتاج ويستخدم كيناي مصطلح رأس المال الثابت للاشارة الى المباني والمعدات الزراعية ، ورأس المال المتداول للاشارة الى المواد الزراعية اللازمة للطبقة المنتجة ولكن صرح كيناي بأن هذا لا يتم الا الفائض المتأتي من القطاع الزراعي او من نتاج الطبيعة كالمحاجر والمقالع فضلاً عن الانتاج الزراعي وهذه الامور التي تساهم في تنمية وتطور المجتمع وهذه الثروة تنساب في ايدي الافراد بشكل منافسة كاملة من يد الى اخرى والتحليل يتم على تدفقات عينية وتدفقات نقدية لتعيد ملئ الجسم الاقتصادي كما ويفترض كيناي ان الاقتصاد القومي ينمو خارج تأثير التجارة الخارجية وجميع المبادلات تأخذ مكاناً بين الطبقات وشبه الحالة بالدورة الدموية واهتم بنمو الناتج الفردي الذي يكون الناتج الاجتماعي⁽²⁾ فضلاً عن حجم الناتج الكلي والحرية الاقتصادية .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

1ـ جوزيف لاجوجي ، المذاهب الاقتصادية ، مصدر سابق ، ص19 .

2ـ محمد عادل زكي ، موحز الفكر الاقتصادي من التجاريين الى الطبيعيين ، الحوار المتمدن .