الزراعة والمهن الحرة عند العرب 

ان التراكم في الخبرة الحاصل في الجزيرة العربية جعلت النشاط الاقتصادي يتجاوز التجارة والعمل في الانتاج الزراعي كونها موقع لمرور القوافل ويحتاجون الى المواد الزراعية لتأمين الغذاء والكساء وبذلك اصبحت الزراعة نشاط رئيسي ، والى هذا النشاط يعود السبب في نمو النشاط التجاري .

هناك مساحات واسعة من الاراضي الزراعية في الجزيرة العربية والتي تزيد من الانتاج الزراعي وتنوع اماكنها حيث ان الجزيرة العربية واسعة ولا تشمل الصحراء فحسب وانما هناك مدن ومناطق كظفار وعمان والبحرين وقطر الحالية واليمن ، لقد باشر المزارعين في الجزيرة العربية في الري الصناعي حيث تم استخدام السدود والخزانات وهذا دليل على تقدم الانتاج الزراعي ويحدد مستوى التحدي أمام قسوة البيئة الصحراوية وتم استخدام الحيوانات في جر المحاريث وفي سحب المياه بالدلاء من الآبار لسقي المزارع والبساتين .

ان الانتاج الزراعي في الجزيرة العربية لم يقتصر على أغراض الاكتفاء الذاتي او التبادل البسيط وانما كان نشاطاً رئيسياً ويكون فيه الانتاج الواسع والاتجار في الفائض دولياً حيث يوجه انتاج المنجين بتسويق انتاجهم الى السوق بشكل منظم ، وتصل مرحلة الانتاج الى الاكتفاء الذاتي والتصرف بالباقي لغرض التبادل التجاري ووفق معايير السوق السائدة والتي نوهنا عنها (لقد كان عدد السكان قليل والقدرة الشرائية ليست بمستوى قدرة الناس الحالية ووعيهم بالتنوع الغذائي) . 

ان الانتاج في الجزيرة العربية في الاماكن المستقرة كان هدفه التبادل كنشاط اقتصادي باستثناء بعض الواحات التي تسكنها القبائل غير المستقرة والسبب يعود لقلة المياه ومحدودية الاراضي الزراعية في بعض المناطق من الجزيرة العربية.