وترجع صعوبة تعريف الخبر الصحفي ووضع كل معانيه في لفظ واحد ومحدد لعدة أسباب منها:

1. ان الخبر شان انساني أي يتصل بنوازع وحاجات انسانية متباينة لا يمكن قياسه بدقة في مختلف الأماكن والازمات كما هو الحال في العلوم التطبيقية.
2. ان الخبر باعتباره متصلا بالحياة اليومية للإنسان اتصالا وثيقا يمثل نمطا غير ثابت وغير مستقر وهذا يضعف من دقة تحديده.
3. يرتبط الخبر كذلك بالمجتمع الذي تصدر فيه الصحيفة وبالتالي فان تعريفاته تتباين وتختلف باختلاف المجتمعات وتباينها الثقافي والحضاري والسياسي.
4. التطور التاريخي لوسائل الاتصال الجماهيري ساهم في عدم الاتفاق على مفهوم واحد للخبر فمفهوم الخبر في مرحلة النسخ يختلف عنه في مرحلة الطباعة ومفهومه في الصحف الشعبية يختلف عنه في الصحف السياسية.

ان تعدد مفاهيم الخبر كذلك يعود لتعدد وسائل الاتصال فالخبر المطبوع يختلف عن الخبر المسموع او المرئي او الالكتروني. فالخبر يعني كل جديد ويهم الناس، وهذه خاصية تلازم كل تعريفات الخبر الصحفي.

ورغم كثرة التعريفات وتنوعها الا ان ذلك ما زال يمثل اشكالية حيث ان تغطية الخبر احيانا تكون اسهل من تعريفه، اذ تقرر لنا الصحف او الصحفيون ما هو خبر جدير بتغطيته او اغفال احداث اخرى.

فالخبر الصحفي ليس مجرد وصف اعتيادي لحدث معين يحظى بالاهتمام بل اصبح صناعة مميزة لها سماتها الخاصة، وهذه الصناعة الصحفية دخلت وتفاعلت فيها عوامل عدة ساهمت في تطور اساليبها ووسائلها وطرائق ايصالها إلى الجمهور.

ان عملية جمع الاخبار واعدادها وتوزيعها دخلت مرحلة مهمة من التطور الذي رافق ثورة الاتصال والمعلوماتية وهكذا نجد العملية الاخبارية قد تعقدت تبعا لعالم مليء بالصراعات المختلفة من ايديولوجية وثقافية واجتماعية واقتصادية وسياسية تركت اثرها واضحا في العملية الاخبارية.

وقد شهد النصف الثاني من القرن العشرين الماضي ظهور انماط جديدة من اساليب تحرير وكتابة الاخبار وتغيرت النظرة إلى الخبر تعريفا ومفهوما واصبحت عملية اعداده صناعة متقنة ومعقدة تجاوزت الوصف الاعتيادي للأحداث الجارية لتصبح عملية دقيقة لها وسائلها واساليبها وفلسفتها الخاصة.

وكثيرا ما كنا نقرأ في كتب الصحافة تعريفات للخبر تكاد تلتقي في مفهوم عام وهو ان الخبر وصف لحدث آني يحظى بالاهتمام.

ان الخبر ما زال وربما سيبقى لأجل غير مسمى سيد الفنون الاعلامية قديمها وحديثها فالخبر رديف حياة الانسان ونوازعه وحاجاته في مختلف الاماكن والاوقات لا يمكن له ان يستقر او يثبت على نمط معين ولذلك فان كل ما يرتبط بالإنسان لا يمكن له ان يثبت او يستقر كذلك... كما ان اختلاف طبائع وعادات ونظم وثقافة المجتمعات لتقي بظلالها على تحديد مفهوم الخبر ودرجة تقدم او تراجع المجتمع تلعب دورا اساسيا في هذا التحديد فالخبر الذي يمكن ان يتصدر نشرات الاخبار الاذاعية او التلفزيونية او في الصفحات الاولى في صحافة دولة قد لا يعد خبراً ذا اهمية في بلد آخر.