أقرأ أيضاً
التاريخ:
1523
التاريخ: 4-10-2016
1755
التاريخ: 10-10-2016
3032
التاريخ: 2023-04-30
1107
|
الفينيقيون وحضارتهم
1 أصلهم: -
أصل الفينيقيين ساميون، عرفوا بالكنعانيين، وهم من سكان شبه الجزيرة العربية، هاجروا إلى ساحل الشام لضيق العيش في وطنهم الأصلي. وهناك اصطدموا بالسكان الأصليين (الأنيولليتون) وتغلبوا عليهم، ومن ثم أسسوا مدنا صغيرة استقروا فيها، وعرفوا بأسماء مدنهم، فيقال مثلا: صوريون، نسبة إلى مدينة صور. وفي القرن 15 ق.م أطلق عليهم اليونانيون اسم الفينيقيين نسبة إلى صناعة الأرجوان (اللون الأحمر الضارب إلى السمرة) التي اشتهروا بها، ومن ثم عرفوا بالفينيقيين إلى يومنا هذا.
2 ممالكهم: -
استوطن الفينيقيون الساحل الشامي من الشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، ففي هذه المنطقة الضيقة أسس الفينيقيون عدة مدن اغلبها وأشهرها كانت على الشاطئ، ولكل منها استقلالها ونظمها الخاصة بها، ولا تتخذ هذه المدن إلا أمام الخطر الخارجي على شكل تحالف لتعود بعد صد العدو إلى ما كانت عليه من الاستقلال والانف ا رد بحكم المدينة ولعل عدم توحيدهم يعود إلى:
أ - طبيعة البلاد الجبلية الوعرة المسالك.
ب - حب الاستقلال الذي اعتادوا عليه في شبه الجزيرة، وهو من أهم خصال العرب.
فلهذه الأسباب وغيرها اكتفى الفينيقيون في بادئ الأمر بنظام المدن الحرة، ومن أشهر مدنهم:
جبيل:
عاصمة الفينيقيين الدينية، إذ كانت محجا لكافة الفينيقيين، يزورونها سنويا لإقامة الاحتفالات لآلهتها، لاسيما الآله أدونيس.
طرابلس:
وكانت مدينة سياسية يجتمع فيها سنويا ممثلو المدن الفينيقية لبحث شؤونهم العامة وتبادل الآراء والخبرات.
أما المدن التي كان لها الأثر الكبير في نشر الحضارة والتوسع عن طريق التجارة فهما صيدا وصور، ولذلك يمكننا اعتبارهما من المدن التجارية. وأهم الممالك الفينيقية على الإطلاق. وما أن اختفتا حتى ظهرت قرطاجة في المغرب العربي واحتلت الصدارة والعظمة في العالم القديم.
صيدا أو صيدون:
هي مدينة أسسها الفينيقيون جنوب بيروت، وأطلقوا عليها اسم صيدون نسبة إلى أول أبناء كنعان. ونظرا لاهتمام هؤلاء بالتجارة، واخت ا رعهم للسفن، فإن مدينتهم أخذت تزدهر مع مرور السنين حتى بلغت أوج عظمتها فيما بين القرنين الخامس عشر والثالث عشر ق.م، ونالت السيادة على الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك بحر إيجا والبحر الأسود، وأسسوا على طول هذه الش واطئ المدن التجارية.
إلا أن ازدهار الصيدونيين انقلب إلى ضعف فانحطاط أمام هجمات الأعداء المتوالية منذ منتصف القرن الثالث عشر ق.م، ومن هذه الشعوب التي حطمت شوكة صيدا: قبائل الفلسطو (الفلسطينيون حاليا) سنة 1200 ق.م.
صور:
أخذت هذه المدينة تزدهر بصورة تدريجية مع مرور السنين، وبلغت أوج ازدهارها فيما بين القرنين العاشر والسادس ق.م، حيث غدت دولة محترمة، لها ممتلكات واسعة في الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط لاسيما الجنوبي، وأصبحت تجارتها مزدهرة ومربحة في عهد الأسرة الحيرامية (نسبة إلى حيرام الأول) التي منها عليها التي أسست مدينة قرطاجة، ومن ذلك التاريخ أخذت السيادة والعظمة تنتقل إلى المغرب العربي إلى قرطاجة بينما أخذ نجم صور في الأفول نظرا لتوالي ضربات الأعداء عليها إلى أن كانت ضربة الاسكندر المقدوني القاضية.
حضارتهم: -
ساعد النشاط التجاري الفينيقي العالمي على ازدهار حضارتهم، وتشجيع النهضة في أكثر من منطقة واحدة، بحيث يمكننا القول بأن الفينيقيين هم رسل الحضارة الشرقية للغرب، فهم الذين علموا اليونانيين كما علم العرب المسلمون بعد ذلك أوروبا أثروا في نهضتها تأثيرا كبيرا، وتتضح معالم الحضارة الفينيقية فيما يلي:
الحياة الاقتصادية:
لم يهتم الفينيقيون بالزراعة كثي ا ر لقلة الأرباح التي تدرها عليهم، لاسيما في موطنهم الأصلي لقلة الأ راضي الخصبة، وعلى العكس في قرطاجة، ومع ذلك فإن منتوجاتهم الزراعية كانت كافية لسد حاجة السكان من مواد غذائية علاوة على بعض المزروعات التجارية كزراعة الخشب والكتان والقطن.
أما الصناعة فقد أولوها بعض العناية، وأشهرها الصباغة، لاسيما اللون الأرجواني الذي اشتهروا به، حتى لقبوا به، وصناعة الزجاج، والنسيج على أنواعه، ولاسيما صناعة السفن التجارية، والحربية، وسفن الأسفار، وغيرها من الصناعات الأخرى كصناعة الفخار الذي صنعوا منه أواني للطبخ والشرب والأكل، وأدوات الزينة، و الحلي على اختلافها.
التجارة:
دفعت طبيعة البلاد الفينيقيين إلى الاهتمام بالتجارة، وساعدتهم معرفتهم لأسرار البحار والملاحة على امتهان التجارة، بل والتخصص فيها، فربحوا منها ربحا عظيما، كما ساعدتهم على تطوير حضارتهم والتأثير حضاريا على غيرهم، علاوة على توسيع ممتلكاتهم حتى غدت لهم السيادة على البحار والتجارة العالمية، من البحر الأسود إلى المحيط الأطلسي وبحر البلطيق.
الإدارة:
كان لكل مدينة فينيقية رئيسا، يتمتع بسلطة واسعة طيلة حياته، ويساعده مجلسان يهتم أحدهما بالشؤون العسكرية، والثاني بالشؤون الاقتصادية، وكانت بين المدن الفينيقية علاقات تعتمد أساسا على تبادل المصلحة، وعلى الدين خاصة ونظرا لكون الفينيقيين تجارا بالدرجة الأولى، وان تجارتهم تحتاج إلى ما يدعمها من قوة، لذلك اعتنوا بالجيش ، وخاصة البحرية إذ كان أسطولهم في وقت ما أعظم الأساطيل في البحر الأبيض المتوسط، ويشارك في الجيش: الفينيقيون فسكان المدن التي استولوا عليها ، فالمرتزقة.
العلوم والفنون:
لاحظ الفينيقيون ثلاثة خطوط مشهورة، الخط الهيروغليفي وتقدر حروفه بألف حرف، والخط المسماري وتزيد حروفه على 300 علامة، والخط المعيني وبتألف من 28 حرفا، ونظرا لحاجتهم الملحة للخط حتى يسهل عليهم التعامل تجاريا مع عملائهم، وجدوا بأن أحسن هذه الخطوط هو الخط المعيني، فاستعملوه، وحاولوا تطويره، وهو يكتب من اليمين إلى اليسار، ومنهم نقله اليونانيون، فالرومانيون اللاتينيون إلى أوروبا (فعرفت بالحروف اللاتينية).
عرف الفينيقيون بعض العلوم وطوروا علوما اخرى، اقتبسوها من الجزيرة العربية ومصر والعراق.
أما في مجال الفنون فقد برع الفينيقيون فيها كثي ا ر وخاصة في الصباغ الأرجواني والمنسوجات المتنوعة، والأوعية المعدنية المصنوعة من الذهب والفضة ومن الزجاج، وتأثروا بالفن المصري خاصة في مجال النحت والحفر على البرونز والأحجار الثمينة.
الدين:
اعتقد الفينيقيون بوجود قوة خفية خلقت السكون، وتصوروها في معظم ما يشاهدونه من الظواهر الطبيعية كالشمس والقمر والبرق والرعد...الخ ومن أعظم آلهتهم بعل الرب كما عبدوا عشتروت، وغيرهما من الآلهة الأخرى.
الخلاصة
أ - هاجر الفينيقيون من شبه الجزيرة العربية إلى ساحل الشام، وأسسوا فيه عدة مدن، لكل منها استقلالها ونظامها الخاص.
ب - أهم مدنهم صيدا، التي بسطت سيادتها في شرق الحوض المتوسط، وص ور التي بلغت
تجارتها المحيط الأطلسي، وقرطاجة التي مدنت روما والحوض الغربي للمتوسط.
ج - طور الفينيقيون الحروف المعينية وعلموها لأوروبا والعالم قاطبة، وكان لهم أثر كبير في
الحضارة اليونانية، والرومانية، والقرطاجية.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|