المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22
تأثير العوامل الجوية على زراعة الثوم
2024-11-22
Alternative models
2024-11-22
Lexical Phonology and its predecessor
2024-11-22



الامام الحسن يرد الشبهات بيقين العلم  
  
3637   04:09 مساءً   التاريخ: 6-03-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج2,ص343-346.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام) /

قال الشيخ كمال الدين بن طلحة كان الله عز و علا قد رزقه الله الفطرة الثاقبة في إيضاح مراشد ما يعانيه و منحه الفطنة الصائبة لإصلاح قواعد الدين ومبانيه وخصه بالجبلة التي ردت لها أخلاف مادتها بسور العلم و معانيه و مرت له أطباء الاهتداء من نجدي جده و أبيه فجنى بفكرة منجبة نجاح مقاصد ما يقتفيه وقريحة مصحبة في كل مقام يقف فيه و كان يجلس في مسجد رسول الله (صلى الله عليه واله) و يجتمع الناس حوله فيتكلم بما يشفي غليل السائلين ويقطع حجج القائلين .

وروى الإمام أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي رحمه الله في تفسيره الوسيط ما يرفعه بسنده أن رجلا قال دخلت مسجد المدينة فإذا أنا برجل يحدث عن رسول الله (صلى الله عليه واله) و الناس حوله فقلت له أخبرني عن شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ فقال نعم أما الشاهد فيوم الجمعة و أما المشهود فيوم عرفة فجزته إلى آخر يحدث فقلت له أخبرني عن شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ فقال نعم أما الشاهد فيوم الجمعة و أما المشهود فيوم النحر .

فجزتهما إلى غلام كأن وجهه الدينار وهو يحدث عن رسول الله (صلى الله عليه واله) فقلت أخبرني عن شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ فقال نعم أما الشاهد فمحمد (صلى الله عليه واله) و أما المشهود فيوم القيامة أما سمعته يقول { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا} [الأحزاب: 45] وقال تعالى {ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ } [هود: 103] سألت عن الأول فقالوا ابن عباس وسألت عن الثاني فقالوا ابن عمر و سألت عن الثالث فقالوا الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) و كان قول الحسن أحسن .

ونقل أنه (عليه السلام) اغتسل و خرج من داره في حلة فاخرة و بزة طاهرة و محاسن سافرة و قسمات ظاهرة و نفحات ناشرة و وجهه يشرق حسنا و شكله قد كمل صورة و معنى و الإقبال يلوح من أعطافه و نضرة النعيم تعرف في أطرافه و قاضي القدر قد حكم أن السعادة من أوصافه ثم ركب بغلة فارهة غير قطوف و سار مكتنفا من حاشيته و غاشيته بصفوف فلو شاهده عبد مناف لأرغم بمفاخرته به معاطس أنوف و عده و آباءه و جده في إحراز خصل الفخار يوم التفاخر بألوف فعرض له في طريقه من محاويج اليهود هم في هدم قد أنهكته العلة و ارتكبته الذلة و أهلكته القلة و جلده يستر عظامه و ضعفه يقيد أقدامه و ضره قد ملك زمامه و سوء حاله قد حبب إليه حمامه و شمس الظهيرة تشوي شواه و أخمصه تصافح ثرى ممشاه و عذاب عر عريه قد عراه و طول طواه قد أضعف بطنه و طواه و هو حامل جر مملوءا ماء على مطاه و حاله يعطف عليه القلوب القاسية عند مرآه فاستوقف الحسن (عليه السلام) و قال يا ابن رسول الله أنصفني فقال ع في أي شيء فقال جدك يقول الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر و أنت مؤمن و أنا كافر فما أرى الدنيا إلا جنة لك تتنعم بها و تستلذ فيها و ما أراها إلا سجنا لي قد أهلكني ضرها و أتلفني فقرها .

فلما سمع الحسن (عليه السلام) كلامه أشرق عليه نور التأييد و استخرج الجواب بفهمه من خزانة علمه و أوضح لليهودي خطأ ظنه و خطل زعمه وقال يا شيخ لو نظرت إلى ما أعد الله لي و للمؤمنين في الدار الآخرة مما لا عين رأت و لا أذن سمعت لعلمت أني قبل انتقالي إليه في هذه الدنيا في سجن ضنك و لو نظرت إلى ما أعد الله لك و لكل كافر في الدار الآخرة من سعير نار الجحيم و نكال عذاب المقيم لرأيت أنك قبل مصيرك إليه الآن في جنة واسعة و نعمة جامعة .

فانظر إلى هذا الجواب الصادع بالصواب كيف قد تفجرت بمستعذبه عيون علمه و أينعت بمستغربه فنون فهمه فيا له جوابا ما أمتنه و صوابا ما أبينه و خطابا ما أحسنه صدر عن علم مقتبس من مشكاة نور النبوة و تأييد موروث من آثار معالم الرسالة.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.