المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 5832 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الإمام عليٌ (عليه السلام) بشّره رسول الله بالجنة
2024-05-04
معنى الـمُبطئ
2024-05-04
{فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم}
2024-05-04
معنى الصد
2024-05-04
معنى الظليل
2024-05-04
معنى النقير
2024-05-04

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


انصراف رسول الله من خيبر إلى المدينة  
  
1497   08:09 مساءً   التاريخ: 24-7-2019
المؤلف : الواقدي
الكتاب أو المصدر : المغازي
الجزء والصفحة : ص 491- 497
القسم : التاريخ / التاريخ الاسلامي / السيرة النبوية / سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-7-2019 1642
التاريخ: 19-5-2021 2508
التاريخ: 3-6-2021 4057
التاريخ: 20-7-2019 1436

انصراف رسول الله من خيبر إلى المدينة

قال أنس: انصرفنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من خيبر وهو يريد وادي القرى، ومعه أم سلمة بنت ملحان، وكان بعض القوم يريد أن يسأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صفية حتى مر بها فألقى عليها رداءه، ثم عرض عليها الإسلام فقال: إن تكوني على دينك لم نكرهك، فإن اخترت الله ورسوله اتخذتك لنفسي. قالت: بل أختار الله ورسوله. قال: فأعتقها فتزوجها وجعل عتقها مهرها. فلما كان بالصهباء قال لأم سليم: انظري صاحبتك هذه فامشطيها! وأراد أن يعرس بها هناك، فقامت أم سليم - قال أنس: وليس معنا فساطيط ولا سرادقات - فأخذت كسائيين وعباءتين فسترت بهما عليها إلى شجرة فمشطتها وعطرتها، وأعرس بها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هناك. وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما خرج من خيبر، وقرب بعيرها وقد سترها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بثوبه، أدنى فخذه لتضع رجلها عليه، فأبت ووضعت ركبتها على فخذه، فلما بلغ ثباراً أراد أن يعرس بها هناك، فأبت عليه حتى وجد في نفسه، حتى بلغ الصهباء فمال إلى دومة هناك فطاوعته، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما حملك على ما صنعت حين أردت أن أنزل بثبار - وثبار على ستة أميال والصهباء على اثني عشر ميلاً - قالت: يا رسول الله خفت عليك قرب اليهود، فلما بعدت أمنت. فزادها عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خيراً وعلم أنها قد صدقته، ودخلت عليه مساء تلك الليلة، وأولم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يومئذٍ عليها بالحيس والسويق والتمر، وكان قصاعهم الأنطاع قد بسطت، فرئي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يأكل معهم على تلك الأنطاع. قالوا: وبات أبو أيوب الأنصاري قريباً من قبته آخذاً بقائم السيف حتى أصبح، فلما خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بكرة فكبر أبو أيوب فقال: ما لك يا أبا أيوب؟ فقال: يا رسول الله، دخلت بهذه الجارية وكنت قد قتلت أباها وإخوتها وعمومتها وزوجها وعامة عشيرتها، فخفت أن تغتالك. فضحك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال له معروفاً.

فلما نزل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المدينة أنزل صفية في منزل الحارثة بن النعمان، وانتقل حارثة عنها. وكانت عائشة وحفصة يداً واحدةً فأرسلت عائشة بريرة إلى أم سلمة تسلم عليها - وكانت أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في غزوة خيبر - وتسألها عن صفية أظريفةٌ هي؟ فقالت أم سلمة: من أرسلك، عائشة؟ فسكتت فعرفت أم سلمة أنها أرسلتها، فقالت أم سلمة: لعمري إنها لظريفة، وإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لها لمحبٌّ. فجاءت بريرة فأخبرت عائشة خبرها، فخرجت عائشة متنكرةً حتى دخلت على صفية وعندها نسوةٌ من الأنصار، فنظرت إليها وهي منتقبة، فعرفها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلما خرجت رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إليها فقال: يا عائشة كيف رأيت صفية؟ قالت: ما رأيت طائلاً، رأيت يهودية بين يهوديات - تعني عماتها وخالاتها - ولكني قد أخبرت أنك تحبها، فهذا خيرٌ لها من لو كانت ظريفةً. قال: يا عائشة، لا تقولي هذا فإني عرضت عليها الإسلام فأسرعت وأسلمت وحسن إسلامها. قال: فرجعت عائشة فأخبرت حفصة بظرفها، فدخلت عليها حفصة فنظرت إليها ثم رجعت إلى عائشة فقالت: إنها لظريفة وما هي كما قلت.

فلما أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الصهباء سلك على برمة حتى انتهى إلى وادي القرى يريد من بها من اليهود. وكان أبو هريرة يحدث قال: خرجنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من خيبر إلى وادي القرى، وكان رفاعة بن زيد بن وهب الجذامي قد وهب لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عبداً أسود يقال له مدعم ، وكان يرحل لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). فلما نزلوا بوادي القرى انتهينا إلى اليهود وقد ضوى إليها أناسٌ من العرب، فبينا مدعم يحط رحل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد استقبلتنا اليهود بالرمي حيث نزلنا، ولم يكن على تعبيةٍ وهم يصيحون في آطامهم، فيقبل سهمٌ عائرٌ فأصاب مدعماً فقتله، فقال الناس: هنيئاً لك الجنة! فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كلا والذي نفسي بيده، إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من المغانم لم يصبها المقسم تشتعل عليه ناراً. فلما سمع بذلك الناس جاء رجلٌ إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بشراكٍ أو بشراكين، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): شراك من نار! أو شراكان من نار.

وعبى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أصحابه للقتال وصفهم، ودفع لواءه إلى سعد بن عبادة، ورايةً إلى الحباب بن المنذر، ورايةً إلى سهل بن حنيف، ورايةً إلى عباد بن بشر. ثم دعاهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الإسلام وأخبرهم إن أسلمواأحرزوا أموالهم وحقنوا دماءهم وحسابهم على الله. فبرز رجلٌ منهم وبرز إليه الزبير بن العوام فقتله؛ ثم برز آخر فبرز إليه الزبير فقتله؛ ثم برز آخر فبرز له علي عليه السلام عنه فقتله؛ ثم برز آخر فبرز له أبو دجانة فقتله، ثم برز آخر فبرز له أبو دجانة فقتله؛ حتى قتل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) منهم أحد عشر رجلاً، كلما قتل رجلٌ دعا من بقي إلى الإسلام. ولقد كانت الصلاة تحضر يومئذٍ فيصلي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأصحابه ثم يعود فيدعوهم إلى الله ورسوله، فقاتلهم حتى أمسوا وغدا عليهم فلم ترتفع الشمس قيد رمح حتى أعطوا بأيديهم، وفتحها عنوةً، وغنمه الله أموالهم وأصابوا أثاثاً ومتاعاً كثيراً. وأقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بوادي القرى أربعة أيام، وقسم ما أصاب على أصحابه بوادي القرى، وترك النخل والأرض بأيدي اليهود وعاملهم عليها. فلما بلغ يهود تيماء ما وطىء به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خيبر وفدك ووادي القرى، صالحوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على الجزية، وأقاموا بأيديهم أموالهم. فلما كان زمن عمر عنه أخرج يهود خيبر وفدك، ولم يخرج أهل تيماء ووادي القرى؛ لأنهما داخلتان في أرض الشام، ويرى أن ما دون وادي القرى إلى المدينة حجازٌ، وأن ما وراء ذلك من الشام. وانصرف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من وادي القرى راجعاً بعد أن فرغ من خيبر ومن وادي القرى وغنمه الله، فلما كان قريباً من المدينة سرى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليلته، حتى إذا كان قبيل الصبح بقليلٍ نزل وعرس. وقال: ألا رجلٌ صالحٌ حافظٌ لعينه يحفظ لنا صلاة الصبح؟ فقال بلال: أنا يا رسول الله! قال: فوضع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رأسه ووضع الناس رءوسهم، وجعل أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقول لبلال: يا بلال احفظ عينك! قال: فاحتبيت بعباءتي واستقبلت الفجر، فما أدري متى وضعت جنبي إلا أني لم أستيقظ إلا باسترجاع الناس وحر الشمس، وأخذتني الألسنة باللوم؛ وكان أشدهم علي أبو بكر. وفرغ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فكان أهون لائمةً من الناس، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من كانت له حاجة فليقضها. فتفرق الناس في أصول الشجر، وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): أذن يا بلال بالأذان الأول. قال بلال: وكذلك كنت أفعل في أسفاره، فأذنت فلما اجتمع الناس قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اركعوا ركعتي الفجر. فركعوا ثم قال: أقم يا بلال! فأقمت فتقدم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فصلى بالناس. قال بلال: فما زال يصلي بنا حتى إن الرجل ليسلت العرق من جبينه من حر الشمس، ثم سلم فأقبل على القوم فقال: كانت أنفسنا بيد الله، ولو شاء قبضها وكان أولى بها، فلما ردها إلينا صلينا. ثم أقبل على بلال فقال: مه يا بلال! فقال: بأبي وأمي، قبض نفسي الذي قبض نفسك. فجعل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يبتسم.

ولما نظر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أحد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أحد جبل يحبنا ونحبه؛ اللهم إني أحرم ما بين لابتي المدينة! قال: وانتهى إلى الجرف ليلاً، فنهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يطرق الرجل أهله بعد صلاة العشاء.

فحدثني يعقوب بن محمد، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة، عن الحارث بن عبد الله بن كعب، عن أم عمارة، قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول وهو بالجرف: لا تطرقوا النساء بعد صلاة العشاء. قالت: فذهب رجلٌ من الحي فطرق أهله فوجد ما يكره فخلى سبيله ولم يهجه ، وضن بزوجته أن يفارقها وكان له منها أولاد وكان يحبها، فعصى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ورأى ما يكره.

حدثني عبد الله بن نوح الحارثي، عن محمد بن سهل بن أبي حثمة، عن سعد بن حزام بن محيصة، عن أبيه، قال: كنا بالمدينة والمجاعة تصيبنا، فنخرج إلى خيبر فنقيم بها ما أقمنا ثم نرجع، وربما خرجنا إلى فدك وتيماء. وكانت اليهود قوماً لهم ثمار لا يصيبها قطعة ، أما تيماء فعينٌ جاريةٌ تخرج من أصل جبلٍ لم يصبها قطعه منذ كانت، وأما خيبر فماءٌ واتنٌ، فهي مغفرة في الماء، وأما فدك فمثل ذلك. وذلك قبل الإسلام، فلما قدم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المدينة وفتح خيبر قلت لأصحابي: هل لكم في خيبر فإنا قد جهدنا وقد أصابنا مجاعة؟ فقال أصحابي: إن البلاد ليس كما كانت، نحن قوم مسلمون وإنما نقدم على قومٍ أهل عداوةٍ وغشٍّ للإسلام وأهله، وكنا قبل ذلك لا نعبد شيئاً. قالوا: قد جهدنا، فخرجنا حتى قدمنا خيبر، فقدمنا على قومٍ بأيديهم الأرض والنخل ليس كما كانت؛ قد دفعها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إليهم على النصف؛ فأما سراة اليهود وأهل السعة منهم قد قتلوا - بنو أبي الحقيق وسلام بن مشكم، وابن الأشرف - وإنما بقي قومٌ لا أموال لهم وإنما هم عمال أيديهم. وكنا نكون في الشق يوماً وفي النطاة يوماً وفي الكتيبة يوماً، فرأينا الكتيبة خيراً لنا فأقمنا بها أياماً، ثم إن صاحبي ذهب إلى الشق فبات عني وقد كنت أحذره اليهود، فغدوت في أثره أسأل عنه حتى انتهيت إلى الشق فقال لي أهل أبيات منهم: مر بنا حين غابت الشمس يريد النطاة. قال: فعمدت إلى النطاة، إلى أن قال لي غلام منهم: تعال أدلك على صاحبك! فانتهى بي إلى منهر فأقامني عليه، فإذا الذباب يطلع من المنهر. قال: فتدليت في المنهر فإذا صاحبي قتيل، فقلت لأهل الشق: أنت قتلتموه! قالوا: لا والله، ما لنا به علم! قال: فاستعنت عليه بنفرٍ من اليهود حتى أخرجته وكفنته ودفنته، ثم خرجت سريعاً حتى قدمت على قومي بالمدينة فأخبرتهم الخبر. ونجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يريد عمرة القضية، فخرج معي من قومي ثلاثون رجلاً، أكبرنا أخي حويصة، فخرج معنا عبد الرحمن ابن سهل أخو المقتول - والمقتول عبد الله بن سهل - وكان عبد الرحمن ابن سهل أحدث مني، فهو مستعبرٌ على أخيه رقيقٌ عليه، فبرك بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجلسنا حوله، وقد بلغ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الخبر، فقال عبد الرحمن: يا رسول الله إن أخي قتل. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كبر، كبر! فتكلمت فقال: كبر، كبر! فسكت. وتكلم أخي حويصة فتكلم بكلمات وذكر أن اليهود تهمتنا وظنتنا ثم سكت، فتكلمت وأخبرت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الخبر. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إما أن يدوا صاحبكم وإما أن يأذنوا بحربٍ من الله ورسوله، وكتب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إليهم في ذلك فكتبوا إليه: ما قتلناه. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لحويصة ومحيصة وعبد الرحمن ولمن معهم: تحلفون خمسين يميناً وتستحقون دم صاحبكم؟ قالوا: يا رسول الله، لم نحضر ولم نشهد. قال: فتحلف لكم اليهود؟ قالوا: يا رسول الله، ليسوا بمسلمين. فواده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من عنده مائة ناقة، خمسة وعشرين جذعة، وخمسة وعشرين حقة، وخمسة وعشرين بنت لبون، وخمسة وعشرين بنت مخاض. قال سهل بن أبي حثمة: رأيتها أدخلت عليهم مائة ناقة، فركضتني منها ناقةٌ حمراء وأنا يومئذٍ غلام.

حدثني ابن أبي ذئب، ومعمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب قال: كانت القسامة في الجاهلية ثم أقرها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الإسلام، وقضى بها في الأنصاري الذي وجد بخيبر قتيلاً في جب من جباب اليهود. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للأنصار: تحلف لكم اليهود؛ خمسين رجلاً خمسين يميناً بالله ما قتلنا؟ قالوا: يا رسول الله، كيف تقبل أيمان قوم كفار؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): فتحلفون خمسين رجلاً خمسين يميناً بالله أنهم قتلوا صاحبكم وتستحقوا الدم؟ قالوا: يا رسول الله لم نحضر ولم نشهد. قال: فجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ديته على اليهود لأنه قتل بحضرتهم.

حدثني مخرمة بن بكير، عن خالد بن يزيد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قضى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بديته على اليهود، فإن لم يعطوا فليأذنوا بحربٍ من الله ورسوله. وأعانهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ببضعة وثلاثين بعيراً - فهي أول ما كانت القسامة. وكان الناس يطلعون إلى أموالهم بخيبر على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأبي بكر، وعمر، وعثمان.

وحدثني عبد الرحمن بن الحارث، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، قال: خرجت أنا والزبير، والمقداد بن عمرو، وسعيد بن زيد بن عمر بن نفيل إلى أموالنا بخيبر فطلعنا نتعاهدها، وكان أبو بكر يبعث من يطلعها وينظر إليها، وكان عمر يفعل ذلك أيضاً، فلما قدمنا خيبر تفرقنا في أموالنا. فعدى علينا من جوف الليل وأنا نائمٌ على فراشي فصرعت يداي فسالوني: من صنع هذا بك؟ فقلت: لا أدري، فاصلحوا أمر يدي! وقال غير سالم، عن ابن عمر، قال: سحروه بالليل وهو نائمٌ على فراشه فكوع حتى أصبح كأنه كان في وثاقٍ، وجاء أصحابه فأصلحوا من يديه، فقدم ابن عمر المدينة فأخبر أباه بما صنع به.

حدثني محمد بن يحيى بن سهل بن أبي حثمة، عن أبيه، قال: أقبل مظهر بن رافع الحارثي بأعلاج من الشام يعملون بأرضه وهم عشرة، فأقبل حتى نزل بهم خيبر فأقام بها ثلاثة أيام، فيدخل بهم رجلٌ من اليهود فقال: أنتم نصارى ونحن يهود وهؤلاء قوم عرب قد قهرونا بالسيف، وأنتم عشرة رجال أقبل رجلٌ واحدٌ منهم يسوقكم من أرض الخمر والخير إلى الجهد والبؤس، وتكونون في رقٍّ شديد، فإذا خرجتم من قريتنا فاقتلوه. قالوا: ليس معنا سلاح. فدسوا إليهم سكينين أو ثلاثة. قال: فخرجوا فلما كانوا بثبار قال لأحدهم، وكان الذي يخدمه منهم: ناولني كذا وكذا. فأقبلوا إليه جميعاً قد شهروا سكاكينهم، فخرج مظهر يعدو إلى سيفه وكان في قراب راحلته، فلما انتهى إلى القراب لم يفتحه حتى بعجوا بطنه، ثم انصرفوا سراعاً حتى قدموا خيبر على اليهود فآووهم وزودوهم وأعطوهم قوة فلحقوا بالشام. وجاء عمر الخبر بمقتل مظهر بن رافع وما صنعت اليهود، فقام عمر خطيباً بالناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس، إن اليهود فعلوا بعبد الله ما فعلوا، وفعلوا بمظهر بن رافع مع عدوتهم على عبد الله بن سهل في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، لا أشك أنهم أصحابه ليس لنا عدو هناك غيرهم؛ فمن كان له بها مالٌ فليخرج فأنا خارج، فقاسمٌ ما كان بها من الأموال، وحادٌّ حدودها، ومورفٌ أرفها ومجلي اليهود منها، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لهم: " أقركم ما أقركم الله " وقد أذن الله في جلائهم إلا أن يأتي رجلٌ منهم بعهدٍ أو بينةٍ من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه أقره فأقره. فقام طلحة بن عبيد الله فقال: قد والله أصبت يا أمير المؤمنين ووفقت! إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " أقركم ما أقركم الله " ، وقد فعلوا ما فعلوا بعبد الله بن سهل في زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وما حرضوا على مظهر بن رافع حتى قتله أعبده، وما فعلوا بعبد الله بن عمر، فهم أهل تهمتنا وظنتنا . فقال عمر عنه: من معك على مثل رأيك؟ قال: المهاجرون جميعاً والأنصار. فسر بذلك عمر.

حدثني معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: بلغ عمر عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال في مرضه الذي توفي فيه: " لا يجتمع بجزيرة العرب دينان " . ففحص عن ذلك عمر بن الخطاب حتى وجد عليه الثبت من لا يتهم، فأرسل إلى يهود الحجاز فقال: من كان منكم عنده عهد من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فإني مجليه، فإن الله عز وجل قد أذن في جلائهم. فأجلى عمر يهود الحجاز.

قالوا: فخرج عمر بأربعة قسام: فروة بن عمرو البياضي، قد شهد بدراً، وحباب بن صخر السلمي، قد شهد بدراً، وأبو الهيثم بن التيهان، قد شهد بدراً، وزيد بن ثابت؛ فقسموا خيبر على ثمانية عشر سهماً، على الرءوس التي سمى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فإنه سمى ثمانية عشر سهماً وسمى رؤساءها. ويقال: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سمى الرؤساء ثم جزأوا الشق والنطاة، فجزأوها على ثمانية عشر سهماً، جعلوا ثمانية عشر بعرة فألقين في العين جميعاً، ولكل رأس علامةٌ في بعرته، فإذا خرجت أول بعرة قيل سهم فلان وسهم فلان. وكان في الشق ثلاثة عشر سهماً، وفي النطاة خمسة أسهم. حدثني بذلك حكيم بن محمد من آل مخرمة، عن أبيه. فكان أول سهم خرج في النطاة سهم الزبير بن العام؛ ثم سهم بياضة، يقال: إن رأسه فروة بن عمرو؛ ثم سهم أسيد بن حضير؛ ثم سهم بلحارث بن الخزرج، يقال: رأسه عبد الله بن رواحة؛ ثم سهم ناعم؛ يهودي. ثم ضربوا في الشق، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا عاصم بن عدي، إنك رجلٌ محدود، فسهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مع سهمك. فخرج سهم عاصم أول سهم في الشق، ويقال: إنه سهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان في بني بياضة، والثبت أنه كان مع عاصم بن عدي. ثم خرج سهم علي عليه السلام عنه على أثر سهم عاصم؛ ثم سهم عبد الرحمن بن عوف؛ ثم سهم طلحة بن عبيد الله؛ ثم سهم بني ساعدة، يقال: رأسهم سعد ابن عبادة؛ ثم سهم بني النجار؛ ثم سهم بني حارثة بن الحارث؛ ثم سهم أسلم وغفار، يقال: رأسهم بريدة بن الحصيب؛ ثم سهما سلمة جميعاً؛ ثم سهم عبيد السهام؛ ثم سهم عبيد؛ ثم سهم أوس، صار لعمر بن الخطاب رضي الله عنه. قال ابن واقد: فسألت ابن أبي حبيبة: لم سمى عبيد السهام؟ قال: أخبرني داود بن الحصين قال: كان اسمه عبيد، ولكنه جعل يشتير من السهام بخيبر فسمي عبيد السهام.

حدثني إسماعيل بن عبد الملك ابن نافع مولى بني هاشم، عن يحيى ابن شبل، عن أبي جعفر قال: أول ما ضرب في الشق خرج سهم عاصم ابن عدي فيه سهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).

وحدثني إبراهيم بن جعفر، عن أبيه، قال: قال عمر بن الخطاب: كنت أحب أن يخرج سهمي مع سهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلما أخطأني قلت: اللهم اجعل سهمي في مكانٍ معتزلٍ لا يكون لأحدٍ على طريق. فكان سهمه معتزلاً وكان شركاؤه أعراباً، فكان يستخلص منهم سهامهم؛ يأخذ حق أحدهم بالفرس والشيء اليسير حتى خلص له سهم أوس كله.

حدثني عبد الله، عن نافع، عن ابن عمر، قال: لما قسم عمر عنه خيبر خيروا أزواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في طعمهن الذي أطعمهن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الكتيبة، إن أحببن أن يقطع لهن من الأرض و الماء مكان طعمهن، أو يمضى لهن الوسوق وتكون مضمونة لهن. فكانت عائشة رضي الله عنها وحفصة رضي الله عنها ممن اختار الأرض والماء، وكان سائرهن أخذن الوسوق مضمونة.

حدثني أفلح بن حميد قال: سمعت القاسم بن محمد يقول، سمعت عائشة رضي الله عنها تقول يوماً: رحم الله ابن الخطاب! قد خيرني فيما صنع، خيرني في الأرض والماء وفي الطعمة، فاخترت الأرض والماء، فهن في يدي، وأهل الطعم مرة ينقصهم مروان، ومرة لا يعطيهم شيئاً، ومرة يعطيهم. ويقال: إنما خير عمر عنه أزواج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقط.

حدثني إبراهيم بن جعفر، عن أبيه، قال: خير عمر عنه الناس كلهم؛ فمن شاء أخذ الطعمة كيلاً، ومن شاء أخذ الماء والتراب، وأذن لمن شاء باع، ومن أحب أن يمسك أمسك من الناس كلهم، فكان من باع الأشعريين، من عثمان بن عفان مائة وسق بخمسة آلاف دينار، وباع الرهاويون من معاوية بن أبي سفيان بمثل ذلك. قال أبو عبد الله: هذا الثبت عندنا والذي رأيت عليه أهل المدينة.

وحدثني أيوب بن النعمان، عن أبيه، قال: خير عمر عنه من كانت له طعمة أن يعطيه من الماء والأرض أو الطعم مضمونةً، فكان أسامة ابن زيد اختار الطعمة مضمونة. ولما فرغ عمر عنه من القسمة أخرج يهود خيابر، ومضى عمر عنه من خيبر في المهاجرين والأنصار إلى وادي القرى. وخرج معاوية بالقسام الذين قسموا: جبار بن صخر، وأبو الهيثم بن التيهان، وفروة بن عمرو، وزيد بن ثابت، فقسموها على أعداد السهام، وأعلموا أرفها، وحدوا حدودها، وجعلوها السهام تجرى. فكان ما قسم عمر من وادي القرى لعثمان بن عفان خطر، ولعبد الرحمن ابن عوف خطر، ولعمر بن أبي سلمة خطر - الخطر هو السهم - ولعامر بن ربيعة خطر، ولمعيقب خطر، ولعبد الله بن الأرقم خطر، ولبني جعفر خطر، ولعمرو بن سراقة خطر، ولعبد الله وعبيد الله خطران، ولشييم خطر، ولابن عبد الله بن جحش خطر، ولابن أبي بكر خطر، ولعمر خطر، ولزيد ابن ثابت خطر، ولأبي بن كعب خطر، ولمعاذ بن عفراء خطر، ولأبي طلحة وجبير خطر، ولجبار بن صخر خطر، ولجبار بن عبد الله بن رباب خطر، ولمالك بن صعصعة وجابر بن عبد الله بن عمر خطر، ولسلمة بن سلامة خطر، ولعبد الرحمن بن ثابت وابن أبي شريق خطر، ولأبي عبس بن جبر خطر، ولمحمد بن مسلمة خطر، ولعباد بن طارق خطر، ولجبر بن عتيك نصف خطر، ولابن الحارث بن قيس نصف خطر، ولابن جرمة والضحاك خطر.

حدثني عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الله بن مكنف الحارثي، قال: إنما خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه من القسام برجلين، جبار بن صخر وزيد بن ثابت، هما قاسما المدينة وحاسباها، فقسما خيبر وأقاما نخل فدك وأرضها، ودفع عمر إلى يهود فدك نصف القيمة؛ وقسما السهمان بوادي القرى، ثم أجلى عمر عنه يهود الحجاز، وكان زيد بن ثابت قد تصدق بالذي صار له من وادي القرى مع غيره.




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).





موكب أهالي كربلاء يستذكر شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
العتبة العباسية تستذكر شهادة الإمام الصادق (عليه السلام) بإقامة مجلس عزاء
أهالي كربلاء يحيون ذكرى شهادة الإمام الصادق (عليه السلام) في مدينة الكاظمية
شعبة مدارس الكفيل النسوية تعقد اجتماعًا تحضيريًّا لوضع الأسئلة الامتحانية