أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-16
1095
التاريخ: 5-05-2015
2785
التاريخ: 5-05-2015
2655
التاريخ: 2024-01-04
1294
|
نجد نزول آية من الآيات ، قد يسأل المؤمنون عنها، ممّا يستدعي نزول آية أخرى، وقد يعقّب أحد اليهود أو الكفار، أو أحد أعداء الرسالة بما يمكن أن يشكّك بالآية مما يستدعي توضيحا أو استثناء أو تعقيبا مناسبا. ومن أمثلة ذلك ما روي حول الآية (26) من سورة البقرة {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ} [البقرة : 26] . قال ابن عبّاس : " نزلت في المنافقين، ذلك أنّه لمّا ضرب اللّه سبحانه وتعالى هذين المثلين للمنافقين قوله {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً} وقوله {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ} قالوا : اللّه أجلّ وأعلى من أن يضرب الأمثال، فأنزل اللّه هذه الآية { إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي ...} «1».
وعن عطاء عن ابن عبّاس في قوله تعالى { إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ ...} قال :
" وذلك إنّ اللّه ذكر آلهة المشركين فقال : { وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً} وذكر كيد الآلهة فجعله كبيت العنكبوت فقالوا : أرأيتم حيث ذكر اللّه الذباب والعنكبوت فيما أنزل القرآن على محمّد، أيّ شيء يصنع بهذا ؟ فأنزل اللّه هذه الآية " «2».
ومن أمثلته كذلك ما ورد في سبب نزول الآية الكريمة{ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ} إلى قوله {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} [البقرة : 187] قال سهل بن سعد : " نزلت هذه الآية " وكلوا واشربوا حتى يتبيّن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ولم ينزل " من الفجر" وكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبيّن له زيّهما، فأنزل اللّه تعالى بعد ذلك " من الفجر" فعلموا أنّما يعني بذلك الليل والنهار" «3».
ومن ذلك أيضا ما ورد في سبب نزول الآية الكريمة {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ...} [البقرة : 164] قال عطاء : أنزلت بالمدينة على النّبي - صلّى اللّه عليه وآله وسلم - { وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ} فقالت كفّار قريش بمكّة : كيف يسع الناس إله واحد؟ فانزل اللّه تعالى { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ ..} حتى بلغ { لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} «4».
إنّ هذا وجه آخر من وجوه تفاعل النصّ مع سياقه المقامي تفاعلا يستدعي تخصيصا في النصّ أو تعميما، أو تحويلا أو تغييرا، أو إجابة أو توضيحا لغامض عبر طرائق اللغة وأساليبها في كل ذلك.
_______________________
(1) الواحدي ، أسباب النزول ، ص 12.
(2) نفسه ، ص 13.
(3) الواحدي ، أسباب النزول ، ص 28.
(4) الواحدي ، أسباب النزول ، ص 25.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|