أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-05-2015
5090
التاريخ: 2024-04-21
798
التاريخ: 2024-02-04
1301
التاريخ: 2-03-2015
2602
|
منظورنا من هذه الكلمة : وجود تناسب بين حروف الكلمة وتركيبها وهيئتها وبين معناها المفهوم منها حقيقة، وهذا التناسب ارتباط مخصوص بينهما، كتناسب مخصوص بين الروح والجسد، والصفات النفسانيّة والصورة، وصورة البدن وحركاته وخصوصيّة صوته، وهكذا جميع المراحل الوجوديّة.
ويدلّ على هذا المعنى امور:
الأوّل- تحقّق النظم الكامل في جميع مراتب العالم، وللألفاظ سهم من الوجود، والنظم سار في قاطبة مراحل الوجود، والتناسب سنخ من النظم.
الثاني- أنّ وضع اللفظ لمعنى إمّا بأمر معنوي الهىّ أو بإرادة الواضع، فالتناسب في الصورة الاولى لا بدّ منه، وفي الثانية أيضا : لا ينفكّ إرادته عن إرادة اللّه بالكليّة، فانّ الأمر بين الأمرين.
الثالث- أنّ انتخاب لفظ لمعنى مخصوص لا بدّ أن يكون بعد تصوّر المعنى ثم وضع لفظ مناسب راجح في مقابله، لئلّا يلزم الترجيح بلا مرجّح.
الرابع- سريان نفوذه تعالى وجريان سلطانه وقدرته وحكمه في جميع أطوار الوجود وفي جميع مظاهر التكوين ومجالي الخلقة، والألفاظ من مجالي الخلقة.
الخامس- هذا المعنى مرتبط بتوحيد الأفعال أيضا.
ولا يخفي أنّ المراد هوالتناسب في الواقع وفي نفس الأمر، وليس بلازم أن نطّلع عليه وأن نعرفه، كما في سائر موارده.
ثمّ إنّ هذا الامر جارٍ في كلمات سائر انواع الحيوان، فهي أيضا تجليّات من مقاصدهم الباطنيّة وممّا يريدون تفهيمه وإظهاره، وأنّها مضبوطة غير مختلّة، وجارية على قوانين كليّة، ولذا ترى تحقّق التفهيم والتفهّم بينهم.
ويدلّ على هذا المعنى: ما في الاشتقاق الكبير والأكبر، من تقارب المعاني وتشابه المفاهيم واشتراكها في جامع، كما في الخسر والخسّ والخسق، المشتركة في المحدوديّة والضعف، والخبن والخبأ والخدر والخلب والخمن والخفي، المشتركة في السرّ والخفاء.
وقد أشرنا في مطاوي مطالب الكتاب : أنّ ذوات الحروف وكيفيّة تركيبها وحركاتها وهيآتها لها تأثير مخصوص في خصوصيّات المعاني، وكثيرا ما فتترق وتختلف معاني الكلمات المتشابهة بهذه الخصوصيّات اللفظيّة، وهذا المعنى ظاهر جدّا في الكلمات المشتقّة بالاشتقاق الصغير. وهذا بحث طويل.
فظهر إجمالًا : أنّ للذوق والتدبّر والدقّة في ظواهر الكلمات تأثيرا في تشخيص الأصل الواحد وتعيينه وتمييز خصوصيّاته.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|