أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-5-2019
1942
التاريخ: 29-9-2021
1739
التاريخ: 2023-03-26
1673
التاريخ: 13-5-2021
2150
|
في معرفة الدّنيا و الآخرة نقول : دنياك و آخرتك عبارتان عن حالتين من أحوال قليلك و القريب الداني منها يسمى دنيا و هي كل ما قبل الموت ، و المتراخي المتأخّر يسمى آخرة و هي ما بعد الموت ، فكلّ ما لك فيه حظ و نصيب و غرض و شهوة و لذة في عاجل الحال قبل الوفاة فهي الدنيا في حقك إلّا أن جميع ما لك إليه ميل و فيه نصيب و حظّ فليس بمذموم.
و ذلك لأن ما يصحبك في الدّنيا و يبقى معك ثمرته بعد الموت و هو العلم النّافع و العمل الصّالح فهو من الآخرة في الحقيقة و انما يسمى بالدّنيا باعتبار دنوه ، فان العالم قد يأنس بالعلم حتى يصير ذلك ألذ الأشياء عنده ، فيهجر النّوم و المنكح و المطعم في لذته ، لانه أشهى عنده من جميعها ، فقد صار حظا عاجلا في الدنيا ، و لكنا إذا ذكرنا الدنيا المذمومة لم نعد هذا منها أصلا ، بل قلنا إنه من الآخرة.
و كذلك العابد قد يأنس بعبادته و يستلذها بحيث لو منع عنها لكان ذلك أعظم العقوبات عليه حتى قال بعضهم : ما أخاف من الموت إلّا من حيث إنّه يحول بيني و بين قيام الليل بل نقول : إن من جملة العمل الصّالح الذي هو من الاخرة التعرض للرّزق.
قال النبيّ (صلى الله عليه واله): «العبادة سبعون جزء أفضلها طلب الحلال»(1) , و قال (صلى الله عليه واله): «ملعون من ألقى كلّه على الناس»(2).
و قال أمير المؤمنين (عليه السلام) «أوحى اللّه تعالى إلى داود أنك نعم العبد لو لا أنك تأكل من بيت المال و لا تعمل بيدك شيئا ، قال : فبكى داود أربعين صباحا فأوحى اللّه عزّ و جلّ إلى الحديد أن لن لعبدي داود فألان اللّه له الحديد ، و كان يعمل كلّ يوم درعا فيبيعها بألف درهم ، فعمل ثلاثمأة و ستين درعا فباعها بثلاثمأة و ستين ألفا و استغنى عن بيت المال»(3).
وعن السّجاد (عليه السلام): «الدنيا دنياءان دنيا بلاغ و دنيا ملعونة»(4) , و قال الباقر (عليه السلام): «من طلب الرّزق في الدّنيا استعفافا عن النّاس وسعيا على أهله و تعطفا على جاره لقى اللّه عزّ و جلّ و وجهه مثل القمر في ليلة البدر»(5).
وقال الصادق (عليه السلام) : «الكادّ على عياله كالمجاهد في سبيل اللّه»(6) , و قال : «في رجل قال لأقعدنّ في بيتي و لا صلّين و لأصومنّ و لأعبدنّ ربّي ، فأمّا رزقي فسيأتيني قال : هذا أحد الثلاثة الذين لا يستجاب لهم دعوة»(7).
وقال (عليه السلام): «إن اللّه ليحب الاغتراب في طلب الرزق»(8) , و قال له رجل : «و اللّه إنا لنطلب الدنيا و نحب أن نؤتيها ، فقال (عليه السلام) تحب ان تصنع بها ماذا؟ , قال : أعود بها على نفسي و عيالي و أصل بها و أتصدّق بها و أحج و أعتمر ، فقال : هذا ليس طلب الدّنيا هذا طلب الاخرة»(9).
وقال (عليه السلام): «ليس منّا من ترك دنياه لاخرته و لا آخرته لدنياه»(10), و قال (عليه السلام): «لا تكسلوا لطلب معاشكم فانّ آباءنا كانوا يركضون فيها و يطلبونها»(11).
«و عن علي بن أبي حمزة قال : رأيت أبا الحسن (عليه السلام) يعمل في أرض و قد استنقعت قدماه في العرق فقلت جعلت فداك أين الرجال فقال : يا عليّ قد عمل باليد من هو خير مني في أرضه و من أبي ، فقلت : و من هو؟ , فقال : رسول اللّه (صلى الله عليه واله) و أمير المؤمنين (عليه السلام) و آبائي (عليهم السلام) كلهم كانوا قد عملوا بأيديهم ، و هو من عمل النّبيين و المرسلين و الأوصياء و الصّالحين»(12).
__________________
(1) تحف العقول : ص 32.
(2) تحف العقول : ص 32.
(3) الفقيه : ج 3 , ص 98 , و الكافي : ج 5 , ص 74.
(4) الكافي : ج 2 , ص 317.
(5) الكافي : ج 5 , ص 78.
(6) الكافي : ج 5 , ص 88.
(7) الكافي : ج 5 , ص 77.
(8) الفقيه : ج 3 , ص 95.
(9) الكافي : ج 5 , ص 72.
(10) الفقيه : ج 3 , ص 94.
(11) الفقيه : ج 3 , ص 95.
(12) الكافي : ج 5 , ص 75.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|