أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-2-2021
2481
التاريخ: 12-2-2021
2245
التاريخ: 9-4-2022
1845
التاريخ: 25-2-2019
1948
|
اذا أُدرك الغذاء ، لم يفد فائدة ما لم تكن شهوة له و ميل و شوق إليه , اذ لو لا الميل إليه لكان ادراكه بأي حس و قوة فرضا معطلا ألا ترى أن المريض يرى الطعام و يدرك انه انفع الأشياء له ، و قد سقطت شهوته ، فلا يتناوله ، فيبقى البصر و الإدراك معطلا في حقه؟ , فيتوقف الأكل على ميل الى الموافق ، و يسمى شهوة ، و نفرة عن المخالف ، و يسمى كراهة.
فخلق اللّه شهوة الطعام و سلطها على الإنسان كالمتقاضي الذي يضطره إلى التناول ، و هذه الشهوة لو لم تسكن بعد أخذ قدر الحاجة لأسرفت و أهلكت نفسه ، فخلق اللّه الكراهة عند الشبع لترك الأكل بها ، و لم يجعلها كالزرع الذي لا يزال يجتذب الماء إذا انصب في اسفله حتى يفسد و لذلك يحتاج إلى آدمي يقدّر غذاءه بقدر الحاجة ، فيسقيه مرة و يقطع عنه الماء أخرى ، ثم مجرد الميل و الشهوة لا يكفي ، ما لم تنبعث الداعية إلى تناول الغذاء.
فخلق اللّه - تعالى- له الارادة- أعني انبعاث النفس إلى تناوله , و ربما حصل الاحتياج إلى قوة الغضب - أيضا- ليدفع عن نفسه المؤذي و ما يضاده و يخالفه ، و من أراد ان يأخذ منه ما حصله من الغذاء.
ثم لكل واحد من الشهوة ، و الكراهة ، و الارادة ، و الغضب ، أسباب لا يمكن احصاؤها ، ثم بعد ادراك الغذاء و ميله و شهوته و إرادته ، لا يفيد شيئا من ذلك ما لم يتحقق الطلب و الأخذ بالفعل بآلاتهما.
فكم من زمن شائق إلى شيء بعيد منه مدرك له مائل إليه مريد له ، لا يمكنه أن يمشي إليه لفقد رجله ، او لا يمكنه أن يتناوله لفقد يده او لفلج أو عذر فيهما , فلا بد من آلات للحركة ، و قدرة في تلك الآلات على الحركة ، لتكون حركتها بمقتضى الشهوة طلبا.
فلذلك خلق اللّه - تعالى - لك الأعضاء التي تنظر إلى ظاهرها و لا تعرف أسرارها.
فمنها ما هو آلة للطلب ، كالرجل للإنسان ، و الجناح للطير، و القوائم للدواب , ومنها ما هو آلة لدفع المؤذي و المانع من طلب الغذاء ، كالقرن لبعض الحيوانات ، والانياب لبعض أخر منها والمخلب لبعض آخر منها ، و الاسلحة للإنسان القائمة مقام هذه الآلة , و منها ما هو آلة للأخذ والتناول كاليدين للإنسان .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|