المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2764 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Michael James Lighthill
8-2-2018
التقويم العلمي الطبيعي للتصور الذري
17-5-2016
القضاء
26-9-2016
تـسعـيـر القـروض التـجاريـة الجـديـدة فـي المـصارف
2024-05-01
القصور والتقصير
17-6-2016
معنى كلمة خبت
4-06-2015


المقارنات اللغوية وتاريخ الألفاظ  
  
870   11:54 صباحاً   التاريخ: 16-3-2019
المؤلف : د. محمود فهمي حجازي
الكتاب أو المصدر : اسس علم اللغة العربية
الجزء والصفحة : ص217- 219
القسم : علوم اللغة العربية / علم اللغة / تكون اللغات الانسانية / اللغة واللغات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-3-2019 5726
التاريخ: 16-3-2019 986
التاريخ: 31-3-2019 905
التاريخ: 16-3-2019 2148

 

المقارنات اللغوية وتاريخ الألفاظ:
وتوضح المقارنات اللغوية تاريخ كثير من الألفاظ العربية. فالألفاظ التي وردت في الشعر الجاهلي أو في المعاجم العربية أو في القرآن الكريم لا ترجع من الناحية الاشتقاقية التاريخية إلى مرحلة واحدة. ففيها ألفاظ مغرقة في القدم وفيها ألفاظ أحدث عهدًا. ويمكن بصفة عامة اعتبار الألفاظ المشتركة في اللغات السامية عمومًا أو المشتركة بين العربية والأكادية بصفة خاصة من ذلك التراث اللغوي الذي عرفته اللغة الأساسية الأم قبل أن تبدأ الهجرات إلى العراق والشام، أي أن هذه الألفاظ ترجع إلى ما قبل سنة 2500ق. م أما الألفاظ التي تجدها في الشعر الجاهلي أو القرآن الكريم أو المعاجم العربية ولا نجد مقابلها الاشتقاقي في اللغات السامية القديمة فهذه ألفاظ دخلت العربية أو كونتها العربية في الفترة ما بين الهجرات وتأليف الشعر الجاهلي أو نزول القرآن الكريم، ونوضح هذه القضية ببحث مجموعة ألفاظ

ص217

 

دلت في مستويات لغوية متعاقبة على الرجل والمرأة وعلاقتهما. تشترك اللغات السامية كلها في كلمتي "ذكر" و"أنثى" وينطبق على صيغ الكلمتين في الأكادية والعبرية والآرامية القوانين الصوتية الخاصة بالأصوات المكونة دون أدنى شذوذ وهذا يدل على أن كلمتي "ذكر" و"أنثى" من المعجم السامي المغرق في القدم الذي عرفته اللغة السامية الأم قبل أن تبدأ الهجرات السامية حوالي سنة 2500ق.م ولكنا نجد في العربية كلمتين أخريين هما "بعل" و"زوج" ولكل كلمة من الكلمتين نشأة مغايرة ولكن معناهما يفهم كوحدة تضاد دلالي، وترجع كلمة "بعل" إلى المعجم.
السامي القديم وهي معروفة في أكثر اللغات السامية وتعني الإله أو الرب أو السيد. ولكن استخدامها بمعنى الرجل المتزوج ارتبط بوجود كلمة "زوج" وترجع كلمة زوج إلى أصل غير سامٍ فهي من الكلمة اليونانية Zeugos التي دخلت الآرامية أول الأمر فكانت بصيغة تنتهي لا بالنهاية اليونانية os بل بالنهاية الآرامية وهي الفتحة الطويلة ولذا فالصيغة الآرامية "زوجًا" تكونت إلى جانب الصيغة غير المنتهية بأداة التعريف "زوج" ثم انتقلت هذه الكلمة الى العربية واتخذت فيها ذلك المعنى المقابل لمعنى كلمة "بعل" فالبعل هو الرجل المتزوج وزوجته هي "الزوج" وظل هذا الاستخدام سائدًا إلى أن لاحظ الأصمعي أن بعض أبناء عصره يستخدمون كلمة زوجة وأنكر الأصمعي هذه الصيغة واعتبرها لحنا(1). ويمكن تفسير ظهور هذه الصيغة أحد تفسيرين: أحدهما أنها الصيغة العامية التي استمرت من الآرامية. والثاني أنها محاولة لإضافة علامة التأنيث إلى الصيغة دالة على المؤنث. وفي القرون التالية لما لاحظه الأصمعي أصبح التقابل الدلالي بين كلمة زوج الدالة على الرجل المتزوج وكلمة زوجة الدالة على المرأة المتزوجة أي

ص218

 

أن وجود كلمتي زوج وزوجة جنبًا إلى جنب أدى إلى أن تختص الكلمة الأولى بالمذكر والثانية بالمؤنث. وبهذا المعنى استمر استخدام الكلمتين في النصوص العربية إلى اليوم.
ويعكس التحول في التسمية من (ذكر/ أنثى) إلى (بعل/ زوج) تحول الإنسان من الوصف البيولوجي البيسط الذي حددته الطبيعة إلى العلاقة الاجتماعية التي جعلت منه إنسانًا يسهم في تكوين الحضارة. أما التحول في (بعل/ زوج) إلى (زوج/ زوجة) فقد أدى إلى اختفاء كلمة بعل فلم يبق لها وجود حي في اللغة العربية إلا في بعض أسماء الأماكن في لبنان مثل بعلبك (إله البقاع أو الإله باخوس) وبعل شمية (= إله السماء)
واختفت الكلمة(2) عندما ظهر التقابل الجديد بين (زوج/ زوجة).
ولكن اللغة العربية ذات قدرة كبيرة على الاستفادة من الجذور الأصيلة والدخيلة فيها ولذا صيغت كلمات كثيرة من مادة "ز - و - ج" كما لو كانت هذه المادة عربية سامية. ولذا ظهرت الكلمات التالية: زوج - تزويج - زواج - مزاوجة - مزدوج - ازدواج .....إلخ
وبهذا يمكن عن طريق القوانين الصوتية وتتبع المجموعات الدلالية وانتقال الألفاظ من اللغات السامية وغير السامية إلى العربية تأريخ جوانب مختلفة من حياة الألفاظ العربية.

ص219

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حول رأي الأصمعي في هذه الكلمة ، انظر:
الموشح للموزباني ص283-284.

(2) لم أدخل في الاعتبار وجود كلمة "بعل" في لهجات العراق، وفي اللغة المهرية - دون عين، وفي صيغة النسبة: بعلي الموجودة في لهجات منطقة الشام وصفًا للأراضي التي تروى بمياه الأمطار. وفي هذه الأمثلة نجد كلمة "بعل" بمعنى السيد الزوج، أو الإله، "بعلي" بمعنى ما يأتي به الإله.
 




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.