أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-3-2019
5726
التاريخ: 16-3-2019
986
التاريخ: 31-3-2019
905
التاريخ: 16-3-2019
2148
|
المقارنات اللغوية وتاريخ الألفاظ:
وتوضح المقارنات اللغوية تاريخ كثير من الألفاظ العربية. فالألفاظ التي وردت في الشعر الجاهلي أو في المعاجم العربية أو في القرآن الكريم لا ترجع من الناحية الاشتقاقية التاريخية إلى مرحلة واحدة. ففيها ألفاظ مغرقة في القدم وفيها ألفاظ أحدث عهدًا. ويمكن بصفة عامة اعتبار الألفاظ المشتركة في اللغات السامية عمومًا أو المشتركة بين العربية والأكادية بصفة خاصة من ذلك التراث اللغوي الذي عرفته اللغة الأساسية الأم قبل أن تبدأ الهجرات إلى العراق والشام، أي أن هذه الألفاظ ترجع إلى ما قبل سنة 2500ق. م أما الألفاظ التي تجدها في الشعر الجاهلي أو القرآن الكريم أو المعاجم العربية ولا نجد مقابلها الاشتقاقي في اللغات السامية القديمة فهذه ألفاظ دخلت العربية أو كونتها العربية في الفترة ما بين الهجرات وتأليف الشعر الجاهلي أو نزول القرآن الكريم، ونوضح هذه القضية ببحث مجموعة ألفاظ
ص217
دلت في مستويات لغوية متعاقبة على الرجل والمرأة وعلاقتهما. تشترك اللغات السامية كلها في كلمتي "ذكر" و"أنثى" وينطبق على صيغ الكلمتين في الأكادية والعبرية والآرامية القوانين الصوتية الخاصة بالأصوات المكونة دون أدنى شذوذ وهذا يدل على أن كلمتي "ذكر" و"أنثى" من المعجم السامي المغرق في القدم الذي عرفته اللغة السامية الأم قبل أن تبدأ الهجرات السامية حوالي سنة 2500ق.م ولكنا نجد في العربية كلمتين أخريين هما "بعل" و"زوج" ولكل كلمة من الكلمتين نشأة مغايرة ولكن معناهما يفهم كوحدة تضاد دلالي، وترجع كلمة "بعل" إلى المعجم.
السامي القديم وهي معروفة في أكثر اللغات السامية وتعني الإله أو الرب أو السيد. ولكن استخدامها بمعنى الرجل المتزوج ارتبط بوجود كلمة "زوج" وترجع كلمة زوج إلى أصل غير سامٍ فهي من الكلمة اليونانية Zeugos التي دخلت الآرامية أول الأمر فكانت بصيغة تنتهي لا بالنهاية اليونانية os بل بالنهاية الآرامية وهي الفتحة الطويلة ولذا فالصيغة الآرامية "زوجًا" تكونت إلى جانب الصيغة غير المنتهية بأداة التعريف "زوج" ثم انتقلت هذه الكلمة الى العربية واتخذت فيها ذلك المعنى المقابل لمعنى كلمة "بعل" فالبعل هو الرجل المتزوج وزوجته هي "الزوج" وظل هذا الاستخدام سائدًا إلى أن لاحظ الأصمعي أن بعض أبناء عصره يستخدمون كلمة زوجة وأنكر الأصمعي هذه الصيغة واعتبرها لحنا(1). ويمكن تفسير ظهور هذه الصيغة أحد تفسيرين: أحدهما أنها الصيغة العامية التي استمرت من الآرامية. والثاني أنها محاولة لإضافة علامة التأنيث إلى الصيغة دالة على المؤنث. وفي القرون التالية لما لاحظه الأصمعي أصبح التقابل الدلالي بين كلمة زوج الدالة على الرجل المتزوج وكلمة زوجة الدالة على المرأة المتزوجة أي
ص218
أن وجود كلمتي زوج وزوجة جنبًا إلى جنب أدى إلى أن تختص الكلمة الأولى بالمذكر والثانية بالمؤنث. وبهذا المعنى استمر استخدام الكلمتين في النصوص العربية إلى اليوم.
ويعكس التحول في التسمية من (ذكر/ أنثى) إلى (بعل/ زوج) تحول الإنسان من الوصف البيولوجي البيسط الذي حددته الطبيعة إلى العلاقة الاجتماعية التي جعلت منه إنسانًا يسهم في تكوين الحضارة. أما التحول في (بعل/ زوج) إلى (زوج/ زوجة) فقد أدى إلى اختفاء كلمة بعل فلم يبق لها وجود حي في اللغة العربية إلا في بعض أسماء الأماكن في لبنان مثل بعلبك (إله البقاع أو الإله باخوس) وبعل شمية (= إله السماء)
واختفت الكلمة(2) عندما ظهر التقابل الجديد بين (زوج/ زوجة).
ولكن اللغة العربية ذات قدرة كبيرة على الاستفادة من الجذور الأصيلة والدخيلة فيها ولذا صيغت كلمات كثيرة من مادة "ز - و - ج" كما لو كانت هذه المادة عربية سامية. ولذا ظهرت الكلمات التالية: زوج - تزويج - زواج - مزاوجة - مزدوج - ازدواج .....إلخ
وبهذا يمكن عن طريق القوانين الصوتية وتتبع المجموعات الدلالية وانتقال الألفاظ من اللغات السامية وغير السامية إلى العربية تأريخ جوانب مختلفة من حياة الألفاظ العربية.
ص219
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حول رأي الأصمعي في هذه الكلمة ، انظر:
الموشح للموزباني ص283-284.
(2) لم أدخل في الاعتبار وجود كلمة "بعل" في لهجات العراق، وفي اللغة المهرية - دون عين، وفي صيغة النسبة: بعلي الموجودة في لهجات منطقة الشام وصفًا للأراضي التي تروى بمياه الأمطار. وفي هذه الأمثلة نجد كلمة "بعل" بمعنى السيد الزوج، أو الإله، "بعلي" بمعنى ما يأتي به الإله.
|
|
للتخلص من الإمساك.. فاكهة واحدة لها مفعول سحري
|
|
|
|
|
العلماء ينجحون لأول مرة في إنشاء حبل شوكي بشري وظيفي في المختبر
|
|
|
|
|
قسم العلاقات العامّة ينظّم برنامجاً ثقافياً لوفد من أكاديمية العميد لرعاية المواهب
|
|
|