أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-11-2015
3894
التاريخ: 13-12-2014
3387
التاريخ: 12-5-2016
3261
التاريخ: 13-12-2014
2847
|
كان دور علي (عليه السلام) في التعامل الاخلاقي مع مختلف الشرائح الاجتماعية خلال وفاة النبي (صلى الله عليه واله) وبعدها متوقعاً، فمن خلال ما قرأناه في الصفحات الماضية توصلنا الى نتيجة مفادها انه (عليه السلام) كان امتداداً لرسول الله (صلى الله عليه واله) في العلم والتقوى والاخلاق، وكانت فيه بقية من النبوة، الا انه لا نبي بعده (صلى الله عليه واله).
ولذلك كان الدور الذي اُنيط بعلي (عليه السلام) متميزاً في النوعية والفعلية، فعلى مستوى النوعية، قَبِلَ علي (عليه السلام) وصيته (صلى الله عليه واله)، ووعد بانجاز عدته وقضاء دينه (صلى الله عليه واله)، ولا يقوم بذلك العمل النوعي الا من كان مؤهلاً وصادقاً فيما يقول ويُوعد، وعلى مستوى الفعلية، قام علي (عليه السلام) بكل ما يمكن ان يقوم به من الالتصاق بالنبي (صلى الله عليه واله) في الساعات الاخيرة وتغسيله والصلاة عليه ودفنه (صلى الله عليه واله)، وكان جلوسه (عليه السلام) للمصيبة عملاً اخلاقياً ودليلاً على انه كان ترابياً مندكاً في الله سبحانه وتعالى، هذا في الوقت الذي كانت فيه مؤشرات بان القوم سوف يسارعون الى تقرير ولاية الامر قبل ان يفرغ بنو هاشم من مصاب رسول الله (صلى الله عليه واله)، خصوصاً وان العلامات على ذاك الطريق كانت عديدة وواضحة من قبيل تأخرهم عن الالتحاق بجيش اُسامة والتقدم للصلاة كائمة للمسلمين وقولهم انه (صلى الله عليه واله) كان يهجر ونحوها.
ويمكننا ادراك دور الامام (عليه السلام) خلال تلك الفترة الحرجة من تأريخ الاسلام من خلال صورتين :
الاولى : توقعات الامة منه (عليه السلام) على صعيد الاحكام الشرعية والادارة الاجتماعية، خصوصاً وانه كان نائباً لرسول الله (صلى الله عليه واله) في الامور الدينية والاجتماعية في اوقات مختلفة من حياته (صلى الله عليه واله)، ولاشك ان الامة تربط في توقعاتها بين شخصية المرشح لذلك المنصب وبين مواقفه العلنية من المشاكل الكبرى التي كانت تواجه الامة، فكانت الامة تتوقع من الامام (عليه السلام) ان يحقق العدالة الاجتماعية ويطبّق الحدود وينشر الاسلام في المعمورة.
الثانية : سلوكه على صعيد الجماعة، فهو لم يتعامل مع القوم الا بالاخلاق الفاضلة العالية، مع انهم سلبوه حقه ومسؤوليته التي حددها له رسول الله (صلى الله عليه واله)، ونقصد بالتعامل او السلوك هو: فعله وتقريره وقوله (عليه السلام) الذي كان مستمداً من فعل رسول الله (صلى الله عليه واله) وتقريره وقوله.
وبذلك كان دور علي (عليه السلام) خلال الحزن الاعظم بوفاة النبي (صلى الله عليه واله) وبعده دوراً اخلاقياً نابعاً من صميم الدين والرسالة الاخلاقية التي يحملها للبشرية، وكان الامام (عليه السلام) ينظر الى المصلحة الاسلامية العليا في تلك المواقف اكثر مما كان ينظر الى ذاته او مصلحته الشخصية.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|