أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-4-2022
1812
التاريخ: 25-01-2015
3164
التاريخ: 18-10-2015
5731
التاريخ: 18-10-2015
4766
|
ومن هنا نفهم ان للحرب وظيفتين حاسمتين :
الاولى: ان الحرب تهدد استقرار النظام الاجتماعي والديني للطرف المنهزم. فاذا انهزم المسلمون فان تركيبة نظامهم الديني ستتحطم امام قوى الشرك. واذا انهزم المشركون فان تركيبة نظامهم الديني الوثني ستتحطم امام قوى الايمان. وهذا يعني ان الهزيمة قاسية جداً على صعيد المباني العقائدية، ايماناً كان او كفراً.
الثاني: ان تبعات الحرب الايجابية تمنح الطرف المنتصر فرصة للتغيير الاجتماعي والسياسي والديني على الطرف المنهزم. ولذلك فان انتصار الاسلام كان امراً لابد منه، لان اي هزيمة كانت تعني نهاية الاسلام، او عدم قدرته على التغيير الاجتماعي على اقل التقادير. وبذلك ينتفي دور الدين في العالم.
وعلى ضوء تلك الافكار ندرك دور علي (عليه السلام) البطولي في المعارك يوم كان يفر فيه من يفرّ، لان علياً (عليه السلام) كان يحوّل المعركة - بسلوكه الحربي الفريد- من هزيمة نفسية للمسلمين الى انتصار ساحق على العدو المشترك. وبذلك كان وجوده البطولي وجوداً حاسماً من اجل انتصار الاسلام. فلاشك ان يقول له رسول الله (صلى الله عليه واله) : «ضربة علي (عليه السلام) يوم الخندق اعظم من عمل الثقلين»، و«برز الايمان كله الى الشرك كله»، و«سوف اعطي الراية غداً لرجل كرارّ غير فرّار». وبكلمة، فان امير المؤمنين (عليه السلام) احيا الاسلام ببطولته وشجاعته الفريدة، وكان قادراً على تغيير موازيين القوى العالمية في عصر السيف بحيث كان يمهّد الطريق نحو دولة اسلامية شرعية تحكم العالم بما انزل الله تعالى. وحتى ان فتح فارس والروم كان بفضل بذرته التي غرسها في نفوس المقاتلين، مع انه لم يشارك فعلاً في الفتح والتحرير الا انه شارك في التربية والمَثل الاعلى في القتال. فبرز الاسلام قوة عالمية وحيدة تنازع الشرك العالمي والوثنية.
وكان رسول الله (صلى الله عليه واله) عندما يخرج في معاركه ضد الشرك والى جنبه الامام (عليه السلام)، يرى - بالاضافة الى الوعد الالهي- احتمالية عقلائية لنصر حاسم على العدو. ذلك لان النصر الحاسم يعني بروز سلطة دينية عالمية تستطيع تغيير النظام السياسي والاجتماعي في العالم.
ولو لم يكن ذلك الاحتمال موجوداً لما كان في الخروج تبريرٌ عقلائيٌ يدعو الى ذلك الحجم من التضحية والخسائر.
والقيمة الاخلاقية التي نستطيع ان نستلهمها من بطولة علي (عليه السلام) في المعارك الدموية ضد الشرك، تبلورت في نتائج تلك الحروب. فالنتائج كانت تكشف لنا بوضوح عن انتشار الاسلام على الارض بشكل سريع. فقد قلب امير المؤمنين (عليه السلام) مفهوم الامر الواقع في عالم حاول المشركون وعبدة الاوثان بكل جهد تثبيته، عبر خنق بذرة الاسلام قبل ان تورق على الارض.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
قسم التربية والتعليم يكرّم الطلبة الأوائل في المراحل المنتهية
|
|
|