المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

علم الدلالة والقواعد (قواعد الحالة Case Grammar)
26-4-2018
عوامل الانحراف لدى الأطفال
12/12/2022
تجهيز السجاد و تشييعه
15-8-2016
وصف قرطبة ومسجدها
14-8-2022
وفاة الزعيم محمد
10-8-2016
Molecularity of a Complex Reaction
13-6-2019


وظائف الحرب  
  
3314   12:31 مساءً   التاريخ: 4-3-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 491-493.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

          ومن هنا نفهم ان للحرب وظيفتين حاسمتين :

الاولى: ان الحرب تهدد استقرار النظام الاجتماعي والديني للطرف المنهزم. فاذا انهزم المسلمون فان تركيبة نظامهم الديني ستتحطم امام قوى الشرك. واذا انهزم المشركون فان تركيبة نظامهم الديني الوثني ستتحطم امام قوى الايمان. وهذا يعني ان الهزيمة قاسية جداً على صعيد المباني العقائدية، ايماناً كان او كفراً.

الثاني: ان تبعات الحرب الايجابية تمنح الطرف المنتصر فرصة للتغيير الاجتماعي والسياسي والديني على الطرف المنهزم. ولذلك فان انتصار الاسلام كان امراً لابد منه، لان اي هزيمة كانت تعني نهاية الاسلام، او عدم قدرته على التغيير الاجتماعي على اقل التقادير. وبذلك ينتفي دور الدين في العالم.

          وعلى ضوء تلك الافكار ندرك دور علي (عليه السلام) البطولي في المعارك يوم كان يفر فيه من يفرّ، لان علياً (عليه السلام) كان يحوّل المعركة - بسلوكه الحربي الفريد- من هزيمة نفسية للمسلمين الى انتصار ساحق على العدو المشترك. وبذلك كان وجوده البطولي وجوداً حاسماً من اجل انتصار الاسلام. فلاشك ان يقول له رسول الله (صلى الله عليه واله) : «ضربة علي (عليه السلام) يوم الخندق اعظم من عمل الثقلين»، و«برز الايمان كله الى الشرك كله»، و«سوف اعطي الراية غداً لرجل كرارّ غير فرّار». وبكلمة، فان امير المؤمنين (عليه السلام) احيا الاسلام ببطولته وشجاعته الفريدة، وكان قادراً على تغيير موازيين القوى العالمية في عصر السيف بحيث كان يمهّد الطريق نحو دولة اسلامية شرعية تحكم العالم بما انزل الله تعالى. وحتى ان فتح فارس والروم كان بفضل بذرته التي غرسها في نفوس المقاتلين، مع انه لم يشارك فعلاً في الفتح والتحرير الا انه شارك في التربية والمَثل الاعلى في القتال. فبرز الاسلام قوة عالمية وحيدة تنازع الشرك العالمي والوثنية.

          وكان رسول الله (صلى الله عليه واله) عندما يخرج في معاركه ضد الشرك والى جنبه الامام (عليه السلام)، يرى - بالاضافة الى الوعد الالهي- احتمالية عقلائية لنصر حاسم على العدو. ذلك لان النصر الحاسم يعني بروز سلطة دينية عالمية تستطيع تغيير النظام السياسي والاجتماعي في العالم.

ولو لم يكن ذلك الاحتمال موجوداً لما كان في الخروج تبريرٌ  عقلائيٌ يدعو الى ذلك الحجم من التضحية والخسائر.

          والقيمة الاخلاقية التي نستطيع ان نستلهمها من بطولة علي (عليه السلام) في المعارك الدموية ضد الشرك، تبلورت في نتائج تلك الحروب. فالنتائج كانت تكشف لنا بوضوح عن انتشار الاسلام على الارض بشكل سريع. فقد قلب امير المؤمنين (عليه السلام) مفهوم الامر الواقع في عالم حاول المشركون وعبدة الاوثان بكل جهد تثبيته، عبر خنق بذرة الاسلام قبل ان تورق على الارض.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.