أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-11-2017
935
التاريخ: 10-08-2015
1133
التاريخ: 3-08-2015
1347
التاريخ: 29-12-2018
688
|
أكثر من أربعين مورداً في القرآن الكريم ينص على حق الطاعة ، الذي هو في الأساس حق مشروع لله سبحانه وتعالى في ذمة الخلق وفي أعناقهم ، وهذا الحق يتفرع منه عنوان ثانوي ليشمل دائرة أوسع ، بحيث يكون للنبي ولأولى الأمر حق أيضاً، على العباد إطاعتهم. وجل تلك النصوص الكريمة قرنت إطاعة النبي بإطاعة الله سبحانه ، قال تعالى : {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } [آل عمران: 132]
وقوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59] وقوله تعالى : {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا} [الأنفال: 46] وقوله تعالى {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [الأنفال: 1] وقوله تعالى : {فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [المجادلة: 13] .
آيات كثيرة عطفت إطاعة الرسول على إطاعة الله سبحانه وكأنها إطاعة واحدة حيث إطاعة الله توجب إطاعة الرسول ، وكذلك إطاعة الرسول توجب إطاعة الله تعالى لذا أكد القرآن الكريم على هذه الثمرة ، فقال تعالى : {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ } [النساء: 80]
ثم أن الرسول (صلى الله عليه واله) لما جاءهم برسالة السماء التي تدعو قريش والعرب والناس كافة إلى توحيد الله أولاً ، وامتثال أوامره في العبادات والمعاملات ثانياً ، والاقتداء بسنة نبيه ثالثاً ، كان لا بد م التمهيد في الخطاب حتى يستعد الناس لتلقي هذه الأوامر والإذعان لها. وقد حصل ذلك بأروع الصور ، وبالتفاتات مهمة صاغها المولى لعباده حتى يفقهوا قول الرسول ويعوه ، فمثلاً صورت بعض الآيات الكريمة أن مهمة الرسول هو الإبلاغ والإنذار والإرشاد ، أما اجر ذلك فليس في حسبان الرسول شيء منه بل أجر ما يؤديه أنما هو على الله سبحانه قال تعالى يحكي عن قول الرسول والأنبياء : لأممهم : { إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [يونس: 72] وقوله تعالى : {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ } [الشعراء: 109]
لقد تكرر هذا المعنى في تسع مواضع من القرآن الكريم .
ومن الالتفاتات والتمهيد في الخطاب أن أشارت بعض الآيات إلى مهمة الرسول وهو البلاغ ولا يضره مخالفة من خالف وليس عليه تبعة من كفر ، قال تعالى : {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} [النور: 54]
وقال تعالى : {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} [النور: 54]
ومن جملة التمهيد لأمر الطاعة ، هو الفات المخاطبين ـ الأمم ـ إلى ما هم عليه من اختلاف ، قوله تعالى : {قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ} [الزخرف: 63]
وآيات كثيرة أكدت اختلاف الأمم وأهل الكتاب بالخصوص ..
ومن جملة التمهيد لأمر الطاعة ، الإخبار بأمانة الرسول وصدق الرسالة : قال تعالى يصف أنبياءه. {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} [يس: 52] وقوله تعالى عن لسان نبيه (عليه السلام) {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ} [الشعراء: 107]
هذا التمهيد في الخطاب سوف يجعل النفوس في معرض الاستعداد لتلقي كلمات الرسول ومقدمة الإذعان والقبول لهاذا أمرهم الله سبحانه بالتقوى بعد الإيمان لأن إن لم يكن الإيمان لم تكن التقوى فهي رتبة أعلى ودرجة أسمى وشأنها في النسبة كالإيمان إلى الإسلام ...
وقوله تعالى : {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ} [نوح: 3]
وقوله تعالى : {وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ} [آل عمران: 50]
وقوله تعالى : {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (107) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ} [الشعراء: 107، 108] هذه التقوى المنشودة لها أثر عميق في تحريك الضمائر والسلوك إلى الله سبحانه ، والانشاد إلى أقوال الرسول والاستسماع إليه ، على أي إن من مثل هذه الخطابات تخلق جواً من الحماس والتهيوء الفطري لينتفض الإنسان من واقعة المتردي وتحريكه إلى واقع أسمى وأفضل يصبوا إليه ...
ولو سألنا ما الثمرة المترتبة على الإطاعة...؟
قلنا أن الإطاعة بكل صورها وأشكالها تؤدي إلى السعادة الأبدية والفوز برضوان الله تعالى ورحمته : قال تعالى : {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [النساء: 13] وقوله تعالى : {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ } [النور: 52] وقوله تعالى : {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } [آل عمران: 132] وقوله تعالى : {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 71] وقوله تعالى : {وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا } [الحجرات: 14]
أما الذين أبوا الاستماع إلى الرسول واختاروا الكفر على الإيمان فهؤلاء سوف تكون عليهم حسرة على ما فاتهم من أمر الطاعة والتفريط في جنب الله وتكذيب رسوله عند ذاك يندموا على ما فعلوا ولات حين مندم ...
قال تعالى : {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا} [الأحزاب: 66] .
نستنتج مما سبق من الآيات أن طاعة الله ورسوله واجبة لأن صلاح الأمة ورقيها بتلك الطاعة لا يحق لأحد من الناس مخالفتهما : قال تعالى : {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} [الأحزاب: 36] .
وقوله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ * كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [المجادلة: 20، 21] .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|