أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-1-2017
1156
التاريخ: 27-5-2017
1299
التاريخ: 31-3-2021
1750
التاريخ: 17-11-2016
1135
|
الأحداث السياسية الخارجية في عهد يزيد
لم تحصل أحداث تذكر في حقل السياسة الخارجية والفتوحات في عهد يزيد باستثناء ما حصل على الجبهة الأفريقية التي شهدت تطورات سريعة ملفتة للنظر. ذلك أن القيادة في القيروان قد خضعت للمتغيرات السياسية في دمشق، وأن يزيد كان على علاقة طبية بعقبة بن نافع، فعينه والياً على أفريقيا وعزل أبا المهاجر عنها. وقد تم ذلك في عام (62ه/682م). وبتعيين عقبة ابتدأت المرحلة الرابعة من مراحل فتوح شمالي أفريقيا.
كان عقبة تواقا إلى استئناف حركة الجهاد، لكن الظروف السياسية المحلية كانت قد تغيرت أثناء فترة عزله. فالبيزنطيون توصلوا إلى نوع من التفاهم مع بعض قبائل البربر الذي وجدوا في عقبة الشخصية الأكثر خطورة وتناقضا مع نظامهم التقليدي بالإضافة إلى تهديد مصالحهم الاقتصادية والسياسية.
وقرر عقبة التوسع غرباً فانطلق من القيروان غازياً على رأس جيش كبير، ومعه جمع من بربر أوروبة بزعامة كسيلة، ويرافقه أبو المهاجر وهو في حكم المعتقل، حتى نزل مدينة بجاية واشتبك مع البيزنطيين الذين تراجعوا إلى داخل المدينة واحتموا بها. لكنه لم ير تضييع الوقت في الاستيلاء عليها، ويبدو أنه لم يكن يطمع في السيطرة على القلاع بقدر ما كان يهدف إلى امتلاك زمام الأمور في الداخل مما يعطيه فرصا أفضل لطرد البيزنطيين من شمالي أفريقيا. فترك الحصار واتجه غربا إلى إقليم الزاب الخصيب في المغرب الأوسط فاجتاحه وسيطر على عاصمته المسيلة.
نتيجة لهذا التوسع، أضحت هذه الناحية مركزاً ثابتا للمسلمين، بعد سهل أفريقيا الشمالي الذي تقوم فيه القيروان. وتعتبر سيطرة المسلمين على هذا الإقليم نقطة تحول حاسمة في حركة فتوح شمالي أفريقيا، لأنهم دخلوا إقليميا بربريا من أقاليم الداخل، وهيمنوا على منازل قبائل بربرية أشهرها لواتة وهوارة.
استأنف عقبة زحفه باتجاه تاهرت، وتصدي لتحالف بيزنطي – بربري فيها وانتصر عليه وامتلك المدينة، ثم انطلق إلى المغرب الأقصى، فأخضع قبائله وامتلك طنجة.
وعند هذا الحد من التقدم، عاد عقبة أدراجه باتجاه القيروان تاركا نفوذاً للبيزنطيين ما يزال قائما، وموقفا غير واضح لقبائل البربر، وكان الحلفاء في غضون ذلك، يتعقبونه لاقتناص فرصة سائحة للانقضاض عليه، وجاءت هذه الفرصة من قبله، دون أن يشعر، نتيجة حادثين.
الأول: أنه أساء معاملة حلفائه من البربر، كسيلة وجماعتهن مما دفعهم إلى الفرار من معسكره وانضمامهم إلى أعدائه.
الثاني: أنه حدث أثناء عودته إلى القيروان أن سمح لأكثر فرق جيشه، بالانفصال عن جسم الجيش والعودة سريعا إلى القيروان، واستبقى معه خمسة آلاف مقاتل سار بهم إلى مدينة تهوده ليفتحها، متخليا عما تحلي به من الحذر.
وما كاد عقبه يقترب من تهوده، حتى ألفي نفسه مطوقا من حشود بربرية وبيزنطية هائلة بزعامة كسيلة، فخاض معركة غير متكافئة انتهت باستشهاده مع عدد كبير من قواته في (أواخر عام 64ه وأوائل عام 65ه/ 683-684م).
والواقع أن معركة تهودة كانت كارثة على المسلمين فبالإضافة إلى استشهاد القادة، انتاب الجنود المسلمين في القيروان حالة نفسية، تركوا على أثرها المدينة، ودخلها كسيلة.
وبمقتل عقبة، تنتهي المرحلة الرابعة من مراحل فتوح شمالي أفريقيا.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|