الجهاز الحركي في الدواجن

المقدمة:

العظم هو النسيج الدعامي الرئيسي لسائر الفقاريات حيث تكون عظام الجسم ما يعرف بالجهاز العظمي الذي يعتبر اساس التمييز بين سائر الفقاريات من حيث الشكل الخارجي والحجم وكيفية التحرك. ويؤثر هيكل الطائر العظمي على قوة طيرانه وطريقة مشيه وجلوسه على اطرافه الخلفية.

وتتميز عظام الطيور بالخفة في الوزن والقوة والمتانة، كما يمتلئ بعضها بجيوب هوائية تتصل بالجهاز التنفسي مكونة ما يعرف بالعظام التنفسية او الهوائية Pneumatic bones وهي في الدجاج تتكون من عظمة العضد humerus والجمجمة Skull والترقوة Clavicle والقص Keel والفقرات القطنية lumbar والعجزية sacral والصدرية thoracic والعنقية cervical وبعض الضلوع واجزاء من القص sternum وعظمة الغراب coracoids وعظام الحوض وتتصل هذه العظام بالجهاز التنفسي اتصالا وثيق لدرجة ان الكتكوت يمكنه ان يتنفس من خلال عضدة المكسور اذا ما انسدت القصبة الهوائية. وتتصل بعض عظام الطائر بالعضلات عن طريق الاوتار وبهذه الطريقة تتحول القوة المنتقلة من عظمة الى اخرى الى اداء حركي.

أ- الهيكل العظمي  A -Skeleton System

يمكن تقسيم الهيكل العظمي للطيور (الشكل التالي) بصفة عامة الى قسمين رئيسين هما:

1- الهيكل المحوري Axial skeleton:

وهو يشكل المحور الرئيسي للجسم ويضم الجمجمة والعمود الفقري والضلوع والقص.

2- الهيكل الطرفي Appendicular skeleton:

يتكون من الاطراف (الارجل والاجنحة) واحزمتها (الحوضي والصدري) التي تربطها بالهيكل المحوري.

وفيما يلي سوف نتناول تركيب الجهاز الهيكلي للدجاجة.

اولا: الجمجمة Skull:

تتركب جمجمة الدجاج من الاجزاء التالية:

1- عظام تجويف المخ Cranium or brain case.

2- محافظ اعضاء الحس Sense capsules (السمعي والبصري والشمي) Auditory optic and olfactory.

3- الجزء الحشوي Visceral skeleton وتضم عظام الفكيين العلوي والسفلي والجهاز

اللامي hyoid apparatus وهو عبارة عن العظام الموجودة في قاعدة اللسان.

شكل الهيكل العظمى للدجاجة

مميزات جمجمة الدجاج:

1- الخفة المتناهية في الوزن لتقليل الوزن النوعي للطائر.

2- وجود عظام اسفنجية تحتوي فجوات هوائية تسهم في زيادة خفة وزن الجمجمة.

3- المنقار طويل ومدبب ويستعمل كأداة لتناول الطعام وتكسير الحبوب وكما يتميز بغياب الاسنان.

4- محفظة المخ brain-case مستديرة بالغة الاتساع لتستوعب المخ الكبير نسبيا.

5- الثقب الكبير foramen magnum موجود عند السطح البطني (ويفتح لأسفل) لمحفظة المخ ليتناسب مع وضع الراس شبه المتعامد مع العمود الفقري.

6- الجمجمة تتميز بوجود ما يعرف باللقمة القذالية occipital condyle عند قاعدة تمفصل الجمجمة مع العمود الفقري في التجويف الحقي للفقراء العنقية الاولى atlas بزاوية شبه قائمة، وهذا التمفصل يمكن الطائر من تحريك رقبته في جميع الاتجاهات.

7- الحجاجان orbits كبيران ليتسعا للعينين كبيرتي الحجم نسبيا وتوجدان الى ناحية مقدمة الراس قليلا ويفصلهما حاجز بين حجاجي interorbital septum.

ويتصل بالجمجمة المنقار وهو يتكون من جزئين هما:

أ- الفك العلوي: ويتكون بدوره من جزئين هما الفكي maxilla والفك الامامي premaxilla

ب- الفك السفلي: mandible ويشمل ثلاث عظام ملتحمة هي (السني dentary الزاوي angular المفصلي articular).

بالاضافة الى ذلك يوجد عظام خاصة باللسان لا تتصل بالجمجمة اتصالا مباشرا وتسمى الجهاز اللامي hyoid apparatus وتنقسم الى جزء داخل اللسان entoglossal وجزء تحت اللسان يليه سهم يصل الى القصبة الهوائية، وعلى الجانبين فرعين تحت لسانين كل منهما مكون من جزئين ينتهيان بطرف غضروفي.

ثانيا: العمود الفقري Vertebral column:

يتكون العمود الفقري من وحدات متصلة ببعضها تسمى الفقرات والتي تقسم الى فقرات: عنقية Cervical ، صدرية Thoracic , قطنية Lumbar , عجزية Sacral , وذيلية Caudal، والمنطقة العنقية طويلة نسبيا ذات انحناء تساعد الطائر على تحريك راسه في زاوية كبيرة.

شكل يبين فقرات المنطقة العنقية واجزاء الجمجمة

وتتكون كل فقرة بصفة اساسية من جسم الفقرة Centrum والقوس العصبي، هذا الوصف ينطبق على جميع الفقرات ماعدا الفقرة الاولى (الفهقه Atlas) والفقرة الثانية (المحور Axis).

والطيور فقراتها اقل تحركا اي اكثر ارتباطا وتماسكا من الحيوانات الاخرى والكثير منها قد التحم. مما يساعد الطيور على الحفاظ على الوضع الافقي اثناء الطيران. وبارتباط الفقرات مع بعضها تتكون قناة عامة يمر بها الحبل الشوكي spinal cord وعدد الفقرات يختلف من منطقة لأخرى ومن نوع لأخر. والجدول التالي يوضح عدد الفقرات في الطيور المنزلية المختلفة.

جدول يبين عدد الفقرات في مختلف مناطق العمود الفقري لبعض انواع الطيور الداجنة

الفقرات العنقية:

ويمكن تقسيمها الى:

الفقرة العنقية الاولى (الفهقه) :Atlas

اصغر الفقرات وهي على شكل دائرة ولها من الامام تجويف عميق يسمى التجويف الحقي وتتمفصل مع اللقمة القذالية من عظام الجمجمة، اما الجهة الخلفية للفقرة فيوجد بها تجويف اقل عمقا ينغمد فيه النتوء السني للفقرة الثانية.

الفقرة العنقية الثانية (المحور) Axis:

هذه الفقرة موضع الارتكاز لراس الطائر وهي اكبر قليلا من الفقرة الاولى وليس بها زوائد عرضية او ضلوع او قنيات فقرية. الا انها تحمل شوكة عصبية غير حادة ونتوءات نيران اماميان وخلفيان وجسم الفقرة يمتد من الامام مكونا نتوءا اسطوانيا يسمى النتوء السني والذي يعتبر في الحقيقة هو جسم الفقرة لكن التحم مع جسم الفقرة المحورية الثانية.

الفقرات العنقية العادية Typical cervical:

عنق الدجاجة المتحرك يتكون من 14 فقرة عنقية بينها خمس فقرات من النوع العادي (من 6-10) وتتميز هذه الفقرات بان جسم الفقرة يميل الى الاستطالة ولها قوس عصبي قصير ونهايات جسم الفقرة غير مستوية الحافة ومقعرة قليلا على شكل سرج من جهة المقدمة وينعكس الحال عند المؤخرة حيث يكون السطح مائل للتحدب.

الفقرات الصدرية الملتحمة :Fused thoracic

عددها في الدجاج سبعة. ونجد ان اربعة منها (من 2 الى 5) قد اندمجت فيها اشواكها العصبية والنتوءات المستعرة والنتوءات التحتية لكي تكون حافة بارزة على شكل صفيحة يتخللها فجوات بين فقارية وتحمل اجسام الفقرات الملتحمة ونتوءاتها المستعرضة على جانبيها اسطح مفصلية تتمفصل عليها رؤوس وحديبات الضلوع الصدرية.

شكل يبين الفقرات الصدرية الملتحمة والفقرات الصدرية الحرة

الفقرات الصدرية الحرة Free thoracic:

الفقرتان الاولى والسادسة تكونا فقرت حرة واما الفقرة السابعة فتكون ملتحمة مع الفقرة القطنية الاولى lumbar ضمن فقرات الحوض وتتميز الفقرة الصدرية الحرة بانها اصغر قليلا من الفقرة العنقية العادية وجسم الفقرة غير مستوي الحافة.

فقرات العجز المركب (الحوض) synsacrum:

يتكون هذا الجزء من حوالي 16 فقرة يمكن تقسيمها الى:

1- صدرية thoracic

2- قطنية lumbar

3- عجزية sacral

وتدعم هذه الفقرات عظام الحرقفة التي هي جزء من الحزام الحوضي الضخم.

الفقرات الذيلية الامامية Anterior caudal:

تتميز هذه الفقرات بان نتوءاتها المستعرضة فيما عدا الفقرة الاخير تتفرع الى نتوءات ظهرية ونتوءات بطنية.

الفقرات الذيلية الحرة Free caudal:

عددها حوالي 4-5 فقرات حرة صغيرة لمنطقة الذيل القصير وهي فقرات اثرية لها جسم ونتوءاتها المستعرضة اسطوانية واشواكها العصبية متفرعة.

الشاخص الذيلي Pygostyle:

يطلق على الفقرة الذيلية الاخيرة اسم الشاخص الذيلي او عظمة سلاح المحراث وهي في الحقيقة عبارة عن اندماج لأخر فقرات العمود الفقري وعددها اربعة او اكثر. وشكلها يشبه سلاح المحراث حيث تنضغط من الجانبين وحافة ظهرية شبه مستقيمة وحافة بطنية محدبة وهذه العظمة تدعم ريش الذيل او المروحة.

ثالثا: الضلوع Ribs:

يوجد سبعة ازواج من الضلوع الصدرية في الدجاجة ويتمفصل كل زوج منها مع كل فقرة من الفقرات الصدرية على جانبيها وهناك نوعان من الضلوع:

أ- الضلوع الحقيقية: ويتكون كل منها من جزئين، جزء ظهري او فقري يتصل بالفقرة وجزء بطني او قصي يتصل بعظم القص ويلتقي الجزءان عند المنتصف بزاوية محددة. كذلك نجد ان الجزء الفقري للضلع يحمل نتوءا عظميا معقوفا يتجه للخلف ويتراكب هذا النتوء مع الضلع التالي له جهة الذيل مما يكسب الهيكل العظمي المتانة والصلابة المطلوبة للحفاظ على افقية الطائر اثناء الطيران.

ب- الضلوع الكاذبة: في الدجاج تشمل الضلع الاول والثاني وربما السابع، وتتميز بعدم وجود جزء قصي sternal part اي ان طرفها لا يتصل بالقص بل ينغمد في عضلات جدار البطن.

رابعا: القص Sternum:

من اهم الصفات المميزة للهيكل العظمي للطيور وجود عظمة القص الكبيرة المتسعة التي تمتد للخلف اسفل الجزء الاكبر من البطن وبعض الطيور مثل طائر النعام تتحور فيها عظمة القص الى قرص من عظام اسفنجية شديدة الصلابة. وعلى السطح البطني للقص توجد حافة وسطية تسمى الزورق وهي تهيئ سطحا كبيرا تتصل على جانبية اقوى عضلات الجسم وهي عضلات الصدر لذلك يتميز طائر النعام بغياب عضلات الصدر والحافتان الجانبيتان للقص مسنونتان فتتكون عليهما النتوءات الضلعية لاستقبال الجزء القصي من الضلوع.

ويتكون القص من الاجزاء الرئيسية التالية:

1- القص الصدري.

2- السيف keel.

3- مقبض القص وبه ثقب يسمى المقبض القصي.

4- النتوءات الخنجرية.

5- الاخدود المفصلي للعظم الغرابي.

6- سطيحات الضلوع.

7- الخط القصي.

8- الزائدة الامامية لحافة القص.

9- السطح الجانبي لحافة القص.

خامسا: الحزام الصدري Pectoral girdle:

يتكون الحزام الصدري من ثلاث عظام على كل من جانبي الجسم وهي:

1- العظم الغرابي Coracoid:

عظمة متينة مستقيمة عصوية الشكل وتعتبر اقوى عظام الحزام الصدري او الكتفي.

2- عظام اللوح Scapula:

عظام اللوح عبارة عن عظمة طويلة ضيقة منحنية قليلا تشبه الى حد ما السيف، وتمتد جهة الخلف حتى الحوض تقريبا عابرة فوق الضلوع الصدرية وموازية للعمود الفقرية.

3- عظام الترقوة Clavicles

عظمتان كل منهما عبارة عن عظمة اسطوانية عصوية الشكل نحيلة منحنية قليلا، ومن الناحية البطنية تتحد عظمتي الترقوة مكنونة جزء قصير مشترك يسمى تحت الترقوة ونتيجة لذلك نجد ان عظمتي الترقوة مع الجزء المشترك قد اتخذت شكل حرف V.

سادسا: الحزام الحوضي Pelvic girdle:

يتكون من ثلاث عظام هي الحرقفي والوركي والعاني حيث التحمت ثلاثتها مكونة احد نصفي الحزام الحوضي (العظم الغير مسمى) ونتج عن التحام العظام الثلاثة تكوين تجويف مقعر من الناحية الخارجية يسمى الحق تبيت فيه راس عظمة الفخذ.

سابعا: عظام الطرف الامامي او الجناح bones of wing:

عظام الجناح في الطيور تقابل عظام الطرف الامامي في الثدييات الا انها تختلف عنها من عدة نواحي اهمها:

1- تقل كثيرا الاجزاء المرنة في الجناح مقارنة بالطرف الامامي للثدييات كنوع من الاقلمة للطيران.

2- تلتحم الرسغيات البعيدة distal carpals مع امشاط اليد مكونة عظام المشط رسغيات carpometacarpus.

3- يحتوي الجناح على ثلاث اصابع فقط.

وعظام الجناح تتكون من:

أ- عظام العضد Humerus:

ب- عظام الكعبرة والزند (عظام الساعد) Radius-Ulna:

يتكون الساعد من عظمتين منفصلتين هما الكعبرة radius والزند ulna وعظمة الزند ulna اطول من الكعبرة واكثر متانة وانحناءا.

ج- عظام رسيغات اليد Carpals:

يتكون رسغ الطائر البالغ من عظمتين غير منتظمتي الشكل.

د- عظام الرسغ مشطي (الكف) Carpometacarpus:

يشمل كف الطائر البالغ على عظمة واحدة هي عظمة الرسغ مشط يدري carpometacarpus

هـ- سلاميات الاصابع Phalanges:

يحمل كل مشط من امشاط اليد من ثلاث اصابع: الاول يسمى الابهام pollex ويتكون من عقلة واحدة single phalanx والاصبع الثاني يسمى السبابة index وبه عقلتان واما الاصبع الثالث ففيه عقلية واحدة اي ان اصابع اليد صيغتها الاصبعية digital formula 1 : 2 : 1.

ثامنا: عظام الطرف الخلفي Hind-limb bones:

تتكون عظام الطرف الخلفي من:

أ- الفخذ Femur:

عظمة اسطوانية قصيرة متينة قليلة الانحناء ذات اطراف مفلطحة.

ب- عظام الشظية والقصبي الرسغي Tibio-tarsus and fibula:

تتكون الساق من عظمتين هما القصبي الرسغي tibio-tarsus والشظية.

ج- رسيغات القدم :Tarsals

في الطائر البالغ لا يوجد رسيغات قدم حرة، انما يلتحم الصف القريب مع القصبة والصف البعيد مع مشط القدم.

د- عظام رسغ مشطيات القدم Tarso-metatarsus bones:

تحتوي القدم على عظمة واحدة مركبة هي عظمة رسغ مشط القدم Tarso-metatarsus

شكل يبين عظام الطرف الامامي للدجاج والحزام الصدري والفقرات العنقية وعظام الجمجمة

هـ- سلاميات اصابع القدم Phalanges:

تنتهي القدم بأربعة اصابع ويتجه ابهام القدم الى الخلف بينما تتجه الثلاثة الاخرى للأمام.
نخاع (لب) العظم Bone marrow: هناك نوعين من النخاع هما:

1- نخاع العظم الاحمر Red bone marrow:

ونخاع العظم الاحمر هو جهاز تخليق او تكوين كرات الدم، وهو يحتوي على خلايا تعرف بخلايا النخاع التي تكون كرات الدم البيضاء وتوجد خلايا اصغر حجما ذات نواة تتكون منها كرات الدم الحمراء وتعرف باسم مولدات الكرات الحمراء erythroblast كما توجد خلايا دهنية وخلايا عملاقة giant cells كبيرة متعددة الانوية.

2- نخاع العظم الاصفر Yellow bone marrow:

تظهر في وسط الخلايا الدموية في النخاع الاحمر خلايا دهنية وهذه تتزايد بالتقدم في العمر الى درجة يكتسب فيها النخاع اللون الاصفر وهي بمثابة مخازن للمواد الغذائية.

العظم النخاعي Medullary Bone:

تتميز بعض عظام اناث الطيور عن سائر الفقاريات بامتلاكها لنظام خاص من الانسجة العظمية الثانوية والتي لها القدرة على التغير أثناء فترة التناسل وهو عبارة عن أشواك متشابكة تشبه في شكلها العظم الإسفنجي وسبب تسميته بهذا الاسم هو وجوده في التجويف النخاعي للعظام marrow cavity. ويتميز بوجود شبكة غزيرة من الأوعية الدموية وفي البداري ينمو العظم النخاعي في فترة ال 10- 14 يوم السابقة لوضع أول بيضة حيث يكون السطح الداخلي لعظام (الفخذ، الساق، العانة، القص، الضلوع، الزند، اللوح، الأصابع) مغطى بطبقة رقيقة من الأشواك. ويختلف عمق العظم النخاعي باختلاف الطيور ومن مكان إلى أخر بالعظمة الواحدة.

وظيفة العظم النخاعي:

يتم الاستهلاك المكثف للعظم النخاعي أثناء فترة تكوين القشرة وحتى ما بعد 4 - 5 ساعات من وضع البيضة. وفي فترة الراحة أو خلو الرحم من البيض (ال ۲۰ ساعة التالية) تسود الخلايا البانية للعظم. وهذا التغير في النسيج النخاعي يظهر بوضوح في الحمام وهذا التغير أقل وضوحا في الدجاج ربما لقصر الفترات بين البيضة والتي تليها وبسبب الثبات (نوعا ما) المستوى الإستروجين في الدم والناتج عن وجود عديد من البويضات أو قد يكون إلى جانب ذلك بسبب زيادة محتوى العليقة من الكالسيوم والذي يقلل من الاعتماد على العظم النخاعي كمصدر للكالسيوم.

ومع هذا فقد دلت الأبحاث على أنه حتى تحت ظروف العلائق الغنية في الكالسيوم يحدث تتابع لفترات تكوين وهدم العظام خلال دورة وضع البيض في الدجاج.

وعند انخفاض نسبة الكالسيوم في علائق الدجاج البياض يمكن للدجاجة أن تحرر حتى ۳۸ ٪ من الأملاح المعدنية في العظم ولكن الغريب حقا أنه وجد أن معظم الهدم وإعادة الامتصاص تحدث في قشرة العظم وليس في العظم النخاعي الذي يظل ثابتة بل إنه قد يزداد. وهذا يوضح أن العظم النخاعي ليس مجرد مخزن يسحب منه الكالسيوم وقت الحاجة وإنما له دور معين في حركة الكالسيوم من النسيج العظمي إلى الدم خلال فترة تكوين القشرة.

وبصفة عامة فإن قشرة البيضة في الدجاج تحتوي على حوالي 1.6 - ۲٫4 جم كالسيوم يأتي 60 - ۷۵ ٪ من القناة الهضمية، ۲۰ - 40% يعاد امتصاصه من الهيكل العظمي ، والدجاجة التي تنتج ۲۰۰ بيضة في الموسم يلزمها 400 - 420 جم كالسيوم أي أكبر بحوالي ۲۰ مرة من كالسيوم جسمها بأكمله مما يوضح أهمية كالسيوم العليقة.

ب ): الجهاز العضلي B -Muscular System

الجهاز العضلي يتكون من عدد هائل من العضلات الفردية التي يتصل الجزء الأكبر منها مع الجهاز الهيكلي مكونا معه العضلات الهيكلية skeletal musculature ووظيفتها الأساسية تحريك أجزاء معينة من الجسم أو حركة الجسم ككل. وتتصل مجموعات أخرى من العضلات وتشكل جزءا من جدران تجاويف الجسم الكبيرة وتلعب دورا في وظائف الأعضاء التي بداخلها مثال ذلك الحركات التنفسية وإنقباضات جدار البطين.

شكل يبين العضلات السطحية للدجاجة منظر وحشي ايمن

ومن المتطلبات الاساسية لقيام العضلة بوظيفتها هو قدرتها على الانقباض اي القصر في الطور ثم الارتخاء استجابة للتنبيهات العصبية الواردة اليها.

شكل يبين انبساط وانقباض العضلات

وتتصل العضلة عن طريق وتر منبتها بإحدى العظام وعن طريق وتر نهايتها بعظمة أخرى مجاورة (الشكل التالي) ، وبهذه الطريقة تتحول القوة العضلية المنتقلة من عظمة إلى أخرى إلى أداء حركي.

شكل يبين اتصال العضلة بالوتر واتصال الوتر بالعظم: 1- غمد العضلة 2- لفافة 3-انوية 4- ليفة عضلية 5 - الوتر 6- العظم.

وتعتبر الألياف العضلية muscle fibers هي وحدات إنتاج الطاقة في العضلات الهيكلية. فكل ليفة عضلية عبارة عن كتلة بروتوبلازمية عديدة الأنوية يغلفها غشاء رقيق يعرف بالصفيحة اللحمية sarcolemmal tube ويضم عددا كبيرا من اللويفات المخططة عرضية مغمورة في سيتوبلازم الليفة العضلية والذي يعرف باسم الساركوبلازم sarcoplasm والذي يحتوي على الميوجلوبين myoglobin الذي يرجع إليه تلون العضلات باللون الأحمر. وبناء على النسبة الكمية بين اللويفات العضلية والساركوبلازم تتحدد درجة احمرار العضلة الهيكلية وقدرتها الوظيفية.

والألياف العضلية لا تتفرع ولا تتشابك وتمتد متوازية بطول العضلة وتنضم عدة ألياف إلى بعضها بواسطة غشاء بالغ الرقة من نسيج ضام يعرف باسم غشاء العضلة الداخلي endomysium وهو الذي يتصل بليفة الوتر. وبالمثل ترتبط الحزم العضلية المتجاورة مع بعضها البعض في تجمعات أكبر يغلفها غلاف يسمى أغشية محيطة بالحزم العضلية perimysium وكما يغلف العضلة كلها نسيج ضام يعرف باسم غلاف العضلة الخارجي epimysium. وهذا النظام من الأغلفة الضامة الرقيقة يسمح لكل حزمة عضلية منفردة أن تتحرك بحرية وفي ذات الوقت يتم عن طريقها توزيع المورد الدموي والعصبي لكل ليفة عضلية.

تركيب الليفة العضلية : 1- فيلم سميك من الميوسين ۲- فيلم رقيق من الاكتين 3- منطقة تداخل 4- سركومير 5- حوض النسيج الشبكي البروتوبلازمي 6- انابيب شكل T 7- نسيج شبكي بروتوبلازمي 8- لويفات عضلية 9- ميتاكوندريا 10- ليفة عضلية 11- نواة .

العضلة والوتر Muscle and tendon:

يتم اتصال العضلة ووترها مع العظمة إما عن طريق طبقة السمحاق periostium أو أن ألياف الوتر تتشعب مباشرة داخل العظم. وبناءا على شكل العضلة فإن الأوتار إما أن تكون على شكل أحبال cords أو صفائح عريضة tendinous sheets تسمى الصفاق aponeurosis. وتتكون الأوتار من ألياف كولاجينية متوازية تكاد تنعدم فيها المرونة تماما مما يؤهلها لأداء دورها الوظيفي بكفاءة عالية ويمكنها من نقل القوة العضلية كاملة إلى العظام. ويلاحظ في الطيور الداجنة أن الأوتار الطويلة في الساقين تتعظم Ossify مع التقدم في العمر.

الفعل العضلي Muscular action:

تنقسم العضلات طبقا لوظيفتها الأساسية إلى عضلات باسطة extensors, عضلات قابضة flexors، عضلات مقربة adductors، عضلات مبعدة abductors، عضلات ناصبه erectors ، ........ إلخ. وإذا كان لعدة عضلات فعل مماثل similar action يقال لها عضلات متعاضدة أو متعاونة synergistic muscles ، أما إذا كانت العضلات ذات فعل مضاد أو معاكس يقال لها عضلات متضادة antagonistic muscles. والصور المختلفة للحركات التي يأتي بها الطائر والتي كثيرا ما تكون بالغة التعقيد تعتمد على التفاعل بين هذه المجموعات المختلفة من العضلات. وفي كثير من الأحوال تتطلب تعاون العضلات الهيكلية بأكملها.

ومن الناحية الوظيفية يمكن تقسيم العضلات الهيكلية لجسم الطائر إلى المجموعات التالية:

1. عضلات الجلد Cutaneous muscles.

۲. عضلات الرأسMuscles of the head

3. عضلات الجذع Muscles of the trunk.

4. عضلات الأطراف Muscles of the limbs.

ملاحظات:

1. لا توجد العضلات الخاصة بالشفاه والخدين والأنف والأذن الخارجية للطيور كذلك يوجد اختزال واضح في العضلات التي يغذيها العصب الوجهي facial nerve والتي تحدد تعبيرات الوجه تتميز الرأس في الطيور بقدرة فائقة على الحركة وهذه الخاصية أساسية لأمرين أولهما تمكين الطائر من تنفيذ الوظائف المعقدة المركبة للمنقار وثانيهما أهمية للعين والجهاز السمعي الاتزاني acoustic apparatus -stato  في التوجيه أو الاهتداء الفضائي أو الفراغيspatial orientation.

2- عضلات الظهر مختزلة الى حد كبير مقارنة بالفقاريات الاخرى، وهذا لان هذه المجموعة من العضلات قد فقدت وظيفتها بدرجة كبيرة.

3. الوظيفة الأساسية لعضلات الصدر والبطن هو الحفاظ على أداء الحركات التنفسية ويتم إحداث التغيرات في حجم تجويف الجسم أثناء عمليتي الشهيق والزفير من خلال حركة الضلوع وهذا يؤدي إلي تعبئة وتفريغ الأكياس الهوائية بالتعاقب خاصة تلك الممتدة في الجزء الذيلي من البطن، وبالتالي تتابع الشهيق والزفير وتمام عملية تبادل الغازات مما يعوض عدم قدرة الرئتين في الطيور على التمدد والاتساع ذاتيا. وهذا النوع من ميكانيكية التنفس يوجد فقط في الطيور. وتساهم عضلات جدار البطن كذلك في طرد الفضلات (التبرز) وفي الإناث في عملية وضع البيضة.

4. عظام الحزام الكتفي في الطيور مثبتة في موضعها بمشاركة العضلات وهو يشكل الأساس الميكانيكي لوظائف الأجنحة من خلال مفصل الكتف ومن خلال القص عن طريق المفصل القصي الغرابي sternocoracoid joint. ومن بين جميع عضلات الحزام الصدري تعتبر العضلات الصدرية pectoral joint أبرزها من حيث الحجم والوظيفة

وفي منطقة أمشاط القدم metatarsal region يوجد عضلات أصغر كما توجد أوتار العضلات القابضة والباسطة للأصابع.

وتنقسم عضلات جسم الطائر كما هو في الثدييات إلى ثلاثة أنواع هي:

1. العضلات الهيكلية أو المخططة أو الإرادية: or voluntary muscles; striated; Skeletal:

وهذه يتصل الجزء الأكبر منها بالعظام وهي ذات قدرة على الحركة الإرادية طوع إرادة الطائر.

2. العضلات الناعمة أو الغير مخططة أو اللاإرادية:

Smooth unstriated or involuntary muscles:

وهذه عضلات ناعمة ملساء نادرا ما تدخل فيها ألياف عضلات مخططة وتدخل في تركيب الأوعية الدموية والأحشاء (الأمعاء- أعضاء التنفس الغدد - أعضاء التناسل) وحركة هذه العضلات لا تخضع لإرادة الطائر.

3- عضلات القلب Cardiac muscles :

وتوجد في جدار القلب وتتميز بإنقباضها المستمر المنتظم وتوقفها يعني نهاية حياة الطائر.

خواص عضلات الدواجن:

تشكل العضلات النسبة الأكبر من وزن الجسم إذا ما قورنت بالأنسجة الأخرى في جسم الطائر ففي الدجاج تكون حوالي من 42- 45٪ وفي البط 40 - 43% والإوز 48- 50 ٪ والرومي 52 - 54% ويتوقف وزن العضلات وكذا نسبة أجزائها إلى بعضها البعض على عمر الطائر، الجنس، النوع، الناحية الإنتاجية (بيض- لحم- ثنائي الغرض)، ظروف الإعاشة والتغذية. وتبدو مجموعة العضلات في الحالة الطازجة بلا تفاوت كبير في لونها لكن بعد التسوية (الغليان) يصير بعضها أبيضا (عضلات الصدر) والأخر غامقة (عضلات الأطراف)، وفي بعض الطيور البرية تأخذ اللون الرمادي المائل للبني لذلك فالتقسيم الدارج هو لحوم بيضاء ولحوم حمراء.

العضلات البيضاء والحمراء:

لا توجد عضلة في جسم الطائر تتكون من نوع واحد فقط من الألياف العضلية وإنما معظم العضلات تحتوي الأنواع الثلاثة من الألياف العضلية ( حمراء - بيضاء – وسطية).

وفي الطيور تتميز لحوم الفخذين والرجلين باللون الداكن أو الأحمر بينما تكون لحوم الصدر فاتحة أو بيضاء. ويرجع ذلك إلى اختلاف النوعين في تركيب العضلات حيث نجد أن اللحم الداكن أو الأحمر تسود فيه الألياف الحمراء red fibers وهي تحتوي على كمية كبيرة من السيتوكروم cytochrome والميوجلوبين myoglobin ، أما العضلات البيضاء فيسود فيها الألياف البيضاء white fibers وهي تحتوي على كمية قليلة من الميوجلوبين. ونوعية الألياف العضلية تتحدد وراثيا أثناء المراحل المبكرة من التطور الجنيني كي يخرج الطائر إلى الحياة وعضلات جسمه مهيأة لما خلقت له.

والنوع الثالث من الألياف العضلية التي تسمى الألياف الوسطية intermediate muscles وسط في خواصها وتركيبها بين النوعين السابقين

وهناك اختلافات عامة كثيرة بين العضلات البيضاء في النوع الواحد من الطيور نجد أن الألياف العضلية البيضاء في العضلة المختلطة الألياف يكون قطرها أكبر من الألياف الحمراء ويستثنى من ذلك العضلات الباسطة supinator

كذلك نجد أن العدد الكبير من الحبيبات الدهنية في الألياف الحمراء يصاحبه مستوى عالي من نشاط الإنزيمات المحللة للدهون وهو الليبيز.

أما عن محتوى كل من النوعين من الألياف العضلية من الجليكوجين فغالبا الألياف الحمراء يكون محتواها من الجليكوجين أكبر من محتوى الألياف البيضاء.

ومن الفروق الواضحة أيضا أن الألياف الحمراء موردها الدموي أكثر غزارة وقدرتها على التمثيل الغذائي اللاهوائي أكثر من نظيرتها الألياف البيضاء.

الألياف الحمراء وهي ذات محتوى أعلى من الدهون كما ذكر سابقا، مؤهلة للقيام بالمجهود لفترات طويلة ومن ثم نجد أن الألياف الحمراء تسود في العضلات ذات النشاط الزائد والمتكرر. وفي المقابل نجد أن العضلات البيضاء وخاصة تلك الغنية بالجليكوجين مؤهلة أكثر للقيام بالجهد العنيف المفاجئ قصير الأمد وكذلك التحليل اللاهوائي للسكريات anaerobic glycolysis بمعدل عالي عند الظروف الطارئة المفاجئة.

ويلخص الجدول التالي الاختلافات الرئيسية بين نوعي العضلات البيضاء والحمراء في عضلات صدر الحمام في الصفات البنائية والكيميائية.

التركيب الكيميائي للعضلات:

يتوقف التركيب الكيميائي للعضلات الهيكلية على عمر الطائر ونوعه وظروف التغذية وغير ذلك من الظروف البيئية ويمكن أن يحتوي على حتى 75% ماء، 25% مادة جافة وتشمل المادة الجافة حوالي ۸۰-۹۰ ٪ بروتين، 6، 1٫2 ٪ مواد معدنية والنسبة الباقية دهون وكربوهيدرات.

وترجع قيمة بروتينات الطيور في أنها أسهل هضما وامتصاصا في معدة الإنسان عن بروتينات الثدييات.

جدول يبين الاختلافات الاساسية (الصفات البنائية والكيميائية) بين الياف العضلات الحمراء والياف العضلات البيضاء في عضلة الصدر بالحمام

الجدول التالي يقارن بين أقطار الألياف العضلية من الثلاثة أنواع وهي البيضاء والحمراء والوسطية ونسبة وجودها في العضلات المختلفة لجسم الدجاج.

وعضلات بداري اللحم تتميز بزيادة محتواها البروتيني لأي أعمار مبكرة فعضلات الصدر لكتكوت اللحم عمر 10 أيام تحتوي على ۲۳٫۱- ۲۳٫۲ ٪ بروتين.

تكوين البروتينات في عضلات الدجاج يصل أقصاه عند عمر 60- 90 يوم ثم يتناقص تركيز البروتينات بعد ذلك بالتقدم في العمر.

ويلعب نوع الطيور دورة في نسبة بروتينات العضلات فمثلا في عضلات صدر الإوز تقل هذه النسبة عن مثيلتها في الدجاج - كذلك تختلف السلالات فيما بينها ففي السلالات الخليطة في الدجاج تزيد النسبة عن السلالات الأصلية المكونة لهذا الخليط. وبرتينات العضلات إما أن تكون متواجدة في الساركوبلازم أو في الميوفيبريل ذاتها.

وتنسب إلى بروتينات الساركوبلازم كل من الميوجين، الجلوبيولين ، ميوالبيومين، الميوجلوبين وشق الميوجين والجلوبيولين يعتبرا إنزيمات البروتين وهي تحفز العمليات البيوكيميائية في العضلات أما الميو ألبيومين فيعتبر البيومين نموذجي ونسبته في العضلات ليست بالكبيرة وتبلغ نسبته إلى البروتين الكلي في العضلات حوالي ۱-۲ ٪.

جدول يبين اقطار الالياف العضلية مقاسه بالميكرون من الانواع الثلاث البيضاء، الحمراء، الوسطية ونسبة تواجدها في العضلات المختلفة لجسم الدجاجة