المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المراقبة
2024-11-24
المشارطة
2024-11-24
الحديث المرسل والمنقطع والمعضل.
2024-11-24
اتّصال السند.
2024-11-24
ما يجب توفّره في الراوي للحكم بصحّة السند (خلاصة).
2024-11-24
من هم المحسنين؟
2024-11-23



صعصعة بن صوحان العبدي  
  
4523   02:44 مساءً   التاريخ: 2-02-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص280-281.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / قضايا عامة /

انّ صعصعة بن صوحان من كبار اصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) .

قال الصادق (عليه السلام) : «ما كان مع أمير المؤمنين (عليه السلام) من يعرف حقّه الّا صعصعة و اصحابه» .

قال ابن داود : و هذا مقنع في شرفه‏ .

وورد في كتاب الاستيعاب : انّه كان مسلما على عهد رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ولم يره صغر عن ذلك و كان سيدا من سادات قومه عبد القيس و كان فصيحا خطيبا عاقلا لسنا ديّنا فاضلا بليغا يعد من أصحاب عليّ (عليه السلام) (مع أخيه زيد)، وصعصعة بن صوحان هذا هو القائل لعمر بن الخطاب حين قسّم المال الذي بعث إليه أبو موسى و كان الف الف درهما و فضلت منه فضلة فاختلفوا عليه حيث يضعها فقام (عمر) خطيبا فحمد اللّه و اثنى عليه و قال: أيها الناس قد بقيت لكم فضلة بعد حقوق الناس فما تقولون فيها، فقام صعصعة بن‏ صوحان و هو غلام شاب فقال: يا أمير المؤمنين انما تشاور الناس فيما لم ينزل اللّه فيه قرآنا و امّا ما أنزل اللّه به القرآن و وضعه مواضعه، فضعه في مواضعه التي وضعه اللّه تعالى فيها، فقال: صدقت أنت منّي و انا منك، فقسّمه بين المسلمين‏ .

وفي رواية انّ أمير المؤمنين (عليه السلام) عاد صعصعة في مرضه فقال: يا صعصعة و لا تتخذ عيادتي لك أبهة على قومك، قال : بلى و اللّه أعدها منّة من اللّه و فضلا .

وفي رواية انّ معاوية حين قدم الكوفة دخل عليه رجال من اصحاب عليّ (عليه السلام) و كان الحسن (عليه السلام) قد أخذ الامان لرجال منهم مسمين بأسمائهم و أسماء آبائهم و كان فيهم صعصعة، فلما دخل عليه صعصعة قال معاوية له : أما و اللّه انّي كنت لأبغض ان تدخل في أمني، قال : و انا و اللّه أبغض أن أسمّيك بهذا الاسم، ثم سلّم عليه بالخلافة.

فقال معاوية : ان كنت صادقا فاصعد المنبر فالعن عليّا، فصعد المنبر وحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال : أيها الناس أتيتكم من عند رجل قدم شرّه و أخّر خيره و انّه أمرني أن ألعن عليا، فالعنوه لعنه اللّه، فضجّ أهل المسجد بآمين، فلمّا رجع إليه فأخبره بما قال، ثم قال: لا و اللّه ما عنيت غيري ارجع حتى تسميه باسمه فرجع و صعد المنبر، ثم قال: «أيها الناس انّ أمير المؤمنين أمرني أن ألعن عليّ بن أبي طالب فالعنوا من لعن عليّ بن أبي طالب»، فضجّوا بآمين، فلما خبر معاوية قال: لا و اللّه ما عنى غيري، أخرجوه لا يساكنني في بلد، فأخرجوه‏ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.