المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

النمطُ الديمقراطيّ
25-11-2014
الحاجات العامة
31-10-2016
الرسول (صلى الله عليه واله) يبداء بالدعوة العلنية
10-12-2014
المنهج التفسيري لأهل البيت عليهم السلام
2023-04-01
حالة القبول
10-1-2019
أنـواع الأعـمـال الـدولـيـة
2024-01-08


الأبوة ليست رياضة تنافسية  
  
1900   10:36 صباحاً   التاريخ: 22-6-2018
المؤلف : ريتشارد تمبلرية
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص68-69
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-11-2018 1911
التاريخ: 11-1-2016 4098
التاريخ: 2023-03-13 1087
التاريخ: 2024-08-24 342

منذ يومين كنت اتحدث مع احدى الامهات عن عادات تناول الطعام الخاصة بأطفالها وـطفالي، وقلت في مجمل حديثي إنه لو وجد أطفالي رقائق البطاطس والبسكويت متاحة أمامهم طوال الوقت لأكلوا (ولذلك لا نحتفظ بهما في المنزل)، فقالت: (آه، كم أنا محظوظة؛ فأطفالي يفضلون ان يأكلوا الخضروات والفاكهة الطازجة). حسناً، نظراً للطريقة التي التهم بها أطفالها رقائق البسكويت التي أعطيتها لهم، فإني اشك في ان ما قالته لي صحيح، المهم هنا هو ان العبارة التي قيلت تعبر عن عملية التنافس الكلاسيكية التي نعرفها؛ فهدف العبارة هو إظهار أطفالي واظهاري بصورة سيئة، وبالتالي الرفع من شأنها وشأن أطفالها.

وأحد أهم الأحداث التي تشهد تلك المنافسة الأبوية هي استخدام النونية فأنا أعرف آباءً بدأوا يدربون أطفالهم ـ وعمرهم لا يتجاوز أشهراً معدودة ـ على استخدامها فقط لكي يتباهوا بذلك، وآخرون يتفاخرون بشأن مدى تقدم أبنائهم في إحدى الرياضات أو الاختبارات. وأسوأ أنواع الآباء المتفاخرين المتنافسين هؤلاء هم الذين لا يفعلون هذا علنا بل يصيغونه في عبارات مستترة. مثل عبارة (كم أنا محظوظة؛ فأطفالي يفضلون أن يأكلوا الخضروات والفاكهة على رقائق البطاطس)، وبالطبع ليس من المفترض بك إرجاع تفوق أطفالها هذا للحظ ، بل لها هي.

الآباء المتميزون المتبعون لقواعد التربية السليمة مثلنا لا يلعبون مثل تلك الالعاب التنافسية؛ فنحن واثقون من مهاراتنا ـ ولا نتوتر بشأن أي نقائص تكون فينا ـ وهكذا لا ننساق مع التيار؛ فالآباء المتنافسون يحظون بعدد قليل للغاية من الاصدقاء (ذوي الاطفال)، والأدهى من ذلك هو انهم يضعون اطفالهم دوما تحت الضغوط ، فيشعر الاطفال بأنهم مجبرون على التصرف بصورة حسنة حتى يستطيع اآباؤهم الاستمرار في التباهي بهم. هؤلاء الاطفال المساكين يعتقدون ان الوسيلة الوحيدة للحصول على تقبل وحب آبائهم هي الاستمرار في التفوق على أقرانهم، وسرعان ما يكبرون ليصيروا مجانين بحمى المنافسة أيضاً، وهو ما يقضي على فرصة احتفاظهم بأي علاقات صداقة جيدة او حتى أخوة. هناك العديد من الفرص التي يستطيع الاطفال من خلالها ان يتعلموا قيمة المنافسة الصحية؛ لذا فلا حاجة لإثقالهم بذلك النمط من المنافسة غير الصحية.

إن ما يجعل الآباء المتنافسين يتصرفون بهذه الصورة هو إحساسهم الداخلي بعدم الأمان والقلق وعدم الثقة في قدراتهم ومهاراتهم كآباء؛ ولهذا السبب فهم يقومون بإحباطك دوما حتى يشعروا بأنهم في موضع تفوق؛ فلا تحزن، واشعر نحوهم بالشفقة لا اكثر؛ فهذا واحد كفيل بأثارة حنقهم.

هناك العديد من الفرص التي يستطيع الاطفال من خلالها ان يتعلموا قيمة المنافسة الصحية؛ لذا فلا حاجة لأثقالهم بذلك النمط من المنافسة غير الصحية.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.