أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-11-2018
1911
التاريخ: 11-1-2016
4098
التاريخ: 2023-03-13
1087
التاريخ: 2024-08-24
342
|
منذ يومين كنت اتحدث مع احدى الامهات عن عادات تناول الطعام الخاصة بأطفالها وـطفالي، وقلت في مجمل حديثي إنه لو وجد أطفالي رقائق البطاطس والبسكويت متاحة أمامهم طوال الوقت لأكلوا (ولذلك لا نحتفظ بهما في المنزل)، فقالت: (آه، كم أنا محظوظة؛ فأطفالي يفضلون ان يأكلوا الخضروات والفاكهة الطازجة). حسناً، نظراً للطريقة التي التهم بها أطفالها رقائق البسكويت التي أعطيتها لهم، فإني اشك في ان ما قالته لي صحيح، المهم هنا هو ان العبارة التي قيلت تعبر عن عملية التنافس الكلاسيكية التي نعرفها؛ فهدف العبارة هو إظهار أطفالي واظهاري بصورة سيئة، وبالتالي الرفع من شأنها وشأن أطفالها.
وأحد أهم الأحداث التي تشهد تلك المنافسة الأبوية هي استخدام النونية فأنا أعرف آباءً بدأوا يدربون أطفالهم ـ وعمرهم لا يتجاوز أشهراً معدودة ـ على استخدامها فقط لكي يتباهوا بذلك، وآخرون يتفاخرون بشأن مدى تقدم أبنائهم في إحدى الرياضات أو الاختبارات. وأسوأ أنواع الآباء المتفاخرين المتنافسين هؤلاء هم الذين لا يفعلون هذا علنا بل يصيغونه في عبارات مستترة. مثل عبارة (كم أنا محظوظة؛ فأطفالي يفضلون أن يأكلوا الخضروات والفاكهة على رقائق البطاطس)، وبالطبع ليس من المفترض بك إرجاع تفوق أطفالها هذا للحظ ، بل لها هي.
الآباء المتميزون المتبعون لقواعد التربية السليمة مثلنا لا يلعبون مثل تلك الالعاب التنافسية؛ فنحن واثقون من مهاراتنا ـ ولا نتوتر بشأن أي نقائص تكون فينا ـ وهكذا لا ننساق مع التيار؛ فالآباء المتنافسون يحظون بعدد قليل للغاية من الاصدقاء (ذوي الاطفال)، والأدهى من ذلك هو انهم يضعون اطفالهم دوما تحت الضغوط ، فيشعر الاطفال بأنهم مجبرون على التصرف بصورة حسنة حتى يستطيع اآباؤهم الاستمرار في التباهي بهم. هؤلاء الاطفال المساكين يعتقدون ان الوسيلة الوحيدة للحصول على تقبل وحب آبائهم هي الاستمرار في التفوق على أقرانهم، وسرعان ما يكبرون ليصيروا مجانين بحمى المنافسة أيضاً، وهو ما يقضي على فرصة احتفاظهم بأي علاقات صداقة جيدة او حتى أخوة. هناك العديد من الفرص التي يستطيع الاطفال من خلالها ان يتعلموا قيمة المنافسة الصحية؛ لذا فلا حاجة لإثقالهم بذلك النمط من المنافسة غير الصحية.
إن ما يجعل الآباء المتنافسين يتصرفون بهذه الصورة هو إحساسهم الداخلي بعدم الأمان والقلق وعدم الثقة في قدراتهم ومهاراتهم كآباء؛ ولهذا السبب فهم يقومون بإحباطك دوما حتى يشعروا بأنهم في موضع تفوق؛ فلا تحزن، واشعر نحوهم بالشفقة لا اكثر؛ فهذا واحد كفيل بأثارة حنقهم.
هناك العديد من الفرص التي يستطيع الاطفال من خلالها ان يتعلموا قيمة المنافسة الصحية؛ لذا فلا حاجة لأثقالهم بذلك النمط من المنافسة غير الصحية.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|