اهتموا بأربع حقائق
المؤلف:
الخطيب الشيخ حسين انصاريان
المصدر:
الاُسرة ونظامها في الإسلام
الجزء والصفحة:
ص 369 ــ 370
2025-12-04
11
يستفاد من الآيات: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 33]، {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران: 37]، والآية {يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} [مريم: 28]، أن تكامل الانسان ورقيه يرتبط بأربع اطراف وهي: الاب المؤمن، والام المؤمنة، والمعلم النزيه الحريص، وأكل الحلال.
لما رأى اليهود عيسى (عليه السلام) في ـ حضن مريم - وكانت بنتاً لم تتزوج - أصابتهم الدهشة فقالوا لها: {يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} [مريم: 28].
لقد جهلوا حقيقة الأمر بأن المسيح كلمة الله القاها إلى مريم الطاهرة، فكانوا يتصورون أن العملية وقعت خلافاً للشرع، فمن خلال معرفتهم بأبي مريم بأنه رجل مؤمن وقور ملتزم بالآداب الالهية، رجل عظيم كريم، وبأمها بأنها امرأة مؤمنة عفيفة طاهرة، لم يكن يتصور أن تلجأ ابنتهما إلى الرذيلة، فقد كان من الثابت لدى الناس أن الولد تجسيد لمزايا الوالدين واخلاقهم وحقائق وجودهم، حتى نطق عيسى (عليه السلام) فاتضح أن من الحتم أن يلد هذان الابوان مثل هذه البنت الجليلة ذي المقامات السامية التي اصبحت أماً لنبي من أولي العزم.
لاحظتم أن ما كانوا يتوقعونه من طهارة في مريم انما يرجع بالدرجة الأولى إلى طهارة أبيها لذا فقد قالوا لها: {مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ} [مريم: 28].
والام التي تحظى بميزة خاصة أيضاً كانت موضع اهتمامهم، من هنا قالوا لها: {وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} [مريم: 28].
يتعين على الاب ان يهتم أولا بتربية الولد الدينية واخلاقه وتعليمه، ومن ثم أن يحيا مع زوجته بنحو لا يعكر صفو حياة أولادهما، ومن جهة أخرى عليه التزام جانب الحيطة فلا يطعم عياله لقمة من الحرام.
ورد في الروايات عن أهل البيت (عليهم السلام) ما مفاده: أن عدة من الناس يدخلون جهنم بغير حساب منهم الآباء الذين لا يعتنون بتربية أولادهم الدينية والأخلاقية. لقد خلق الله سبحانه الناس جميعاً من أجل بلوغ مقام خلافة الله والهدى والبصيرة وبالتالي دخول الجنة، والناس هم الذين يمهدون لعذابهم.
الاكثر قراءة في الآباء والأمهات
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة