أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-4-2018
![]()
التاريخ: 9-4-2019
![]()
التاريخ: 26-4-2018
![]()
التاريخ: 25-4-2018
![]() |
لا يكاد يخلو كتاب في الدلالة من مفهومي الصدق والاحالة. ونريد ان نضبط هذين المفهومين بالنظر الى تيار الدلالة التصورية. وسنبين هذين المفهومين، وذلك انطلاقا من خطأ الفكرة الساذجة القائلة ان المعلومات التي تفيدها اللغة تتعلق بالعالم الخارجي او الحقيقي. (بالمناسبة، يجب ان نتساءل دائما عن الحقيقي او الواقعي، عم يحيلان بالضبط؟ ماهي مصداقية هاتين الكلمتين في وصف اي شيء على الاطلاق ؟). ان ما نعرفه عالم مسقط كما اشرنا انفا، اي عالم نظمه الذهن بطريقة لا واعية. ولا يمكننا ان نتحدث عن الاشياء الا اذا التحقت بالتمثيل الذهني، اي بعد ان تكون مرت بسيرورات التنظيم الذهني. اذ ذاك تكون المعلومات التي تفيدها اللغة معلومات عن العالم المسقط وليس عن سواه. ويمكن ان نفسر الموقف الساذج باعتباره ناتجا عن كوننا مؤهلين لمعالجة العالم المسقط وكأنه الحقيقة (او الواقع).
وتبعا لهذا، فان العالم الحقيقي لا يؤثر الا بصورة غير مباشرة في اللغة: ان دوره ينحصر في كونه يساعد ويعمل على تحفيز السيرورات التنظيمية الادراكية التي تنتج العالم المسقط. واذا كان الامر على هذه الحال، فانه لا يجب ان نتساءل بخصوص مفهومين اساسيين في وصف معاني اللغات الطبيعية، وهما مفهوما الصدق والاحالة.
لقد نظر الى الصدق باعتباره تلك العلاقة التي تربط بين مجموعة معينة من الجمل ( الجمل الصادقة، في مقابل الجمل الكاذبة ) وبين العالم الحقيقي. فالعلاقة الممكنة هي الصدق حين نكون بصدد جملة صادقة، وهي الكذب حين نكون بصدد جملة كاذبة. ويتحدد الصدق والكذب من خلال احترام ما يسمى بشروط الصدق. وتقابل شروط الصدق، في التصور المنطقي، التمثيل الدلالي في التيار التصوري.
ص110
اما الاحالة فهي تلك العلاقة التي تربط بين العبارات في اللغة والاشياء الموجودة في العالم التي تحيل عليها تلك العبارات. ومن هنا فان الصدق يوازي الاحالة، والكذب يوازي عدم الاحالة، ومن اهم النظريات التي تعرضت لعلاقة العبارة بالشيء في العالم نظرية فريغة حول الاحالة. فالعبارة لا تحيل بشكل مباشر على المرجع الموجود في العالم الخارجي، ذلك ان للمتكلم كيفية في الاحالة على المرجع بواسطة اللغة، ونحن نلمس ذلك في اللغة نفسها. ومثاله المعروف بنجم الصباح ونجم المساء، اللذين يحيلان على كوكب الجوزاء، يؤكد ذلك وقد اسلفنا ان: " نجم الصباح هو نجم الصباح" عبارة عن جملة هيهية طولوجية لا تفيد شيئا، وهذا حال جميع الجمل التي يكون طرفا الاسناد فيها بمعنى واحد. اما الجملة الثانية: " نجم الصباح هو نجم المساء " فجملة مفيدة وذات معنى، وافادتها راجعة الى تباين معني طرفي الاسناد فيها. ومن هنا يستخلص فريغة ان كيفية الاحالة على المرجع هي التي تعطينا المعنى، وبذلك فالاحالة ليست مباشرة. وفكرة فريغة هاته، وان كانت اتية من دلالي منطقي لا يعترف بالبعد النفسي في الدلالة، تشكل خلفية اساسية في التفريق بين العالمين السالفي الذكر.
واذا كنا نستبعد، انطلاقا من النظرية التصورية، الارتباط المباشر بين العالم الحقيقي واللغة، فإننا لن نعتبر مفهومي الصدق والاحالة محددين وصالحين كي يكونا نقطة انطلاق لنظرية المعنى. وبهذا سيكون المفهومان نسبيين، وعلاقتهما بالعالم الخارجي – كما هو الحال بالنسبة لكل التصورات – ليست علاقة بليخانوفية يعكسان بموجبها، وبصورة امينة، العالم الحقيقي. انهما لا يعكسان العالم الخارجي الا كما تعكسه سيرورات التنظيم الادراكي، اي كما تعكسه البنية التصورية بوصفها مستوى تمثيليا. فالبنية الدلالية في اللغة لا تعكس العالم الخارجي، وبما ان هذين المفهومين ينتميان الى البنية الدلالية، فهما ايضا لا يعكسان العالم الخارجي، بل يعكسانه كما هو متصور في اذهان المتكلمين للغة (ارجع الى مثال الاستغلاق الاحالي اعلاه، وهو المثال (12) ). فالإحالة إحالة على الواقع الذهني، والصدق صدق الواقع الذهني، اذا اردنا اعتبارهما مفهومين مرتبطين بالمعنى وبنظريته.
ص111
|
|
"إنقاص الوزن".. مشروب تقليدي قد يتفوق على حقن "أوزيمبيك"
|
|
|
|
|
الصين تحقق اختراقا بطائرة مسيرة مزودة بالذكاء الاصطناعي
|
|
|
|
|
مكتب السيد السيستاني يعزي أهالي الأحساء بوفاة العلامة الشيخ جواد الدندن
|
|
|