1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : التربية والتعليم : التربية العلمية والفكرية والثقافية :

المقومات اللازمة لتنمية الذهن

المؤلف:  د. علي القائمي

المصدر:  تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم

الجزء والصفحة:  ص147ـ150

11-2-2017

2252

 اذا اردنا ان ننمّي ذهن الطفل فلا بد من مراعاة النقاط التالية :

1ـ التوعية: ينبغي تفهيم الطفل الافعال ايها صحيح وايها خاطئ وتعليمه ان التصرف الفلاني قبيح ومذموم والتصرف الفلاني ممدوح ومستحسن. هذا التعليم يجب ان يطال كافة المجالات بما فيها المتعلق بالعالم الخارجي والقضايا الحياتية والحواس وكل ما له ارتباط بالنفس والبدن حتى يعرف الطفل حقيقة الموقف الذي عليه اتخاذه في مقابل الاحداث والقضايا المختلفة، ويعرف اين اخطأ وماذا عليه ان يفعل.

من الصعوبة ان نعرف قصد ونية الطفل ونكتشف حقائقه وكنه أسراره، والأمر نفسه بالنسبة للطفل، أي هو الآخر لا يمكنه ان يدرك شيئاً من أسرارنا، وبالتالي من الضروري توجيهه وتوعيته بالمقدار اللازم وتعليمه المقررات والضوابط.

2ـ تقوية ملكة الاستدلال: ليس كافياً في مسيرة تنمية الذهن ان نجري عملية تفريغ الأفكار والتصورات الخاطئة من ذهن الطفل فحسب.. بل المهم أيضاً ان نفهمه سبب خطأ هذه الفكرة وسبب عقم ذلك الاسلوب، أي إفهامه الدلائل والاسباب التي تتعلق بالموضوع.

ما أكثر الخطأ الذي يرافق التأييدات والاحكام التي تصدر بحق الآخرين والتي تمهد في الواقع الى تخبط الطفل ووقوعه في الخطأ تلو الآخر ومن ثم سوقه الى الانحراف. من الضروري بالنسبة لنا ان نوجد ترابطاً منطقياً بين الاحداث الجارية وبين أفكاره حتى يستطيع في ظل ذلك ان يهتم بكشف خفايا العالم الخارجي ويقف على الحقائق الموجودة في هذا الإطار ويحدد عندها موقفه من القضايا الواضحة.

3ـ تقوية الحافظة: يعد الاهتمام بتنمية الحافظة من العوامل المهمة والرئيسية في تنمية الذهن علماً ان الذهن نفسه وعاء للحافظة والتخيل والاستدلال والابتكار وأن تطور أي من هذه الجوانب ينجم عنه نمو في الذهن، ولهذا اتسم دور الحافظة بصفتها من اجزاء الذهن بالأهمية البالغة.

إن كثيراً من الاخطاء بما فيها الكبيرة منها، ناجمة عن خطأ الحافظة؛ أي ان الشخص قد يرتكب خطأ في تسجيل وحفظ المعلومات والوقائع فيحفظها بشكل مغلوط في الذهن.. هنا تبرز أهمية المعلم وضرورته إذ ينبغي تحفيز الطفل على حفظ بعض المعلومات والاشعار والنصوص والعبارات بصورة صحيحة ودون أن يشعر بالملل أو التعب.

4ـ تنمية قوة التخيل: إن قوة التخيل في الإنسان منشأ الكثير من صور التفاؤل او التشاؤم فضلاً عن كونها أحياناً مدعاة لظهور الانحراف أو الفساد.

تتأصل الأفكار والتخيلات أحياناً في اعماق الطفل بحيث لا يستطيع إظهارها للعلن ببساطة بل ولا حتى التعبير عنها ذلك انها لم تتبلور امامه بشكل واضح. لو استطعنا ان نسارع في مثل هذه الحالات لنجدة الطفل ومساعدته في إعطاء صيغة وهيأة معينة فإننا نكون قد وفرنا الظروف من كافة الجوانب لبناء ذاته وإصلاحه.

إن الطفل قد يعاني ويرتعب من التخيلات المخيفة والكوابيس، وإن احدى مهام المعلم طرد الأوهام والكوابيس من مخيلته، ذلك إن الطفل يحمل في مخيلته فرضيات ربما لا يقبلها الاكبر منه سناً غير انها أمر واقع يعيشه ولا ينبغي توبيخه عليه بل يجب تفهيمه ان ما يفكر به مجرد خيال ليس إلا.

إن تنمية قوة التخيل أمر جيد شريطة أن لا تصل الى مرحلة نسج الخيال علماً أنه يتحقق حينما يكون فيه عاطلاً أو كسولاً. إن البطالة منشأ كثير من الانحرافات الخلقية والاضطرابات النفسية وأقل تبعاتها هي نسج الخيال.

5ـ تقوية حب الاستطلاع المفيد: إن الطفل يحب الاستطلاع انطلاقاً من فطرته وغريزته، ويجهد نفسه في البحث بغية معرفة ما خفي عنه من المعلومات اللازمة الأمر الذي قد يجره الى حيث الهاوية أو مكان سيء وحينها يُتهم بالشعوذة.

من الطبيعي ان الطفل سيواصل تذمره وشعوذته طالما لم يجد طريقاً جديداً لإرضاء فضوله الذي يتسبب عادة في عدم ارتياح المحيط، فالطفل لا يتورع عن القيام بأي شيء أو زج انفه في كل شيء من أجل إرضاء فضوله.

إن إشغال الطفل بموضوع إنشائي وتحفيزه على تناول جوانب مختلفة منه يعد بحد ذاته تمهيداً وأرضية لتربية وإرضاء فضول الطفل، كما أن وضع صورة أمام الطفل تدفعه لإعطاء شرح لها، وعلى كل حال يجب تنمية العاطفة والمحبة التي تدور في دائرة العقل والروح وتنبثق من فضول وتطلع الإنسان.

6ـ رفد الذهن بالمعلومات: من الأمور المهمة في تربية الذهن هي تخزين المعلومات بطريقة ما تعرف في الفقه بقاعدة الاستصحاب، أي ان يقوم الطفل بتذكر بعض الأمور عبر رؤيته لشيء آخر وهذه العملية مؤثرة جداً في تربية الذهن.

إن القدرة على التداعي والاستصحاب الذي حيّزه الضمير تساعد في الربط بسرعة بين الأمور مما يعني إمكانية حل الكثير من المشاكل. لا بد من ملء الذهن ولكن ليس بالمواضيع التافهة والخرافية؛ لأن ذلك ليس فقط لا يلئم جرحاً بل وينهك الذهن أيضاً.

لا ينبغي ملء الذهن بالمواضيع الخرافية التي لا أساس علمياً لها بل وحتى القضايا العملية لأن ذلك قد يؤدي الى ايجاد ردة فعل سلبية لديه واتعابه والخلط بين الأمور في بعض الأحيان.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي