الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
دور العلوم الإنسانية
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة: ص15ـ16
2-1-2017
4060
في خضم هذه الأزمة العظيمة التي يعيشها جيلنا الحاضر، فإن العلوم الإنسانية غفلت بدورها عن واجبها الأساسي، ووقعت في أحضان تلك المفاسد أكثر من اي برهة، فلسنا نجد في اي فترة زمنية قد تخلت العلوم عن الالتزام الأخلاقي كما هي عليه اليوم، فعندما يطرح شعار العلم من أجل العلم، وعندما يكون العلم وسيلة للكسب، وليس لخدمة الإنسانية، وعندما تفقد العلوم موضوعها الأساس، فهل سيكون وضع العالم أفضل مما هو عليه الآن؟
يقول (اريك فروم): إن علم النفس في عصرنا الحاضر قد فقد موضوعه الأساس اي موضوع البحث في قضايا النفس الإنسانية. فالوجدان الإنساني يمتلك طريقاً واسلوباً للحكم على القيم، وقد سعى علم النفس اليوم لإخراج الوجدان من دائرة بحثه، وانشغل بقضايا اقل أهمية، ولا علاقة لها بروح الإنسان ونفسه، ونتيجة لذلك صرنا اليوم نواجه هذه المسألة وهي ان الجو الفكري والعاطفي الذي كان يبحث فيه علم النفس وأحياناً الفلسفة أيضاً والجوانب المتعلقة بالآثار الروحية وتقوى الإنسان وسعادته قد تُركت جانباً، واضحى جل اهتمامه بالجوانب المادية والمخبرية.
في حين ان العلوم عامة، والعلوم الإنسانية خاصة ينبغي ان تكون في خدمة الإنسان، وان تقدم له طريقة فضلى للاستمرار بحياة مشرّفة، ولتحد من انتشار الثقافة العدائية، ولئلا يستثمر الإنسان مستقبله في تطوير الرصاص والقنابل، التي لا تستهدف إلا الإنسان نفسه.