1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

التوحيد

النظر و المعرفة

اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته

صفات الله تعالى

الصفات الثبوتية

القدرة و الاختيار

العلم و الحكمة

الحياة و الادراك

الارادة

السمع و البصر

التكلم و الصدق

الأزلية و الأبدية

الصفات الجلالية ( السلبية )

الصفات - مواضيع عامة

معنى التوحيد و مراتبه

العدل

البداء

التكليف

الجبر و التفويض

الحسن و القبح

القضاء و القدر

اللطف الالهي

مواضيع عامة

النبوة

اثبات النبوة

الانبياء

العصمة

الغرض من بعثة الانبياء

المعجزة

صفات النبي

النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

الامامة

الامامة تعريفها ووجوبها وشرائطها

صفات الأئمة وفضائلهم

العصمة

امامة الامام علي عليه السلام

إمامة الأئمة الأثني عشر

الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف

الرجعة

المعاد

تعريف المعاد و الدليل عليه

المعاد الجسماني

الموت و القبر و البرزخ

القيامة

الثواب و العقاب

الجنة و النار

الشفاعة

التوبة

فرق و أديان

علم الملل و النحل ومصنفاته

علل تكون الفرق و المذاهب

الفرق بين الفرق

الشيعة الاثنا عشرية

أهل السنة و الجماعة

أهل الحديث و الحشوية

الخوارج

المعتزلة

الزيدية

الاشاعرة

الاسماعيلية

الاباضية

القدرية

المرجئة

الماتريدية

الظاهرية

الجبرية

المفوضة

المجسمة

الجهمية

الصوفية

الكرامية

الغلو

الدروز

القاديانيّة

الشيخية

النصيرية

الحنابلة

السلفية

الوهابية

شبهات و ردود

التوحيـــــــد

العـــــــدل

النبـــــــوة

الامامـــــــة

المعـــاد

القرآن الكريم

الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)

الزهراء (عليها السلام)

الامام الحسين (عليه السلام) و كربلاء

الامام المهدي (عليه السلام)

إمامة الائمـــــــة الاثني عشر

العصمـــــــة

الغلـــــــو

التقية

الشفاعة والدعاء والتوسل والاستغاثة

الاسلام والمسلمين

الشيعة والتشيع

اديان و مذاهب و فرق

الصحابة

ابو بكر و عمر و عثمان و مشروعية خلافتهم

نساء النبي (صلى الله عليه واله و سلم)

البكاء على الميت و احياء ذكرى الصاحين

التبرك و الزيارة و البناء على القبور

الفقه

سيرة و تاريخ

مواضيع عامة

مقالات عقائدية

مصطلحات عقائدية

أسئلة وأجوبة عقائدية

التوحيد

اثبات الصانع ونفي الشريك عنه

اسماء وصفات الباري تعالى

التجسيم والتشبيه

النظر والمعرفة

رؤية الله تعالى

مواضيع عامة

النبوة والأنبياء

الإمامة

العدل الإلهي

المعاد

القرآن الكريم

القرآن

آيات القرآن العقائدية

تحريف القرآن

النبي محمد صلى الله عليه وآله

فاطمة الزهراء عليها السلام

الاسلام والمسلمين

الصحابة

الأئمة الإثنا عشر

الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

أدلة إمامة إمير المؤمنين

الإمام الحسن عليه السلام

الإمام الحسين عليه السلام

الإمام السجاد عليه السلام

الإمام الباقر عليه السلام

الإمام الصادق عليه السلام

الإمام الكاظم عليه السلام

الإمام الرضا عليه السلام

الإمام الجواد عليه السلام

الإمام الهادي عليه السلام

الإمام العسكري عليه السلام

الإمام المهدي عليه السلام

إمامة الأئمة الإثنا عشر

الشيعة والتشيع

العصمة

الموالات والتبري واللعن

أهل البيت عليهم السلام

علم المعصوم

أديان وفرق ومذاهب

الإسماعيلية

الأصولية والاخبارية والشيخية

الخوارج والأباضية

السبئية وعبد الله بن سبأ

الصوفية والتصوف

العلويين

الغلاة

النواصب

الفرقة الناجية

المعتزلة والاشاعرة

الوهابية ومحمد بن عبد الوهاب

أهل السنة

أهل الكتاب

زيد بن علي والزيدية

مواضيع عامة

البكاء والعزاء وإحياء المناسبات

احاديث وروايات

حديث اثنا عشر خليفة

حديث الغدير

حديث الثقلين

حديث الدار

حديث السفينة

حديث المنزلة

حديث المؤاخاة

حديث رد الشمس

حديث مدينة العلم

حديث من مات ولم يعرف إمام زمانه

احاديث متنوعة

التوسل والاستغاثة بالاولياء

الجبر والاختيار والقضاء والقدر

الجنة والنار

الخلق والخليقة

الدعاء والذكر والاستخارة

الذنب والابتلاء والتوبة

الشفاعة

الفقه

القبور

المرأة

الملائكة

أولياء وخلفاء وشخصيات

أبو الفضل العباس عليه السلام

زينب الكبرى عليها السلام

مريم عليها السلام

ابو طالب

ابن عباس

المختار الثقفي

ابن تيمية

أبو هريرة

أبو بكر

عثمان بن عفان

عمر بن الخطاب

محمد بن الحنفية

خالد بن الوليد

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

عمر بن عبد العزيز

شخصيات متفرقة

زوجات النبي صلى الله عليه وآله

زيارة المعصوم

سيرة وتاريخ

علم الحديث والرجال

كتب ومؤلفات

مفاهيم ومصطلحات

اسئلة عامة

أصول الدين وفروعه

الاسراء والمعراج

الرجعة

الحوزة العلمية

الولاية التكوينية والتشريعية

تزويج عمر من ام كلثوم

الشيطان

فتوحات وثورات وغزوات

عالم الذر

البدعة

التقية

البيعة

رزية يوم الخميس

نهج البلاغة

مواضيع مختلفة

الحوار العقائدي

* التوحيد

* العدل

* النبوة

* الإمامة

* المعاد

* الرجعة

* القرآن الكريم

* النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

* أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

* فضائل النبي وآله

* الإمام علي (عليه السلام)

* فاطمة الزهراء (عليها السلام)

* الإمام الحسين (عليه السلام) وكربلاء

* الإمام المهدي (عجل الله فرجه)

* زوجات النبي (صلى الله عليه وآله)

* الخلفاء والملوك بعد الرسول ومشروعية سلطتهم

* العـصمة

* التقيــة

* الملائكة

* الأولياء والصالحين

* فرق وأديان

* الشيعة والتشيع

* التوسل وبناء القبور وزيارتها

* العلم والعلماء

* سيرة وتاريخ

* أحاديث وروايات

* طُرف الحوارات

* آداب وأخلاق

* الفقه والأصول والشرائع

* مواضيع عامة

العقائد الاسلامية : العدل : الحسن و القبح :

الله ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻭﻻ ﻳﺨﻞ ﺑﺎﻟﻮﺍﺟﺐ

المؤلف:  المحقق الحلي

المصدر:  المسلك في اصول الدين وتليه الرسالة الماتعية

الجزء والصفحة:  ص 88

20-11-2014

1034

[بحث] في ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻭﻻ ﻳﺨﻞ ﺑﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻭﻻ ﺑﺪ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﻴﺎﻥ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ، ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﺟﻮﻩ :

ﺍﻷﻭﻝ: ﺃﻧﻪ ﺛﺒﺖ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻘﺪﻭﺭ، ﻭﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻣﻘﺪﻭﺭ، ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻴﻪ.

ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﻦ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻳﺸﺘﺮﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻛﻮﻥ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺣﺮﻛﺔ ﻣﺜﻼ ﺃﻭ ﺳﻜﻮﻧﺎ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺨﺘﻠﻔﺎﻥ ﺑﺎﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻌﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ، ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺃﻣﻮﺭ ﻋﺎﺭﺿﺔ، ﻭﺍﻟﻌﺮﺿﻲ ﻟﻴﺲ ﺩﺍﺧﻼ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻤﺎﺛﻠﺘﻬﺎ.

ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺬﻳﺐ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﺇﺟﻤﺎﻋﺎ، ﻓﻠﻮ ﺃﺳﻠﻢ ﻟﻢ ﻳﺨﻞ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﻗﺘﺪﺍﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺬﻳﺒﻪ ﺃﻭ ﻻ ﻳﺨﺮﺝ، ﻭﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻝ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﻋﻦ ﺍﻻﻗﺘﺪﺍﺭ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﺐ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ. ﺍﺣﺘﺞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻟﺼﺢ ﻣﻨﻪ ﻓﻌﻠﻪ، ﻟﻜﻦ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﻨﻪ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺤﺘﺎﺟﺎ ﺃﻭ ﺟﺎﻫﻼ ﺑﻘﺒﺤﻪ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻻ ﻳﺪﻝ ﺇﻻ ﻭﺍﻟﻤﺪﻟﻮﻝ ﺛﺎﺑﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻷﻣﺮ، ﻓﻴﻠﺰﻡ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﺎﺭﺉ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺟﺎﻫﻼ ﺃﻭ ﻣﺤﺘﺎﺟﺎ، ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ. ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻗﺮﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻟﻜﺎﻥ ﻣﻊ ﻓﻌﻠﻪ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻭﺍﻟﺤﺎﺟﺔ، ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺪﻝ، ﻭﺍﻟﻘﺴﻤﺎﻥ ﺑﺎﻃﻼﻥ.

ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻗﻮﻟﻪ: " ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻟﺼﺢ ﻣﻨﻪ ﻓﻌﻠﻪ ". ﻗﻠﻨﺎ: ﻫﺬﺍ ﻣﺴﻠﻢ. ﻗﻮﻟﻪ: " ﻟﻮ ﺻﺢ ﻣﻨﻪ ﻓﻌﻠﻪ ﻟﺰﻡ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ". ﻗﻠﻨﺎ: " ﻻ ﻧﺴﻠﻢ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻣﻊ ﻓﻌﻠﻪ ﻻ ﻣﻊ ﺇﻣﻜﺎﻥ ﻓﻌﻠﻪ، ﻟﻜﻦ ﻓﻌﻠﻪ ﻣﺤﺎﻝ، ﻻ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ، ﺑﻞ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﺣﻜﻴﻤﺎ ﻏﻴﺮ ﺟﺎﻫﻞ ﻭﻻ ﻣﺤﺘﺎﺝ، ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻻ ﻳﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻟﺤﺼﻮﻝ ﻣﺎﻧﻊ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺇﻳﻘﺎﻉ ﺍﻟﻔﻌﻞ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻳﻮﺻﻒ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﺯﻻ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ، ﻣﻊ ﺍﻣﺘﻨﺎﻉ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺃﺯﻻ، ﻷﻥ ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻻ ﻟﻌﺪﻡ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﺑﻞ ﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﺍﻟﻔﻌﻞ.

ﻭﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺫﻟﻚ، ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻭﻻ ﻳﺨﻞ ﺑﺎﻟﻮﺍﺟﺐ، ﻷﻧﻪ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﻘﺒﺢ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻭﻋﺎﻟﻢ ﺑﺎﺳﺘﻐﻨﺎﺋﻪ ﻋﻨﻪ، ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ [ﺇﻟﻰ] ﻓﻌﻠﻪ. ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻻ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺇﻻ ﻣﻀﻄﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻐﻦ ﺑﺎﻟﺤﺴﻦ ﻋﻨﻪ، ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﺽ، ﻭﺃﻣﻜﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﺤﺴﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮﺍﺀ، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﻘﺒﻴﺢ ﻭﺍﻟﺤﺎﻝ ﻫﺬﻩ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﺿﺮﻭﺭﻱ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻔﻌﻞ ﻟﺤﺴﻨﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﻟﻠﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ، ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺪ ﻳﺮﺷﺪ ﺍﻟﻀﺎﻝ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻓﻪ، ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﺍﺟﻴﺎ ﻟﻠﻨﻔﻊ ﺍﻟﺪﻧﻴﻭﻱ ﻣﻦ ﺷﻜﺮ ﻭﻻ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻻ ﻟﻸﺧﺮﻭﻱ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪﻩ، ﻭﻻ ﻭﺟﻪ ﻳﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻪ ﺇﻻ ﺣﺴﻨﻪ ﻻ ﻏﻴﺮ.

ﻭﺇﺫﺍ ﺗﻠﺨﺼﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ، ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﻠﻒ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻄﺎﻕ، ﻟﻘﺒﺤﻪ، ﻭﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻣﻦ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﻋﺒﺎﺩﻩ، ﻷﻥ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻣﺴﺎﻭﻳﺔ ﻟﻠﻘﺒﻴﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺢ، ﻓﻜﻤﺎ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻣﻨﻪ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ [ﺃﻥ] ﻻ ﻳﺮﻳﺪﻩ. ﻭﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﻭﺷﺮ ﻣﻘﻀﻴﺔ، ﻭﻳﺠﺐ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﺑﻬﺎ، ﻭﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻣﻘﻀﻴﺔ، ﻻ ﺑﻤﻌﻨﻰ (1) ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺨﻠﻮﻗﺔ ﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ، ﺑﻞ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺄﻣﻮﺭ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻣﻨﻬﺎ، (2) ﺃﻭ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﺃﻋﻠﻤﻨﺎ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺛﻮﺍﺏ ﻭﻋﻘﺎﺏ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻛﻘﻮﻟﻪ: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ} [الإسراء: 4] ﺃﻱ ﺃﻋﻠﻤﻨﺎﻫﻢ.

ﻭﻣﻘﺪﺭﺓ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻭﺍﻟﻤﻨﺪﻭﺏ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺡ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻗﺪﺭﻫﺎ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻋﻠﻤﻨﺎ ﺣﺎﻟﻪ، ﺃﻭ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺛﻮﺍﺏ ﻭﻋﻘﺎﺏ، ﻻ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﺧﻠﻘﻬﺎ. (3) ﻭﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﻳﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﻖ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} [فصلت: 17] ﻭﺇﻣﺎ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﺃﻭ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﺪﻭﺍﻋﻲ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻷﻟﻄﺎﻑ. ﻭﺍﻟﻀﻼﻝ ﻳﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ، ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 8] ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺪ، ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻨﺎﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ، ﻭﻳﻨﻘﺾ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻩ، ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺒﺮ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﻻ ﻳﺮﺿﺎﻩ (4) ، ﻭﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:{وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ} [غافر: 31].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ : ﻏﻴﺮ ﻣﻘﻀﻴﺔ ﻻ ﺑﻤﻌﻨﻰ، ﻭﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻛﻠﻤﺔ ﻏﻴﺮ، ﺃﻭ ﻛﻠﻤﺔ ﻻ.

(2) ﻛﺬﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ. ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ: ﺑﻞ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﺄﻣﻮﺭ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻣﻨﻬﺎ.

(3) ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻮﺍﻣﻊ 138: ﻭﻗﻊ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻭﺗﻄﺎﺑﻖ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻥ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺑﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺪﺭﻩ، ﻭﻳﺴﺘﻌﻤﻼﻥ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻥ ﺛﻼﺛﺔ: ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺍﻹﻳﺠﺎﺩ... ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﻹﻳﺠﺎﺏ... ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻹﺧﺒﺎﺭ... ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ﻳﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ. ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ: ﻓﻸﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺃﻓﻌﺎﻟﻨﺎ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺪﺭ: ﻓﻸﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻴﻦ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ، ﻭﻛﺘﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﻅ، ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ ﻟﻠﻤﻼﺋﻜﺔ... ﺭﺍﺟﻊ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺹ 175 ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ.

(4) ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} [الزمر: 7] .

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي