الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
أثر الايمان في الطفل
المؤلف: محمد تقي فلسفي
المصدر: الطفل بين الوراثة والتربية
الجزء والصفحة: ج2، ص144ـ145
27-12-2016
2863
إن الطفل الذي يتربى على أساس الإيمان بالله منذ البداية يمتاز بإرادة قوية وروح متضامنة ، تظهر عليه امارات الشهامة والنبل منذ الصغر، وتطفح كلماته وعباراته بحقائق ناصعة وصريحة.
وكمثل على ذلك نأخذ الصديق يوسف، فقد كان ابن النبي يعقوب. هذا الطفل المحبوب تلقى درس الإيمان بالله من أبيه العظيم، ونشأ طفلاً مؤمناً في حجر يعقوب... لقد نقم إخوته الكبار منه وصمّموا على إيذائه، فأخذوا الطفل معهم الى الصحراء وبعد أساليب مؤلمة ووحشية فكروا في قتله، ثم انصرفوا عن هذه الفكرة الى القائه في البئر... وكانت النتيجة أن بيع الطفل الى قافلة مصرية، وبصدد معرفة عمره عندما ألقي في البئر يقول أبو حمزة : (قلت لعلي بن الحسين (عليه السلام) ابنَ كم كان يوسف يوم ألقوه في الجب ٌ فقال : ابن تسع سنين) (1).
ماذا يتوقع من طفل لا يتجاوز عمره التسع سنوات في مثل هذه الظروف الحرجة والمؤلمة؟ أليس الجواب هو الجزع والاضطراب؟!! في حين أن قوة الإيمان كانت قد منحت يوسف حينذاك مقدرة عجيبة وتضامنا فائقاً، ففي الحديث: (لما أخرج يوسف من الجب واشتري قال لهم قائل : استوصوا بهذا الغريب خيراً. فقال لهم يوسف : من كان مع الله فليس في غربة) (2).
ونظير هذا نجده في قصة الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم) مع مرضعته حليمة السعدية. تقول حليمة : لما بلغ محمد (ص) الثالثة من عمره قال لي :
ـ أماه ، أين يذهب إخوتي نهار كل يوم ؟.
فأجبته : يخرجون الى الصحراء لرعي الأغنام .
قال : لماذا لا يصحبوني معهم ؟.
فقلت له : هل ترغب في الذهاب معهم؟ .
قال : نعم.
فلما أصبح دهنّته وكحّلته وعلّقت في عنقه خيطاً فيه جزَع يمانية ، فنزعها ثم قال لي : (مهلاً يا أماه، فإن معي من يحفظني ) (3).
الإيمان بالله هو الذي يجعل الطفل في الثالثة حراً وقوي الإرادة بهذه الصورة.
______________
1ـ تفسير البرهان :ص 495.
2ـ مجموعة ورام :ج1، ص33.
3ـ بحار الأنوار للعلامة المجلسي :ج6، ص92.