الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
النفاق
المؤلف: محمد مهدي النراقي
المصدر: جامع السعادات
الجزء والصفحة: ج2 , ص423-369.
6-10-2016
1834
هو مخالفة السر و العلن ، سواء كان في الايمان أو في الطاعات أو في المعاشرات مع الناس و سواء قصد به طلب الجاه و المال أم لا , و على هذا فهو أعم من الرياء مطلقا ، و ان خص بمخالفة القلب و اللسان أو بمخالفة الظاهر و الباطن في معاملة الناس و مصاحبتهم ، فبينهما عموم و خصوص من وجه , و على التقادير، إن كان باعثه الجبن فهو من رذائل قوة الغضب من جانب التفريط ، و ان كان باعثه طلب الجاه فهو من رذائلها من جانب الإفراط و إن كان منشأه تحصيل مال أو منكح فهو من رداءة قوة الشهوة و لا ريب في أنه من المهلكات العظيمة وقد تعاضدت الآيات و الأخبار على ذمه , و أشد أنواع النفاق - بعد كفر النفاق - كون الرجل ذا وجهين و لسانين ، بأن يمدح أخاه المسلم في حضوره و يظهر له المحبة و النصيحة ، و يذمه في غيبته و يؤذيه بالسب و السعاية إلى الظالمين و هتك عرضه و اتلاف ماله و غير ذلك ، و بأن يتردد بين متعاديين و يتكلم لكل واحد بكلام يوافقه و يحسن لكل واحد منهما ما هو عليه من المعاداة مع صاحبه و يمدحه على ذلك ، أو يعد كل واحد منهما أنه ينصره ، أو ينقل كلام كل واحد الى الآخر.
وهذا شر من النميمة التي هي النقل من أحد الجانبين , و بالجملة هو بجميع أقسامه مذموم محرم قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) «من كان له وجهان في الدنيا ، كان له لسانان من نار يوم القيامة» .
وقال (صلى اللّه عليه و آله): «تجدون من شر عباد اللّه يوم القيامة ذا الوجهين : الذي يأتي هؤلاء بوجه و هؤلاء بوجه» , و قال (صلى اللّه عليه و آله) : «يجيء يوم القيامة ذو الوجهين دالعا لسانه في قفاه و آخر من قدامه يلتهبان نارا حتى يلتهبان خده ، ثم يقال : هذا الذي كان في الدنيا ذا وجهين و ذا لسانين ، يعرف بذلك يوم القيامة» , و ورد في التوراة «بطلت الأمانة و الرجل مع صاحبه بشفتين مختلفتين ، يهلك اللّه يوم القيامة كل شفتين مختلفتين», وعن علي بن اسباط ، عن عبد الرحمن بن حماد ، رفعه قال : قال اللّه تبارك و تعالى لعيسى : «يا عيسى ليكن لسانك في السر و العلانية لسانا واحد ، و كذلك قلبك ، إني احذرك نفسك ، و كفى بي خبيرا! لا يصلح لسانان في فم واحد ، و لا سيفان في غمد واحد ، و لا قلبان في صدر واحد و كذلك الاذهان!» , و قال الباقر (عليه السلام) : «لبئس العبد عبد يكون ذا وجهين و ذا لسانين يطرى أخاه شاهدا و يأكله غائبا ، إن أعطى حسده و ان ابتلى خذله».
ثم لا يخفى أن الدخول على المعتادين و المجاملة مع كل منهما قولا و فعلا لا يوجب كونه منافقا ولا ذا لسانين إذا كان صادقا ، إذ الواحد قد يصادق متعاديين ، و لكن صداقة ضعيفة ، إذ الصداقة التامة تقتضى معاداة الأعداء و كذا من ابتلى بذي شر يخاف شره ، يجوز أن يجامله و يتقيه و يظهر له في حضوره من المدح و المحبة ما لم يعتقد به قلبه ، و هو معنى المداراة ، و هو وان كان نفاقا إلا أنه جائز شرعا للعذر، قال اللّه سبحانه : {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ} [المؤمنون : 96].
وروى : «أنه استأذن رجل على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) فقال : ائذنوا له فبئس رجل العشيرة , فلما دخل ألان له القول ، حتى ظن أن له عنده منزلة , فلما خرج ، قيل له : لما دخل قلت الذي قلت ثم ألنت له القول؟! فقال : إن شر الناس منزلة عند اللّه يوم القيامة من اكرمه الناس اتقاء لشره» , و يدل على جواز ذلك جميع أخبار التقية و اخبار المداراة , و في خبر: «ما وقى المرء به عرضه فهو له صدقة».
وقال بعض الصحابة : «كنا نبشر في وجوه أقوام نلعنهم بقلوبنا» , ثم جواز ذلك انما إذا اضطر إلى الدخول على ذي الشر و مدحه مظنة الضرر أما لو كان مستغنيا عن الدخول و الثناء أو عن أحدهما ، و مع ذلك أبدى بلسانه ما ليس في قلبه من المدح ، فهو نفاق محرم.
ثم ضد النفاق استواء السر و العلانية ، أو كون الباطن خيرا من الظاهر، و هو من شرائف الصفات ، و كان الاتصاف به و الاجتناب من النفاق أهم مقاصد المؤمنين من الصدر الأول , و من تأمل في ما ورد في ذم النفاق و في مدح موافقة الباطن مع الظاهر، و تقدم الروية في كل قول و فعل لم يصعب عليه أن يحافظ نفسه من رذيلة النفاق.