الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
شهوة البطن
المؤلف: السيد عبد الله شبر
المصدر: الأخلاق
الجزء والصفحة: ج2، ص 9 ـ 15
2-8-2022
2871
اعلم أن البطن على التحقيق ينبوع الشهوات ومنبت الأدواء والآفات، إذ يتبعها شهوة الفرج وشدة الشبق (1) إلى المنكوحات، ثم يتبع شهوة المطعم والمنكح شدة الرغبة في المال والجاه اللذين هما الوسيلة إلى التوسع في المطعومات والمنكوحات، ويتبع استكثار المال والجاه أنواع الرعونات (2) وضروب المنافسات والمحاسدات، ويتولد من ذلك آفة الرياء وغائلة (3) التفاخر والتكاثر والكبرياء، ثم يتداعى ذلك إلى الحسد والحقد والعداوة والبغضاء، ثم يفضي ذلك بصاحبه إلى اقتحام البغي والمنكر والفحشاء، وكل ذلك ثمرة إهمال المعدة وما يتولد من بطر (4) الشبع والامتلاء.
ولو ذلل العبد نفسه بالجوع وضيق مجاري الشيطان لأذعنت (5) نفسه لطاعة الله ولم تسلك سبيل البطر والطغيان، ولم ينجر به ذلك إلى الانهماك في الدنيا وإيثار العاجلة على العقبى، ولم يتكالب (6) هذا التكالب على الدنيا (7).
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يدخل ملكوت السماوات قلب من ملأ بطنه (8).
وقال (صلى الله عليه وآله): الفكر نصف العبادة، وقلة الطعام هي العبادة (9).
وقال (صلى الله عليه وآله): لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب، فان القلب كالزرع (10) يموت إذا كثر (11) عليه الماء (12).
وقال (صلى الله عليه وآله): ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه، حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان هو فاعلا لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه (13).
وعنه (صلى الله عليه وآله): إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم، فضيقوا مجاريه بالجوع والعطش (14).
وقال الصادق (عليه السلام): إن البطن ليطغى من أكلة، وإن أقرب ما يكون العبد إلى الله تعالى إذا خف بطنه، وأبغض ما يكون العبد إلى الله تعالى إذا امتلأ بطنه (15).
وعنه (عليه السلام) (16) قال: ليس لابن آدم بد من أكلة يقيم بها صلبه، فإذا أكل أحدكم طعاماً فليجعل ثلث بطنه للطعام وثلث بطنه للشراب وثلثه للنفس (17)، ولا تسمنوا سمن (18) الخنازير للذبح (19).
وقال الباقر (عليه السلام): ما من شيء أبغض إلى الله تعالى (20) من بطن مملوء (21).
وقال لقمان لابنه: يا بي إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة، وخرست الحكمة، وقعدت الأعضاء عن العبادة (22).
وفوائد الجوع كثيرة:
الأولى: صفاء القلب واتقاد (23) القريحة (24) ونفاذ البصيرة، فإن الشبع يورث البلادة (25) ويعمي القلب ويكثر البخار في الدماغ كشبه السكر.
الثانية: رقة القلب وصفاؤه الذي به يتهيأ لإدراك لذة المناجاة والتأثر بالذكر (26).
الثالثة: الانكسار والذل وزوال البطر والفرح والأشر (27) الذي هو مبدأ طغيان والغفلة عن الله.
الرابعة: أن لا ينسى بلاء الله وعذابه، ولا ينسى أهل البلاء، فإن الشبعان ينسى الجائعين وينسى الجوع، والفطن (28) لا يشاهد بلاء إلا ويتذكر بلاء الآخرة، فيتذكر بالجوع جوع أهل النار وأن {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ * لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ} [الغاشية: 6، 7]، وبالعطش عطشهم وعطش أهل المحشر في عرصات (29) القيامة.
الخامسة: كسر شهوات المعاصي كلها والاستيلاء على النفس الأمارة بالسوء، قال تعالى: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} [يوسف: 53].
فإن منشأ المعاصي كلها الشهوات والقوى، ومادة الشهوات والقوى الأطعمة والأشربة.
السادسة: دفع النوم ودوام السهر، فإن من شبع شرب كثيرا، ومن كثر شربه كثر نومه، وفي كثرة النوم ضياع العمر وفوت التهجد وبلادة الطبع وقساوة القلب.
السابعة: تيسير المواظبة على العبادة، لأن كثرة الأكل تحتاج إلى زمان يشتغل فيه بالأكل وتحصيله وتحصيل الآلة وأسبابه، والاشتغال بإدخاله وإخراجه.
الثامنة: صحة البدن ودفع الأمراض، فإن سببها كثرة الأكل وحصول فضول الأخلاط في المعدة والعروق، ثم المرض يمنع العبادات ويشوش القلب ويمنع من الذكر والفكر ويحوج إلى الفصد (30) والحجامة (31) والدواء والطبيب، وإلى مؤن وتبعات لا يخلو الإنسان فيها بعد التعب من أنواع المعاصي.
قال (عليه السلام) (32): المعدة بيت الداء، والحمية رأس كل دواء (33)، وأعط كل بدن ما عودته (34).
التاسعة: خفة المؤونة.
العاشرة: التمكن من الإيثار والتصدق بالفاضل عن الضروري (35).
وفي مصباح الشريعة: قال الصادق (عليه السلام): قلة الأكل محمودة على كل حال وعند كل قوم، لأن فيها المصلحة للظاهر والباطن، والمحمود من المأكول أربعة: ضرورة، وعدة، وفتوح، وقوت. فالضرورة للأصفياء، والعدة لقوم الأتقياء، والفتوح للمتوكلين، والقوت للمؤمنين.
وليس شيء أضر لقلب المؤمن من كثرة الأكل، وهي مورثة شيئين: قسوة القلب، وهيجان الشهوة. والجوع ادام للمؤمن، وغذاء للروح، وطعام للقلب، وصحة للبدن (36) - الحديث.
واعلم أنه حيث كان طبع الانسان طالبا لغاية الشبع جاء الشرع في المبالغة في الجوع، حتى يكون الطبع باعثاً والشرع مانعاً، فيتقاومان، ويحصل الاعتدال والوسط المطلوب في جميع الأخلاق والأحوال، فالأفضل حينئذ بالإضافة إلى الطبع المعتدل أن يأكل بحيث لا يحس بثقل المعدة ولا بألم الجوع، فإن المقصود من الأكل بقاء الحياة وقوة العبادة، وثقل الطعام يمنع العبادة وألم الجوع أيضاً يشغل القلب ويمنع منها، فالمقصود أن يأكل أكلا معتدلا بحيث لا يبقى للأكل فيه أثر، ليكون متشبهاً بالملائكة، فإنهم مقدسون عن ثقل الطعام وألم الجوع(37).
واليه الإشارة بقوله تعالى: {َكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا} [الأعراف: 31].
والقوام فيه أن لا يأكل طعاماً ولا يشرب شراباً حتى يشتهيه، ويكف نفسه عنهما وهي تشتهيه(38).
______________________
(1) الشبق: شدة الغلمة وطلب النكاح. يقال: رجل شبق وامرأة شبقة. وشبق الرجل، بالكسر، شبقا، فهو شبق: اشتدت غلمته، وكذلك المرأة.
لسان العرب، ابن منظور: 10 / 171. مادة "شبق".
(2) رعن: الأرعن: الأهوج في منطقه المسترخي. والرعونة: الحمق والاسترخاء، رجل أرعن وامرأة رعناء، بينا الرعونة والرعن أيضا.
لسان العرب، ابن منظور: 13 / 182، مادة "رعن".
(3) الغوائل جمع غائلة: وهي: الحقد. يقال: غاله يغوله غولا من باب قال: اذا ذهب به وأهلكه. مجمع البحرين، الشيخ الطريحي: 3 / 339، مادة ”غول”.
(4) البطر: الطغيان عند النعمة وطول الغنى.
لسان العرب، ابن منظور: 4 / 69، مادة "بطر".
(5) أذعن له: خضع وذل وأقر وأسرع في الطاعة وانقاد كذعن، كفرح.
القاموس المحيط، الفيروزآبادي: 4 / 225، فصل الذال.
(6) من المجاز: الكلب (الحرص)، كلب على الشيء كلبا إذا اشتد حرصه على طلب شيء.
تاج العروس، الزبيدي: 1 / 459، مادة "كلب".
(7) انظر: جامع السعادات، النراقي: 2 / 8، المقام الثالث، الشره؛ إحياء علوم الدين، الغزالي: 3 / 73، كتاب كسر الشهوتين.
(8) المحجة البيضاء، الفيض الكاشاني :5 / 146، باب كسر الشهوتين، بيان فضيلة الجوع وذم الشبع.
(9) المغني عن حمل الأسفار، أبو الفضل العراقي: 2 / 749، كتاب كسر الشهوتين/ ح2745.
(10) في شرح ابن أبي الحديد: "فإن القلب يموت بهما كالزرع".
(11) في شرح ابن أبي الحديد: "إذا أكثر".
(12) شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: 19 / 187، باب الحكم والمواعظ، نبذة من الأقوال الحكمية في حمد القناعة وقلة الكلام.
(13) المحجة البيضاء، الفيض الكاشاني: 5 / 147، كتاب كسر الشهوتين، بيان فضيلة الجوع وذم الشبع.
(14) اعلام الدين، الديلمي: 121، باب صفة المؤمن.
(15) انظر: المحاسن، البرقي: 2 / 446، كتاب المأكل، باب 44
النهي عن كثرة الطعام وكثرة الأكل، ح 6.
(16) أي: الإمام الصادق (عليه السلام).
(17) في الكافي: "وثلث بطنه للنفس".
(18) في الكافي: "تسمن".
(19) الكافي، الكليني: 6 / 269 ـ 270، كتاب الأطعمة، باب كراهية كثر الآكل/ح 9.
(20) في المحاسن: "إلى الله عز وجل".
(21) المحاسن، البرقي: 2 / 447، كتاب المآكل، باب النهي عن كثرة الطعام وكثرة الأكل/ح8.
(22) مجموعة ورام، ورام ابن أبي فراس: 1 / 102، باب تهذيب الأخلاق.
(23) وقد: وقدت النار توقدت، وبابه وعد، ووقودا بالضم ووقيدا بالفتح وقدة بالكسر ووقدا ووقدانا بفتحتين فيهما وأوقدها هو واستوقدها أيضا والاتقاد كالتوقد والوقود بالفتح الحطب وبالضم الاتقاد.
مختار الصحاح، الرازي: 374، باب الواو، مادة "وقد".
(24) قرحا: رماه به واستقبله به. الاقتراح: ارتجال الكلام. والاقتراح ابتدع الشيء تبتدعه وتقترحه من ذات نفسك من غير أن تسمعه، وقد اقترحه فيهما.
لسان العرب، ابن منظور: 2 / 558، مادة "قرح".
(25) البلادة ضد الذكاء. وقد بلد بالضم فهو بليد.
الصحاح، الجوهري: 2 / 449، مادة "بلد".
(26) قال السيد الخوئي: الذكر، هو: الصلاة.
كتاب الصلاة، السيد الخوئي: 3 / 184، فصل في القيام.
قال الكاشاني: قيل، هو: الدعاء.
بدائع الصنائع، أبو بكر الكاشاني: 2 / 136، فصل الوقوف بمزدلفة.
(27) الأشر: البطر. وقد أشر بالكسر يأشر أشرا، فهو أشر وأشران.
الصحاح، الجوهري: 2 / 579، مادة "أشر".
(28) الفطنة: كالفهم. والفطنة: ضد الغباوة. ورجل فطن بين الفطنة والفطن وقد فطن لهذا الأمر. وأما الفطن فذو فطنة للأشياء.
لسان العرب، ابن منظور: 13 / 323، مادة "فطن".
(29) العرصات: جمع عرصة، وقيل: هي كل موضع واسع لا بناء فيه.
لسان العرب، ابن منظور: 7 / 53، فصل العين المهملة، مادة "عرص".
(30) الفصد: شق العرق، فصده يفصده فصدا وفصادا، فهو مفصود وفصيد. لسان العرب، ابن منظور: 3 / 336، مادة "فصد".
(31) الحجم: فعل الحاجم، وقد حجمه يحجمه من باب قتل: شرطه، فهو محجوم، واسم الصناعة، حجامة بكسر الحاء. والمحجم بالكسر والمحجمة: الآلة الي يجمع فيها دم الحجامة عند المص.
مجمع البحرين، الطريحي :445 ـ 446 باب الحاء، مادة "حجم".
(32) النبي محمد (صلى الله عليه وآله).
(33) في العوالي: "والحمية رأس الدواء".
(34) عوالي اللئالي، ابن أبي جمهور الأحسائي: 2 / 30، الباب الأول في أحاديث المتعلقة بأبواب الفقه، المسلك الرابع، ح 72.
(35) انظر: إحياء علوم الدين، الغزالي: 3 / 77 ـ 80، كتاب كسر الشهوتين بيان فوائد الجوع وآفات الشبع.
(36) انظر: مصباح الشريعة، الامام الصادق (عليه السلام): 77، الباب 34 في الأكل.
(37) انظر: الحقايق في محاسن الأخلاق، الفيض الكاشاني: 67، الباب الثاني فيما يؤدي إلى مساوي الأخلاق، الفصل الأول الاعتدال في شهوتي البطن والفرج. إحياء علوم الدين، الغزالي: 3 / 76 ـ 80، كتاب كسر الشهوتين، بيان فوائد الجوع وآفات الشبع.
(38) طب الأئمة، ابنا بسطام: 60، لوجع الخاصرة.