x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
الرجاء من اللّه تعالى
المؤلف: ألسيد مهدي الصدر
المصدر: أخلاق أهل البيت
الجزء والصفحة: ص183-191
22-7-2016
1902
هو : انتظار محبوب تمهّدت أسباب حصوله ، كمَن زرَع بذراً في أرضٍ طيّبه ، ورعاه بالسقي والمداراة ، فرجا منه النتاح والنفع .
فإنْ لم تتمهّد الأسباب ، كان الرجاء حمقاً وغروراً ، كمَن زرع أرضاً سبخة وأهمل رعايتها وهو يرجو نتاجها .
والرجاء : هو الجناح الثاني من الخوف ، اللذان يطير بهما المؤمن إلى آفاق طاعة اللّه ، والفوز بشرف رضاه ، وكرَم نعمائه ، إذ هو باعث على الطاعة رغبةً كما يبعث الخوف عليها رهبة وفزعاً .
ولئن تَساند الخوف والرجاء على تهذيب المؤمن وتوجيهه ، وجهة الخير والصلاح ، بيد أنّ الرجاء أعذب مورداً ، وأحلى مذاقاً مِن الخوف ، لصدوره عن الثقة باللّه ، والاطمئنان بسعة رحمته ، وكرم عفوه ، وجزيل ألطافه .
وبديهيّ أنّ المطيع رغبةً ورجاءً ، أفضل منه رهبةً وخوفاً ، لذلك كانت تباشير الرجاء وافرة وبواعثه جمّة وآياته مشرّقة ، وإليك طرَفاً منها :
1 - النهي عن اليأس والقنوط .
قال تعالى : {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [الزمر : 53].
وقال تعالى : {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف : 87].
وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لرجلٍ أخرجه الخوف إلى القنوط لكثرة ذنوبه : ( أيا هذا يأسك مِن رحمةِ اللّه أعظمُ مِن ذنوبك ) (1) .
وقال النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) : ( يبعث اللّه المقنّطين يوم القيامة ، مغلبّةً وجوهُهُم ، يعني غلَبة السواد على البياض ، فيُقال لهم : هؤلاء المقنّطون مِن رحمة اللّه تعالى ) (2) .
2 - سعة رحمة اللّه وعظيم عفوه :
قال تعالى : {فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ} [الأنعام : 147].
وقال تعالى : {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ } [الرعد : 6] .
وقال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء : 48] .
وقال تعالى : {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام : 54].
وجاء في حديث عن النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) : ( لولا أنكّم تذنبون فتستغفرون اللّه تعالى لأتى اللّه تعالى بخلقٍ يذنبون ويستغفرون ، فيغفر لهم ، إنّ المؤمن مفتن توّاب ، أما سمِعت قول اللّه تعالى : {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ} [البقرة : 222] , الخبر (3) .
توضيح : المُفتَن التوّاب : هو مَن يقترف الذنوب ويُسارع إلى التوبة منها .
وقال الصادق ( عليه السلام ) : ( إذا كان يوم القيامة ، نشَر اللّه تبارك وتعالى رحمته ، حتّى يطمَع إبليس في رحمته ) (4) .
وعن سليمان بن خالد قال : ( قرأت على أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) هذه الآية : {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } [الفرقان : 70].
فقال : ( هذه فيكم ، إنّه يؤتَى بالمؤمن المذنب يوم القيامة ، حتّى يُوقَف بين يديّ اللّه عزَّ وجل فيكون هو الذي يلي حسابه ، فيوقفه على سيّئاته شيئاً فشيئاً ، فيقول : عملْت كذا في يوم كذا في ساعة كذا ، فيقول أعرف يا ربّي ، حتّى يوقفه على سيئاته كلّها ، كلّ ذلك يقول : أعرف . فيقول سترتها عليك في الدنيا ، وأغفرها لك اليوم ، أبدلوها لعبدي حسَنَات .
قال : فتُرفَع صحيفته للناس فيقولون : سُبحان اللّه ! أما كانت لهذا العبد سيّئة واحدة ، وهو قول اللّه عزَّ وجل : {فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان : 70] (5).
3 - حسن الظن باللّه الكريم : وهو أقوى دواعي الرجاء .
قال الرضا ( عليه السلام ) : ( أحسِن الظنّ باللّه ، فإنّ اللّه تعالى يقول : أنا عند ظنِّ عبدي بي ، إنْ خيراً فخيراً ، وإنْ شراً فشراً ) (6) .
وقال الصادق ( عليه السلام ) : ( آخر عبدٍ يؤمر به إلى النار ، يلتفت ، فيقول اللّه عزَّ وجل : أعجلوه ، فإذا أُتِيَ به قال له : يا عبدي ، لِمَ التفتّ ؟.
فيقول : يا ربِّ ، ما كان ظنِّي بك هذا ، فيقول اللّه عزَّ وجل : عبدي وما كان ظنُّك بي ؟.
فيقول : يا ربِّ ، كان ظنِّي بك أنْ تغفر لي خطيئتي وتُسكنَني جنَّتك .
فيقول اللّه : ملائكتي ، وعزَّتي وجلالي وآلائي وبلائي وارتفاع مكاني ، ما ظنَّ بي هذا ساعة من حياته خيراً قط ، ولو ظنَّ بي ساعة من حياته خيراً ما روّعته بالنار ، أجيزوا له كذِبه وأدخلوه الجنّة ) (7) .
ثُمّ قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : ( ما ظنَّ عبدٌ باللّه خيراً ، إلاّ كان اللّه عند ظنِّه به ، ولا ظنَّ به سوءاً إلاّ كان اللّه عند ظنِّه به ، وذلك قوله عزَّ وجل : {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [فصلت : 23] (8) .
4 - شفاعة النبيّ والأئمّة الطاهرين ( عليهم السلام ) لشيعتهم ومحبّيهم :
عن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : ( قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : إذا كان يوم القيامة ولّينا حساب شيعتنا ، فمَن كانت مظلمته فيما بينه وبين اللّه عزَّ وجل ، حكمنا فيها فأجابنا ، ومَن كانت مظلمته فيما بينه وبين الناس استوهبناها فوُهِبَت لنا ، ومَن كانت مظلمته فيما بينه وبيننا كنّا أحقُّ مَن عفى وصفَح ) (9) .
وأخرج الثعلبي في تفسيره الكبير بالإسناد إلى جرير بن عبد اللّه البجَلي قال : قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : ( ألا ومَن مات على حبِّ آل محمّدٍ مات شهيداً ، ألا ومَن مات على حبِّ آل محمّدٍ مات مغفوراً له ، ألا ومَن مات على حبِّ آل محمّدٍ مات تائباً ، ألا ومَن مات على حبِّ آل محمّدٍ مات مؤمناً مستكمل الإيمان ، ألا ومَن مات على حبِّ آل محمّدٍ بشّره ملَكُ الموت بالجنّة ثُمّ منكرٌ ونكير ، ألا ومن مات على حب آل محمّد يُزَفّ إلى الجنّة كما تزف العروس إلى بيت زوجها ، ألا ومَن مات على حبِّ آل محمّدٍ فُتِح له في قبره بابان إلى الجنّة ، ألا ومَن مات على حبِّ آل محمّدٍ جعل اللّه قبره مزار ملائكة الرحمة ، ألا ومن مات على حبِّ آل محمّدٍ مات على السنَّة والجماعة .
ألا ومَن مات على بغض آلِ محمّدٍ ، جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه : آيسٌ مِن رحمة اللّه ) .
وقد أرسله الزمخشري في تفسير آية المودّة مِن كشّافه إرسال المسلّمات ، رواه المؤلّفون في المناقب والفضائل مُرسَلاً مرّة ومسنداً تارات .
وأورد ابن حجَر في صواعقه (ص 103) حديثاً هذا لفظه : ( إنّ النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) خرَج على أصحابه ذات يوم ، ووجهه مشرقٌ كدائرة القمر فسأله عبد الرحمان بن عوف عن ذلك ، فقال ( صلّى اللّه عليه وآله ) : ( بشارةٌ أتتني مِن ربّي في أخي وابن عمّي وابنتي ، بأنّ اللّه زوّج عليّاً من فاطمة ، وأمَر رضوان خازن الجِنان فهزّ شجرةَ طوبى ، فحملت رقاقاً ( يعني صكاكاً ) بعدد محبّي أهل بيتي ، وأنشأ تحتها ملائكةً من نور ، دفع إلى كلّ ملَك صكاً ، فإذا استوت القيامة بأهلها ، نادت الملائكة في الخلائق ، فلا يبقى محبّ لأهل البيت ، إلاّ دَفعت إليه صكاً فيه فكاكه من النار ، فصار أخي وابن عمّي وابنتي فكاكَ رقابِ رجالٍ ونساء مِن أُمّتي من النار )(10) .
وجاء في الصواعق (ص96) لابن حجَر : ( أنّه قال : لمّا أنزل اللّه تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} [البينة : 8,7] .
قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) لعليّ ( عليه السلام ) : ( هُم أنتَ وشيعتُك ، تأتي أنتَ وشيعتُك يوم القيامة راضين مرضيّين ، ويأتي عدوّك غضابى مقمحين ) (11) .
5 - النوائب والأمراض كفارة لآثام المؤمن : قال الصادق ( عليه السلام ) : ( يا مفضّل ، إيّاك والذنوب ، وحذّرها شيعتنا ، فوَاللّه ما هي إلى أحدٍ أسرع منها إليكم ، إنّ أحدكم لتصيبه المعرّة من السلطان ، وما ذاك إلاّ بذنوبه ، وإنّه ليُصيبه السقَم ، وما ذاك إلاّ بذنوبه ، وإنّه ليحبس عنه الرزق وما هو إلاّ بذنوبه ، وإنّه ليُشدّد عليه عند الموت ، وما هو إلاّ بذنوبه ، حتّى يقول مَن حضَر : لقد غمّ بالموت .
فلمّا رأى ما قد دخَلني ، قال : ( أتدري لِمَ ذاك يا مفضّل ؟ ) قال : قلتُ لا أدري جُعلتُ فِداك .
قال : ( ذاك واللّه أنكم لا تؤاخذون بها في الآخرة وعُجلت لكم في الدنيا )(12) .
وعن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) قال : ( قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : قال اللّه تعالى : وعزّتي وجلالي ، لا أُخرِج عبداً من الدنيا وأنا أُريد أنْ أرحمه ، حتّى أستوفي منه كلّ خطيئةٍ عمِلها ، إمّا بسَقمٍ في جسَده ، وإمّا بضيقٍ في رزقه ، وإمّا بخوفٍ في دنياه ، فإنْ بقيت عليه بقيّة شدّدت عليه عند الموت) (13) .
وعن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : ( ما يزال الغمّ والهمّ بالمؤمن حتّى ما يدَع له ذنباً ) (14) .
وقال الصادق ( عليه السلام ) : ( إنّ المؤمن ليُهوَّل عليه في نومِه فيُغفَر له ذنوبه ، وإنّه ليُمتَهَنُ في بدنه فيغفر له ذنوبه ) (15) .
واقع الرجاء
وممّا يجدر ذكره : أنّ الرجاء كما أسلَفنا لا يُجدي ولا يُثمر ، إلاّ بعد توفّر الأسباب الباعثة على نجاحه ، وتحقيق أهدافه ، وإلاّ كان هوَساً وغروراً .
فمن الحُمق أنْ يتنكّب المرء مناهج الطاعة ، ويتعسّف طُرق الغواية والضلال ، ثُمّ يُمنّي نفسه بالرجاء ، فذلك غرورٌ باطل وخِداع مغرِّر .
ألا ترى عظَماء الخلْق وصفوتهم من الأنبياء والأوصياء والأولياء كيف تفانوا في طاعة اللّه عزَّ وجل ، وانهمكوا في عبادته ، وهُم أقرب الناس إلى كرم اللّه وأرجاهم لرحمته .
إذاً فلا قيمة للرجاء ، إلا بعد توفّر وسائل الطاعة ، والعمل للّه تعالى ، كما قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( لا يكون المؤمنُ مؤمناً ، حتّى يكون خائفاً راجياً ، ولا يكون خائفاً راجياً ، حتّى يكون عاملاً لما يخاف ويرجو ) (16) .
وقيل له ( عليه السلام ) : إنّ قوماً مِن مواليك يَلمّون بالمعاصي ، ويقولون نرجو .
فقال : ( كذِبوا ليسوا لنا بمَوَالِ ، أُولئك قومٌ ترجّحت بهم الأماني ، مَن رجا شيئاً عمِل له ومَن خاف شيئاً هربَ منه ) (17) .
الحكمة في الترجّي والتخويف
يختلف الناس في طباعهم وسلوكهم اختلافاً كبيراً ، فمِن الحكمة في إرشادهم وتوجيههم ، رعاية ما هو الأجدر بإصلاحهم مِن الترجّي والتخويف فمِنهم مَن يصلحه الرجاء ، وهُم :
1 - العُصاة النادمون على ما فرّطوا في الآثام ، فحاولوا التوبة إلى اللّه ، بيد أنّهم قنَطوا مِن عفو اللّه وغُفرانه ، لفداحة جرائمهم ، وكثرة سيّئاتهم ، فيُعالج والحالةُ هذه قنوطَهم بالرجاء بعظيم لُطف اللّه ، وسعة رحمته وغُفرانه .
2 - وهكذا يُداوى بالرجاء مَن أنهك نفسه بالعبادة وأضرّ بها .
أمّا الذين يصلحهم الخوف :
فهم المرَدَة العُصاة ، المنغمسون في الآثام ، والمغترّون بالرجاء ، فعلاجهم بالتخويف والزجر العنيف ، بما يتهدّدهم مِن العقاب الأليم ، والعذاب المُهين .
وما أحلى قول الشاعر :
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها إن السفينة لا تجري على اليبس.
______________________
1- جامع السعادات : ج 1 , ص 246 .
2- سفينة البحار : ج 2 , ص 451 , عن نوادر الراوندي .
3- الوافي : ج 3 , ص 51 , عن الكافي .
4- البحار : مجلّد 3 , ص 274 , عن أمالي الشيخ الصدوق .
5- البحار : مجلّد 3 , ص 274 , عن محاسن البرقي .
6- الوافي : ج 3 , ص 59 , عن الكافي .
7- أعجلوه : أي ردّوه مستعجلاً .
8- البحار : م 3 , ص 274 , عن ثواب الأعمال للصدوق .
9- البحار : م 3 , ص 301 , عن عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) .
10- الفصول المهمّة للإمام شرف الدين : ص 44 .
11- الفصول المهمّة للإمام شرف الدين : ص 39 .
12- البحار : م 3 , ص 35 , عن عِلل الشرائع للصدوق (ره) .
13- ، 14- ، 15- الوافي : ج 3 , ص 172 , عن الكافي .
16- الوافي : ج 3 , ص 58 , عن الكافي .
17- الوافي : ج 3 , ص 57 , عن الكافي .