تأملات قرآنية
مصطلحات قرآنية
هل تعلم
علوم القرآن
أسباب النزول
التفسير والمفسرون
التفسير
مفهوم التفسير
التفسير الموضوعي
التأويل
مناهج التفسير
منهج تفسير القرآن بالقرآن
منهج التفسير الفقهي
منهج التفسير الأثري أو الروائي
منهج التفسير الإجتهادي
منهج التفسير الأدبي
منهج التفسير اللغوي
منهج التفسير العرفاني
منهج التفسير بالرأي
منهج التفسير العلمي
مواضيع عامة في المناهج
التفاسير وتراجم مفسريها
التفاسير
تراجم المفسرين
القراء والقراءات
القرآء
رأي المفسرين في القراءات
تحليل النص القرآني
أحكام التلاوة
تاريخ القرآن
جمع وتدوين القرآن
التحريف ونفيه عن القرآن
نزول القرآن
الناسخ والمنسوخ
المحكم والمتشابه
المكي والمدني
الأمثال في القرآن
فضائل السور
مواضيع عامة في علوم القرآن
فضائل اهل البيت القرآنية
الشفاء في القرآن
رسم وحركات القرآن
القسم في القرآن
اشباه ونظائر
آداب قراءة القرآن
الإعجاز القرآني
الوحي القرآني
الصرفة وموضوعاتها
الإعجاز الغيبي
الإعجاز العلمي والطبيعي
الإعجاز البلاغي والبياني
الإعجاز العددي
مواضيع إعجازية عامة
قصص قرآنية
قصص الأنبياء
قصة النبي ابراهيم وقومه
قصة النبي إدريس وقومه
قصة النبي اسماعيل
قصة النبي ذو الكفل
قصة النبي لوط وقومه
قصة النبي موسى وهارون وقومهم
قصة النبي داوود وقومه
قصة النبي زكريا وابنه يحيى
قصة النبي شعيب وقومه
قصة النبي سليمان وقومه
قصة النبي صالح وقومه
قصة النبي نوح وقومه
قصة النبي هود وقومه
قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف
قصة النبي يونس وقومه
قصة النبي إلياس واليسع
قصة ذي القرنين وقصص أخرى
قصة نبي الله آدم
قصة نبي الله عيسى وقومه
قصة النبي أيوب وقومه
قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله
سيرة النبي والائمة
سيرة الإمام المهدي ـ عليه السلام
سيرة الامام علي ـ عليه السلام
سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله
مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة
حضارات
مقالات عامة من التاريخ الإسلامي
العصر الجاهلي قبل الإسلام
اليهود
مواضيع عامة في القصص القرآنية
العقائد في القرآن
أصول
التوحيد
النبوة
العدل
الامامة
المعاد
سؤال وجواب
شبهات وردود
فرق واديان ومذاهب
الشفاعة والتوسل
مقالات عقائدية عامة
قضايا أخلاقية في القرآن الكريم
قضايا إجتماعية في القرآن الكريم
مقالات قرآنية
التفسير الجامع
حرف الألف
سورة آل عمران
سورة الأنعام
سورة الأعراف
سورة الأنفال
سورة إبراهيم
سورة الإسراء
سورة الأنبياء
سورة الأحزاب
سورة الأحقاف
سورة الإنسان
سورة الانفطار
سورة الإنشقاق
سورة الأعلى
سورة الإخلاص
حرف الباء
سورة البقرة
سورة البروج
سورة البلد
سورة البينة
حرف التاء
سورة التوبة
سورة التغابن
سورة التحريم
سورة التكوير
سورة التين
سورة التكاثر
حرف الجيم
سورة الجاثية
سورة الجمعة
سورة الجن
حرف الحاء
سورة الحجر
سورة الحج
سورة الحديد
سورة الحشر
سورة الحاقة
الحجرات
حرف الدال
سورة الدخان
حرف الذال
سورة الذاريات
حرف الراء
سورة الرعد
سورة الروم
سورة الرحمن
حرف الزاي
سورة الزمر
سورة الزخرف
سورة الزلزلة
حرف السين
سورة السجدة
سورة سبأ
حرف الشين
سورة الشعراء
سورة الشورى
سورة الشمس
سورة الشرح
حرف الصاد
سورة الصافات
سورة ص
سورة الصف
حرف الضاد
سورة الضحى
حرف الطاء
سورة طه
سورة الطور
سورة الطلاق
سورة الطارق
حرف العين
سورة العنكبوت
سورة عبس
سورة العلق
سورة العاديات
سورة العصر
حرف الغين
سورة غافر
سورة الغاشية
حرف الفاء
سورة الفاتحة
سورة الفرقان
سورة فاطر
سورة فصلت
سورة الفتح
سورة الفجر
سورة الفيل
سورة الفلق
حرف القاف
سورة القصص
سورة ق
سورة القمر
سورة القلم
سورة القيامة
سورة القدر
سورة القارعة
سورة قريش
حرف الكاف
سورة الكهف
سورة الكوثر
سورة الكافرون
حرف اللام
سورة لقمان
سورة الليل
حرف الميم
سورة المائدة
سورة مريم
سورة المؤمنين
سورة محمد
سورة المجادلة
سورة الممتحنة
سورة المنافقين
سورة المُلك
سورة المعارج
سورة المزمل
سورة المدثر
سورة المرسلات
سورة المطففين
سورة الماعون
سورة المسد
حرف النون
سورة النساء
سورة النحل
سورة النور
سورة النمل
سورة النجم
سورة نوح
سورة النبأ
سورة النازعات
سورة النصر
سورة الناس
حرف الهاء
سورة هود
سورة الهمزة
حرف الواو
سورة الواقعة
حرف الياء
سورة يونس
سورة يوسف
سورة يس
آيات الأحكام
العبادات
المعاملات
نبوة إبراهيم عليه السلام
المؤلف: قطب الدين الرّاوندي
المصدر: قصص الانبياء
الجزء والصفحة: ص 103- 113.
3-2-2016
2537
1 ـ أخبرنا السيد أبو البركات محمّد بن إسماعيل ، عن علي بن عبد الصّمد سعد النيشابوري ، عن السيد أبي البركات الحوري (1) عن أبي جعفر بن بابويه ، حدّثنا بن عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان آزر عمّ إبراهيم عليه السلام منجّماً لنمرود وكان لا يصدر إلاّ عن رأيه ، فقال : لقد رأيت في ليلتي عجباً ، فقال : ما هو؟ فقال : إنّ مولوداً يولد في ارضنا هذه يكون هلاكنا على يديه ، فحجبت الرّجال عن النّساء ، كان تارخ وقع على أمّ إبراهيم عليه السلام فحملت ، فأرسل إلى القوابل لتنظر إلى النّساء ، ولا يكون في البطن شيء إلاّ علمن به ، فنظرن إلى اُمّ ابراهيم ، والزم الله ما في الرّحم الظّهر ، فقلن ما نرى بها شيئاً ، فلمّا وضعت ذهبت به إلى بعض الغيران فجعلته فيه وأرضعته ، وجعلت على باب الغار صخرة ، فجعل الله رزقه في إبهامه فجعل يمصّها فتشخب لبناً ، وجعل يشبّ في اليوم كما يشبّ غيره في الجمعة ، ويشب في الجمعة كما يشبّ غيره في الشهر ، فمكث ما شاء الله أن يمكث.
ثم أخرج إبراهيم من السرب ، فرأى الزهرة وقوما يعبدونها ، فقال : أهذا ـ على سبيل الانكار ـ ربي؟ فلم يلبث أن طلع القمر وعبده قوم أيضا وقال عليه السلام أيضا على سبيل الانكار ليكون ذلك حجة عليهم في إثبات التوحيد ونفي التشبيه ، وذلك قوله تعالى : {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ} [الأنعام : 83].
2 ـ وعن ابن أورمة ، حدثنا الحسين بن علي ، عن عمر ، عن أبان ، عن حجر ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : خالف إبراهيم عليه السلام وعادى آلهتهم حتى أدخل على نمرود فخاصمه ، فقال إبراهيم عليه السلام : {رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ } [البقرة : 258] الآية ، وكان في عيد لهم دخل على آلهتهم قالوا : ما اجترأ عليها إلا الفتى الذي يعيّبها ويبرأ منها ، فلم يجدوا له مثلة أعظم من النار ، فأخبروا نمرود ، فجمع له الحطب وأوقد عليه ، ثم وضعه في المنجنيق ليرمى به في النار ، وأن إبليس دل على عمل المنجنيق لإبراهيم عليه السلام.
3 ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لما أخذ نمرود إبراهيم عليه السلام ليلقيه في النار ، قلت : يا رب عبدك وخليلك ليس في أرضك أحد يعبدك غيره ، قال الله تعالى : هو عبدي آخذه اذا شئت ، ولما ألقي إبراهيم عليه السلام في النار ، تلقّاه جبرئيل عليه السلام في الهوآء وهو يهوي إلى النار ، يا إبراهيم ألك حاجة؟
فقال : أما اليك فلا وقال : يا الله يا واحد يا أحد يا صمد ، ويا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، نجّني من النار برحمتك. فأوحى الله إلى النار : {كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [الأنبياء : 69].
4 ـ وعن ابن بابويه ، حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ، عن عمه محمد أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن محمد بن مروان ، عن أبي جعفر صلوات الله عليه ، قال : كان دعاء إبراهيم عليه السلام يومئذ : « يا أحد يا صمد يا لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد » ثم توكّلت على الله ، فقال : كفيت.
وقال : لما قال الله تعالى للنار : {كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [الأنبياء : 69] لم تعمل يومئذ نار على وجه الأرض ، ولا انتفع بها أحد ثلاثة أيام ، قال : ونزل جبرئيل يحدثه وسط النار ، قال نمرود : من اتخذ إلهاً فليتخذ مثل إله إبراهيم ، فقال عظيم من عظمائهم : إني عزمت على النيران أن لا تحرقه ، قال : فخرجت عنق من النار فأحرقته ، وكان نمرود ينظر بشرفة على النار.
فلما كان بعد ثلاثة أيام قال نمرود لآزر : اصعد بنا حتى ننظر فصعدا ، فاذا إبراهيم في روضة خضراء ومعه شيخ يحدثه ، قال : فالتفت نمرود إلى آزر ، فقال ما أكرم ابنك على الله. والعرب تسمي العم « أبا » قال تعالى : في قصة يعقوب : {قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ} [البقرة : 133] وإسماعيل كان عم يعقوب : وقد سماه أبا في هذه الآية.
5 ـ أخبرنا الاستاد أبو القاسم بن كمح ، عن الشيخ جعفر الدوريستي ، عن الشيخ المفيد ، عن أبي جعفر بن بابويه ، حدثنا محمد بن بكران النقاش ، حدّثنا أحمد بن محمد بن سعد الكوفي ، حدثنا علي بن الحسن بن فضال ، عن ابيه ، عن الرّضا صلوات الله عليه قال : لمّا أشرف نوح صلوات الله عليه على الغرق دعا الله بحقّنا ، فدفع الله عنه الغرق ، ولمّا رمي إبراهيم في النّار دعا الله بحقّنا ، فجعل النّار عليه برداً وسلاماً وإنّ موسى عليه السلام لمّا ضرب طريقاً في البحر دعا الله بحقّنا ، فجعله يبساً ، وأنّ عيسى عليه السلام لمّا اراد اليهود قتله دعا الله بحقّنا ، نجى من القتل فرفعه إليه.
6 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل ، حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري ، حدّثنا أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن إبراهيم بن أبي رباب الكرخي ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : إنّ إبراهيم عليه السلام كان مولده بكوثا ، وكان من أهلها وكانت أمّ ابراهيم وامّ لوط عليه السلام اختين ، وأنّه تزوّج سارة بنت لاحج ، وهي بنت خالته ، وكانت صاحبة ماشية كثيرة وحال حسنة ، فملكت إبراهيم جميع ما كانت تملكه ، فقام فيه وأصلحه ، فكثرت الماشية والزّرع ، حتّى لم يكن بأرض كوثا رجل أحسن حالاً منه.
وإنّ إبراهيم عليه السلام لمّا كسّر أصنام نمرود أمر به فأوثق وعمل له حيراً فيه الحطب ، وألهب فيه النّار ، ثمّ قذف بإبراهيم عليه السلام لتحرقه ، ثمّ أعتزلوها ثلاثاً حتّى خمدت ، ثمّ أشرفوا على الحير فإذا هم بإبراهيم صلوات الله عليه سليماً مطلقاً من وثاقه ، فأخبروا نمرود ، فأمرهم أن ينفّروا ابراهيم من بلاده ، فإنّه إن بقي في بلادكم أفسد دينكم وأضرّ بآلهتكم ، فأخرجوا إبراهيم ولوطاً عليهما السلام إلى الشّامات.
فخرج إبراهيم ومعه لوط وسارة { وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ } [الصافات : 99] يعني إلى بيت المقدس ، فتحمل إبراهيم بماشيته وماله وعمل تابوتاً وحمل سارة فيه ، فمضى حتى خرج من سلطان نمرود وصار إلى سلطان رجل من القبط ، فمّ بعاشر له ، فاعترضه فقال له : افتح هذا التّابوت حتّى تعطيني عشره وأبى إلاّ فتحه ، ففتحه إبراهيم صلوات الله عليه ، فلّما بدت سارة وكانت موصوفة بالحسن ، قال : فما هي؟ قال إبراهيم : حرمتي وابنة خالتي ، قال : فما دعاك إلى أن حبستها في هذا التّابوت ، فقال إبراهيم صلوات الله عليه : الغيرة عليها أن لا يراها أحدٌ.
قال : فبعث الرّسل إلى الملك فأخبره بخبر إبراهيم ، فأرسل الملك أن احملوه والتّابوت معه ، فلمّا دخل عليه قال الملك لإبراهيم : افتح التّابوت وأرني من فيه ، قال : إنّ فيه حرمتي وابنة خالتي وأنا مفتد فتحه بجميع ما معي ، فأبى الملك إلاّ فتحه ، قال : ففتحه فلمّا رأى سارة الملك ، فلم يملك حمله سفهه أنّ مدّ يده إليها ، فقال إبراهيم : أللّهمّ احبس يده عن حرمتي ، فلم يصل إليها يده ولم ترجع إليه ، فقال الملك : إنّ إلهك هو الّذي فعل بي هذا؟ قال : نعم إنّ إلهي غيور يكره الحرام ، وهو الّذي حال بينك وبينها ،فقال المكل : ادع ربّك يردّ عليّ يدي ، فان أجابك لم أعترض لها ، فقال إبراهيم صلوات الله عليه : اللهمّ ردّ عليه يده ليكفّ عن حرمتي ، فردّ الله تعالى عليه يده.
فأقبل الملك نحوها ببصره ، ثم عاد بيده نحوها ، فقال إبراهيم عليه السلام الّلهمّ احبس يده عنها ، فيبست يده ولم تصل إليها ، فقال الملك لإبراهيم : إنّ إلهك لغيور فادع إلهك يردّ عليّ يدي ، فإنّه إن فعل بي لم اُعد ، فقال له إبراهيم عليه السلام : أسأل ذلك على أنّك إن عدت لم تسألني أن أسأله ، فقال الملك : نعم ، فقال إبراهيم : الّبلهمّ إن كان صادقاً فردّ عليه يده ، فرجعت عليه يده.
فلمّا رآى الملك ذلك عظّم إبراهيم عليه السلام وأكرمه ، وقال : فنطلق حيث شئت ، ولكن لي إليك حاجة ، قال إبراهيم عليه السلام وما هي؟ قال : أحبّ أن تأذن لي أن أخدمها قبطيّة عندي جميلة عاقلة تكون لها خادمة ، فأذن له إبراهيم عليه السلام فدعا بها فوهبها لسارة ، وهي هاجر امّ اسماعيل عليه السلام ، فسار إبراهيم بجميع ما معه ، وخرج الملك معه يتّبعه ويمشي خلف إبراهيم عليه السلام إعظاماً له ، فأوحى الله تعالى إلى إبراهيم عليه السلام : أن قف ولا تمش قدّام الجبّار ، فوقف إبراهيم صلوات الله عليه وقال للملك : إنّ إلهي أوحى إليّ السّاعة أن اُعظّمك واُقدّمك وأمشي خلفك ، فقال : أشهد أنّ إلهك رفيق حليم كريم.
قال : وودّعه الملك ، وسار إبراهيم حتّى نزل بأعلى الشّامات ، وخلّف لوطاً بأدنى الشّمات ، ثمّ إنّ إبراهيم أبطأ عن الولد ، فقال لسارة : أن لوشئت لمتّعتني من هاجر لعلّ الله يرزقني منها ولداً فيكون خلفاً ، فابتاع إبراهيم عليه السلام هاجر م سارة فوقع عليها ، فولدت إسماعيل عليه السلام.
7 ـ وعن ابن بابويه ، عن محمد بن موسى بن المتوكّل ، حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن داود بن كثير الرّقّي قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : أيّهما كان أكبر إسماعيل أم اسحاق؟ وأيّهما كان الذبيح؟ قال : كان إسماعيل أكبر بخمس سنين ، وكان الذبيح إسماعيل عليه السلام ، وكانت مكة منزل إسماعيل عليه السلام ، ولمّا أراد إبراهيم أن يذبح إسماعيل أيّام الموسم بمنى قال الله تعالى : {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى} [الصافات : 102] ثم قال : {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ} [الصافات : 112] فمن زعم أن إسحاق أكبر من اسماعيل وأنّه كان الذبيح ، فقد كذّب بما أنزل الله تعالى في القرآن من نبأهما صلوات الله عليهما.
8 ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، حدّثنا عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هاشم بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه الصلاة والسلام ، قال : كان لإبراهيم ابنان ، فكان أفضلهما ابن الأمة .
9 ـ وعن ابن أبي عمير ، عن عبد الرّحمن بن الحجاج ، عن أبي عبدالله صلوات اله عليه في قوله تعالى : {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ} [هود : 71] يعني : حاضت ، وهي يومئذ ابنة تسعين سنة ، وابراهيم ابن مائة وعشرين سنة ، قال : وإنّ قوم إبراهيم عليه السلام نظروا إلى إسحاق 7 قالوا : ما أعجب هذا وهذه يعنون إبراهيم عليه السلام7 وسارة أخذا صبيّاً وقالا : هذا ابننا يعنون إسحاق ، فلمّا كبر لم يعرف هذا وهذا لتشابههم حتّى صار إبراهيم يعرف بالشّيب قال : فثنى إبراهيم عليه السلام لحيته ، فرآى فيها طاقة بيضاء فقال إبراهيم : اللّهمّ ما هذا؟ فقال : وقار فقال : الّلهمّ زدني وقاراً (2).
10 ـ وبإسناده عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن محمد بن مروان ، عن زرارة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال : كان إبراهيم عليه السلام رجلاً غيور ، كان إذا خرج أغلق بابه ، فرجع يوماً فرأى رجالً في داره عليه ثوبان أبيضان يقطر رأسه ماء ودهنا ، فقال له : من أنت؟ فقال : أنا ملك الموت ، ففزع إبراهيم عليه السلام وقال : جئتني لتسلبني روحي؟ فقال : لا ولكن الله اتّخذ عبداً خليلاً فجئته ببشارة ، فقال : ومن هو؟ قال : وما تريد منه؟ قال إبراهيم عليه السلام : أخدمه حتى أموت فقال : أنت هو (3).
11 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا عبدالله بن داود ، عن عبدالله بن هلال ، عن أبي عبدالله صلوات الله عليه قالك : لمّا جاء المرسلون إلى إبراهيم صلوات الله عليه جاءهم بالعجل ، فقال كلوا ، قالوا : لا نأكل حتّى تخبرنا ما ثمنه؟ فقال : إذا أكلتم فقولوا : بسم الله وإذا فرغتم فقولوا : ألحمد لله ، فقال : فالتفت جبرئيل عليه السلام إلى أصحابه وكانوا أربعة وجبرئيل رئيسهم ، فقال : حق أن يتّخذ هذا خليلاً (4).
12 ـ وعن ابن أورمة ، حدّثنا عمرو بن عثمان ، عن العبقري ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن حارثة بن مضرّب ، عن عليّ 7 قال : شب إسماعيل وإسحاق فتسابقا فسبق إسماعيل فأخذه إبراهيم عليه السلام فأجلسه في حجره وأجلس إسحاق إلى جنبه ، فغضبت سارة وقالت : أما انّك قد جعلت أن لا تسوي بينهما فاعزلها عنّي ، فانطلق إبراهيم عليه السلام بإسماعيل صلوات الله عليهما وباُمة هاجر حتى أنزلهما مكّة ، فنفد طعامهم ، فأراد إبراهيم أن ينطلق فيلتمس لهم طعاماً ، فقالت هاجر إلى من تكلنا ، فقال : أكلكم إلى الله تعالى ، وأصابهما جوع شديد ، فنزل جبرئيل عليه السلام وقال لهاجر : إلى من وكلكما؟ قالت : وكلنا إلى الله قال : ولقد وكلكما إلى كاف ، ووضع جبرئيل يده في زمزم ثم ّ طواها ، فإذا الماء قد نبع ، فأخذت هاجر قربة مخافة أن يذهب ، فقال جبرئيل : إنها تبقى فادعي ابنك فأقبل فشربوا وعاشوا حتّى أتاهم إبراهيم عليه السلام فأخبرته الخبر فقال : هو جبرئيل عليه السلام (5).
13 ـ وبإسناده عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمّار ، قال : سألت ابا عبدالله عليه الصلاة والسلام عن السّعي ، فقال : إنّ إبراهيم عليه السلام لمّا خلّف هاجر اُمّ إسماعيل عطش الصبيّ ولم يكن بمكة ماء ، فأتت هاجر إلى الصّفا ، فصعدت فوقها ، ثم نادت هل بالوادي من أنيس؟ فلم يجبها أحدٌ ، فرجعت إلى المروة حتّى فعلت ذلك سبعاً ، فأجرى بذلك سنّة (6) ، قال : فأتاها جبرئيل وهي على المروة ، فقال لها : من انت؟ فقالت : اُمّ ولد إبراهيم ، فقال : إلى من ترككما؟ قالت : إلى الله تعالى فقال : وكّلكما إلى كاف ، قال : فحص الصّبي برجله فنبعت زمزم ، ورجعت هاجر إلى الصّبيّ ، فلمّا رأت لماء قد نبع جمعت التّراب حوله ولو تركته لكان سيحاً ، قال : ومّر ركب من اليمن يريد سفراً لهم فرأوا الطّير قد حلقت قالوا : وما حلقت إلا على ماء ، وقد كانوا يتجنبون منه ، لأنّه لم يكن بها ماء ، فأتوهم فأطعموهم وسقوهم ، وكان النّاس يمرّون بمكة ، فيطعمونهم من الطّعام وهم يسقونهم من الماء (7).
14 ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد ، عن عليّ بن النّعمان ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بكر الحضرمي قال : قال أبو عبدالله صلوات الله عليه : إنّ اسماعيل دفن امّه في الحجر وجعله عليها لئلاّ يوطأ قبرها.
15 ـ وبإسناده عن ابن أبي عمير ، عن ابان ، عن عقبة ، عن أبي عبدالله صلوات الله عليه قال : إنّ إسماعيل لمّا تزوّج امرأة من العمالقة يقال لها : سماة وأنّ إبراهيم اشتاق إليه ، فركب حماراً ، فأخذت عليه سارة ألاّ ينزل حتّى يرجع قال : فأتاه وقد هلكت اُمّه ولم يوافقه ووافق امرأته ، فقال لها : أين زوجك ، فقال : خرج يتصيّد ، فقال : كيف حالكم؟ فقالت : حالنا وعيشنا شديد ، قال : ولم تعرض عليه المنزل ، فقال : إذا جاء زوجك فقولي له جاء ها هنا شيخ وهو يأمرك أن تغيّر عتبة بابك.
فلمّا أقبل إسماعيل صلوات الله عليه وصعد الثّنية وجد ريح أبيه ، فأقبل إليها وقال : أتاك أحدٌ؟ قالت : نعم شيخ قد سألني عنك ، فقال لها : هل أمرك بشيء؟ قالت : نعم ، قال لي : إذا دخل زوجك فقولي له جاء شيخ وهو يأمرك أن تغيّر عتبة بابك ، قال : فخلّى سبيلها.
ثمّ إنّ إبراهيم عليه السلام ركب إليه الثانية ، فأخذت عليه سارة أن لا ينزل حتى يرجع ، فلم يوافقه ووافق امرأته ، فقال : أين زوجك قالت : خرج : عافاك الله للصيد ، فقال : كيف أنتم؟ فقالت : صالحون قال : وكيف حالكم؟ قالت : حسنة ونحن بخير ، انزل يرحمك الله حتّى يأتي ، فأبى ولم تزل به تريده على النزول فأبى ، قالت : أعطني رأسك حتّى أغسله ، فإنّي أراه شعثاً ، فجعلت له غسولاً ، ثم أدنت منه الحجر ، فوضع قدمه عليه ، فغسلت جانب رأسه ، ثم قلبت قدمه الأخرى فغسلت الشق الآخر ثمّ سلّم عليها وقال : إذا جاء زوجك فقولي جاء ها هنا شيخ فهو يوصيك بعتبة بابك خيراً.
ثم إنّ إسماعيل صلوات الله عليه أقبل فلمّا انتهى الثنيّة وجد ريح أبيه ، فقال لها : هل أتاك أحدٌ؟ قالت : نعم شيخ وهذا أثر قدميه ، فاكبّ على المقام وقبّله ، وقال : شكى إبراهيم إلى الله ما يلقى من سوء خلق سارة ، فأوحى الله إليه : أنّ مثل المرأة مثل الضّلع الأعوج إن تركته استمتعت به وان أقمته كسرته ، وقال : إنّ إبراهيم عليه السلام تزوّج سارة وكانت من أولاد الأنبياء على أن لا يخالفها ولا يعصي لها أمراً ولا تعصي له أمراً فيما وافق الحق ، وأنّ إبراهيم كان يأتي مكة من الحيرة في كلّ يوم.
16 ـ وعن ابن بابويه ، عن محمّد بن موسى المتوكّل ، حدّثنا عبدالله بن جعفر ، عن ابن محبوب ، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، قال : سمعت أبا عبدالله صلوات الله عليه يقول : إنّ إبراهيم عليه السلام استأذن سارة أن يزور إسماعيل بمكة ، فأذنت له على أن لا يبيت عنها ولا ينزل عن حماره ، قلت : كيف كان ذلك؟ قال : طويت له الأرض.
17 ـ عن ابن بابويه ، حدثنا محمد بن الحسن ، حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن أورمة ، عن يحيى الّلحام ، عن سماعة بن مهران ، عن أبي عبدالله صلوات الله عليه ، قال : إنّ إبراهيم ناجى ربّه فقال : يا رب كيف ذا العيال من قبل أن يجعل له من ولده خلفاً يقوم بعده في عياله؟ فأوحى الله تعالى إليه : يا إبراهيم أو تريد لها خلفاً منك يقوم مقامك من بعد خيراً منّي؟ قال إبراهيم : اللّهمّ لا ، الآن طابت نفسي.
18 ـ عن ابن بابويه ، عن محمد بن علي ما جيلويه ، عن محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي البرقي ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن ابي عبد الله عليه السلام قال : إنّ اسماعيل صلوات الله عليه توفّي ، وهو ابن مائة وثلاثين سنة ، ودفن بالحجر مع اُمّه ، فلم يزل بنو اسماعيل ولاة الأمر يقيمون للنّاس حجّهم وأمر دينهم يتوارثونها كابراً عن كابر حتّى كان زمن عدنان بن اُدد.
19 ـ عن ابن بابويه ، عن أبيه ، حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن محمد بن أبي أبي نصر ، عن ابان ، عمّن ذكره ، عن مجاهد ، عن ابن عباس رضي الله عنه ، قال : كانت الخيل العرابة وحوشاً بأرض العرب ، فلمّا رفع إبراهيم واسماعيل صلوات الله عليهما القواعد من البيت ، قال : إنّي أعطيتك كنزاُ لم أعطه أحداً كان قبلك ، فخرج إبراهيم وإسماعيل صلوات الله عليهما حتّى صعدا ، فقالا : ألا هلا ألا هلمّ ، فلم يبق في ارض العرب فرس إلا أتاه وذلّل له فأعطته بنواصيها.
__________________